-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 10 - 2 - الأربعاء 6/12/2023

 

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل العاشر

2

تم النشر يوم الأربعاء

 6/12/2023


غسلت إيڤا الصينية ثم قالت وهي تجفف يدها في فوطة موضوعه أمامها: 

_متخافيش هو بيكون واقف قدام البيت مبيروحش بعيد 

اتجهت نهال الى الغرفة تتبعها إيڤا وقالت وهي تفرد جسدها على الفراش: 

_وبيقف قدام البيت ليه؟ مش غريبة دي بردوا 

ايڤا وهي تجلس على الفراش أمامها: 

_بيزهق من البيت يطلع برا، آة هي حاجة غريبة أن تمشيطته تكون في الوقت دا، بس انت بتقولي أنه بيرسم والجماعة اللي زي دول ليكونوا عنده عادات غريبة شوية 

تنهدت إيفا في عمق وقالت:

_كنت عايزة اختلي بنفسي هناك مش هنا يا إيڤا المكان دا عامل لي حالة توتر 

هزت إيڤا رأسها علامة موافقة وتابعت: 

_كل حاجة وليها ضريبة، مافيش حاجة سهل على حد، نصيب وقدر، استحملي دا اهون من حاجات تانية 

نهال وهي تغمض عيناها في استسلام:

_عندك حق لازم استحمل معنديش بديل

صوت مراد وهو ينادي على ايڤا جعل نهال تتأفف في حزن: 

_خلاص زيارة المسجون خلصت 

إيڤا: 

_متزعليش بكرة على العصر كدا هأكون هنا وهقعد لآخر اليوم يلا سلام 

شاهدت نهال من النافذة الجميع وهم يرحلون سليم أيضاً غادر معهم ولم تكن نهال في حاجة أن تعلم أنه من المؤكد أنه سوف يقف في مواجهه المنزل، لهذا جلست في غرفتها ودون إرادة منها  غفت  عيناها و جوارحها


استيقظت في الصباح، صوت الصمت كان يشمل المنزل، غسلت وجهها ثم اتجهت إلى النباتات، قامت على سقي الماء ثم جلست في غرفتها قليلاً 

قبل أن تتذكر أن هناك راديو في الغرفة المجاورة، خرجت إلى الصالة نظرت إلى غرفة الرسم كان الباب مفتوح ولم يكن هناك أحد، ألقت نظرة على الفناء الخلفي والأمامي  كذلك للمنزل لم يكن سليم موجود 

ترددت لحظة قبل أن تأخذ قرارها بتشغيل الراديو في الغرفة المجاورة 


الغرفة كما وصفتها إيڤا 

غرفة أوسع  في المساحة من غرفتها التي تستقر بها منذ دخولها هذا المنزل، والبلكونة الملحقة بها أعطت للمكان سحر خلاب، خاصة أن هناك بعض الزهور المعلقة على سور البلكونة، زهور متعددة الألوان احمر وأبيض وأصفر أيضاً، وقد بدأ أن الزهور للتو تفتحت وتمت تغذيتها من قطرات الندى التي تسقط طوال الليل وتستمر إلى الصباح، 

 ديكور الغرفة أيضاً راق جداً ينم عن ذوق رفيع عالي، سرير على شكل طاوس رأسه تنظر إلى من يدلف الغرفة مباشرة كأنه يؤدي التحية له، وعيناه تشتعل ببريق جميل إذ أن عينيه بللون الأزرق البراق،   ودولاب جرار متناسق الالوان،    والتسريحة على شكل ريشات الطاوس و  الأدراج أيضاً عبارة عن ريشات الطاووس،  فقط أعلى التسريحة إطار مغلق ذهبي اللون، تعلقت عين نهال بالإطار وفكرت لحظات أن تفتحه ولكنها 

امتنعت عن الفعل هي بلا شك صورة الشاب والإ لمن تكون الصورة؟  ولمن يكون الإطار!؟ 

خرجت مسرعة من الغرفة وهي تغلق الباب  في احكام فلقد شعرت بأنها متطفلة على المكان، 

وإن كان جمال الغرفة قد شهدت له أن الشاب فعلاً 

يمتلك مهارات متعددة 


خرجت إلى النباتات وجلست هناك بينهم رفعت راسها وهي تلمس 

أن المكان كان به حياة من قبل، كانت تضج منه الأمنيات والسعادة،

بعض الاهتمام إلى النبات أعاد شيء حي إلى ما كان عليه، فلماذا يصر صاحبه على أن يجعل المكان خرب إلى تلك الدرجة؟ 

