رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 12 - 2 - الثلاثاء 19/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
19/12/2023
عاد عمران إلى المنزل صباح اليوم التالي بعد أن سمح له الطبيب بالخروج
عاد على ذلك المقعد المتحرك الذي سيلازمه باقي عمره
تقبلت جليلة تلك الصدمة برحابة صدر
يكفي انه يتنفس بجوارها
كان لرؤية عمران لعائلته حوله أثرًا جليلًا عليه
لكن لفت انتباهه غياب سارة وصغيرتها
فظن انها تتداري من شعورها بالاحراج من فعلت والدها
_ أومال فين سارة؟
نظرت وسيلة لمصطفى يعتاب لاحظه جمال لكن جليلة انقذت الموقف
_ في اوضتها بتنيم بنتها وچاية، ادخل انت ارتاح شوية
اومأ لها عمران ثم أخذه جاسر ودلف به الغرفة ومعه مصطفى ليساعدوه على الاستلقاء
كانت نظراتهم تحمل توعد وتحدي
وكأن جاسر يخبره بثقة بأنه لن يفلح بالتفريق بينه
وبين زوجته
""سنرى""
اكتفى بها مصطفى ثم تطلع إلى جده ليقول بأسف
_ جدي معلش مضطر اسافر النهاردة عشان سايب مراتي عند أمها، اطمن بس عليها وارجع تاني
ربت عمران على يده وتحدث بتفاهم
_ روح ياابني اني بخير
قبل يده باعتذار اقرب للامتنان ثم ابتسم بحب وخرج من الغرفة بعد ان وجه نظرة يملؤها الغضب لجاسر
وما إن خرج من الغرفة حتى سمع صوت جمال الحاد
_ مصطفى
نظر مصطفى لعمه الذي كان جالسًا في الردهة بجوار وسيلة
تقدم منه ليقول بطاعه
_ نعم ياعمي
أشار له بالجلوس بحزم ليفعلها باستسلام وتطلع إليه ينتظر حديثه
نهضت وسيلة كي تتركهم يتحدثون بأريحية وما إن ذهبت حتى سأله مصطفى
_ خير ياعمي؟
_ انت اللي خير، عايز تاخد أختك ليه؟
نظر مصطفى إلى ما بين قدميه بحيرة وتحدث بتسويف
_ عايزها تقعد معايا يومين هي من يوم ما رجعت البلد مخرجتش منها.
ظل جمال يتطلع إليه بترقب فلم يستطيع مصطفى الصمود أمامه فقال بتحفز
_ عمي انا مش هسيبها ليه بعد النهاردة، كفاية اهانة وتجريح فيها، إن كان بابا غلط هي ملهاش ذنب.
_ واحنا من امتى حملناكم الذنب، ده أخويا ودي حاجة بينا وبينه ايه دخلكم انتم
_ انا مش بتكلم عنكم، انا اقصد جاسر
زفر جمال بحنق من ابنه الذي لم يكف عن كرهه لعمه حتى ينعكس ذلك على مشاعر زوجته
فقال بتفاهم
_ انا مقدر زعلك على أختك بس ده ميدكش الحق إنك تخدها من جوزها بالإجبار
انفعل مصطفى من اتهامه وقال بحدة
_ انا مأجبرتش حد، هي اللي رافضة تكمل معاه بعد….
قاطعه جمال
_ بعد ما انت اقنعتها بده
اشاح بوجهه بعيدًا عنه ملتزمًا الصمت فتحدث جمال برزانة
_ شوف ياابني انا مقدر زعلك على أختك وخصوصًا انها توأمك، بس صدقني سارة وجاسر مستحيل يقدروا يبعدوا عن بعض لحظة واحدة
المشاكل اللي بتحصل بينهم مش بتسمح لحد فينا يتدخل مع إننا بنبقى معاها حتى لو مش غلطانة
بس مش بتتحمل حد فينا يمسه ولو بكلمة
جاسر إن كان عمل كدة فده من زعله على جده مش أكتر
إنما سارة دي روحه ميقدرش يبعد عنها.
يعلم جيدًا بأن عمه محق في كل كلمة، لكنه أخطأ في انكار غضبه منها لأفعال أبيها فقال بتعند
_ عمي متحاولش تنكر الحقيقة، انا بنفسي سمعت كل حاجة، وجاسر لازم يتعاقب على أفعاله
والعقاب الوحيد ليه أنها تبعد فترة، ومش هتنازل
زم جمال فمه بحيرة وسأله
_ مفيش طريقه غير دي؟ انت كدة بتعاقبنا كلنا، أنا ذنبي ايه تبعد عني هي وحفيدتي؟
لم يلين مصطفى وحديثها الذي سمعه منها قد لبث في عقله
_ معلش ياعمي فترة كدة وإن شاء الله هترجع تاني.
علم جمال ما يود الوصول إليه فاضطر للموافقة ربما بتلك الطريقة يستطيع تلقينه درسًا لن ينساه
_ اللي تشوفه
خرج مصطفى من المنزل ومازال على نفس إصراره سيأخذها ويأخذ زوجته ويستقل بعيدًا عن دائرة والده، لكن بعد مواجهة صغيرة بينه وبين أبيه
❈-❈-❈
دلف غرفته وقد شعر حقًا بفراغ شديد
كانت باردة كالجليد بخلو أصحابها منها، فتلك الجنة الصغيرة التي كان ينعم بها أصابته حد الأختناق في بعدهم.
