رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 28 - 1 الثلاثاء 9/1/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن والعشرون
1
تم النشر يوم الثلاثاء
8/1/2024
رواية عقاب ابن البادية الفصل الثامن والعشرون
مر يومان.. الشيخ منصور يتحضر للسفر وآدم وقصير يتابعان صفقة السلاح الجديدة، والتى وضع فيها قصير كل مايملك من نقود وكل مايحتكم عليه فى صفقة إفترض أنها صفقة العمر، ولكن لسوء حظه حدثت بعض العراقيل أجلت وصول الصفقة ولا يعلم الإثنان ما السبب، يراسل آدم الشركة كل ساعة تقريباً، وترد عليه الشركة نفس الرد بأنها أخلت مسؤليتها عن الصفقة منذ خروجها من المصانع.
وفي النهاية تبين أن الشحنة متوقفة من قِبل سماسرة الطرق ولن يتم الإفراج عنها سوى بمبلغ كبير من المال، ووقع قصير في حيرة من أين يأتي بهذا المبلغ وقد دفع كل مايملك، وخشى طلب المساعدة من عمه منصور كي لا يعتقد بأنه غير كفؤ لإدارة أموره، فطلب من آدم التصرف، فإقترح عليه آدم أن يأخذ من العملاء ثمن الأسلحة مقدماً ويدفع كي يُفرج عن الشحنة، وهذه مخاطرة أخرى لا يؤتمن عُقباها، ومجازفة كبيرة.. ولكنه لم يجد بُداً من المجازفة، وقرر العمل بفكرة آدم، وتم تحويل الأموال وإنتظر إلاثنات النتيجة التي قد تكون خسارة للشحنة والفدية معاً.
أما فى تجمع نساء البادية كانت تتم التجهيزات لعرس محراب، والجميع يساهم ويقترح وتقسمت المهام، ولازالت الشيخة عوالي تُملى علي النساء مايفعلن، فإستغلت معزوزه الإنشغال التام وأنسلت من بينهم وتوارت خلف الخيام بمجرد أن رأت إشارة رابح لها، ولحقها هو من طريق أخرى، والتقيا بعيداً عن العيون.. جلس وأجلسها بجواره وإستهل حديثه بتنهيدة وصفت مدى شوقه وعذابه وهمس لها:
-امرايف عليك ارياف ذاد عن حده لو قلت قد السما والارض مداهن مايوصل لقده ،هلكني الإنتظار يامعزوزة القلب وماعاد فيه ينتظر أكتر.. والله الساعة تمر كيف الدهر ناهيكِ عن اليوم.. والليل ماأطوله من دون ونيس.
معزوزه:
- هانت ياقليبي، هانت ياعزيز الروح، تقوى واستعين بربك على الصبر.
- انا هنبدأ تجهيز خيمتنا من توا، هنجهزها بأحسن التجهيزات وانجيب فيها اللي ماجابته الشيوخ بخيامها، هنجيبلك فراش متل اللي بقصر آدم، مرتبه هاللي ينرقد عليها و يغوص بقلبها والغطا حراير من الغالي ماتليق الا للغالي، والوسايد من ريش النعام حتى لا تتعب راسك، مع إن دراعي راح يكون وسادتك وصدري محط راسك.
- وانا مانريد غير ذراعك اوسادي وصدرك ودفو انفاسك فراشي ومانريد حراير ولا ريش نعام ولا اي شي، ما نريد ولا انتمنى غير قربك انت وبس حتى لو نرقد عالرمال وانتغطى بالخيش، او انقعد حتى منغير غطا صدقني مايفرق عندي
المهم انكون معاك
-. كافي يامعزوزه ولا تزيدي لهيب القلب وشوقه بكلامك المعسول، والله ماناقصه إشتياق والله.
- سلامة قلبك من اللهيب والشوق يانضر عيني ونورها.. والحين يلا نعاودو قبل ما عمتي عوالي تلاحظ غيابي وتدور عليك بين الرجال وتلاحظ غيابك ووقتها تصلبنا كل واحد على نخله.
خليكي شوي ماودي افارقك، اللي مايرحم العاشقين الله لا يرحمه.
- بس هي تريد شوية صبر وماراح يكون فيه فراق.
انهت حديثها وسمعت صوت رجوه من بعيد يصدح:
- حيه عليكم يا زرازير الحب كافي، الشيخه راح تيجي تعلقكم من لسانكم اللي تتحبحبو وتتمعشقو بيه ويشم خبركم اللي مابعينه نظركم وتفرج عليكم القبيله كلها.. ياعيني عليا ، رجوه التفتت يمين ولا يسار مايصدقو الفانص والفانص وانتي ماحدا يفتح فمه عليكي.
رابح:
- ومن يقدر، والله اللي يحكي مع معزوزتي حرف لابلعه لسانه..يلا هيا ارجعن عالخيام وأنا هنعدي لعقاب وهلال بالوادي.
رجوه:
- هنعدي معاك
-رجوة ماتختبري صبر صرتي طولي تو ماينفع تلحقينا ،انتي تبقى مع الصبايا اعمليلك شي من شغل العرس، صيري بنيه مره من نفسك.
انهي حديثه وتحرك مبتعداً، فذهبت رجوه نحوا مكان الخيول وأطلقت سراح احدهم وامتطته وسابقت الريح متخطية رابح دافنة كلامه تحت رمال الصحراء، وذهبت حيث عقاب الذى تحسدها الفتيات جميعاً على بقائها بجواره طوال الوقت وتحادثه ويحادثها، وهن اللاتي يختلسن النظرة إليه إختلاس.
