رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 14 - 2 الأربعاء 31/1/2024
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر بتاريخ الأربعاء
31/1/2024
أجابها بصوت عالي حتى تسمعه ومازال في غرفة الملابس :
ـ براحتك يا ماما ، بابا نوح هيستنيني ننزل سوا .
ابتسمت وغادرت من الغرفة ولكن قلبها يخفق ، فهي تخاف بعد انتهاء علاقته بـ " نوح " ، " ياسين " يتعلق بـ " نوح " ويحبه ، وهي لا تريد ذلك أن يحدث ، فهي لا تريد قربهم حتى لا يحزن " ياسين " من بُعد " نوح " عنه ، و " ياسين " طفل صغير لم يتحمل حزن وفقد من يحبه .
لذلك عليها أن تفكر في الأمر وتتحدث مع " نوح " مرة أخرى حتى لا يحدث مشاكل بعد ذلك ، اتجهت الى غرفة " وعد " حتى تطمئن عليها ، وطرقت الباب بهدوء ، سمحت " وعد " لها بالدخول ، وبعد ذلك دخلت وجدته تجلس علي الفراش وتبتسم لها :
ـ نور ، عامله ايه .
اقتربت منها " نور " وهي تهتف بحنان :
ـ سيبك مني أنا ، المهم أنتِ عامله ايه بقيتي كويسه .
عقدت حاجبيها بحماس وهي تنظر إلي جرح رأسها وتنظر الي كسر ذراعيها وهي تهتف بهدوء :
ـ متقلقيش أنا كويسه ، وبقيت بخير .
وضعت يـ ـدها نحو يـ ـدها السليمة وهي تهتف بأسف وندم كبير :
ـ أنا اسفه كان المفروض اجيلك ، بس انا لما جتلك لاقيتك نايمة و كاميليا جنبك ، فـ مرضتش ازعجك .
عقدت حاجبيها بغضب مصطنع وهي تهتف بمرح :
ـ ايه اللي بتقوليه ده؟؟ ، طبعا مقدرة ده جداً ، ومفيش بينا اعتذارات ولا الكلام ده ، وبعدان أنا سمعت انك جايبه طفل اسمه ياسين ، وبصراحه أنا بحب الاطفال اوى ، وعايزه اتعرف عليه .
ابتسمت هي باتساع وهي تهتف بلهفة :
ـ من عيني طبعا ، هعرفك عليه .
ابتسمت لها " وعد " بامتنان ، فـ " نور " تعتذر منها أنها لم تسأل عليها إلا مره ، ولكن " يمن " منذ الحادث وهي لم تسأل عنها وكم ازعجها هذا كثيراً ، ولكن هي بالاخير إبنه عمها وشقيقتها التي مهما حاولت لم تستطيع أن تغضب منها كثيراً .
أفاقت على دقات الباب وكانت جدتها " حميدة " التي ابتسمت لها ، اقتربت منها وجلست بجانب " وعد " وهي تهتف بحنان :
ـ ها عامله ايه دلوقتي يا وعد ، بقيتي كويسه يا بنتي .
أمسكت يـ ـد جدتها وقبلـ ـتها بحُب وهي تهتف بنبرة هادئة :
ـ أنا بخير يا تيته متقلقيش ، بس انا كرهت الاوضة ، وكنت عايزه اروح الشركه مع كاميليا ، اجيبلها الملف ، لأنها مش لاقيه ، وأنا الوحيدة بس اللي انا عارفه .
ابتسمت لها الجدة وهي تهتف بحده وخوفاً عليها :
ـ يا بنتي مينفعش ، مينفعش تنزلي وأنتِ تعبانه .
هتفت هي بعناد واطمئنان في إناً واحد :
ـ أنا كويسه ولله ، بس عشان خاطري يا تيته وفقي .
عقدت حاجبيها بغضب وهي تهتف بنبرة خوف عليها :
ـ لا يعني لا ياوعد مفيش نزول من البيت ابدا .
هتفت هي بعناد وتنظر لها باستعطاف على الأقل أن توافق :
ـ يا تيته مفيش حاجه وجعاني بجد ، وخدت علاجي ، وبقيت بمشي ، والشاش هشيله النهاردة بالليل ، ايه تاني ، انا بجد زهقت ، انا هوريها الملف وهمشي علطول حتي مش هروح معاها .
لم تنظر لها ولم تروض لامرها ، اقتربت منها " وعد " تحت أنظار " نور " وهي تهتف بنبرتها اللينة التي تجعلها تلين رغم عنها :
ـ بصي هتفق معاكي اتفاق ، أنا حتى مش هروح معاها ، هروح دلوقتي الساعه عشره بالدقيقة هتلاقيني موجودة في السفرة ، يعني هغيب بس تلت ساعة ، عشرين دقيقة بالظبط ، هاخد الملف من مكتبي واحطه في مكتبها علطول وهمشي .
