-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 31 - 1 الثلاثاء 16/1/2024

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

 16/1/2024

❈-❈-❈


تقدم آدم من والديه قبلهما وجلس بجانبهم، مرر عيونه على الجميع وإبتسامة جانبية لاحت على وجهه لتلك النظرات التي يرمقونه بها.. يعرف ذلك الخليط جيداً.. كره علي غيرة على حقد.. ولكن.. هناك نظرات إعجاب من بينهم.. عيون تتمنى وتشتهي وهذه النظرات هو خبير بها ولطالما رأها في عيون فتيات القبيلة.. فهتف في قرارة نفسه:

-وليش لا والله يامراحبا بابواب جديده تنفتح وتعطى فرص اكبر.

وجه حديثه لوالده قائلاً:

-ها يابوي تريد تيجي معاي عالشركة اليوم ولا مازال ماتقدر؟ بس وجودك بأول يوم لإبنك بالشغل ضروري لتفهما كيف تصير الأمور فيها وكيف التعامل.

ضحك ياسين ضحكة عالية لم يستطع كتمانها وهو يتخيل ردة فعل آدم وهو يدلف لشركته التى يظن أنها لازالت قائمة ويجدها خاوية من كل شيئ، وبعد أن تأنق ليراه الموظفون سيذهب لمبنى مهجور لن يسمع فيه إلا صدى صوته. 

نظر آدم إليه وتجاهلة ثم نظر لأبيه واكمل.. 

- ها ايش قولت يالغالي؟ 

تحدث محمود مع آدم وإفترض أنه لا يعلم الى ماذا آلت الأمور فقال بحسرة:

-شركة إيه بس يابني اللي هنروحها، هي فين الشركة دي، الشركة والمصنع والمخازن بقوا هجاج، بقوا خرايب مفهمش حد ولا فيهم حاجه. 


ليأتيه رد آدم الذي صدم الجميع:

-ومين جاب سيرة شركتك القديمة؟ 

انا نقصد شركة عمي، الشركة اللي انبنت على انقاض شركتنا وحيطانها قامت من هدد حياطينا.. احنا رايحين لشركة"كارمديا" للأستيراد والتصدير. 

توسعت أعين الجميع وهتف له ياسين ساخراً:

-إيه ياوسيم الصحراء الظاهر إن عقلك لسع من كتر الشمس اللي بتقور فيه ليل نهار.. شركة ايه ياحبيبي اللي عايز تروحها دي، هي وكالة من غير بواب ولا فاكرها سايبه؟ 

-اي سايبه ومالها رداد متلك انت وبوك.. واذا الشغل بشركات الغير سيابه ليش كان بوك يشتغل بشركة بوي، ليش كان ممسكه كل شي وحاطه فوق روس الخلايق؟.. اسمعني زين يا إبن فريال.. هادا وقت سداد الديون وإسترداد الحقوق، وكل اللي خد شي يرجعو لصحابه 

ياسين:

- والله اللي ليه حاجة يشاور عليها وياخدها بالقانون. 

- لا ياغالي.. ابن عمك اللي اتاخد منه بالذراع ما يرجع إلا بالذراع، مع اني بالقانون نقدر انوديك ورا عين الشمس إنت وبوك وخوك.. بس لا انا مانريد حدا يرجعلي حقي، العقاب مو ضعيف ولا قاصر.. وتوا انا معدي للشركة وراح نقعد خلف المكتب اللي يعجبني، واللي يفتح فمه منكم راح اصكره له بطريقتي، بمكالمة تليفونية بنفيه ورا عين الشمس ومايبقى منه غير ذكراه. 

نظر ياسين لأبيه وتبادلا نظرات القلق مع فريال، فبعد الذي رأوه في قسم الشرطة هو قادر على تنفيذ تهديده، ومن سيقف أمامه هو خاسر لا محاله. 

فصمتوا جميعاً، وكان هذا الدرس الذي قصدة آدم من وراء لعبة الأسلحة أمام ياسين والبقية، وهو أن يعرف الجميع لأي مرحلة قد وصلت سطوة آدم، وإن هدد فهو قادر. 


ونهض آدم وغادر وهو يعرف وجهته جيداً، دلف مقر الشركة بخطوات واثقة تخبر الجميع بأن له شأن كبير في الشركة حتي دون ان يعرف احد هويته، قرأ اللافتات المعلقة على أبواب المكاتب وتوقف عند لافتة مكتب المدير العام، أمسك مقبض الباب وأداره ودخل المكتب ووقف يتأمل الكرسي وإسم عمه يحيي المكتوب بماء الذهب علي لوحة فوق المكتب وهمس لنفسه بأن هذا المكتب بكل ماوراءه من سلطة من حق أبيه، هو إحدى مسروقات عمه التي سطى عليها، والآن عليه إستردادها.. تحرك نحو المكتب وامسك اللوحة وألقى بها بعيداً وجلس على المكتب، وما هي إلا ثوانِ ودلفت سكرتيرة حسناء للمكتب بإندفاع وصاحت به بغضب:

-حضرتك مين ودخلت المكتب هنا ازاي، إتفضل لو سمحت أخرج بره دا مكتب المدير ودخولك ليه هيعرضني لمشاكل. 

رد عليها آدم وهو يتفحصها:

- وين كنتى وقت دخلت المكتب؟ 

-كنت في الWC حضرتك. 

- انتِ مهمله بعملك وصار لازم تنفصلين، وتوا تفضلي بره وأنتظري مديرك القديم وقت يجي وقوليله مدير الشركة الجديد فصلني، وبالمرة قوليله يشوفله مكتب تاني غير هادا وتوا  إنقشعي من قدامي وابعتيلي المدير التنفيذي للشركة والمهندس المسؤول عن  المصنع ومدير الحسابات، ولا انقولك خبري الجميع ان فيه إجتماع طارئ من مدير الشركة الجديد لكل مسئولي الشركة وخليهم يتجمعو بقاعة الإجتماعات.. وهي آخر مهمه إلك بالشركة، نفذيها لجل تاخذين مكافئة نهاية الخدمة. 


نظرت اليه السكرتيرة وظلت صامتة تفكر ماذا تفعل، ومن هذا الذي إقتحم المكان وبدأ في إعطاء الأوامر، وخرجت بعد أن هدر بها آدم بغضب:

- ويش تنتظرين؟ 

وفور خروجها هاتفت يحيي واخبرته بما حدث، وهو اخبرها بأن تنتظر ولا تفعل شيئ لحين وصوله، وأنه سيكون بالشركة في غضون دقائف. 

وقد كان.. فبعد دقائق معدودة كان يحيي وياسين إبنه يدلفون للمكتب بغضب عارم.. 



اما في القبيلة.. 

في الوادى عند مرعى الاغنام.. 

رابح:

-ويش فيك ياسالم مهموم ومالك خُلق وتتعارك مع ذبان وجهك؟ زرعتها ورد طرحت شوك؟

- والله ياخوي ماطايق حالي، من صوب رجوه وافعالها معي،اي زرعت ورد طرح شوك، ومن صوب عقاب وخوفي عليه، قلبي قايد نار وخايف من أيادي الغدر تطاله والقاصد غالب ياخوي. 

- لا ياسالم لا تخاف عليه، هاد العقاااب. 

الصفحة التالية