قطع تفكيرها صوت الباب وهو يغلق، فلم تحاول أن تنهض، فضلت أن تجلس سوف يذهب الشاب إلى غرفة المرسم 

ويمارس ما يفعله دائماً 

ولكنها تفاجئت بخطواته في المطبخ واستمعت إلى صوت الأواني وهي تحدث ضجيج في المكان، حمدت الله أن باب المطبخ مغلق فهو حاجز يمنعه أن يراها 

رائحة الطهي انبعثت 

من المطبخ واستنشقتها 

في قوة،الرائحة مميزة 

تعرفها هي جيداً هو نوع من الفطائر، حين غادرت الخطوات واتجه إلى غرفته، انتظرت بضع لحظات قبل أن تنهض وتفتح باب المطبخ وتمر 

إلى الصالة في محاولة منها الوصول الى غرفتها 

ولكنها تفاجئت أن فطيرة موضوعة على المنضدة بالصالة ورائحتها  تزال تفوح في المكان، رائحة الفطيرة قد جعلها تشعر بالجوع الشديد، ولكنها لم تلمس الفطيرة فقط عادت إلى المطبخ وأخرجت بعض من علب الزبادي والفاكهة وبعض العصائر وذهبت الى غرفتها، كانت ريشات 

العصافير قد تناثرت في الغرفة، إيڤا على حق، 

سوف تضع العصافير في غرفة الطاووس، ولكن ليس الآن، حين يختفي الشاب ويذهب في رحلة المساء اليومية، فسوف تتحرك في حرية في المنزل، وضعت بضع قطع من فاكهة في أقفاص العصافير وهي تستمع إلى صوت أغنية قادم من غرفة الرسم لنفس المغنية: 


_اراك في السماء 

أراك في السماء 

وجهك يضحك بين النجوم 

لا شيء جميل هنا 

غير طيفك حين يمر 

العين تبكي 

رغم أن رؤياك فرحة 

هل تخبرني؟ 

هل تخبرني؟ 

كيف اجتاز كل هذا الحزن؟ 

أنت لا تجيب أبداً 

رغم أن الساعات التي مضت كانت لا تكف عن البوح 

أشاهدك في السماء 

على حافة القمر 

يظهر وجهك ليلاً

ويمضي مسرعاً 

لا شيء يا حبيبي 

جميل سوى أفكاري

التي تحتويك 

أفعل هذا دائماً 

حتى أجتاز الأمر 

ولكن هذا لا يزيدني 

غير تعاسة 

لقد رحل معك الفرح


مسحت نهال دموعها في سرعة وهي تحاول أن تكبت شعور الحزن الذي 

تخلل إلى مشاعرها، كانت تحاول جاهدة أن تميت تلك المشاعر التي تأججت داخلها فلقد لمست في عمق ما تريد المغنية أن تصفه، لقد كانت  حياتها تدور في فلك حبيبها فقط، حين رحل، لم تعد تمتلك حياة، 


 من يتحمل هذا القدر من العذاب، من يجتاز تلك المرحلة من الازمات

هو شخص قوي وصلب 

وفكرت في المغنية 

لا عجب أنها ماتت من الحزن، فبعض البشر لنا حياة، وفكرت في تلك اللحظة أن أمر تجاوز فريد لم يكن صعب كما تظن، أنها تستطيع أن تلمس جمال الكون إلى تلك اللحظة تستطيع أن تشعر بحب والدها وإيڤا 

أنها تعلم أن هناك في الكون من يستحق أن نكمل من أجله الحياة، 

وأن بعض من الهوى الزائف الذي نظنه متغلغل في الأعماق يكشف معدنه ويوضح قوته وضعفه الغياب والمواقف 

تمضي الأيام ويتخلل فراغه اشياء اخرى أشد عمق وأكثر الأشياء التي تتخلل داخلنا ثقتنا بالنفس أنها تلك الإرادة 

التي تجعلك على يقين 

أن هناك أشخاص لا يستحقون سوى الحذف من حياتنا إلى الأبد وان ما مر في وجود لحظات وأيام معهم هي دروس في العمر ينبغي أن تكون بتلك القسوة حتى لا نرتظ  إلى الخطأ مرة ثانية ويترك الدرس أثرة الإيجابي في العمر


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة