رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 15 - 2 - الثلاثاء 26/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
26/12/2023
ظلت حبيست غرفتها بعد ذهابه، فاليوم عودة ابنه من القاهرة بعد تلقيه تلك العمليات الجراحية التي أجراها ولم يأتي بنتيجة
منذ وصول الخبر إليه وهي تتعرض لأقسى أنواع الهوان على يده وكأنه لم يجد غيرها ينفس به أدخنة غضبه، وحسرته على ولده الوحيد.
ابواق السيارات تدق في الحديقة دليل على عودته
اغمضت عينيها التي ذبلت من شدة البكاء
ولم يعد لديها رغبة في العيش
تريد اللحاق بوالديها، لكن كيف ذلك وبحياتها روح تطالبها بالبقاء.
شعرت بحنين جارف إلى أخيها التي لم تعرف عنه شئ منذ زواجها
خرجت من غرفتها خوفًا منه، فإن علم بألتزامها غرفتها اثناء غيابه لن يمر مرور الكرام
ترجلت الدرج لتجد سليم يدلف من الباب وهو يدفع المقعد المتحرك الذي يحمل ابن عمه
تقابلت الأعين لحظات ومازال العتاب هو المستدام في لغة العيون، قاطعها صوت خليل الذي تحدث معه
_ خد ابن عمك وادخلوا دلوقت.
أومأ له واخذ ماجد ودلف غرفته
تطلع إليها بحدة وسألها
_ وانتى بقا كنتي نايمة والخدمين قاعدين يعملولك الاكل؟
تدخلت أم سليم بسرعة
_ لا ياخليل دي كانت بتجيب حاجة من فوق مش أكتر
تقدم منها أكثر وعينيه تنذر بغضب شديد وتمتم بلهجة حادة
_ مش عايزك تظهري قدام ابني طول ما هو في البيت، بعد ما تخلصي شغل البيت تخفي في اوضتك فوق فاهمة ولا لأ؟
أومأت له بهدوء فلم يعد شئ في هذه الدنيا يخيفها
انصرف من أمامها صاعدًا إلى غرفته فتجد أم سليم تقترب منها لتواسيها
_ متزعليش يامرح هو بس زعلان على ابنه
ابتسمت بمجاملة لتلك المرأة الطيبة وغمغمت بهدوء
_ مبقتش بزعل من اي حاجة دي بقيت حياتي وانا راضيه بها، انا بس كنت عايزة اطلب منك طلب
_ قولي
_ انا عايزاكي تكلميه اروح اشوف أخويا لأنه وحشني أوي.
تبدلت ملامحها للأسف
_ مش عارفة اقولك ايه بس بصراحة صعب أنه يوافق، بس ممكن أخليه يبعت حد يجيبه تشوفيه وتقعدي معاه براحتك
حاولت اخفاء سعادتها بنجاح خطتها وتحدثت بثبات
_ ياريت انا اصلاً مش عايزة اروح هناك.
ربتت على ذراعها
_ حاضر هطلع اقنعه وإن شاء الله يوافق.
انصرفت من أمامها وصعدت لغرفة خليل الذي سمح لها بالولوج كما سمح لها من قبل بالدخول إلى قلبه ولم تخرج منه حينها
ود في تلك اللحظة ان يبقيها داخل غرفته كما ابقاءها بداخل قلبه لكنه لن يجبرها مهما تمنى ذلك
_ تعالي يا ام سليم
تقدمت منه لتقول بعتاب
_ وبعدين ياخليل هتفضل تقسى عليها لحد أمتى؟
جلس على المقعد بضيق شديد وغمغم بعناد
_ لحد ما تعرف مكانها زين
_ بس مكانها انها تكون ست البيت مش خدامة فيه.
_ الدار دي ملهاش غير ست واحدة وهي انتي انما هي مجرد تخليص حق مش أكتر
تعلم حقيقة مشاعره تجاهها لكن لن تقبل بغير حبيبها بديلاً
_ هي زيها زي بالظبط متنكرش ده وبعدين البنت لسة صغيرة وعايزة اللي ياخدها بالراحة مش بالضرب ابدًا
تنهد بتعب وغمغم بضيق
_ يعني هي اللي بعتاكي تقولي الكلام ده؟
تقدمت لتجلس أمامه واجابت بنفي
_ لا مش هي اللي بعتاني هي كل اللي عايزاه تشوف أخوها وانا وعدتها انك هتبعت تجيبه
أومأت لها بتفاهم
_ اللي تشوفيه وانا هتصل على كامل وأخليه يبعته
ابتسمت بامتنان ثم سألته
_ هتعمل ايه مع ماجد؟
_ ولا حاجة مستني رد الدكتور ولو قال إن فيه أمل هسفره على طول
_ ومين اللي هيسافر معاه؟
تنهد بحيرة
_ مش عارف، كنت بفكر ابعت معاه سليم بس مش هينفع
على العموم هستنى رد الدكتور وبعدين اشوف الموضوع ده
_ أن شاء الله خير ويرجع يمشي على رجله من تاني.