يبدو أنها فضلت البقاء في غرفة ليلى كنوعٍ من العقاب، وقد كان أشد عقاب
شعر بحنين جارف لأبنته التي لم يلمح طيفها منذ الأمس
جلس على الفراش مستندًا بمرفقيه على قدميه ينظر إلى ما بينهما بشرود
لقد استطاعت بمهارة أن توجعه فغيابها هو أشد الأوجاع على قلبه
لم يتحمل قلبه ذلك الفراق وأجبره على الذهاب إليها
لن يعتذر فلم يفعل شئ يسحتق الاعتذار
فقط سيجبرها على العودة إلى غرفتها.
دلف غرفة ليلى لكنه لم يجدها
نزل للأسف يبحث عنهم حتى وجد والدته تخرج من غرفة جده سألها بثبات
_ أومال سيلا فين؟
اندهشت لعدم معرفته بذهابها مما جعلها تترد في القول
لكنه عاد يسألها بقلق
_ في ايه ياأمي قلقتيني
أجابت مسرعة
_ لا ياولدي مفيش قلق ولا حاچة
اهتزت نظراتها وهي تتابع
_ أصلها مشيت مع أخوها
قطب جبينه بعدم استيعاب وسألها
_ مش فاهم، سافرت معاه فين؟
ارتبكت وسيلة من نظرات ابنها التي لا تبشر بخير وتمتمت برهبة
_ هي زمانها لسة …..
قاطعها جاسر بصبر نافذ
_ وبعدين ياأمي متتكلمي على طول
_ في بيت أمجد هي ومصطفى
عقد حاجبيه متسائلًا
_ بتعمل ايه هناك؟
_ هي ومصطفى قاعدين فيه من امبارح لحد ما تمشي
لم يستمع لباقي حديثها وخرج من المنزل متجهًا إليها منتويًا بأشد عقاب
ها هي تفعلها مرة أخرى وتنوي السفر دون علمه
إذا ظنت لوهلة أن عشقه لها سيجعله راضخًا لها فهي واهمة.
أما هي فقدت قضت ليلتها الباردة في ذلك المنزل في ذهاد
بعيدًا عن دائرته
بعيدًا عن ذراعيه التي لم تستطيع النوم بعيدًا عنهم منذ عودتها إليه
كيف ستتحمل ذلك البعد
لا هكذا سيكون عقابًا لها اكثر منه،عليها العودة ليس لها مكانًا بعيدًا عنه
دلف مصطفى المنزل بعد ان حجز لكلاهما على متن الطائرة
تقدم منها بابتسامة لم تصل لعينيه وتحدث بهدوء
_ عاملة ايه دلوقت
أجابت بهدوء رغم ما يعتمل بداخلها
_ الحمد لله
شعر بأن هناك ما تود التحدث به فقرر الاشتماع لها
_ قولي اللي جواكي ياسارة
تحدثت بعد تردد طويل
_ انا مش هسافر
لم يقاطعها بل تركها تخرج ما بجبعتها
_ انا هبقى بضحك على نفسي لو قلتلك هقدر ابعد عنه، للأسف مش هقدر ولا هقدر احرمه من بنته
جاسر مش وحش، بالعكس ده أحن انسان ممكن تشوفه في حياتك بس مشكلته أنه مندفع وده اللي بحاول أغيره فيه، صحيح بفشل كل مرة بس اديني بحاول.
اعتدل مصطفى في جلسته ونظر إليها وهو يحاول بصعوبة اخفاء غضبه منها لأخفاء ذلك الأمر عليه وغمغم بحدة
_ شوفي ياسارة، انا كنت ناوي اعاقبك على اللي حصل بس لما نوصل القاهرة، بس بما إنك قابلة على نفسك الأهانة من غير ما تاخدي موقف فانتي حرة
وانا شايف إن ده أكبر عقاب ليكي
آمنتي غيري على سرك ووافقتي على المهزلة دي، يبقى خلاص اتحملي.
_ أنا مأمنتش حد بالعكس انا خفيت الموضوع ده جوايا ورضيت بنصيبي بس جاسر سمعني وانا بكلمه بالصدفة ودارى عليا وعرض أنه يتجوزني عشان يستر عليا، ومكنش قدامي حل تاني.
اه كان قاسي وكان ديمًا بيجرحني بالكلام بس اى حد مكانه كان هيعمل اكتر من كدة، بعدها الحب اتولد بينا وزاد جرحنا لبعض، وكل ما نتعلق أكتر كل ما العناد يزداد اكتر واكتر لحد ما عرفنا الحقيقة
التفتت إليه وغمغمت بهدوء
_ للأسف انا ضعيفة اوي قدام حبه ومستحيل هقدر اتغير، هعاقبه بس وانا معاه مش بعيدة عنه
لم يستطيع الوقوف أمامها وابعادها عن من احبت فتقدم منها ليحيط كتفيها بيديه وتحدث بقوة
_ مادام انتي عايزة كدة انا هسيبك بس لازم تاخدي موقف منه وأوعي تستسلمي المرة دي.
ما إن انهى حديثه حتى سمع طرق الباب بحدة
لم يتساءل كلاهما عن هوية الطارق، ومن غيره
فتح مصطفى الباب بكل هدوء ليدلف جاسر الغاضب وهو يتلفت حوله
_ هي فين؟
يتبع..