-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 18 - 1 - السبت 23/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الثامن عشر

2

تم النشر يوم السبت

 23/12/2023



سليم لازم تسمعني 

كانت تلك كلمات نهال الى سليم وهو يغادر ولكنه لم يتوقف ولم يستمع ولم يبالي كثير بخطواتها  خلفه التي توقفت تماماً في فناء البيت بعد أن أغلق ابواب سيارته اتوماتيكي وغادر في سرعة جنونية مخلفاً وراءه سحب من الغبار الابيض الكثيف، ولم يكن هناك حل سوى أن تعود نهال بملابس المنزل إلى البيت، دخلت إلى المنزل وهي تجر قدمها من الحزن وعيناها لا تكف عن البكاء، انكمشت في إحدى زوايا الصالة متخذة وضع الجنين وقد جعل بكاءها جسدها يرتجف في شدة، ولا تعلم كم من الوقت مر وهي تبكي فقط شعرت بيد توضع على كتفها، مما جعل ترفع رأسها في لهفة وهي ترجو أن يكون سليم ولكنها نظرت في عين إيڤا التي قالت في قلق وفزع وهي تجلس إلى جوارها على الأرض: 

_مالك يا بنتي في اي؟ والأبواب كلها مفتوحة ليه؟ في أي؟ اي اللي حصل 

ولكن نهال لم تستطع أن تتكلم فقط زاد نحيبها  وبكاؤها مما دفع إيفا أن تحتضنها وقد شغلها أمر 

من قامت على تربيتها 

فهمست في اذنها: 

_كل حاجة وليها حل لو متضايقة من هنا يا لا نمشي، لو تعبانة نروح للدكتور في أي بس؟  وأنا أعمل لك اللي أنت عايزاه، اي يا بنتي مالك 

أمسكت إيڤا نهال من يدها برفق حتى تجبرها على النهوض من الارض، وهي تربت على كتفها في حنان ثم سارت بها إلى الفراش وقالت: 

_هعمل لك كوباية ليمون دقيقة واحدة بس 

ارتشفت نهال قدر بسيط من  الليمون بعد الحاح إيڤا في حين قالت إيڤا وهي تنظر لها في اهتمام: 

_اي اللي حصل  يا نهال؟ الأيام اللي فاتت دي كنت تعبانة اوي ومرضتش اجي علشان العدوى مش تنتقل ليك، أول ما اقوم من المرض واجي اشوفك الاقيك مقطعة نفسك من العياط، اي اللي مستاهل دمعك وقهرتك دي 

نظرت لها نهال في حزن فكرت أن لا تجيب ولكنها قالت وهي ترفع قيد عن قلبها وتحاول أن تسكب في يد إيفا الأمر لعلها تحدثها بشيء يطمئن قلبها: 

_سليم طلقني 

وضعت ايڤا يد على قلبها فهي لم تتوقع أن ينهي الشاب ما بينه وبين نهال في غياب الأب ولكنها قالت وهي تحاول أن تجد ل نهال بعض التوازن: 

_طيب ما هو كدا كدا كان هيطلق، هو كان مفروض استنى شوية يرجع لك لابوك بأيده زي ما استلمك بس زي ما بيقولوا يا نهال  تعب النهاردة ولا أذى  بكرة 

يا لا أديك خدت حريتك 

دموع نهال التي عادت تتدفق من جديد  جعلت

إيڤا تهمس لها: 

_طيب ليه الحزن دا كله يا نهال؟ الشاب نفسه كان دمه تقيل 

تنهدت نهال في ألم  ثم قالت من بين شهقاتها: 

_سليم طلقني علشان فريد

قالت إيفا في حيرة:

_فريد ماله ومال طلاقك!؟ 


نهضت نهال في تثاقل ثم جرت خطواتها إلى المرسم ومن خلفها إيڤا، ثم قالت وهي تنظر إلى النافذة: 

_فريد جه هنا وكان سكران وسليم شافه هنا وأفتكر أن أنا وهو 

شهقت إيڤا في فزع وقد هالها ما حدث فوضعت يد على صدرها وقالت:

_البجح القادر جاي هنا وليه عين كمان، طيب صبرك عليا أنا هافرج عليه كل الناس وهخلي مقام الشبشب أعلى من مقامه جه امتا الواطي؟ وجه فاكر نفسه هيتنحنح

هنا، شمتان دا ولا:::؟؟  بس وحياتك عندي لأسلط عليه نسوان منطقتي يفرتكوه في وسط البلد و مصر كلها تتفرج عليه وهو زي الخيش المبلول 

وضعت نهال يد على رأسها وقالت: 

_أنا عايزة سليم يفهم الحقيقة، مش عايزة أكون في نظره::: 

ربتت ايفا في حنان على كتف  نهال ثم قالت: 

