-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 24 - 1 الأثنين 1/1/2024

 


قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر يوم الأثنين

 1/1/2024

❈-❈-❈

خرجت فريال من غرفتها على صوت نحيب مديحه، فتحت الباب عليها واطلت برأسها لتتقصى ماذا هناك، فإستدارت مديحه نحوها بعيون تزرف دمعاً وبكل قهر قالت لها:

- الحريق اللي جوايا دا محدش ولع فتيله غيرك يافريال، كان هيحصل إيه لو كنتي سبتيني مع الانسان اللي بحبه زي ماانتي قاعده وسط اولادك وفحضن جوزك، ليه تحبي الدمار يعم عالدنيا من حواليكي وانتي بس اللي تكوني سالمه ومفيش حاجه طايلاكي، ليه تحبي تعيشي لوحدك؟ شريف اتجوز يافريال، عارفه يعني ايه الانسان الوحيد اللي حبيته واتمنيت اكمل عمري معاه يتجوز ويتبخر املي فإني اجتمع بيه في يوم من الأيام وانتي السبب؟

- لا غلطانه يامديحه، اوعي ترمي السبب عليا وعلى اي حاجه في الدنيا غير على نفسك.. افتكري انه كان واقف وسط اخواتك يدافع عنك زي الاسد الكاسر وكان هياخدك ويبعد بيكي وكان شريكي وبايع الدنيا كلها، بس انتي اللي اتخليتي عنه وكسرتيه قدام الكل، انتي اللي دوستي عليه وعلى كرامته عشان الفلوس، انتي اللي اتخليتي عنه ومحاولتيش حتي تبينيله انك مغلوبه على امرك وانتي بتتخلى عنه، دا طمعك ودا اختيارك وانتي اللي لازم تدفعي التمن مش حد تاني، والوجع اللي فقلبك دا انتي السبب فيه.

-بس الموضوع مكانش هيتعرف لولاكي، كان زماني انا وشريف لسه مع بعض لولا مكرك ولؤمك.

- صدقيني مفيش حاجه بتفضل في السر فتره طويله.. اي حاجه لازم بيجي عليها وقت وتتكشف.

نظرت اليها مديحه واطالت النظر وهي صامتة تماماً، فازدردت فريال لعابها بخوف، فهي اكيدة بأن مديحه تفاضل في مخيلتها الآن بين عدة طرق للأنتقام منها وستختار منهم الأقوى، فغادرت الغرفة وهي تدعوا ان تصل اختها بالسم سريعاً قبل إن تبدأ مديحه في تنفيذ إنتقامها، وأول إحتياط اخذته فريال كان بخصوص الاولاد، فجمعتهم وحذرتهم من ان يأكلوا اي شيئ من يد عمتهم، والا يقربون طعام أو شراب إلا وتحضره لهم هي بنفسها، وان من يخالف تعاليمها سيتعرض لعقاب لم ير له مثيل من قبل.

فسمع الأولاد وتعهدوا بالطاعة وغادروا على غرفتهم، وخرجت فريال احضرت لهم الكثير من الحلوى غير التي بالمنزل، ووضعتهم في خزانتها واغلقتها عليهم بالقفل، وقالت للاولاد من يحتاج شيئ يأتي لها ويخبرها ولا يقربون الحلويات التي بالمنزل نهائياً.اما مديحه ففكرت كيف تقهر فريال بقدر مايشعر به قلبها من قهر، ولم تجد اشد قهراً لها من التخلص من روحها التي تمشي على قدمين، "كارمن" صغيرتها وغالية قلبها، فقررت انها ستكون الإنتقام من فريال.

لملمت شتات قلبها ونهضت وارتدت افضل ماعندها، وضعت مساحيق التجميل ونظرت لنفسها في المرآة، فوجدت صورتها باهتة وعيونها ذابلة، ولكنها راهنت نفسها على ماكانت عيونه تخبرانها به في كل مرة ينظران اليها فيها" انها اجمل إمرأة بالكون" وأن نساء العالم اُختصرت فيها.. ثم غادرت المنزل ذاهبة اليه لتتأكد بنفسها مما سمعته، وتمنت في كل خطوة ان يكون كابوس وتفيق من نومها تجد الحقيقة غير ذلك.

وصلت لمقر عمله القديم، دلفت الى الداخل تسأل عنه وهي عازمة على الا تغادر إلا وهي تعرف طريقه، سألت وسألت حتى وجدت من دلها على مكان عمله الجديد ومسكنه الجديد أيضاً.. غادرت وذهبت مباشرة اليه في مقر عمله فلازالت ساعات العمل الرسمية لم تنقضى.

