-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 28 - 1 - الخميس 25/1/2024

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثامن والعشرون 

1

تم النشر يوم الخميس

25/1/2024

شيء ما يخبرني 

بأن النّهايات دائمًا ليست بهذه القسوة ، والقسوه هي فُراقنا ، أنتِ الذي كتبتِ هذا الفراق وعليكي أن تتحملي الأمر  ..


دخل " شريف " إلى شقته وهو يشعر بالخوف من رئيسته ، فهذا الأمر صعباً عليه ، لا يريد أن يموت الأن ، ولا يريد الموت بهذه الطريقة ، لا يريد الموت علي يـ ـد رئيسته ، فهو إذا مات علي يـ ـد رئيسته فسوف يتعذب كثيراً قبل موته وهو لا يريد ذلك الشيء ..


هو فعل ذلك حتى يثير الشك بين علاقة " بيجاد " و " سلا " ليس إلا ، لا يريد عداوة مع رئيسته ولا يريد شئ من هذه الحياة سويٍ حبيبته فقط  .


يعترف بهذا الأمر أنه كان يتجاهلها ولا يهتم بأمرها ولا يبالي بها ، ولكن حين ابتعدت عنه ، شعر بأن شئ ثمين على قلبه غادر ..


يا ليته كان من البداية أن يهتم لأمرها ، يا ليته كان تزوجها من البداية قبل ما يتزوجها ذلك الحقـ ـير  .


فهو لن يصمت مرة أخرى ، لن يصمت أبداً ، هو يريد " سلا " ، وسوف يحارب العالم بأكمله حتى يأخذها من " بيجاد "  .


كان أي شخص لن يتجرأ أن يضع عينيه نحو عين " شريف " من الخوف  ، ولكن الأمر الذي حدث ، شخص واحد رفع عينيه في مقلتيه وأخذ حبيبته منه أمام مقلتيه وهو لم يفعل شئ .


لهذا يكره " بيجاد " ويحقد عليها ، ولكن مهلاً يا شريف ، فـ عليك أن تحل الأمر بأسرع وقت حتي تبقي علي قيد الحياه  .


هو سوف يفعل ما تقول له " ياسمين " ، وأنه يتحدث مع رئيسته حتى يشرح له الأمر وأن الأمر ليس بيـ ـده شئ  .


سوف يحل كل شئ ولكن هذه مسألة وقت لا أكثر من ذلك  .


أزال جاكته وضعه علي الأريكة ، رفع عينيه نحو شقتها ولكن شهق وتراجع إلى الخلف حين نظر إلي شقته التي كانت رأساً علي عقباً  .


خفق قلبه بقوة يظن أنها رئيسته من فعلت ذلك ، بلا يتأكد أنها فعلت ذلك ليس أحد غيرها يفعل هذا بشقته وفي غيابه ، يالله ما الذي فعلته ؟  .


دخل إلى المرحاض بعد ما سمع صوت الماء الذي كان عالياً نسبياً ، وجد الحمام مليء بالماء ، مما أغلق صنبور الماء ، وهو ينظر إلي شئ انتبه له ، وجد جملة مكتوبة باللون الأحمر القاتم ، والجملة هي  " انتقامي سوف يبدأ استعد جيداً  " 



ارتعش بقوة من الجمله ، فـ رئيسته لا تفعل هذه الأشياء وتكتب هذه الجمل التي مليئة بالغموض ، الرئيسة تفعل أشياء مباشره واضحه ، ولكن هذه الأشياء فـ ليس رئيسته أبداً  .


إذا من فعل هذا الشئ ؟؟  .


قطع خيوط أفكارها صوت اهتزاز الهاتف مما رد عليه  : 


ـ الو  .

ـ ازيك يا شريف ، عامل ايه ، عجبتك هديتي ! .


نظر إلي الهاتف بدهشة وهو يهتف بصدمه : 


ـ بيجاد ! .


بينما أكمل وهو لا يصدق أنه فعل هذا بشقته  : 


ـ أنت اللي عملت كده في شقتي ، وكسرتها بالمنظر ده ؟ .


ـ أنت لسه متعرفنيش يا شريف ، وقت ما بحط شخص في دماغه بقتله ، ومن كتر ما أنا بعديلك كتير أنت سوقت فيه اوى ، وانا بصراحه مبقتش قادر استحمل ، الايام الجايه بس هتشهد علي انتقامي ، هشوفك وانت بتموت بالبطئ قدامي ومش هرحمك يا شريف  ، مش هرحمك سامع ، خليك مستعد عشان انتقامي بدأ ، والعد التنازلي بتاعك بدأ من النهارده ، Enjoy بقي يا شريف  .


أغلق الهاتف في وجهه وتركه يصرخ من الخوف الذي يلقيه علي يـ ـد رئيسته وهو  .


وما أدراك شر انتقامهم .


فهو يشعر بأن الأيام القادمة تحمل عاصفة ممتلئة بالألم الذي يشعر به بداخل قلبه .


يشعر بأن الايام القادمه لا تبشر بالخير أبداً 



❈-❈-❈


كان يقرأ ملف صفقته الجديدة ، فهو منذ أن أدرك أن " فريده " حامل وتحمل في احشائها طفل ، وهو مهمل في عمله كثيراً ولا يركز فيه جيداً  .


لذلك منذ وصوله هو  و " فريده "  الى البيت وهو منهكماً في عمله ولا يرتاح ولا دقيقة أبداً ، فـ يكفي حد الأن أنه بعيداً عن عمله  .


درس صفقته جيداً و اتصل على سكرتيرته الخاصة حتى يعرف معلومات أكثر  .


وبالفعل أدرك جيداً تلك المعلومات وعمل اجتماع عبر اتصال الأنترنت ودرس صفقته جيداً علي أعضاء مجلس الإدارة وبعد ما انتهي من عمله ومن اجتماعه الخاص  .


أطلق تنهيدة قوية محملة على صدره ، وبعد ذلك وقف ، وخرج من غرفة مكتبه بخطواته الهادئة  .


نظر إلي القصر  وجده يعم بالهدوء والسكينة ، نظر إلي ساعته الباهظة التي كانت على يـ ـده وجدها اقتربت لـ ثانيه صباحاً  .


ذهب إلى الدرج حتى يتجه الي غرفته التي كانت في الطابق الاعلى بجانب غرفة " فريده " التي تمكث بيه  .


وبعد ثواني وصل إلى الطابق الأعلى ، كاد أن يتجه إلى غرفته ولكنه توقف وهو ينظر إلي باب غرفة  " فريدة "  بهدوء ، اتجه الى غرفتها ، ورفع يـ ـده يطرق بهدوء نحو بابها ، وانتظر قليلاً ولا يجد رد علي طرقاته نحو الباب. 


طرق مره اخري ولكن بعنف ولكن لم يجد رد ابدا ، مما استولى القلق على قلبه ، خوفاً أنها وقعت مرة ثانية في المرحاض مثل اخر مره ، وعند تلك الفكرة التي استولت داخل عقله ، فتح الباب وجدها مظلمة وساكنة ولكن هناك نور خفيف يخرج من الشرفة وما هي هو إلا نور القمر الساطع  .


اقترب منها وجدها نائمة على الفراش وهي ترتدي قميص أسود قصير يبرز مـ ـفاتن جـ ـسدها بأغراء ، مما هتف بدهشه لنفسه ويتحدث بصوت منخفض  : 


ـ أنا نسيت أن الساعة اتنين ، والوقت اتأخر  .


وجد غطاء ثقيل وضعه على جـ ـسدها ، وفعل المكيف على درجة حرارة ، فـ اليوم بارداً جداً كأنه يحمل عاصفة ما  .


نظر إلي ملامح وجهها وجد خصلتين ساقطين على عينيها ، مما رفع تلك الخصلتين على شعرها ، وهو ينظر إلي وجهها جيداً ، كأنه اول مره يرى ملامح وجهها  .


لا يدري بنفسه الا وهو يقترب منها ويقبـ ـلها على وجنتيها و فوق فروة رأسها  ، خفق قلبه حينما رأها تشبه الملاك وهي نائمه  .


ولكن ابتعد عنها فجأه حينما احتلت تلك الذكري داخل عقله ، تلك الصور اللعينة وحديثها أنها تُحب " ياسر " بقوة  .