امن معها وظل ينظر إليها وهي تخرج من الغرفة ليدق قلبه وعقله ينهره على تركها ترحل دون ان يعترف بما يجول بهما ثم يترك لها حرية الإختيار
❈-❈-❈
وقفت في شرفتها تنظر إليه نظرة يملؤها الحزن
غدًا سيكون ذلك الزفاف المزعوم والذي سيكمل به باقي انتقامـ ـه من أبيها
لا تعرف ماذا تفعل؟
هل توافقه وتنتقم هي أيضاً لوالدتها؟ أم تلوذ بالفرار وتبتعد عن ذلك المكان الذي يغلفه الشر من كل جانب
لكن سؤال حائر يدور بخلدها وهو إلى أين؟
إلى سراب مجهول ينتظرها؟
ام لحياة مليئه بالهموم؟
فالشر لا يقتصر على بلدتها فقط بل على كل من أرض دعستها أقدام البشر.
تقابلت الأعين حينما رفع جبهته لينظر إلى شرفتها فوجدها تنظر إليه نظرة يملؤها العتاب
انخفق قلبه الذي دنسه الغدر وجعل منه ذلك المتحجر الذي لا يلين
لكن مشاعر عشق جالت به لتلين ذلك الحجر رويداً رويداً حتى تتلاشى صلابته ويعزف الحب اوتاره على قلبين ارهقهما الظلم.
استنكرت تلك الدقات التي دوت بين الضلوع ورفضت أن تعترف بتلك الحقيقة
نزعت عينيها عنه بصعوبة واستدارت دالفه غرفتها
تود الابتعاد والهرب قبل أن يكبر ذلك الوليد ولن تستطيع حينها الابتعاد
توافقت دقات قلبها مع دقات الباب ودلوف سامية التي ابتسمت بسعادة غامرة وهي تحمل حقيبة كبيرة وضعتها بعناية على الفراش وقالت بسرور
_ مبروك ياست مهرة
قطبت جبينها بدهشة وسألتها
_ ايه ده؟
_ سلامة الشوف ياستي، ده فستان الفرح.
انخفق قلبها ما إن وقعت عيناها عليه لكن عقلها آبى الاعتراف بذلك واخذها التعند للرفض بكل ما اوتيت من عزم
وضغطت على اسنانها بغيظ حتى كادت أن تدميها ودنت من الثوب وحملته بعناد وتوجهت للشرفة والقته بغضب ليسقط تحت اقدام ذلك الذي خرج لتوه من المدخل متجهاً للخارج
رفع بصره لينظر إليها لكنه لم يجدها.
اغتاظ من فعلتها وهم بمعاقبتها لكن لديه ما هو أهم من ذلك فنادها بصوت هادر
_ سامية.
انتفضت سامية في وقفتها عندما اتاها صوته وتحدثت برعب
_ يانهار اسود شكله شاف الفستان
هرولت الذهاب إليه وما إن رآها حتى أشار لها قائلاً
_ مين اللي عمل كدة؟
ارتبكت سامية وتمتمت بخوف
_ أ..أنا…
_ انطقي
انتفضت اثر صوته الهادر وغمغمت برعب
_ دي الست مهرة بتقول انه مش مقاسها
هز رأسه بصمت ثم تحدث بأمر
_ الفستان ده يطلع ويتلبس من سكات فاهمة؟
أومأت له الفتاة بخوف وقامت بأخذه لتسرع بالذهاب من أمامه.
تراقصت الشياطين أمام عينيه لقد تمادت حقًا في دلالها وعليه أن يكون اكثر حزمًا معها
❈-❈-❈
جلست سارة على الفراش بارهاق بعد أن انتهوا من إعداد الغرفة، لاحظت نظرات مصطفى لها فسألته بحيرة
_ مالك بتبصلي كدة ليه؟
تقدم منها ليجلس بجوارها وأجاب
_ مستغرب مش اكتر
استلقت على الفراش بارهاق وهي تسأله بتعب
_ من ايه؟
_ اللي يشوفكم وانتو بتحاربوا قصاد بعض ميشوفكمش دلوقت.
