رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 20 - 1 - الأربعاء 27/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل العشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
27/12/2023
نظر مراد إلى إيڤا في هدوء ثم قال:
_اسيبها ليه!؟ هو في أهم منها في عمري كله؟
تمتمت إيڤا بصوت خافت حتى لا يسمعها مراد:
_كله من الواطي
سار مراد بضع خطوات في الغرفة ثم وقف أمام النافذة وألقى نظرة على الخارج ثم نظر في إتجاه إيڤا وقال:
_أنا خايف اوي عليها كلام الدكاترة هنا بيقولوا قلة غذا بس انا مش مقتنع، أنا خايف أكون أنا سبب مرضها دا، ضغطت عليها في الجوازة دي علشان احفظ لها كرامتها، تفتكري كان في حل تاني غير دا يا إيڤا؟!
هزت إيفا رأسها علامة النفي وتابعت:
_بلاش اسئلة بتتعب العقل والبدن ومالهاش إجابة علشان الحاجة دي حصلت خلاص، الجوازة دي تمت علشان ربنا أراد ليها تتم، وربنا هو اللي مدبرها من عنده، نهال هتبقى كويسة أنا عارفة أن الأحسن جاي، هو بس حكاية الطلاق هي اللي عملت فيها كدا؟
مراد وهو يقترب ويلمس شعر نهال بيده:
_ايوا بس الجوازة دي مجرد صورة قدام الناس
إيڤا:
_الطلاق هو الطلاق في حيات أي واحدة في الدنيا، واللي بتلجأ له علشان مش قادرة استحمل حياتها مع جوزها لما تاخد حريتها بتبقى مكسورة بردوا اي انفصال بين اتنين بيكون فيه وجع وحسرة
مراد وهو ينظر لها في دهشة:
_وضع نهال مختلف وأنت فاهمة
إيڤا وهي تنظر إلى نهال:
_ايوا مختلف في كل حاجة بس الأيام الجاية اكيد احسن
مراد وهو يجلس على أحد المقاعد إلى جوار فراش نهال:
_تعرفي يا إيڤا أنا حياتي كلها تجارة ومكسب وفلوس من يمكن وأنا عندي عشرين سنة في التجارة حياتي اتبدلت على مراحل بدل البيت فيلا بدل المحفظة رصيد في البنك بدل العربية اتنين وتلاتة وكل دا في كفة واني أبص في وش نهال دا في كفة تانية، هي السبب الوحيد اني بعيش في الدنيا وأنا مبسوط وسعيد واكتر حاجة تكسرني ان اشوفها حزينة أو مهمومة
دلوقت وأنا شايفها تعبانة
وصحتها مش أد كدا مش عارف أعمل اي؟
المشكلة بقا في الحياة أن مش كل حاجة نعرف نشتريها بالفلوس لا السعادة نعرف نورثها ل عيالنا ولا الصحة نعرف نعين جزء منها نديها ليهم، في حاجات بتبين لينا أن احنا عجزة أوي وان كل اللي نمتلكه ميسويش
إيڤا:
_نهال فرحتها مع::::
مراد ينظر لها في إهتمام ثم يقول:
_مع مين!؟
تنهدت إيڤا ثم قالت في هدوء:
_قبل ما يحصل لها الانتكاسة دي هي بنفسها قالت لك أنها عايزة تكلم مين!؟
وضع مراد يده على جبينه ثم قال:
_سليم كانت عايزة تكلم سليم وتقعد معاه
إيڤا في احراج:
_طيب ما هو باين أهو سبب تعبها
مراد في لهجة عدم تصديق:
_قصدك اي؟
إيڤا وهي تنظر إلى وجه نهال في حسرة:
_قصدي أن كل شيء في الدنيا دي وارد ومش بعيد و القلوب شواهد
قال مراد في نفاذ صبر:
_في اي يا إيڤا ؟
إيڤا:
_هي بس تفوق وهي اللي تقول راحتها فين، الصعب بيمر وبيجي السهل بعده
مراد وهو ينهض من مكانه:
_أنا هروح أشوف حد من الدكاترة لو يلزم ليها اي حاجة اجيبها من برا
كانت عقارب الساعة قد أشارت إلى منتصف الليل، مراد قد غفى دقائق خمس بعد إجهاد ومعاناة وكثرت التفكير بعد السفر في حين ظلت إيڤا تراقب تتحدث في صوت منخفض جداً في أذن نهال:
