رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 10 - 1 - الأربعاء 6/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل العاشر
1
تم النشر يوم الأربعاء
6/12/2023
أغلقت نهال باب غرفتها ثم قالت وهي تضع يد على كتف والدها:
_بابا الشاب اللي برا بيخرج بليل كل يوم
كانت إيڤا تجمع الملابس وتعيد رص بعض الأشياء في الغرفة وقالت وهي تنظر إلى نهال في فزع:
_أنت بتنامي في البيت دا لوحدك؟ لا كدا كتير أوي
ثم نظرت إلى مراد وقالت:
_طيب أحنا بنقول البيت متطرف بس هي في ضل راجل و هيقدر يحميها ويعرف يتصرف في نصاص الليالي لو اي طاريء أو حاجة وحشة تحصل، كدا بقا احنا نخاف عليك
نظر لها مراد نظرة تحذير ثم قال:
_إيڤا بلاش كلام كتير، أنتم ناسيين أن الراجل خدمنا ولا اي
قالت إيڤا وهي تضع قطعة ملابس على الفراش:
_يعني اي؟! نهال كدا في خطر
قالت نهال وهي تضع يدها على والدها في رجاء وتوسل:
_يا بابا أنا مش خايفة على نفسي لا أنا خايفة عليك أنت
قالت إيڤا في لهجة معترضة:
_يا حبيبتي ازاي تقضي الليل لوحدك في بيت صحراوي
قال مراد وهو يجلس نهال في رفق على الفراش:
_اسمعي يا نهال، أنا عارف وفاهم انك متعرفيش الشخص دا، بس أنا أعرفه كفاية اقولك أنه مش خطر مش خارج عن القانون مش مجرم ومش بلطجي دا انسان متعلم ومهندس
اعترضت نهال:
_دا مش مهندس ولا حاجة دا رسام
قال مراد في حزم:
_هوايته الرسم زي ما هوايتك القراية، وهوايتي صيد السمك مع اني عندي شركات، مش عايز مضايقات مع سليم سليم شخص أقدر أعتمد عليه
قالت إيڤا وهي تمط شفتيها:
_رسام مهندس دكتور كل دا مش مهم ولا دا موضوع نقف عنده، اللي يتوقف عنده ازاي يسيب نهال في الليل ويمشي؟ ازاي دا مسئولة منه هو؟
حتى لو جوازة فشنك وتمثيل هي في عهدته وتحت بيته بصراحة كدا ومن الآخر
التقطت إيڤا نفس عميق حتى تحاول لم شتات ذاتها وتكبح غضبها ثم قالت:
_بعد اذنك يا مراد بيه لو انت متكلمتش معاه ف الموضوع دا أنا اللي هتكلم، أنا مش هسكت عن حاجة زي دي، أنا صحيح مش أمها ولا قريبة ليها بس أنا دخلت بيتكم وهي لسه صغيرة و بعتبرها بنتي وعايزة ارتاح من ناحية نهال وأكون مطمنة وأنا بعيد عنها انها في امان
نظر لها مراد في هدوء ثم قال:
_أنا هتكلم يا إيڤا انتهينا ولا كلمة زيادة في الموضوع دا، أنا مش هستجوب سليم، أنا بس هخليه ياخد باله من خوف نهال وهي لوحدها
نهال وهي تشهق في فزع وقد تذكرت موقف العصافير والحمام :
_خوفي أنا ولا خوف إيڤا؟ يا بابا بلاش تجيب سيرتي أنا
مراد وهو ينظر لها في عمق و:
_مجبش سيرتك !؟ يعني اي مش فاهم نحتفظ بالموضوع سري! طيب ليه مصممة اعرف بيروح فين هو؟
نهال:
_يا بابا أنا قلقت من تصرفاته حاسة أنه شخص خطر ومخيف، دي كل الحكاية بس انا كبيرة واعرف احمي نفسي ومش هخاف من الضلمة
مراد وهو ينظر لها في عتاب:
_نهال أنا مش هسيبك في مكان مع شخص عليه شبهه ولو واحد في المية
قال إيڤا وهي تحزم الجدل بينهم:
_يتقال خوف نهال وايڤا كمان، بس لازم يفهم كويس أن خروجه هو بليل ممكن يحصل اي حاجة ولو بسيطة نفترض كلب سعران دخل المكان، لا لا لازم ياخد باله من خروجه الليل دي
فتح مراد باب الغرفة وهو يقول في صوت حاسم:
_كفاية كلام كتير ومناقشات احنا في بيت سليم مش في بيتنا
اتجه مراد إلى الفناء الخارجي للمنزل حيث يقف سليم في حين قالت إيفا وهي تنظر إلى العصافير:
_الاوضة دي كاتمة اوي ليكم انتم الاتنين، الأوضة اللي جنبك فيها بلكونة متوسطة كدا بس اي تحفة تقدري تحطي العصافير هناك وأنت كمان ابقي اقعدي هناك فيها تلفزيون وراديو وواسعة وريحها حلو اوي
قالت نهال وهي تنظر لها في دهشة وتساؤل:
_فين الاندرات بتوعي والروب
أجابت إيڤا وهي تشير إلى الخارج:
_في الأوضة التانية اللي جنبك فيها معظم اللبس الدولاب اللي هنا صغير مش هيلم كل حاجتك
تمتمت نهال:
_وفوني كمان هناك؟
هزت إيڤا رأسها علامة النفي وقالت:
_في بيت مراد بيه هناك
اجيبه ليك المرة الجاية
ثم قالت وقد تذكرت شيء:
_الزرع هاروح اشوف الزرع
ألقت نهال نظرة على الخارج كان سليم ووالدها يسيران على الأقدام في الفناء الامامي للمنزل و يتحدثان في هدوء
صوت إيڤا المصر على مجيئها جعل نهال تذهب لها وهي في المطبخ
نهال:
_خير
إيفا وهي تفتح باب التلاجة:
_تعالي شوفي
نهال في حيرة:
_اشوف اي
ايفا في نفاذ صبر:
_شوفي الشاب حط كميات كبيرة من الفاكهة والخضار والألبان هنا
نهال وهي لا تفهم مغزي الكلمات:
_طيب ودي فيها أي
هزت إيڤا رأسها في عدم تصديق ثم تابعت:
_كان سايب البيت من غير مؤن علشان مكنش فيه حد وهو مكنتش مهتم بنفسه ياكل بجوع مش فارق الواد دا كان عامل حالة تقشف على نفسه كدا ليه؟ اي عليه ذنب وبيكفره؟ ولا عليه ندر وبيوفيه
قالت نهال وهي تهز راسها:
_شاغلة نفسك بحاجات مالناش فيها
قالت إيفا في إصرار:
_لا لينا، لينا جزء يخصنا هنا هو انت وهو دا اللي يخليني آخد بالي
ثم أشارت إلى النبات وقالت:
_شفت فرق الميه عمل اي في النبات، دا مد له الحياة تاني، الشجر الصغير بدأ يفوق ونفض الورق الدبلان منه
قالت نهال وهي تتذكر وقوعها في الأرض وما تلا هذا:
_فعلاً نفض الورق الدبلان والغريب عنه كمان
نظرت لها إيڤا في عمق، حاولت أن تفهم كلماته ولكن نهال اختارت أن تجيب ببضع كلمات عن الموقف حتى ترضى فصول إيڤا:
_رجلي كانت في الحفرة الصغيرة اللي هناك وطلعتها بسهولة متقلقيش
هزت إيفا رأسها علامة الموافقة ثم قالت وهي تستدير حتى تنظر إلى مراد وسليم الذين كانوا يتحدثون ويظهر على وجه كل منهم الاهتمام بما يقوله الآخر:
_صحيح توافق الأرواح مالهوش علاقة بالسن أبوك باصص للشاب دا بصة كلها إهتمام أو عطفة والشاب باصص له بصة تانية، عارفة زي ما يكون واحد كان بيدور على واحد مشتاق بقاله سنين وسنين وف الآخر لقاه ايوا أنا أفهم في لغة العيون اوي اوي
ثم نظرت إلى نهال في عمق وقالت:
_هو بقا مش باصص لك خالص
ابتسمت نهال رغماً عنها وتابعت:
_والله أريح وكتر خيره
هتفت إيفا في سرعة:
_لا أنا مش قصدي انك وحشة ووشك مش عاجبه لا لا أنا قصدي إنه مبيحاولش يشوفك يا نهال مبيحاولش يركز معاك، زي ما يكون بينفذ الوعد مع أبوك ويعمل اللي هو التزم بيه
قالت نهال في هدوء:
_ما قلت لك كتر خيره أنا فعلاً مش عايزة مواجهات بينا حتى لو كانت بالنظرة كل واحد فينا مريح نفسه وباعد عن التاني علشان وقتنا مع بعض قصير
فتحت ايڤا أحد الإدراج وأخرجت صينية كبيرة وقامت بوضع علب من العصير فوقها وقالت:
_خدى ليك واحدة، متقوليش لا
ثم اتجهت إلى الخارج وقالت:
_هروح أديهم العصير أحط فاكهة كمان، شكل الكلام واخدهم وقعدتنا قدامها ساعة كمان، الوقت لسه فيه متسع زي ما بيقولوا، واجب ضيافة المفروض ان احنا في بيتك نكمل التمثيلية بقا
قالت نهال في إهتمام
_والغرض التاني اي؟ عايزة تعرفي رد فعله من كلام بابا مش كدا؟
قالت إيڤا في صوت به حزم وتحدي:
_لا راحة اشوف حاجة تانية في دماغي