رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 13 - 2 - الجمعة 22/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر بتاريخ الجمعة
22/12/2023
في منزل مهران
تناولت القلم لتمضي بيدها على وثيقة وفاتها وانتهى الأمر
كانت نظرات سلام لها تطمئنها بأنه سيظل معها
لكنه تركها ورحل مع الجميع
وحيدة في ذلك القصر العتيق ومع ذلك الرجل الذي أصبحت بين ليلة وضحاها زوجةً له
فتح باب الغرفة ودلف منها مهران لينتفض قلبها خوفًا
فور رؤيته
ابتسم بسخرية عندما لاحظ ريبتها وتقدم منها قائلًا
_ مبروك
نظرت إليه بازدراء وهي تلعن ذلك الحظ الذي القاها في طريقه وقالت باستياء
_ على ايه؟ على الفضيحة اللي اتفضحتها؟ ولا على إجبارك ليا بالجواز؟
رفع حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية
_ فضيحة ايه؟ بالعكس انا أجبرت ابوكي أنه يعترف بكي قدام الناس كلها واتچوزتك على سنة الله ورسوله يبقى فين الفضيحة.
_ مش عارف فين؟، أنا اللي هربت من أبويا ليك انت وطول الفترة اللي فاتت وانا معاك لوحدنا يعني ايوة اعترف بيا بس بفضيحة
جلس مهران على المقعد بأريحية وقال بتشفي
_ عادي متفرقش المهم أنه اعترف بيكي، وبعدين اعملي حسابك إن الفرح بعد اسبوع
نظرات التشفي في عينيه جعلتها ترفض أن تكون جسرًا يمر عليه بكل فتور للوصول لرغبته في الانتقام، لن تقبل وليحدث ما يحدث
_ وانا مش موافقة على المهزلة دي
ضيق عينيه متسائلًا فتابعت بحدة
_ المهزلة اللي بدأتها انتهت وخلصت انتقامك، فضحته وفضحتني وخلصت الحكاية سيبني امشي من سكات
نهض من مقعده وتقدم منها بكل هدوء وكأن ما قالته لم يسمع منه شئ وتمتم بلهجة رغم هدوءها إلا إنها تحمل تعبيرًا قا.تلًا
_ الفرح هيتم بعد اسبوع وناس كتير اوي هتحضر ولازمن يشوفوا اللي اتحدت أهلها عشان مهران الهواري وهي في قمة سعادتها.
ليس لديها شيئًا لتخشى عليه ولن تقبل بذلك التسلط
استدار ليذهب ولكنها أوقفته بتحدي
_ مستحيل اقبل وزي ما هربت مرة هعملها تاني
لا تعرف متى عاد إليها حتى جدت عنقها بين يديه وعينيه التي تحول هدوءها لشرارًا ناريًا اجفلها وهو يتمتم من بين أسنانه
_ اتأدبي واعرفي زين انتي بتتحدتي مع مين، ودلع الحريم ده ميمشيش معاي، اللي أقوله يمشي ولو على رقبتك فاهمة ولا لأ؟
قال كلمته الأخير بهدر لكنها لن تستسلم وعاندت بإصرار
_ لأ
كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها لكنها عميت عن الخطر لتجرح كبرياءه، عاد بها للخلف حتى الصق ظهرها بالحائط
وجعها لم يبالي به وغمغم بوعيد قاتل
_ لا عاش ولا كان اللي يتحدى مهران الرفاعي ومش هتيجي واحدة زيك صفر على شمال تتحداني.
المسافة كانت قريبة جدًا بينهم حتى أنه شعر بأنفاسها الثائرة من خوفٍ تخفيه على وجهه وكم كان لها تأثير عجيب عليه إذ نظر لعينيها لأول مرة بذلك القرب فأصابته بسهام نظراتها والتي تشبه صفاء شمس شروقٍ اربكت ضربات قلبه الرتيبة.
جالت عينيه بملامحها التي رسمت باتقان وكأنها لوحة في يد فنان أبدع صنعها
رمش بعينين مربكتين وابتعد عنها يزدرد لعابه بصعوبة وغمغم بانفعال
_ الفرح زي ما قلت يوم الخميس الچاي وبلاش تقفي قصادي لإنك متعرفيش انتي واقفة قصاد مين.
هرب مسرعًا من مشاعره التي اهتزت فجأة بنظرة واحدة، وقلبه الذي لم تندمل جراحه بعد؛ اخذ ينبض بقوة وكأن الحياة أعيدت إليه من جديد
دلف غرفته مغلقًا الباب خلفه بعنف وقد ازدادت وتيرة تنفسه من تلك المشاعر التي اجتاحته حتى أنه لم يشعر بمثلها من قبل
أغمض عينيه يحاول تنظيم انفاسه حتى وقع نظره على صورة والدته بجوار صورة حلم
عاد الوجوم يحتل ملامحه ليواجه تلك الصورة التي وضعها كي تعيده إلى رشده حينما يفقده
يعلم جيدًا بأنه يعيد الكرة مرةً أخرى لكن لن يتنازل مهما كلفه الأمر
قضي الأمر ولا مجال للتراجع
نظر إلى والدته التي استلذ رؤيتها الآن وقد ظفر أخيرًا بنصرٍ سعى خلفه سنينًا عدة
لكنه ناقص لا يعرف لما
لاحت أمامه صورتها التي طبعت لا بل حفرت بداخل عقله وهو يتذكر تلك اللحظة وقد جمعهم ذلك القرب
وأكدت خفقات قلبه ما لم يعترف به عقله بأنه وضع قدمه على أولى درجات سلمه للسحاب
عاد بنظره إلى حلم يناشدها ان تنفي ذلك وتخبره بأن حبها ليس له بديل ولم يكن له ما أراد
إذ أكدت مشاعره بأن الأمر تلك المرة يختلف تمامًا لكنه لن يعترف بذلك
❈-❈-❈
جلس على المقعد ينظر إليها باشتياق وهو يجري تلك المكالمة الفيديو
_ حبيبة قلبي عاملة ايه؟ ومالك أخباره ايه
ابتسمت له رغم ضيقها من بعده عنها كل هذه الفترة وتمتمت بروية
_ الحمد لله احنا كويسين، بس وحشتنا أوي
_ وانتو وحشيني اكتر بس خلاص هانت كلها يومين واكون عندكم.
