رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 14 - 2 - الأحد 24/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر بتاريخ الأحد
24/12/2023
صعد جمال غرفته وقد ظلت وسيلة مستيقظة بسبب ذلك القلق الذي انتابها اليوم
لن يستطيع اخفاء الأمر عليها
_ أومال فين حازم وجاسر وليه سارة بعتت البنت وهي فين
ارتمى جمال على المقعد ولم يدري كيف يخبرها بذلك الخبر فقال بثبات زائف
_ جاسر عمل حدثة وفي المستشفى وسارة معاه
انقبض قلبها بصدمة وضربت على صدرها بخوف
_ ابني
تقدمت منه وهي تجث أمامه وتصيح به
_ ايه اللي حصله ابني ماله؟
مسح جمال على وجهه ونظر إليها متمتمًا بتعاطف
_ قلتلك متقلقيش جاسر كويس وإن شاء الله هيطلع الصبح
هزت رأسها بعدم اقناع ونهضت وهي تبحث عن ملابسها
_ أنا رايحة أتأكد بنفسي
نهض جمال ليمنعها برفض
_ تروحي فين دلوقت، الصبح إن شاء الله هنروح….
قاطعته بحدة وهي تبكي بحرقة
_ انا مش هعمل زيك وأسيبه واروح، هروح لأبني وافضل تحت رجليه.
جذبها جمال إليه كي يهدؤها وتحدث برزانة
_ أقسملك إنه بخير وانا مسبتوش لوحده انا سايب معاه مراته وحازم وهو بنفسه اللي طلب تكون معاه
وأنا قاصد أنها اللي تبقى عشان يشوف بعينه الفرق
وضعت رأسها على صدره وتمتمت ببكاء
_ مش هقدر استنى للصبح خليني اشوفه واطمن عليه
ربت على كتفها وغمغم بثبات
_ خلينا نتحمل لحد النهار ما يطلع عشان ابويا وأمي، انتي عارفة روحهم في جاسر وهما فيهم اللي مكفيهم
اومأت له وهي تتشبث به وقلبها يأن ألمًا وحزنًا على ولدها
❈-❈-❈
فتح عينيه بتثاقل فشعر بشئ ثقيل على يده حاول التحرك لكنه لم يستطع، ألم شديد لا يحتمل في يده وذراعه
الرؤية ليست واضحة
أغمض عينيه وفتحها مرة أخرى حتى وضحت الرؤية أمامه
اول ما قوع عليه عينيه وجهها الذي ظل ملازمًا له في غفوته الطويلة
لكن الحزن المرتسم عليه
ودموعها التي بللت أهدابها آلمته بشدة
يعشقها حد الجنون وكل خلافٍ يحدث بينهم يُشعل العشق أكثر وأكثر بقلبه
لكن تلك المرة وصل العشق منتهاه
وهل للعشق من منتهى؟
سيذهب ليل الفراق وتشرق شمس نهارهما ولن يسمح لها بالفراق
نائمة كالملائكة تمسك بيده المصابة وكأنها تخشى عليه من الهرب
هزت رأسها لوضعٍ أكثر راحة فخرجت منه آهة ألم رغمًا عنه استيقظت على إثرها فترفع وجهها بلهفة
_ جاسر
ابتسم رغم ألامه كي يطمئنها وغمغم بخفوت
_ انتي هنا من أمتى؟
احتوت يده بحب كي لا تؤلمة وتحدثت بلوعة
_ من وقت مـ خرجت من العمليات، عامل ايه دلوقت؟
نظر إلى يده وقدمه وغمغم بألم
_ حاسس بألم شديد اوي وأكتر فـ رجلي
ربتت على يده وتحدث بثبات
