رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 40 - 1 - الخميس 25/1/2024
قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كما لو تمنيت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الأربعون
1
تم النشر يوم الإثنين
25/1/2024
(ما قبل النهاية 2)
صرخة عالية جعلتها تهرول إلى الأسفل لترى ماذا يحدث
وعندما وصلت إلى بهو القصر أبصرت عشق تمسك بذراعها الأيمن ودموعها تنساب فوق وجنتيها فدنت منها تحتـ ضنها بلهفة وتسألها باهتمام وهي تتفحص ذراعها: في إيه يا حبيبتي إيه اللي حصل لك؟
أجابتها ببكاء وهي تشير إلى يونس الذي يقف يتابع الموقف ببرود: ذقني ووقعني على ايدي.
زفرت بقوة ثم تنهدت براحة عندما وجدت ذراعها بخير طبعت قبـ لة فوق وجنتها ثم هتفت بهدوء كي تمتص غضب تلك الصغيرة: معلش يا عشق يا حبيبتي بس أكيد حصل حاجة خلت يونس يزقك أو ممكن ما كنش قصده مش كده يا يونس؟
أجابها يونس بحدة: لا مش كده أنا زقيتها عشان هي عايزاني العب معاها بالعافية وشدتني من إيدي رحت زقيتها فوقعت في الأرض.
صمتت شمس قليلا كي تفكر في تلك المشكلة الصغيرة يجب أن تجعلهما يتقبلان بعضهما فهما سيعيشان سويا من اليوم فصاعدا لذا استقامت واقفة متجهة إلى يونس وانحنت على عقبيها أمامه تهتف بجدية: أولا ما يصحش تمد أيدك على بنت يا يونس مش أنت راجل برضو؟
أومأ لها بالموافقة
فتابعت: يبقى الراجل لازم يكون هادي وعاقل كان ممكن تفهمها أنك ما بتحبش اللعب أو مثلا تسيبها وتيجي تقولي لكن ما يصحش أنك تزقها أو تضربها فهمني يا يونس؟
كاد يونس أن يعترض على حديثها إلا أن نظرة شمس الصارمة جعلته يومئ بالموافقة ثانية
فداعبت وجنته بأصابعها هاتفة بمرح: يبقى نروح نعتذر لعشق ونقول لها ما تزعليش.
وعلى الرغم من رفض يونس القطعي بالاعتذار من تلك العشق إلا أنه إنصاع لرغبة خالته فدنا منها على مد يهتف باقتضاب لا يليق بسنه الصغير: ما تزعليش.
أومأت له عشق
فوقفت شمس في منتصفهما وهتفت بجدية: من النهاردة هنعيش أنا وأنتم وبابا مراد وطنط لارا ولازم أنت يا يونس وعشق تكونوا أخوات هتروحوا نفس الحضانة حتى بعد كده هتروحوا نفس المدرسة عايزاك تخلي بالك منها بما إنك أنت الراجل اتفقنا يا يونس؟
أجابها بصوت مسموع: اتفقنا يا شمس.
تنهدت بارتياح ثم انحنت طابعة قبـ لة على وجنة كل منهما وبعدها اصتحبتهما لتناول الفطور سويا.
❈-❈-❈
استقبلت عائلتها بابتسامة مشرقة ثم أخذتها والدتها وجلستا سويا في غرفة النوم.
سألتها والدتها باهتمام وهي تحيط كتفها بذراعها: طمنيني يا فرحة عاملة إيه يا حبيبتي وجورك كويس معاكي؟
تنهدت بقوة ثم أومأت لها بالموافقة.
فاستطردت والدتها بجدية: ربنا يهدي سرك يا حبيبتي أنا عارفة أنك لسة ما حبتيهوش بس العشرة بتولد الحب بكرة تحبيه وما تقدريش تستغني عنه كمان وتيجي تزوريني وتقولي لي لما تيجي تروحي أنا ما اقدرش أبات غير في حضـ ن إيهاب يا أمه.
أفتر ثغرها بابتسامة صغيرة ثم أجابتها وهي تطرق رأسها أرضا: ما تقلقيش عليا يا ماما أنا وإيهاب كويسين جدا مع بعض أنا بس لسه ما اخدتش عليه واحدة واحدة أنا عملت بنصيحتك وأديته وأديت نفسي فرصة بس غصب عني لسه حسام بييجي في بالي
عارفة أنه حرام وما يصحش بس أوعدك أني قريب جدا هخرجه من قلبي خصوصا أن إيهاب بيعاملني بطريقة تخليني اتكسف من نفسي.
ربطت والدتها فوق ظهرها في حنان وهتفت بتضرع ربنا يكملك بعقلك ويهديكي ويسعدك والله جوزك ده ما فيش منه.
رانا الصمت بينهما قليلا حتى قطعته فرحة وهي تستقيم واقفة: تعالي نروح نقعد معاهم عشان أجيب لك حاجة حلوة لا تقولوا علينا بخلة ولا حاجة.
منحتها والدتها ابتسامة صغيرة ثم هبت واقفة دالفة بصحبتها للخارج حيث يجلس الرجال.