وقفت امام المبنى وهي بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها، فرؤيته بعد كل هذا الوقت ليس بالأمر الهين عليها.. وقفت لبرهة تلوم نفسها فيبدوا انها هي المقصرة بالفعل، فهي حين عزمت على معرفة مكانه إستطاعت ذلك، وكأن رغبتها السابقة في العثور عليه لم تكن حقيقية بالقدر الكافي مثل الآن، اخذت نفساً عميقاً ثم زفرته واستجمعت ضعفها فلا قوة لديها لتجمعها، وذهب اليه..

وقفت ووضعت يدها علي قلبها الذي صرخ منادياً عليه بمجرد أن رأته يجلس وراء مكتبه منكباً على دفاتره غير منتبه فهمست لنفسها وهي تراه:

اااه ياشريف اااه ياوجع القلب، ياضعفى اللي محستش بيه غير وانا معاك.

تقدمت نحوه فانتبه هو وجميع من في المكتب على صوت كعب حذائها، ورفع رأسه وأغمض عينيه فور أن رأها، وكأنه لم يحتمل رؤيتها، ثم ترك القلم من يده وأخذ يمسد على عظمة انفه، وكانت هذه حركته المعتادة لدفع التوتر الذى يصيبه فجأة، ثم فتح عيناه حين اقتربت منه وهمست له:

- ازيك ياشريف.

-الحمد لله بخير، نعم يامديحه جايه ليه؟

كان يتحدث وهو يهرب بعينيه في كل مكان وكأنهما لا يريدا الالتقاء بها.. فهمست له مرة اخرى:

- بصلي ياشريف.

رفض أن يطيعها وظل على نفس هروبه وقال لها:

- لو سمحتي اتفضلي امشي هنا مكان شغل، وكمان مراتي بتشتغل معايا فنفس الشركة ومينفعش تشوفك هتسببيلي مشاكل كده، وانا مقدرش اجرح شعورها.

كانت كلماته كالسهام التي إنطلقت تباعاً وجميعها إستقرت في قلب مديحة، وخاصة كلمة زوجتي، تباً انه ينعت اخرى بزوجتي، يخاف على شعورها، ينهرها من أجلها، كيف يحدث هذا؟

لم تتحمل اكثر فنطقت بصوت مختنق:

- هستناك بره ياشريف، عايزه اتكلم معاك، ضروري اتكلم معاك.

- امشي يامديحه لو سمحتي مفيش كلام بينا.

غادرت علي الفور بعد ان ردت عليه بكلمة واحدة:

- هستناك.

تركت المكتب وهو انحنى بتعب يدفن رأسه بين ذراعيه، فهو كان يجاهد في معركة لا يعرف حجمها غيره وهو يحاول قدر إستطاعته ان يتجنب النظر اليها، خاصة وهو يشم. رائحتها التي جعلت الحنين يدق روحه.

إنتظرت مديحه أمام الشركة كثيراً، انتظرت مايقارب الساعة، كانت تزرع المكان ذهاباً وإياباً، كانت تنظر الى بوابة الشركة كل ثانية وهو تتوقع خروجه لها في أي لحظه، فهي لم تناديه قبلا إلا واجاب، لم تحتاجه إلا ولبى جميع احتياجاتها.

تفحصت جميع الخارجين حتى خرج الجميع تقريباً، ظنت انه انتظر للنهاية حتى يتسنى له مقابلتها.. ولكنها صُدمت وهي تراه يخرج عليها من البوابة وهناك من تتأبط ذراعه، يمازحها وتضحك له وهي واضعة يدها على بطنها المرتفعة إثر الحمل،

وقفا امام سيارة حمراء صغيرة وقام بفتحها ومساعدة زوجته في الجلوس داخلها ثم اغلق الباب واستدار وصعد في مقعد السائق وقام بتشغيلها، تحركت السيارة ولم يكلف نفسه عناء الإلتفات ليراها إن كانت باقية أم ذهبت، غادرت السيارة وهي لازالت تنتظر منه نظرة واحدة تخبرها بأنها لازالت تشغل جزءً من تفكيره،، ولكن خابت جميع أمالها، ارتعشت شفتاها وانسابت عباراتها وهي تراه يختفي من امامها بسيارته، وكأنه حلم جميل استيقظت من نومها فلم تجد منه شيئاً.

عادت للقصر وبدأت في تكسير كل شيئ يقابلها، احدثت الفوضى واخذت تصرخ من كل قلبها، ولم تُقابل نوبة جنونها إلا بالسكوت من فريال.. فهى الآن تشبه انثى ضبع فقدت زوجها وتريد الإنتقام.

 

 

اما فى المشفى..

منصور:

- خلاص يا عقاب  انا مسافر مع بوك، انت رد   بالك على امك وكون هاني من  يم بوك انا عمري ماهنقصر   معاه واللي يحتاجه من جنيه لمليار انا سداد


الصفحة التالية