_ الدكتور جاي دلوقت وهخليه يضيفلك مسكن أقوى
وكأنه انتبه لتوه بوجودها فسألها بجدية
_ أومال فين أبويا وأخواتي، وليه سيبينك لوحدك
_ مش لوحدي حازم معايا بس هو قاعد في الكفاتريا، وعمي ومصطفى أصريت انهم يرجعوا لإني مش هسيبك مهما حصل، اخر ما زهق روح وقال أنه هييجي الصبح
رغم استياءه وغيرته عليها من بقاؤها معه إلا إنه سعد بتمسكها به وعدم تركه، فهو حقًا في أمس الحاجة إليها لسيما إصابة يده التي ستعيقه فترة طويلة
_ وسيلا؟
_ سيلا بعتها لماما اطمن
أمسكت هاتفها
_ هتصل على حازم يجيب الدكتور
صدرت منه آهة عندما هم بمنعها بيده المصابة فعادت إليه بلهفة
_ مالك ياحبيبي
جعد وجهه من شدة الألم وغمغم بوهن
_ ألم جامد أوي في دراعي ورجلي
ربتت على كتفه وتحدثت بتأثر
_ انا رنيت على حازم وزمانه جايب الدكتور وجاي
وبالفعل لم تنهي حديثها حتى دلف حازم ومعه الطبيب إلى الغرفة
انتهى الطبيب من المعاينة ثم تحدث بإيجاز عندما سأله جاسر عن حالته
_ هكون صريح معاك ومش هخبي
اولًا رجلك تقدر تقول انقذناها بمعجزة فبالتالي هتاخد وقت كبير لحد ما ترجع لطبيعتها وتقدر تمشي عليها.
دون إرادة منها امسكت يدها لتضغط عليها وكأنها بتخبره بدعمها له فتابع اسألته
_ وقت قد ايه؟
_ مش اقل من اربع شهور اما دراعك فده عادي الكسر بسيط كلها عشرين يوم بالكتير
أومأ له جاسر بصمت وبدأ الطبيب يضيف بعض التعليمات ثم خرج من الغرفة
عادت سارة لتجلس على طرف الفراش بجواره وأمسكت يده لتقبلها قائلة بحب
_ هيعدوا بسرعة وهتبقى أحسن من الأول
شعر بالنعاس بفعل المسكن فبدا باغماض عينيه وهو يشدد على يدها ويقول برجاء
_ خليكي جانبي
أومأت له وهي تربت على يده
_ مش هسيبك لحظة واحدة
❈-❈-❈
ظلت وحيدة تلك الغرفة ولم تعد تراه كما السابق
منذ تلك الليلة وهو يتجنب وجودها
حاولت مرارًا وتكرارًا التحدث معه لكنه يبتعد مسرعًا وكأن بها مس يستعذ منه
لكن لن تتحمل أكثر من ذلك عليها الوصول إليه والتحدث معه، فغدًا سيكون زفافهم وعليها ان تعرف مصيرها بعد ذلك.
خرجت من الغرفة للمرة الأولى بعد دلوفها
مازالت تخشى ذلك المكان، فالسكون الذي يعمه يرعبها حقًا
لكن تلك المرة الاضواء مضاءه وكأنه رأف بمن أصبحت تقطن بها وتخشى الظلام
سارت في ذلك الرواق وهي لا تعرف حتى الآن أين غرفته
غرف عديدة لكنها مغلقة وكأن كل غرفة منها تخفي خلفها اسرار لا حصر لها
توقفت أمام أحدى الغرف وداخلها يقين بأنها الغرفة المنشودة
وضعت يدها على المقبض وبداخلها يطلب منها التراجع وكأنها ستفعل شيئًا مشينًا لكن ماذا تفعل في فضولها الذي يود أن يقتحم أسرار ذلك العنيد..
