-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 12 - 1 - الأحد 10/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الثاني عشر

1

تم النشر يوم الأحد

 10/12/2023




لقد أبى النوم أن ينال من عين  نهال  تماماً في هذا الليل، كانت تفكر في الفتاة صاحبة الاتصال ، صوتها خلاب به نغمة جذابة وهي تردد اسم سليم في استجداء، وعادت لها في الذهن صورتها الموضوعة في غرفة الطاووس، ماذا سوف يكون رد فعلها حين تعلم بأمر نهال؟ هل سوف يمر الأمر مرور الكرام؟ طريقة حديثها توحي أنها لا تعلم شيء عن الزيجة، هذا أمر مؤكد لم تنتظر لحظة بعد فتح الاتصال حتى تتبين من المجيب، لقد لفظت اسمه بكل ما اؤتيت من شوق ولهفة، الاستجداء في صوتها يوحى أن هناك أمر معلق يجب أن يؤخذ بحسم أمر رهين اللحظة، 

لا ريب أن الفتاة سوف يجن جنونها حين تعلم أن هناك أخرى تحتل المنزل، الأمر لا يطاق 

غيرة النساء تقام من أجلها  الحروب، نهضت نهال من الفراش واتجهت الى الحديقة حتى تتبين أمر الحديقة، كانت الأشجار مزهرة والهواء يداعبها في لطف، سحبت الخرطوم حتى تسقى الأشجار وهي تتأمل البراعم التي أعلنت عن وجودها في فترة سريعة 

وكأنها كانت تنتظر لحظة 

شعورها بكائن حي في المنزل حتى تستجدي منه اعلان الوجود، أضاءت نور المطبخ وفتحت الباب  وجلست على الدرج  المواجه للأشجار، تمنت في تلك اللحظة أن ترحل إلى منزل والدها وان ينتهي 

كل ما يربطها بهذا المنزل 

شعور موحش أن تكون دخيل أو ينظر إليك بتلك الطريقة، لهذا كانت تشعر بالقلق وعدم الارتياح 

لم تستمع إلى خطوات سليم الذي يقف في منتصف المطبخ ينظر إلى الأشجار نظرة عدم تصديق وغضب أيضاً، حين اتخذ خطواته حتى يقف إلى جوارها تماماً، قبل أن تنظر له قال في لهجة غضب: 

_انت اللي عملت كدا؟ 

نظرت له في عدم فهم وقد تفاجئت تماماً بوجوده، مما دفعها أن تقول في حيرة وهي لم تستوعب بعد على أي جريمة تحاسب هي: 

_عملت اي؟! 

قال في لهجة غضب وهو يجر الخرطوم ويلقيه بعيد عن الأشجار: 

_الاشجار دي كانت ميتة، انت اللي سقيتي الشجر 

نظرت له في دهشة ثم تابعت وقد ازعجها اتهامه لها بالشر: 

_ايوا سقيت الشجر، اي مش فاهمة اي وجه المشكلة!؟ 

صرخ في صوت مرتفع: 

_انا قلت لك مرة واتنين بلاش فوضى بلاش، المفروض أن دا بيتي أنا 

انت ليك هنا أيام محددة وهتمشي وبردوا ليك حدود في كل حاجة، كفاية كدا تدخل في كل حاجة وكفاية كمان قراراتك اللي بتاخديها وانا مجبور اني اسكت  كفاية الشجر دا كان ميت ولازم يموت 

كانت الكلمات تنهال عليها فتشعر بحمم من الغضب تتدفق في كيانها كله لهذا قالت في صوت حاولت أن يكون ثابت ولا يظهر به رعشة الغضب: 

_عندك حق دا لينك وانت حر فيه الشجر عندك ممكن تخلعه بكل سهولة واعتبر دي آخر حاجة هعملها هنا، عندك حق مكنش المفروض أسقى الزرع لأن ببساطة مش بيتي وممكن بعد ما امشي يموت تاني 

اتخذت خطواتها إلى حيث غرفتها الصغيرة، وأغلقت الباب خلفها وهي تشعر بالخجل الشديد من طريقة تعنيفه لها، كان جسدها يرتعش من الغضب ومن صدمتها في رد الفعل وفظاظته وعجرفته التي لا تطاق