ابتسمت بحزن عميق وقالت بتأثر
_ لأن جاسر دلوقت محتاجني اكتر من أى وقت، وهنا دوري إني اقف جانبه في الظروف دي مش أكتر
رفع حاجبيه متسائلًا
_ بس كدة؟
تنهدت بتعب ونظرت إليه بغيظ
_ متقلقش انا هعدي بس لحد ما يقف على رجله وبعدها هنتقم منه اشد انتقام وهتشوف.
ضحك مصطفى
_ ماشي لما نشوف
تعلم جيداً بأن حديثها لم يكن نابع من داخلها لكن هي تعلم علم اليقين بأن الفراق عنه يشبه الموت، ولهذا التمست له آلاف الاعذار وهذا لم يخفى عليه.
كَأَنَنا أَخْطَأْنَا حِينَ ظَنَنَا أَنَّ ٱلحُبُ يَزُولَ..وأَنَّ مَا يُسَمَّى بِٱلصَّدَاقَة يُمْكِنُ أَن يَحِلُ مَحَلَّ ٱلحُب...فٱلحُبِ لا مَحَلَّ لهُ مِنَ الإعْرَاب ..لَن يَكُونَ يَوْمًا إلَا فَاعِل ولَمْ يَكُون مَفعُولًا بِه...فَهُوَ دَائِمًا مَا يَفْعَلُ بِنَا ..هُوَ مَن يَكْسَرَنا، يُوجِعَنا هُوَ مَن يَفْعَل بِنَا مَا يُرِيد .. أعْلَمُ أنَّنَا حَاوَلْنَا الهُرُوبَ مِنْهُ لَكِنَّ سُلْطَانَهُ عَلَيْنَا كَانَ أقْوَى مِمَّا ٱعْتَقَدْنَا وأَخِيرًا ٱسْتَلَمْنَا لِأَمْرَهُ..
#شوشو أحمد
عاد جاسر إلى ذلك المنزل الذي يحاط بسياج من الحب لا يعرف شيئا عن أحقاد الماضي ولا حاضره.
لكن قلب جاسر غلفه الندم وهو يرى حبيبته ترفض مساعدة أخرى وتصر على بقائها معه.
انصرف الجميع وبقيت هي معه لتشعره بمدى حماقته
جلست بجواره على الفراش لتسأله بابتسامة يعلم جيدًا بأنها تخفي وراءها حزن دفين
_ محتاج حاجة أعملها؟
ليته باستطاعته امتصاص حزنها الذي كان سبباً رئيسياً به، فأجاب بامتنان
_ محتاج وجودك جنبي وبس.
رفع يده ليبعد خصلاتها المتمردة عن وجهها العاشق لتفاصيله وتابع بولع
_ طول ما انتي جانبي مش عايزة حاجة تاني.
امسك يدها يقبلها وقال بوله
_ سارة انتي مش بس مراتي انتي كل دنيتي، حتى النفس اللي بتنفسه مش بيكون فيه حياة إلا لما ريحتك تملاه واتنفسك في كل ثانية
ملس على وجنتها بأنامله وأردف بعشق
_ كل مشكلة بتواجهنا بتقربنا اكتر لبعض والبعد بيشعل نار الحب أكتر جوايا.
غمغمت بحنق
_ اللي يسمعك دلوقت ميقولش انك كنت واقف بتحارب قصادي
_ عارف إني زعلتلك مني كتير وأحياناً بكون قاسي بس صدقيني حبك جوايا بينتقملك أشد انتقام وبيخليني أرجعلك راكع واطلب منك السماح
تلاعب الخبث بعينيه وهو يتابع
_ وأعي تفتكري إن رجلي هتمنعني إني أواصل يوميات العشق بتاعتنا.
ضحكت سارة بصفاء وقد استطاع العشق التغلب على كبرياءها لترضخ لتلك اليد التي جذبتها لصدره العريض والتي تناغمت دقات قلبه مع دقاتها ليرسم خطوات العشق ورود يدعسها اقدام المحبين..
❈-❈-❈
استلقى جمال بجوار حفيدته التي اصرت وسيلة على بقاءها معها فقال لها بغيظ
_ طيب انا ذنبي ايه دلوقت هو ينام في حضن مراته وانا محروم بقالي تلات ايام
استلقت وسيلة على جانبها من الفراش وهي تقول بتأثر
_ على قد ما انا حزينة على ابني واللي حصله بس بقول وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم
مراته رجعتله والنفوس اتصافت.