ظلام كعادتها به وظلت تتحسس الأضواء لكنها لم تصل إليها
بعد محاولات عدة استطاعت الوصول إلى الفراش ومنها إلى المصباح الصغير الموضوع على المنضدة
فُتحت الاضاءة لكنها خافته تساعد فقط على الرؤيا حول الفراش
لفت نظرها الفراش المرتب بعناية فائقة وكأن لم تلمسه يد منذ أمد بعيد
لكنه نظيف للغاية
وذلك الإطار الذي احتوى صورة لفتاة بملامح هادئة تسير السكينة في قلب من يراها، يجذم من يراها بأنه لم يرى في رقة تلك الملامح من قبل
ضحكتها جميلة لكنها حزينة مثلها تمامًا
تبد ابنة عمه التي قاموا بقتلهـ ـا وادعوا هروبها
ساقتها قدماها إلى خزانتها تريد أن تعلم الكثير والكثير عنها
فتحتها بكل هدوء تتطلع لأغراضها التي رتبت بعناية فائقة
محال أن تكون تلك الغرفة مهجورة
لفت نظرها ثوب زفاف معلق في الخزانة
فمدت يدها لتلامس ذلك الثوب الأبيض الذي علق جانبًا فتنبهر حقًا بجماله
اخرجته من الخزانة وأخذت تنظر إليه بانبهار
_ بتعملي ايه عندك؟
انتفضت بفزع عندما سمعت صوته الذي هز اوصالها فتلتفت بوجل تجاهه فتجده ينظر إليها بنظراته الحادة
وكأنها اقتحمت مكانًا محرمًا عليها
رمشت باهدابها تبحث عن صوتها الذي اختفى عنها وكأن الكلمات انحشرت في حلقها من فرط الخوف وخاصةً عندما وجدته يقترب منها بخطواتها الثابتة وبعينين تقدح شررًا جعلها تعود للخلف بوجل فيلتصق ظهرها بالخزانة خلفها فأصبحت محاصرة بين فوهة عينيه التي تنظر إليها بغضب إن خرج سيحرق ما حولهم.
_ مين اللي سمحلك تدخلي أهنه
قال كلمته الأخيرة بحدة أجفلتها وجعلت وتيرة تنفسها تزداد حتى إنها لفحت عنقها لمدى تقربه منها
اغمضت عينيها تحميها من نيران نظراته التي تكاد تشعر بسخونتها وغمغمت بخوف
_ ا..أنا.. كنت بدور عليك وافتكرت إن دي اوضتك
تبخر غضبه لرؤيتها بهذا الشكل كما كانت تفعل حلم
فتصلبت نظراته عليها وأوقدت نيران شوقٍ لم يخمد بعد
تجولت عينيه على محياها بكل تفاصيله، بدأً من منبت خصلاتها البنية إلى جبينها الناصع لأهدابها الحادة رغم هدوءها وعينيها التي تمنى أن تفتحهما وينظر داخلهما حتى يرى صفاءهما
ثغرها الذي يهتز من شدة خوفها جعله يتمنى أن يوقفهما بانامله التي تتحرى شوقًا للمسهما وبث الاطمئنان بداخلهما
انخفق قلبه عندما رفعت جفنيها ظنًا منها أنه تركها لتتفاجئ به أمامها ينظر إلى ثغرها بتلك النظرات الغريبة جعلها تشعر بالريبة منه
حمحمت باحراج وهي تبتعد من أمامه جعلته يعود لرشده ليستعين بغضبه كي يصرف عنه هذا الشعور المقيت فعاد لصوته جموده وحدته وتهكم قائلاً
_ على أساس إنك هتلاقيني متخبي في الدولاب؟
أغضبها تهكمه لكنها شعرت بالخزي من نفسها للسعي خلف فضولها، فحاولت جذب انتباهه لشئ آخر لتغمغم بثبات زائف
_ اني رايدة اتحدت معاك ضروري
باغتها بدفع باب الخزانة جعلها تجفل بريبة ثم جذبها دافعًا إياها للخروج معه من الغرفة وصاح بتوبيخ
_ لما تحبي تتحدتي معاي تنزلي المكتب تحت انما إنك تدور في الاوض إكدة وتطفلي على خصصياتي فده مرفوض فاهمة ولا لا؟
شعرت بالحنق من تلقينها بالمتطفلة فردت مدافعة عن نفسها
_ انا متعدتش على خصصياتك زي ما بتقول ومسمحلكش إنك تتكلم معايا بالاسلوب ده
قطب جبينه بشر وهو يراها تناطحه بحديثها فسألها متعجبًا من جرئتها في الحديث معه
_ هو انتي اللي هتسمحيلي ايه اللي اقوله وايه اللي مقلوش؟!