❈-❈-❈
اتسعت حدقتاها في دهشة وغضب فور أن انتهى مراد من حديثه فدنت منه تصرخ بشراسة: أنت اتجننت يا مراد أنت ناسي رقبتك في أيدي ولا ما بقتش تخاف على سمعة العروسة عموما يعني براحتك لما تشوف بقا صور الحلوة وهي منتشرة على الفيسبوك وهي في حضـ ن واحد تاني ما تبقاش تيجي وتعيطلي.
أخرسها مراد بصفعة عنيفة أدمت شفـ تها ثم جذبها من خصلاتها وهو يهتف باشمئزاز: أياكي تجيبي سيرتها على لسانك القـ ذر ده تاني شمس أشرف منك ومن عيلتك كلها عشان كده أنا اضطربت ألاعبك بنفس الطريقة الزبالة اللي أنتي تعرفيها وسرقت كارت الميموري بتاع الكاميرا من درج المكتب ودلوقتي ما بقاش في حاجة تقدري تهدديني بيها
عشان كده قسما برب العزة يا ناريمان لو أسمع عنك بس مجرد خبر لا صورك أنتي اللي هتكون في كل حتة مش صور شمس من النهاردة تنسي أنك عرفتيني وارتبطتي باسمي في يوم من الأيام وأنسي أن ليكي بنت أنا ما عنديش استعداد ان يكون في حياتي نسخة تانية منك عشق هتربيها شمس عشان أضمن أنها تطلع بنت محترمة دينها ومبادئها كويسة.
هزت رأسها بهستيريا بعد أن خلصت خصلاتها من قبضته وراحت تهتف بعدم تصديق: أنت كداب سرقت الكارت أزاي أنا حطاه بأيدي في درج المكتب وأنت لسه جاي دلوقتي أنت كداب يا مراد كداب وهفضحك وهخلي سيرتك على كل لسان.
قهقه بلا مرح ثم أجابها ببرود: ورغم أنك ما تستاهليش أني أجاوبك بس أنا هريح فضولك لآخر مرة الشغالة بتاعتك هي اللي ساعدتني بعد ما بعت لها واحد من صحابي اتفق معاها وعطاها مبلغ محترم واهي سابت الشغل ومشيت
ودلوقتي بقا أنا راجع بلدي ابدأ حياتي على نضافة ومن غير ضغوطات مع البنت اللي بحبها واخترتها بعقلي قبل قلبي واللي تستاهل أني أقدم لها روحي عشان بس تبقى مبسوطة.
بثق عليها ثم اندفع للخارج دون أن يلتفت خلفه تاركا إياها تتجرع مرارة الخسارة فصرخت بكل ما أوتيت من قوة حتى جـ رحت حنجرتها وراحت تحطم كل شيء تطوله يديها وهي تهتف بجنون: انتصر عليا ابن عواد.
❈-❈-❈
ابتسامة واسعة أنارت وجهه بعد أن زف له ابنه ذلك الخبر السعيد فهتف بسعادة: ألف مبروك يا حبيبي وأخيرا هيجي لعيلة صبري حفيد تاني.
أجابه بفرحة لم يستطع إخفائها: مش بس كده يا بابا كفاية أنه من فريدة.
قال تلك الكلمات وهو يضمها إلى قلبه مما جعلها تشعر بالسعادة والانتشاء.
بينما السيد أحمد على الطرف الآخر هتف بمشاكسة: طيب يا سيدي ربنا يعنكم ويسعدكم أنا هقفل بقى عشان عندي محكمة.
اغلق الهاتف ثم استدار فأبصر زوجته تقف تتابع ما يحدث بفضول ويبدو أنها لم تستمع إلى معظم الحديث فسألته باهتمام: بتبارك لأدهم على إيه؟
أجابها وهو ما زال محتفظا بتلك الابتسامة: فريدة حامل يا فيروز أتمنى بقا أنك تنسي كل الخلافات والمشاكل اللي حصلت ما بينكم وتصلحي العك اللي عملتيه مش عشان ابنك ومراته لا عشان حفيدك اللي جاي في السكة.
ألقى كلماته ثم اندفع للخارج تاركا إياها تفكر مليا في حديثه.
وعلى الجانب الآخر عادت إلى غرفتها بعد أن استمعت الحديث الدائر بين الزوجين ودموعها تنساب على وجنتيها فغريمتها الآن تحمل طفلا في أحشائها من حبيبها وزوجها ناهيك عن السعادة التي يشعرون بها جميعا وتلك السعادة لم تجدها هي عندما حملت بطفلها
أيقنت أنها خاسرة لا محالة وأدهم صبري لم ولن يكون لها يوما لذا عليها أن تنسحب بهدوء من حياته وتتركه لزوجته التي يحبها كثيرا وهي تبدأ من جديد وتبحث عن شخص يحبها ويعوضها عم الحياة البائسة التي عاشتها ويشعرها أنها امرأته الوحيدة.
فما أصعب ذلك الشعور أن تشعر بأنك مهمش من شخص تحبه كثيرا وهو لا يبالي.