_طيب  الواطي دا دخلتوه البيت   ازاي وهو سكران؟ ودخلتوه ليه؟ طيب هو بجح وكلب وجاي يهوهو هنا بتفتح انتم الباب ليه للكلب ينجس البيت؟ 

قالت نهال وهي تنظر إلى إحدى لوحات سليم وكأنها تعاتبه هو:

_كنت فاكراه سليم، العربية بتاعته لما اداني إشارة سليم فتحت بوابة  وباب البيت من جوا، ولما خرجت اشوفه لقيته فريد أنا طردته من البيت وكنت خايفة اوي سليم شافه وهو خارج بعربيته وقال لي دا اكيد اللي كنت هتتجوزيه وبعد كدا مقدرتش اتكلم من عصبيته الزايده مدنيش فرصة أتكلم ولا اداني فرصة اقعد معاه ويفهم اني معرفش أصلاً أنه رجع ولا يهمني خلاص 

ولا عاد يعنيني 

تنهدت ايڤا في حزن ثم قالت:

_طيب هو راح فين دلوقت سليم؟ 

هزت نهال رأسها علامة عدم المعرفة وقالت:

_مش عارفة أنا مش قادرة استحمل انتظار سليم  زيادة عن كدا أنا تعبت تعبت 

إيڤا وهي تنظر لها في عمق: 

_اسمعي يا بنتي لما سليم يرجع أنا  هافهمة كل حاجة بس المشكلة مش في كدا، المشكلة أنه ممكن يكون دي النهاية بينكم علشان أنت عارفة ظروف جوازك نفسها كانت فيها اي 

نظرت لها نهال في حزن ثم قالت:

_أنا اللي يهمني دلوقت هو سليم مش عايزه يأذي نفسه 

إيڤا في عدم فهم:

_ياذي نفسه ازاي؟! قصدك تقولي اي؟ طيب مافيش قدامنا غير أن احنا ننتظره اكيد هيرجع بيته ويكون كمان دمه راق ونعرف نفهمه هو وبعدين نحاسب الكلب الجريان التاني بعد ما نحل المشكلة اللي هنا  


جاء الليل ونهال تجلس خلف نافذة غرفة المرسم 

تنظر إلى البوابة في صمت تنتظر لحظة دخول سليم ولكن سليم لم يعود، مما دفع إيڤا أن تقول في جدية:

_وبعدين الوضع هنا مش مطمني البيت في الصحر وأنت لوحدك أنا مش هروح ولا هسيبك غير لما يظهر سليم   

نهال نظرت لها ولم تعقب 

في حين تابعت إيڤا: 

_والكلب الواطي فريد  لو جه هنا   مرة تانية  وحياتك لو جه لأشوف شغلي معاه  

قالت نهال وهي تنظر إلى الهاتف:

_لو بابا اتكلم ممكن يعرف يتواصل معاه أنا متأكدة أن بابا اكيد يعرف مكان سليم 

 تنهدت إيڤا ثم نظرت إلى نهال في حنان وقالت: 

_أنت يهمك سليم اوي كدا يا نهال ؟! 

لم تجب نهال فقط أخفت وجهها بعيد عن ايفا وتركت دموعها تعبر عن لحظات فقدها له 


لم تنم عين إيڤا طوال الليل، في حين جاء النوم غازياً عين نهال بعد إجهاد وسهر حتى يريح قلبها المتعب، كانت غفوتها يحتلها سليم ولا يزال وجهه غاضب عليها 

مما جعل طاقات الحزن تنفجر في كل أوردتها 

وتجعل التنفس أمر غير يسير، هزتها يد إيڤا في لطف مما جعلها تستيقظ من نومها وهي تقول بعد أن وجدت وجه إيڤا في مواجهتها: 

_سليم  رجع يا إيڤا؟ 

إيفا في حزن: 

_لا يا بنتي بس احنا لازم نمشي من هنا لازم 

هزت نهال رأسها علامة الرفض وقالت: 

_لا 

إيڤا وهي تجلس إلى جوارها:

_نهال اسمعيني أنا لازم ارجع البيت النهاردة علشان اشوفه وانضفه ومستحيل اسيبك هنا لوحدك بأي شكل من الاشكال، سليم ضروري هيتواصل مع مراد بيه، وبابا اكيد هيكلمك علشان يفهم الموضوع 

وساعتها نقدر نشرح له كل حاجة وسوء الفهم دا يتشال، لكن قعدتنا دي مالهاش لازمة الشاب نفسه مشي وساب البيت وحكاية رجوعه هنا دي بقيت اشك فيها لو كان هيرجع هنا كان رجع من امبارح 

نظرت لها نهال في عدم تصديق ولكن إيفا أكدت كلامها وهي تتابع: 

_واضح اوي أن الشيطان متمكن من سليم علشان كدا ساب البيت ومش هيرجع الإ بعد يومين او تلاتة علشان يضمن أنك خرجت من البيت 


الصفحة التالية