رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 24 - 2 قبل الأخير الإثنين 8/1/2024
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر يوم الإثنين
8/1/2024
في الغرفة الخاصة بمديحة تفاجأت بفاروق الذي اقتحم الغرفة بوجه مكهفر غاضب صائحًا بها بحدة بعدما علم ما حدث اليوم لرنيم
:- انتي فاكرة اللي عملتيه دة هيعدي يبقى بيتهيألك أنا مش هسكتلك.
وقفت أمامه منتفضة بخضة وصاحت به هي الأخرى بغضب حاد مدعية عدم الفهم
:- في ايه يا فاروق إيه اللي عملته ومش هيعدي هو أنت فاضي فجاي تطلع عصبيتك عليا.
اقترب منها بحدة والشرر يتطاير من عينيه الغاضبتين وغمغم بعصبية منفعلًا بها
:- أنتي عارفة كويس أوي اللي عملتيه وأنا مش هعديه مش بيت فاروق الهواري اللي يدخل فيه شوية ***** يمدوا ايدهم على مرات ابني بسببك لأ البيت هنا ماشي بقوانين فاروق الهواري محدش يتخطاه.
اشتعلت النيران بها بغضب عارم وصاحت به بضيق حاد مشددة فوق حديثها بعدما شعرت بهزيمتها مرة أخرى كلما خططت لشئ ونفذته دومًا يعود عليها بالفشل
:- بقت مرات ابنك المرة دي من امتى لا وكمان بتقولها عادي يعني أنت موافق ان واحدة زي دي تبقى مرات جواد الهواري عادي مش زي ما كنت الأول.
كانت تحاول التقليل من رنيم لتجعله ينقلب عليها مثلما كان، لا تعلم كيف تحول فجأة وتمسك بها زوجة لابنه وها هو يتعامل على هذا الأساس الآن، هل حملها كان سبب لتحوله هكذا؟!
لم يهتم بحديثها بل أجابها بغضب حاد والشرر يتطاير من عينيه السوداء الغاضبة
:- من دلوقتي، من اللحظة دي هي مرات ابني وأم ابنه الجاي حفيد العيلة دي ولازم تبقي عارفة دة كويس ولو فكرتي تأذيها واللي عملتيه دة اتكرر تاني مش هعديها مش هتعدي فاهمة.
شحب وجهها بضعف وتمتمت بنبرة مهزوزة عندما رأت تحوله المباغت عليها هي في تلك الفترة خاصة بعد معرفة جليلة بالحقيقة
:- أنت... أنت بتهددني يا فاروق.
لم يهتم بحديثها بل كرر حديثه مرة أخرى يؤكدة بجدية مقررًا أن يتعامل معها بالطريقة التي تستحقها بعدما شعر بتحرره من قيودها السامة وتهديدها الذي كان دائم
:- اعتبريها زي ما أنتي عاوزة بس اللي حصل دة لو اتكرر مرة تانية مش هسكت ومش هعديها.
قبل أن يذهب التفتت نحوها مرة أخرى وغمغم بحدة تامة يرمقها بنظرات حادة جامدة لم تعتاد عليها من قبل، هو دومًا يستمع إليها ويحاول تنفيذ ما تريده حتى تصمت لكنه قد تحرر الآن من تلك القيود التي كانت تضعها حول عنقه وتهدده بها فيعاملها كما يتعامل مع الجميع سيجعلها ترى مَن هو فاروق الهواري الذي لم تعلمه حقًا
:- أنا مش قولتلك تجهزي حاجتك عشان تمشي انتي وأروى كفاية كدة.
امتعضت ملامحها متعجبة طريقته لكنها أجابته بحدة هي الأخرى بعدما استشاط عقلها غضبًا
:- هنمشي يا فاروق بس بنجهز الحاجة وبنظبط الأمور ما أنت ماشي بكلامها.
رمقته بغل غاضبة واكملت حديثها بشماتة مبتسمة باستفزاز
:- أنت فاكر إنك هترجعلك بعد دة كله تبقى بتحلم مش جليلة اللي هتعمل كدة وبعدين دي المفروض تمشي أقل حاجة بعد اللي عرفته مش احنا اللي نمشي.
اقترب منها مرة أخرى واهتاج عليها بغضب بعد استماعه إلى حديثها الشامت الفرح في تدمير حياته مع زوجته بسببها لكن هو مَن اخطأ تلك الليلة اخطأ وعليه أن يتحمل نتيجة أفعاله بذاته صاح بها بصوت جهوري حاد
:- وانتي يخصك في إيه تسامحني ولا لأ ملكيش فيه وبعدين تمشي ايه دة بيتها، هي صاحبة البيت ده ودي حاجة متخصكيش.