وافقها جمال
_ عندك حق وبصراحة البنت كل مدى ما بتأكد أنها بنت أصول وعكس منصور وسمر.
_ شهادة لله هي وأخوها يتحطوا على الجرح يطيب ربنا يهديه بس ويعرف قيمتها
نظر إلى سيلا وتمتم بغيظ
_ تصدقي بالله انتي خسراة فيهم انا هجبلك سريرك وتفضلي معانا هنا.
أيدت وسيلة رأيه
_ ياريت بصراحة لما بتبعد عني بتوحشني أوي.
رفع حاجبيه بمكر وهو يسألها
_ هي بس؟
هزت كتفها بدلال
_ وجدها وحياتك.
❈-❈-❈
عاد باشتياق كبير إلى عائلته الصغيرة والتي استقبلته بسعادة غامرة فتدثره بمشاعرها الجارفة والتي تخلت عن كل شئ مقابل عشقه
ولما لا وقد اذاقها شهده وجعل منها أميرة على عرش قلبه
وها هو يدلف شقة عمه كما طلب منه فلن يعود إلى منزل والده مهما كلفه الأمر
لم يبالي ببكاء والدته ولا صمت والده وهو يراه يخرج من المنزل.
دلفت معه وعينيها تجول في المكان وشعور عدم الاستقرار يزداد بداخلها لكنها لا تظهر ذلك.
حتى الآن لم يحصلوا على الإستقرار
لكن كل ذلك لا يهم مادامت معه
أخرجها من شرودها صوته الحاني
_ عارف إنك حاسة بعدم الاستقرار بس اصبري معايا شوية لحد ما الاقي شقة وافرشها ومش هنخرج منها أبدًا.
اندهشت كيف يصل إلى أعماق تفكيرها ويعلم ما يدور به دون أن تتفوه بكلمة، تمتمت بصدق
_ أنا معاك على أى وضع حتى لو عشنا في أوضة وصالة أنا موافقة مادام معاك، وبعدين انا لما قررت أمشي معاك كنت عارفة كويس إن كل ده هيحصل.
ومتنساش إن أنا السبب الرئيسي ورا كل اللي بيحصلنا.
هز رأسه بنفي وهو يتقدم منها أكثر ليحتويها بين ذراعيه وغمغم بخفوت
_ ده قدرنا إني اشوف واتعلق بيكي وواجه الدنيا كلها عشانك، ومستعد اواجه الموت وكل حياتي مقابل الحب ده.
احاطت عنقه بذراعيها وعينيها تجوب ملامحه بحب
_ بحبك وهعيش عمري كله عشان اسعدك وبس.
رفع جاجبيه بمكر وغمغم بخبث
_ هي فين السعادة دي أنا من وقت ما رجعت وانتي مقضياها كلام.
ضحكت بدلال وهمست بجوار اذنه
_ ما انت عارف الفعل ده بيبقى عليك انـ….
لم يدعها تكملها لتقاطع حديثها قلبه بثها فيها كل مشاعر العشق الذي يحمله إليها
وكانت هي اكثر من مرحبة بذلك لتغوص معه في بحور الشوق، حملها ودلف بها احدى الغرف ولم يبتعد عن ثغرها الذي لم يشبع قط من شهده، وكلما قرر الابتعاد كي يتركها تلتقف انفاسها حتى يشعر بأنه سيفارق الحياة إذا ابتعد ثانية واحدة
_ وحشتيني
كلمة واحدة خرجت من فاهه ثم عاد إليها يدخلها إلى عالمه الخاص.
❈-❈-❈
في الصباح وداخل شركة منصور
يجلس على مقعده واضعًا رأسه بين يديه فمنذ رفض الحجر وهو يكاد يصاب بالجنون
لن يمر الأمر مرور الكرام، ويبد أنه على وشك خسارة أخرى
عاد من شروده على دخول مصطفى بملابس رسمية عليه وخلفه المحامي الخاص بوالده
_ السلام عليكم
قطب منصور جبينه بحيره ونهض متجهاً إليه والشك يتلاعب بداخله
_ وعليكم السلام خير
التزم مصطفى الصمت وترك الأمر في يد المحامي الذي تقدم من المكتب ووضع عليه حقيبته ليخرج بعض الأوراق منها و……..
يتبع..