عليه أن يبتعد عنها ويسيطر على مشاعره جيداً ، فهي أذته كثيراً ، وكسرت قلبه كثيره ، ولا يسمح لنفسه بأن يقترب منها مجدداً 


فيكفي ما حدث معه ، الذي حدث معه ليس قليل ، إنما كثير علي عاشق ولهان مثله. 


فهو كان يعشق " فريدة " وبقوة ، ولا يستطيع أن يؤذها ، أو يكسر قلبه ، ولا يستطيع أن يعيش بدونها ، ولكن هي ماذا فعلت ؟؟ .


خانته وكسرت قلبه ، وكانت تود قتله وقتل طفله الذي لم يُلد  .


هذا القلب الأحمق الذي مازال يحبها بعد كل شئ ، لا يسمع له بأن قلبه يعود مجدداً ، وأن مشاعره تعود مره ثانية ، فهو راجـ ـل بالنهاية ، و لديه كرامة وعزة النفس ، لا يسمحهم به بأن يكونوا على الهامش من أجل الحُب  .


اللعنة على ذلك الحُب الذي لم يأخذ منه أي شئ سوىٍ الخيانه  .


قطع خيوط أفكاره صوت اهتزاز هاتفها التي كان على الطاولة بجانبها ، مما أخذه بلهفه وضعه صامت حتى لا تستيقظ " فريدة " من النوم ، خرج من الغرفة بهدوء بدون أن يصدر صوتاً ، حتي لا يزعجها في نومها  .


أغلق الباب خلفه وهو يرى من المتصل وجدها " سلا "  ، مما دهشت ملامحه ، " سلا " تتصل علي " فريدة " في هذا الوقت المتأخر ولما ؟؟ ، شئ ما بالتأكيد حدث ، فـ " سلا " تعرف " فريدة " جيداً أنها تنام في هذا الوقت ، لما تتصل إذا ، سرعان ما رد عليها  : 


ـ الو 


ـ مالك!  ، مالك ممكن تديني فريدة عايزه اكلمه 


ـ سلا مال صوتك أنتِ كويسه وبيجاد كويس ؟ 


استولى القلق على قلبه علي صديقة ليس أكثر خوفاً أن شئ حدث له وهو لم يعرف بالأمر  .


ـ ياسمين عملت حادثة واتصلنا بالمستشفى ، وهي دلوقتي بتعمل عمليه ، وملك دلوقتي محتاجني ومحتاجه فريدة ، فـ بلغ فريدة وقولها تسبقنا على المستشفى  ، وبيجاد هيبعتلك لوكيشن المستشفى  ، واهو معاك  .


ختمت جملتها واعطت الهاتف لـ " بيجاد " بدون أن تسمع رده علي حديثها ، وسرعان ما أتاه رد " بيجاد "  : 


ـ ايه يا مالك  .


ـ ايه يا بيجاد ، ايه اللي حصل ، وياسمين عملت حادثه ازاي ؟؟ 


ـ معرفش يا مالك اي حاجه دلوقتي ، هات فريدة وتعاله  . 


كان ينظر إلي " سلا " وبعد ذلك أخرج من الغرفة وابعد عن الغرفة بعيداً نسبيا وهو يهتف بصوت منخفض  : 


ـ اسمع يا مالك  ، متقولش لـ فريدة النهاردة ، قولها بكرة وجابها ، الوقت اتأخر اوى ، وفريدة هتتعب  .


بينما أكمل وهو ينظر خلفه بخوف أن تسمع " سلا " هذا الحديث  : 


ـ أنا اضطريت اني اقول كده قدام سلا ، عشان سلا متعرفش أن فريده حامل ، وانا مش عايزه فريدة تتعب فاهمني يا مالك  ، أنا عايز بس سلا تعرف عن طريق فريده ، عشان متزعلش من فريدة  .


ـ تمام يا بيجاد ، كده كده فريدة نايمه متقلقش  .


ـ تمام يا مالك أنا هقفل دلوقتى عشان سلا  .


وبعد ذلك أغلق الاتصال وذهب الي الغرفه مجدداً .


أما مالك أغلق هاتفه هو الأخر وذهب نحو غرفته وأخذ يفكر في الأفكار التي ليس لها اجابه ابدا على أسئلته ومن أهمهم  .


اين ياسر الأن ؟؟


ومن الذي ساعده على الهروب ولما  ؟؟



الصفحة التالية