نظرت لها وهي تهتف بصرامتها المعتادة :
ـ تلت ساعة يا وعد ؟
نظرت لها " وعد " بلهفة وهي تهتف بمرح :
ـ ولا دقيقة تانيه بعد كده .
نظرت لها الجدة بحزم وهي تهتف بنفاذ صبر :
ـ موافقة .
ابتسمت " وعد " باتساع وهي تقف بلهفة وتمسك يـ ـد جدتها وهي تهتف بحُب :
ـ أيوا كده يا تيته يا جامد .
ضحكت " نور " هي والجدة " حميدة " على هذه الطفلة وبالفعل غادرت مسرعة وهي تسرع الى غرفة الملابس ، ارتدت بلوزة بيضاء وفوقها جاكت اخضر وبنطلون اخضر ، وهي تترك شعرها بحرية وتضع بعض الخصلات فوق عينيها تخفي بيهم اللاصقة الطبية وبالفعل اخفتهم وارتدت حذاء راقي لونه اخضر .
وبعد ما انتهت ، وضعت أدوات تجميل تخفي بها تعبها الواضح علي وجهها ، وبعد ما انتهت خرجت من الغرفة ، ولكن حين " نور " رأتها أطلقت صفير عالي وهي تهتف بحماس :
ـ ايه الجمال ده .
وقعت لها قـ ـبلة في الهواء ونظرت إلى الساعة وجدتها التاسعة ونصف وخمس دقائق ، مما غادرت بعد أن ودعت جدتها ولكن توقفت حين هتفت الجدة بحزم :
ـ وعد خلي بالك من نفسك ، و متتأخريش ، الساعة عشرة تكوني قاعده علي السفره الفطار .
ابتسمت لها وهزت رأسها وغادرت بهدوء بدون أي أحد يراها وبالفعل غادرت ولكن كانت أعين تراقبها من بعيد وهي تهتف بخبث وما هي إلا " كاميليا " :
ـ دلوقتي جاه الوقت أن نوح يكشف كل حاجه ، انا اسفه يا تيته ، بس انا وعدت نفسي اني مش هسكت علي يمن اللي عملته في وعد ، مش هسكت أبداً .
ختمت جملتها وارسلت الى " نوح " عدة صور تجمع " يمن " و " أيان " ، وصور تدل علي مدى تقربهم معاً .
❈-❈-❈
خرج " نوح " من غرفة الملابس بعد ما انتهي من ارتدائة لملابسه ، خرج من غرفته ، وهو يتجه الي غرفة " ياسين " التي كانت بجانب غرفتهم ، دخل وجده ينتظره ، كاد سوف أن يتحدث معه ولكن اهتز هاتفه من رسالة ، مما هتف بهدوء وهو ينظر له :
ـ ثواني يا حبيبي وهجيلك .
ختم جملته وهو يمسك هاتفه وهو يري عدة صور لابنه عمه من رقم مجهول ويقوله له أنهم في علاقه معاً وأنت لا تدري ؟؟ ، انحبست أنـ ـفاسه داخل صـ ـدره وهو لم يصدق أنها هذه الصور لابنة عمه " يمن " ، اتصل علي الرقم مرات عديدة ولكن وجدها مغلقاً مما زمجر بعصبية ، حاول أن يكون هادئاً قدر الإمكان حتى لا يخاف منه هذا الصغير ، مما اقترب منه وهو يحمله ويبتسم له مصطنعاً ويتجه به الي غرفته مره اخرى :
ـ ياسين حبيبي ، ممكن تتفرج هنا علي كرتون ، وأنا هعمل حاجه بس بسيطه وارجعلك .
وضعه على الفراش وهو يعطي له حاسوبه حتى يشاهد افلام كرتونيه ، هز رأسه الصغير ويبتسم له وشاهد فيلماً كرتون مثلما ما قال وبعد ذلك غادر ولكن قبل أن يغادر هتف بنبرة حنونة :
ـ يا ياسين اوعي تخرج من الاوضه أو تفتحها ، اتفقنا .
ـ اتفقنا يا بابا .
ختم جملته وهو يبتسم له وبعد ذلك خرج من الغرفة وهو يغلق الباب ، وبعد ثواني اختفت هذه الابتسامة وحل محلها الغضب الشديد ، فهو نقل " ياسين " الى غرفته بسبب أن غرفة عازلة للصوت ، وهو الآن يريد أن يتشاجر مع " يمن " ولا يحب ذلك أن يسمع " ياسين " الصغير صوت مشاجرتهم أبداً فهو بالنهاية يظل طفلاً .