رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

المكان أمام منزل فريد 

الزمان الساعة السابعة  مساء 

الشارع  خالي من المارة 

فتاة ترتدي شورت قصير جلد  أسود لامع، وبلوزة فضية اللون بلا أكمام تنزل من سيارة مكشوفة عطرها النفاذ يعبق الجو، تمسك في يدها سيجارة 

وتنفث دخانها في بطء شديد  أمام سيارة فريد التي تستعد للأقلاع 

تقف أمام النافذة تنقر زجاجها في بطء شديد 

ينظر لها فريد في سرعة 

ثم يهبط من السيارة 

ويقول في لهجة اعجاب:

_واو 

الفتاة وهي ترفع خصلات شعرها الأسود اللامع:

_عايزة اتكلم من فونك لو سمحت 

ينظر لها فريد إلى جسد -ها  في صمت ويسيل لعابه على الفتاة ولا يجيب مما يدفع الفتاة أن تكرر السؤال وقد انتابتها الحيرة:

_مش أنت فريد بردوا؟؟ 

يهز رأسه علامة الموافقة ثم يقول في لهجة خبث:

_التليفون فوق تعالي معاي 

وما كاد يتم عبارته حتى ظهرت ثلاث نساء من اول الشارع بأحجام ضخمة أحدهم تمسك في يدها عصا خشبية غليظة 

تقوم أحدهم بجذب فريد إلى منتصف الشارع بعيد عن سيارته وهي تقول:

_أنت بتتجرأ وتمسك ايد بنتي 

ينظر لها فريد في فزع ويقول:

_اي دا!؟ وبنت مين؟أنا معرفهاش 

الفتاة ذات الشورت الاسود لا تنظر له بل تسير في هدوء إلى سيارتها وتجلس هادئة تكمل سيجارتها في حين تتولى الثلاث نساء ضربه في منتصف الشارع  يحاول أحد المارة  التدخل و انقاذه  ولكن السيدة تهتف في صوت محذرة  له:

_اللي يتعرض لينا أو يحاول يلمس واحدة فينا يبقى اتعدي علينا وهيتعمل لكم محضر تحرش واغ_تصاب كمان

يتراجع الرجل إلى  الخلف في حين يتقدم بواب العمارة  منهم وهو يسمع صوت فريد يستغيث بيهم:

_طيب بدل الضرب والبهدلة دي لو عمل حاجة غلط تتصلح والمأذون يكتب وبلاش الطريقة دي دا أنتم ستات بلد وعارفين وفاهمين 

تنظر له إحدى السيدات في حقد ثم تقول:

_خليك بعيد 

ينظر البواب الى فريد ويقول:

_أنت اللي رجعك تاني بس من برا بس 

ثم ينظر الى فريد وقد انتابته فكرة ما:

_كفاية كدا هيفرفر ويموت كفاية اغمى عليه اغمى مات الشباب  

وما كاد ينهى كلماته حتى فقد فريد الوعي فعلاً مما جعل إحدى الستات تهتف في لهجة تشفى:

_كفاية عليك كدا يا أجرب المرة دي دي قرصة ودن بس ولو ما اتعدلتش  هنسحلك في بر مصر كله شرق وغرب 

بصقت إحدى السيدات عليه ثم قالت وهي تشير إلى زملاءها:

_يا لا بينا علشان نلحق نغسل أيدينا من الوساخة دي 

يتجهون في خطوات واثقة نحو سيارة الفتاة التي تنطلق بها وهي تدير زر التسجيل لتنطلق اغنية ذات طراز شعبي ثم قالت وهي تنظر إلى التي تجلس إلى جوارها:

_اي يا محاسن كل دا بتيجي ورايا كان هيفلت مني وتضيع الشغلة، كان مفروض وقفت قدامه خلاص تشتغلي انت 

محاسن وهي تنظر خلفها:

_كله من امتثال اهي تقولك اي اللي حصل 

امتثال وهي تحرر شعرها من الطرحة:

_بقولك اي شوارع الناس الأغنيا دي كلها شجر كدا وأنا ف الاول توهت ودخلت الشارع اللي قبلك ولما ملقتيش عربيتك قلت لا اكيد هي الشارع اللي جاي 

ثم نظرت إلى جوارها وقالت:

_صح يا ربيعة مش انا قلت لكم هتلاقي روحية  مستنية الشارع اللي جاي

ربيعة:

_تمام مضبوط وبعدين بلاش تقطيم يا روحية بقا ما خلاص العملية خلصت واحنا قابضين مقدم دا حتي الشغلة  المرة  دي سهلة اوي 

روحية في غضب: 

_خلاص اي وزفت اي تاخيركم دا كان خلاص عرض عليا أني اطلع فوق كنت اعمل يعني امشي ويبوظ الشغل ولا اطلع واستنى حضراتكم؟ 

امتثال في صوت حماسي:

_تطلعي واحنا  وراك نضربه فوق 

روحية في صوت معترض:

_لأ الاتفاق مع الناس أن الضرب يكون على عينك يا تاجر مش فوق في الدرا واحنا لازم نمشي مع الناس على اللي عايزنه هما مش اللي احنا عايزنه حتى لو خدنا الفلوس مقدم بس بردوا 