لاح الخوف بداخلها لكنها ابت أن تظهره وردت بتحدي
_ ايوة، لما تكون فيها إهانة ليا مش هسمحلك إنك تهني مهما كان، ومتفتكرش إنك بالورقة اللي مضتني عليها دي هتتحكم فيا
لم يجرئ أحد يومًا على تحديه لتأتي تلك الفتاة وتقف أمامه تتبجح رغم غلطها مما جعل الدماء تهدر بعروقه وهتف معنفًا بغضب شديد وهو يطوق عنقه بقبضته ويعود بها للخلف كي يثبتها على الجدار خلفها
_ اوعي تفتكري انتي إنك عشان اسمك اتكتب جانب اسمي هتحطي راسك براسي وتعلي صوتك قبالي
ازدادت قبضته حدة حول عنقها جعلها تشعر بالاختناق جراء ذلك حتى احمر وجهها فأردف محذراً
_ انتي مجرد وسيلة أوصل بيها للي رايدة وبعدها تروحي للوحل اللي چيتي بيه
سعلت بشدة بعدما ابعد قبضته عنها فأخذت تشهق بلهفة لم يبالي لها ثم تركها وغادر
بالغ في ردت فعله لكن عليه ذلك إذا اراد ان يضع حدود لعلاقته بها، لوح العشق بعصاه لكنه لن يعترف به وسيظل على ثباته مهما رق قلبه
عاد لغرفته المظلمة وكأنه يخشى من النور ويكتفي بذلك الضوء الخافت عندما ينظر لصورهما
والدته وحلم
لا يعرف حتى الآن لما لم يعد يراها بعد أن تصالح مع نفسه وعادت تزوره كل ليلة وينعم باحضانها التي حرم منها وهو ابن الستة أعوام
تظل بجواره تتلاعب بخصلاته حالكت السواد حتى ينام كما كانت تفعل معه في صغره
لماذا عادت لهجرها له، لما عليه أن يعيش مرارة هجرها مرة أخرى
هو لم يفعل شيئًا يغضبها بل أخذ حقها ممن ظلمها وانتقم لها أشد انتقام
هل لهذا السبب قامت بتركه؟
تنهد بتعب وجلس على الفراش واضعًا رأسه بين يديه
يريد التخلص من آلامه لكن كيف؟
طرقت ملامحها مخيلته وكأنها إشارة له
تسارعت دقات قلبه فيشعر بالانزعاج
لا يريد أن يطرق العشق قلبه مرة أخرى
لا يريد أن يعيش تلك الالام بعد أن التأمت جروح روحه بعد موت حلم
نهض ليخلع عباءته ودلف المرحاض ليأخذ حمامًا دافئًا ربما يساعده على الارتخاء
وقد كان له ما أراد إذ خرج وهو مرتدي بنطال قطني فقط رغم برودة الطقس ودلف اسفل الغطاء ليغمض عينيه وقد ساعده ذلك الدواء الذي لجأ إليه كي يساعده على النوم بسرعة ويرحمه من دوامة الافكار
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه إذ وجد تلك العاصفة تقتحم غرفته بهوجاء وهي تصيح به
_ انا مجتش من وحل زي ما بـ…
شهقت بوجل وهي تضع يدها على عينيها عندما وجدته يعتدل في فراشه فينحصر الغطاء عن صدره فيظهر أمامها عاريًا
ازاح الغطاء عنه ونهض مقتربًا منها وهو يسالها بغضب
_ في ايه؟ وإزاي تدخلي الاوضة بالشكل ده؟
ازداد ارتباكها ومازالت تخفي عينيها
يتبع..