وضع الهاتف على الطاولة أمامه كي يتحدث بأريحية وغمغم باعتذار
_ وأوعدك أول ما ارجع هعوضكم عن غيابي ده بس مينفعش اسيب سارة في الظروف دي.
أومأت بتفاهم ثم تحدثت بريبة
_ ولدتك لسة مكلماني دلوقت وعايزة تشوف مالك بس قلتلها لما مصطفى يرجع، وحسيت انها زعلت.
تبدلت ملامح مصطفى وتحدث بجدية
_ كويس انك رفضتي انا أصلاً مش هرجع البيت ده تاني بعد اللي حصل
_ طيب هنقعد فين؟
_ في شقة عمي لحد ما اشوف مكان تاني
_ وهتوافق عمك في اللي قال عليه؟
تنهد بحيرة وهو يعود بظهره للوراء
_ مش عارف ياحلم، بصراحة انا شايف إن الموضوع صعب جدًا مش بس من جهة أبويا لا كمان من جهة وضع الشركة نفسها، لأنها لسة موقفتش على رجلها الاقساط لسة مخلصتش ومش عارف هكون قدها ولا لأ.
_ ان شاء الله هتكون قدها المهم ترجعلنا بسرعة
اومأ بابتسامة
_ إن شاء اطمن بس على سارة وهرجع على طول
تنهدت بقلة حيلة وغمغمت بغيظ
_ أمري لله هتحمل عشان خاطر سارة، مع اني مش معاك فـ اللي بتعمله ده
_ لازم ياحلم، سارة لازم تكون اقوى من كدة، انا لو سيبتها هتضعف مش هسمح لأي حاجة تهز كرامتها
_ بس مفيش كرامة بين الست وجوزها وخصوصاً لو كانوا بيحبوا بعض زيهم كدة.
تنهد بتعب وتمتم بحيرة
_ مش عارف بصراحة، حاسس إن الموضوع بيوسع مني.
وضعت حلم طفلها في فراشه وعادت إليه لتقول بدهاء
_ واللي يحللك الموضوع؟
غمز لها بعينيه وقال بخبث
_ اموت وابوسه
ضحكت حلم وتمتمت بخفوت
_ اقفل الباب كويس لـ سارة تسمعنا وتعالى اقول تعمل أيه.
انتهت حلم من سرد خطتها مما جعل مصطفى يذهل من تفكيرها وقال بغيظ
_ فعلاً إن كيدكن عظيم.
أكدت حلم
_ ولسة بس أصبر على الخطة الأولى وشوف أن ماخليته يبوس ايدها عشان تسامحه يبقى انا معرفش حاجة
عاد مصطفى بظهره للوراء وتحدث باستهزاء
_ دا انا اللي طلعت معرفش حاجة بس على العموم خلينا ننفذ ونشوف النتيجة
تحولت نظراته لمكر وهو يسألها
_ طيب والبوسة هنعمل فيها أيه؟
هزت كتفيها دلال وأجابت
_ لما تيجي هنشوف حكايتها هي التانية
قطب جبينه بضيق وغمغم باعتراض
_ نعم يااختي هو انا لسة هستنى
فكر قليلًا ثم قال بإصرار
_ بقولك ايه انا هقوم انفذ الخطة دلوقت مش هستنى للصبح يلا سلام لحد ما اجيلك
اغلق مصطفى الهاتف وخرج من الغرفة كي ينفذ ما انتواه
❈-❈-❈
خرج من عندها والغضب يتآكله، كيف استطاعت نطقها بتلك السهولة وكأن ما بينها ينتهي بكلمة كهذه
هل تفعل ذلك كي تكسر غروره؟ ام هي حقًا أرادت ذلك؟
وإن كان ذلك فقد نجحت بكل جدارة لكن ليس بغروره بل بقلبه
قلبه لا يطاوعه
لن يستطيع تحمل بعدها
لا لن يقف صامتًا أمامها سيعود إليها ويلقنها بحبه درسًا لن تنساه
ألا تعلم كم يحبها
هل تعلم كم يموت ويحيا ببعدها
فإذا فارقته فارقته الحياة بدورها
هل تعلم بأن مدى غيرته بمدى حبها بقلبه
وكلما اشتد حبه كلما علت غيرته
لا تختبر حبه بالفراق
فالفراق يقتله بسلاح بارد
لكنه وقت استدارته رن هاتفه لينقبض قلبه خوفًا عليها فأجاب بقلق
_……
خذلها كما حدث من قبل
ولما لا وقد تعود أن تسامحه بكلمة واحدة منه أو نظرة اعتذار ليست مباشرة، فظن تلك المرة كما قبلها ستغفر وتسامح
لكن لن تغفر تلك المرة وستظل على موقفها مهما فعل
توقفت عن التفكير عندما سمعت صوت هاتفها ولم يكن سوى حازم الذي يخبرها عن ذلك الخبر الذي افجعها
يتبع..