متنسيش أن لينا سمعة وسط الغجر ولازم تفضل نضيفة وزي الدهب قالوا ف الشارع يبقى ف الشارع قالوا ف الدرا يبقي ف الدرا 

محاسن وهي تربت على كتفها:

_جدعة يا بت زي خالتك صحيح تربية صح

ثم نظرت إلى امتثال وقالت:

_مبقاش يعتمد عليك في خريطة شوارع ولاد الزوات تاني، البت ربيعة بعد كدا اللي تحفظ الشوارع دقيقة واحدة بتفرق وبعدين احنا واخدين فكرة عن الواد قبل ما نيجي سهل نصطاده يعني العطلة تيجي منا احنا؟؟ دي تبقى وحشة في وشنا 

امتثال:

_لا عندك حق في كلمة قولتيها بس اللي محيرني أن واحد بس والبواب اللي حاولوا يتدخلوا والناس التانية وقفت ف البلكونات تتفرج

روحية وهي تضحك: 

_ هو انتم  اديتم فرصة لحد اصلاً؟ ولا انت يعني أنت عايزة الدكاترة والمهندسين ينزلوا يتناقشوا  مع تلاتة عتاولة زيكم وهما مش فاهمين اصلاً اللي بيحصل؟ بس انا لاحظت حاجة وانا في العربية ضربكم اتحسن اوي 

بقا الوقت قليل والضرب كتير

محاسن وهي تنظر لها في اعتراض:

_ولا ضرب كتير ولا حاجة، بصي أنا بردوا نبهت عليهم ضرب من غير عاهة علشان كدا مرضناش نكسر عضمه، بس الضرب هيوجعه أيام وايام ودا كفاية عليه المرة دي يتأدب بس ولو رجع تاني لغلطه يبقى لازم تربية وهيكون فيها تكسير أيد و رجل 

امتثال في نبرة اعتراض خفيفة: 

_ما بلاش قانون التربية اللي انت ماشية عليه دا 

محاسن:

_ليه يا بت؟ 

امتثال:

_أصلك مبتاخديش عليه فلوس واحنا اللي صحتنا بتضيع 

محاسن:

_يا بت لو من اول ضربة مرجعش يبقى احنا اللي أيدينا كانت خفيفة عليه فهمتي يا هبلة؟ 

ربيعة في صوت ضاحك

_كان في عيال صغيرة بتصور من فوق 

محاسن:

_حاجة جديدة عليهم حقهم يصوروا للذكرى 

روحية وهي تلف بالسيارة جه اليمين:

_يصوروا  ويفرحوا يا لا هتكونوا نجمات يا حلوين 

ربيعة:

_ولو الواد قدم بلاغ!؟ 

محاسن:

_يقدم في مين!؟ هو يعرفنا أصلاً وبعدين هيقوك اي؟ يقول أنا كنت عايزة اخد بنتهم في شقتي جم ضربوني 

دا كدا بيفضح نفسه زيادة 

امتثال وهي تضحك:

_والله ما يقدر  الرجالة على كيد النسوان 

محاسن:

_المرة دي بالذات أنا كنت اكتر مرة مبسوطة فيها تعرفوا ليه!؟ 

امتثال وربيعة:

_ليه بقا؟

روحية وهي تنظر إلى محاسن:

_علشان جابت حق واحدة مش قادرة تعمل كدا صح يا خالتي!؟ 

محاسن وهي تغمض عينيها في هدوء وكأنها قامت على توزيع ميراث بالحق والعدل:

_ايوا خدت حق وليه ودا بقا بعمله بمزاج  اوي اوي ،وبعدها بفضل يومين تالتة حاسة اني ام المصريين كلهم 

روحية وهي تضحك:

_ربنا يخليك ليهم و تعيشي و تخدي حقهم يا معلمة

محاسن:

_بت يا روحية لازم الليلة دي ناكل كوارع و ممبار و فشة و لحم ضاني 

روحية في ضحكة كبيرة:

_ودا بقا على حسابك!؟ 

محاسن وهي تغمض عينيها:

_لا طبعا أنا مبحبش حد يستهيفني ولا ياكل قوتي، احنا هنجيب الاكل ونتعشي وبعد كدا 

هنقسم الفلوس بتاعت العملية دي علينا 

روحية في لهجة اعتراض:

_ايوا بس الأكلة دي هتدخل ف الف جنيه واحنا خدنا الف بس

محاسن في لهجة حسم:

_خلاص كدا ناكل المرة دي بالفلوس كلها علشان نرم عضمنا بعد ما أيدينا وجعتنا ومتخافوش يا بت منك ليه الرزق جاي جاي هتلاقي بكرة ولا بعده واحدة جاية لنا تولول هاتوا لي حقي

يا لا يا روحية على اقرب مسمط 

روحية وهي تشير إلى امتثال:

_طيب هاتي لي بقا العباية السمرا والطرحة مينفعش ادخل بهدوم الشغل نتفضح كلنا جوا 

 تضحك الستات في صوت مرتفع مما يدفع روحية أن تقول في لهجة توبيخ:

_بس بقا العربية هتنقلب بينا مش عارفة أسيطر على الرجرجة  

الصفحة التالية