_أنا عارفة انك جامدة يا نهال وقوية وهتعدي الوقت دا
مساء الخير
تحية المساء قد أيقظت مراد الذي نظر إلى صاحب العبارة في تعجب ثم ما لبث أن ردد في هدوء:
_مساء الخير
أما ايڤا فلم تلين ملامحها أو ترد مما دفع الشاب أن يتجه مباشرة إلى حيث ترقد نهال وقال وهو ينظر لها:
_صحتها عاملة اي؟
مراد وقد شغله تعب إبنته عن سؤاله عن أي شيء حول معرفته بالأمر عن نهال أو معرفته بأي شيء آخر :
_الدكاترة قالوا هتفوق على الصبح
نظرت له إيڤا في غضب ثم قالت:
_هتكون كويسة وهترجع بيتها بألف سلامة
جذب الشاب كرسياً ثم جلس إلى جوار نهال من الجهة الأخرى وتابع:
_أكيد هتكون كويسة
إيڤا وهي تنظر له في سخرية:
_أنت سريع أوي عرفت المستشفى في خمس ساعات بس
سليم وهو ينظر إلى مراد ويحاول أن يجد بعض الكلمات حتى يبرر له:
_أنا روحت الڤيلا ومافيش حد عرف يحدد لي المكان اللي انتم فيه، دورت في مستشفيات المنطقة كلها لحد ما عرفت انها هنا
تبادل كل من سليم ومراد نظرة تساؤل في حين قال مراد وهو ينظر إلى نهال ثم إلى سليم بعد أن تذكر كلمات نهال الأخيرة
:
_أنت رحت الفيلا علشان حاجة معينة!؟
سليم في جدية:
_كان في موضوع مهم ولازم اكلمك فيه
قالت إيڤا وهي تنظر إلى سليم:
_لما تفوق نهال وترجع البيت المستشفى مش مكان للكلام
ألقى مراد نظرة حادة على ايڤا في حين قالت هي في لهجة توسل ورجاء:
_اصل في مشاكل حصلت بين نهال وسليم وهي حابب يتكلم فيها هنا وأنا شايفة أن دا مش وقته
مراد وهو ينظر إلى سليم :
_مشاكل!؟
قال سليم في لهجة استجداء:
_بعد ما نطمن على نهال
مرت ساعات الليل بطيئة لا شيء يغلف غرفة نهال بالمستشفى سوى الصمت والسكون ونظرات الجميع معلقه في لهفة بوجهها، اختلفت اتجاهات تفكيرهم منهم من اكتفى بالدعاء ومنهم من شعر بالذنب وآخر من تمنى أن يوصل لها العمر من أيامه هو فلا ينتقص من أيامها شيء قطع سكون الليل صوت مراد وهو يقول:
_الفجر قرب أوي أنا رايح على الجامع
دون أن يعقب سار خلفه سليم في صمت في حين أمسكت إيڤا بيد نهال وهي تهمس لها:
_الكل هنا يا نهال
ومع اخر كلمة تفوهت بها انفجرت دموع عينيها وهي تشعر بالألم والحسرة والحزن العميق أن الفتاة التي تولت تربيتها غائبة تماماً عن الوعي
الفجر واحة اللاجئين من هموم الدنيا وصعاب الحياة، الفجر مرفأ السلام إلى القلوب المنهكة و المثقلة ب الأثم، الفجر و أنفاسه دواء وشفاء، الفجر بداية اليوم
ونهاية أمس وبشرى لكل
من رفع يده بالدعاء سوف يستجيب لك
مالك الكون فلا تقنط
ولا تيأس من مالك الأمر
إن أسمك في قلبي وبين نبضي وبين العقل تردده الجوارح ولا أحمل غيره
في عمري أسم انطق به
سجدت وبكيت وأنا أطلبها منه مراراً ولن أكف عن نطقه فهو أملي ودنياي نهال
مراد
انطق اسمك مرات ومرات في دعائي حتى أقر بذنبي وجرمي وأنال عفو فهل ينال الظالم من المظلوم صك غفران له
جراحي أنت وأسمك حين انطقه
أعلم أنه شفائي ولم يعد هناك غيرك ملاذ الجأ له
من بعدك المنفى والضياع والشتات
حركت نهال رأسها في صعوبة وجاهدت كثير حتى تفتح عينيها كانت تشعر بثقل حاد في رأسها
وشعرت بدوار عنيف في الرأس، مدت يدها على الفراش، في حين انتفضت إيڤا وضغطت في رفق على يدها وهي تقول:
_الحمد لله أنت بخير يا حبيبتي