استمعت إلى صوت خطواته في الخارج وهو يتجه إلى الخارج ويصفق الباب خلفه في قوة، مضت ساعات ثلاث وهي في غرفتها إلى أن رن جرس الهاتف فاتجهت بسرعة إليه: 

_هالو بابا 

مراد: يا قلب بابا عاملة اي؟ 

نهال: بخير يا بابا 

مراد: وسليم عامل اي 

صمتت لحظة قبل أن تقول في هدوء: 

_بخير يا بابا 

مراد: هو سليم جنبك؟ 

نهال: لا يا بابا خرج برا 

فكرت نهال أن تخبره عن أمر خروجه والاتصال أو ما حدث منذ قليل ولكنها احجمت عن فعل هذا ماذا سوف تخبر والدها؟ 

أن سليم لا يحب اختراقها الغرف؟ أو أن سليم عنفها بشأن الأشجار؟ ماذا سوف تقول له؟ أنها لا تريد أن تبدو أمام والدها أنها طفلة مشاكسة ولا تريد كذلك أن يفكر الأب أنها تفرغ طاقة غضبها في سليم  انتقام في شخصه هو لأنها لا تجد فريد أمامها، بماذا سوف يفكر والدها؟ لا يمكنها أن تقول شيء خير لها أن تصمت  وتتكتم  أمر المشاحنات إلى أن تنتهى المدة المحددة لهذا الزواج، كلمات والدها قبل السفر هي لهجة أوامر لها 

مراد: 

_طيب هاتصل تاني يا لا سلام مضطر أخرج حالاً

نهال: 

_سلام بابا


جلست نهال على المنضدة في الصالة، وضعت يدها أعلى رأسها 

تمنت أن تستطيع الخروج والسير في الشوارع، انهمرت دموع من عينيها وهي تفكر 

في الوحدة القاتلة التي تحتويها، رنين الهاتف مرة ثانية جعلها تمسح دموعها في سرعة سوف تخبر والدها عن أمر خروجها من المنزل، لن تظل هنا لحظة واحدة بعد الآن، ما حدث صباح اليوم لا يجب أن يطويه الكتمان، والدها ينبغي له أن يعلم بأمر صراخ الشاب عليها  ثم اتجهت إلى الهاتف ورفعته في سرعة وهي تهتف: 

_بابا

ولكن الصوت الذي قال في صوت به من الدهشة الكثير: 

_أنت مين؟ هو دا رقم سليم رضوان ولا أنا اتلخبطت في الأرقام؟ 

فكرت أن تغلق الخط أو تخبرها أنها اخطأت ولكنها قررت أن تخبر الفتاة أنها زوجته، هذا الأمر سوف يعجل بالطلاق وانتهاء فترة إقامتها هنا، هذا يكفي عشرة أيام  كاملة في هذا المنزل تحت كل هذا الضغط لهذا قالت في صوت به غيظ شديد: 

_ لا مغلطتيش في اي حاجة مراته أنا مرات المهندس  سليم  

الفتاة: 

_مرات سليم؟ انت مرات سليم؟؟ أنت بتقولي اي 

قالت نهال وهي تصر على حروف الكلمة: 

_ بقولك أنا مرات سليم أيوا أنا مرات سليم رضوان 

الفتاة وهي تردد في سرعة: 

_طيب  قولي له ميادة عايزاك ميادة عايزاك ضروري اوكي؟؟

هتفت نهال في غيظ: 



_لا هو خرج بس اكيد طبعاً أول ما يجي هقوله

ثم أغلقت الهاتف وهي تردد في سرعة: 

_يا رب نخلص بقا، واضح أن الصدمة عليها صعبة اوي،  أحسن بردوا علشان يكون عصبيتها عليه شديدة ويكون قرارهم بسرعة هو الطلاق، وبابا يعرف أن دا قراره هو وميلومش عليا في حاجة نفذت له اللي يحفظ كرامته واستحملت واحد لا يطاق، بس بابا ميعرفش أن الشاب واعد واحدة تانية بالجواز، وهو اللي عمل كدا علشان خلاص 

كدا البنت مش عايزة شريك معاها حتى لو شريك مزيف، اتوقع النهاردة بليل اول ما تواجهه يجي وينهي الموضوع وساعتها أروح بيتي واكلم بابا من هناك وأعرفه كل حاجة واضح أن في حاجات كتير ميعرفهاش عن الشاب دا


تابع قراءة الفصل