وصلت حيث كان يقف هو وهلال يتنافسان على صيد غزالة بالسهام، كل منهم يقف فى مكان بعيد عن الآخر ويوجه سهمه عليها، فنزلت من فوق الحصان وأمسكت بقوس كان مُلقى بجوار أشيائهم وقامت بالتصويب نحوا الغزالة وسددت قبل منهم، فأصابت الغزالة واردتها على الفور، فإلتفت الإثنان نحوها، ولما رأوها أرخوا سهامهم واردف هلال بحنق:
- جات البومه وقنصت الصيدة.
آدم وهو يقترب منها:
- عاشت ايدج أحسنتي التصويب كالعادة.
- رباية يدك وتعاليمك ياعقاب، إذا ذراعى سددت وصابت الرمية الفضل يرجعلك
آدم:
-بس تعاليمي وربايتي؟ ووين رباية يد و تعاليم سالم يارجوه، وين اللي كان يشد الذراع ويعلم الصوابع من وهما صغار مايعرفوا يمسكوا شي؟
-أغمضت عينيها واشاحت بوجهها بعيداً ككل مرة يذكرها آدم بسالم، وهو يتعمد تذكيرها به مراراً وتكراراً حتى يقضى على نظرات الإعجاب الغريبة التي يراها تنظر له بها مؤخراً كلما إلتقت عيناه بخاصتها..نعم هو معتاد علي مثل هذه النظرات من كل فتيات القبيلة، لكن من رجوة لا يمكن ولا يجوز وغير مقبولة بالمرة.
وصل رابح اخيراً ونظر لتلك العنيدة وأردف بحنق:
-والله انا لو من سالم لنكسر راسك الف شقفة وشقفة ياام راس كلب إنت ياللي ماينحكم عليكي يافانص علي قول عمتي عوالي، لا وتزعل بعد من الكلمة، والله الكلمة ماانخلقت إلا لك ياسايبة.
تجاهلت رجوة كلامه وعادت للقنص والصيد، وكانت تنافسهم وتحاول البقاء فى الصدارة، ولكن العقاب كالعادة لا يتصدره احد مهما حاول.
وعلى آخر اليوم عادوا جميعاً بالصيد، وكانت عوالي فى إنتظار رجوه وتلقتها بكل أنواع الشتائم والمسبات، وعلى رأسهم لقبها المعروفة به لدى الجميع "فانص القبيلة"
وكالعادة رجوه لم تأخذ ايا من كلام الشيخة عوالي علي محمل الجد ولم تضع اياً من تحذيراتها المستمرة لها من ركوب الخيل فى حسبانها، ووقفت تستمع لها وهي صامتة مبتسمة حتى ملت عوالي من الحديث ومالت بجذعها على الأرض تأخذ حجراً لتضربها به عل الإحساس يعود لها، وما أن رأت رجوه ذلك حتى اطلقت قدماها للريح هرباً من امامها، وذهبت لخيمتهم تحتمى بمعزوزة من غارة عوالي، التي برغم محبتها لها إلا أنها لا تتهاون معها وقت إستحقاقها للتوبيخ.
معزوزه:
-ماراح تسمعي كلام حدا و تجيبينها البر يابت أمي الله لايوفقك .
- لا ماليها بر يامعزوزه، وماراح نسمع الا كلام مخي وبس، ويش يقولي سوي بسوي وماارد على حد. ولا يحكم عليا حد
-إلا مايجي اليوم اللي يتكسر فيه هادا المخ وينعجن ويتكون من أول وجديد، ووقتها راح يتغير كل شي، وأنا وأنت والزمان بيثبتلك صدق كلامي يارجوه.
-ماعليكي بيا اشقي بروحك وبرابحك وتو اتركيني انام شوي انتي والزمان ولا تفيقيني تعبت واااجد اليوم.
أما فى القصر
كانت عايده تجلس مع محمود في الحديقة، يتأملان الى أين وصل الحال بأشجارهم المهملة وأزهارهم الميتة التي لم يبقى من اشجارها غير جذور فى الأرض، وأغصان يابسة.، سمعا صوت فريال تصرخ، فقاما بفزع يتحرون ماذا هناك.
قبل هذا بقليل في مطبخ القصر، كانت مايزه تعد الطعام البدوي الذي طلبه منها محمود، وأثناء إلتهائها دلفت فريال للمطبخ وقامت بوضع السم فى الطعام سريعاً، وأخذت تتجول في المطبخ تتفحص الأواني وكأنها ستعد الطعام لأولادها، وفور أن تحركت مايزه نحوا طنجرة الطعام لتقلبه حتى قربت رأسها من الطنجرة ونظرت للطعام بتفحص، وأخذت ترفع فى قطع اللحم وتنظر اليها عن كثب، وبعدها اعادتهم في الطنجرة ونظرت لفريال بغضب، وبسرعة لا تتناسب مع عمرها إقتربت منها وقامت بالقبض على حنجرتها وبأسنان مصكوكة حدثتها:
- اخ منك ياحية بخيتك سمك بالطعام ياافعى؟ ماراح تبطلي هي العادة، مفكره روحك قباض الارواح.. تو راح انوكلك من سمك وانشربك من كاسك، كم روح تريدي تقبري ياكلبه، كم حياة بدك تنهيها وليش؟
افتحي فمك ياخبيثه افتحيي.