دفعها بقوة ضارية فسقطت أرضًا مما جعلها تندهش من فعلته المهينة لها لكنه لم يهتم بها وبأمرها بل تركها وسار متجه نحو الخارج بخطوات واسعة بشموخ وهو يتمنى أن تسامحه زوجته بعدما اعترف بينه وبين ذاته أنه أخطأ في حقها وحق أولاده بالفعل، كان يريد أن تسير الأمور كما يريد دون الإلتفات لما يريدوا هم..
بينما مديحة كانت تتطلع نحو اثره بغضب تام وهي لازالت ساقطة أرضًا مقررة أن تسترد حقها منه بطريقة حادة سامة تجعله يندم على ما فعله معها، ويعلم مَن هي مديحة وكيف تفكر لتجعله يحترس منها ويفكر جيدًا قبل أن يتعامل معها بتلك الطريقة، مقررة أن تلقنه درس هام..
❈-❈-❈
كان فاروق يريد التحدث مع جليلة التي كانت معتزلة وجوده والحديث معه محاولة تجاهله تمامًا لكنه لم يستطع توجه نحو غرفتها بدقات قلب متسارعة بضراوة خوفًا من التحدث معها لكنه سيتخذ ما حدث لرنيم سبب لتحدثه معها، ولج الغرفة بوجه هادئ وقبل أن يتحدث معها تمتمت هي مسرعة بضيق
:- نعم أنت عاوز ايه؟ جاي اوضتي ليه أنا مش قولت تبعد عني!.
اقترب منها بهدوء وغمغم يجيبها بتعقل متحججًا بالأمر ليفتح حديث معها ويطلب منها أن تسامحه يخبرها أنه ندم حقًا على ما فعله بها في الماضي يود أن يخبرها أنه يحبها حقًا ولم يحب أحد مثلها لكن الأهم هل هي ستصدقه بعد علمها للحقيقة؟! لم يظن ذلك فقد رأى حزين كبير مدفون داخل عينيها لم تستطع البوح عنه لأجل الحفاظ على ابنائها
:- أنا جاي عشان أسالك على اللي حصل انهاردة ورنيم دلوقتي كويسة ولا ايه شوفتيها..
أشاحت بصرها مبتعدة عنه وأجابته بجدية تامة مشددة على حديثها
:- هي كويسة الحمدلله محصلهاش حاجة، بس أنا قولتلك أن المفروض مديحة ترجع بيتها وأنت المفروض وافقت إيه اللي جد بقى.
اقترب منها أكثر منتهزًا تلك الفرصة ليستطع رؤية ملامحها بوضوح عن قرب بعدما حُرم منها وأجابها بلهجة هادئة
:- أنا لسة مكلمها بس هي محتاجة وقت عشان تعرف تجهز حاجتها وتظبط الأمور بس هي هتمشي.
تحدث مرة أخرى بصدق وشغف كبير عندما رآها استمعت إليه وصمتت دون أن تعقب على ما تفوه به
:- جليلة والله العظيم أنا بحبك بجد اللي حصل دة كله غلطة أنا مش عارف أنا عملتها ازاي والله لكن أنا عمري ما شوفت واحدة غيرك ولا عمري هشوف، الي حصل دة مكنش قصدي فيه والله ما حسيت بحاجة ولا فاكر حصلت ازاي.
ظلت كما هي تستمع إليه بصمت دون أن تعقب على حدبثه منتظراه ينتهى مما يريده لترد عليه هي ولأول مرة تحدثه بقسوة وجمود محاولة السيطرة على قلبها والتحكم في كل شئ لتسير حياتها بمفردها كما خططت بعدما علمها بحقيقته
:- كل اللي قولته دة ميهمنيش ولا عاوزة أعرفه أنت جاي تسأل عن رنيم قولتلك أنها كويسة غير كدة ملكش حاجة عندي واتفضل بقى مش عاوزة اسمعك، أنت أناني مش عاوز غير مصلحتك مبتفكرش في حد غير في نفسك ولادك دول عمرك ما فكرت تعمل حاجة تفرحهم دايما بتدور على اللي هيفرحك أنت مش هما..
أشارت بيده نحو الخارج لتجعله يخرج لكنه وقف يحرك رأسه نافيًا بعدم رضا وعقله يحلل كل كلمة تفوهت بها مقررًا أن يغيرها بالفعل يود أن يثبت لها أنه يحبها هي وأولاده سيمحي معاملته السيئة التي كان يفعلها من قبل مع الجميع سيغير كل ذلك ويمحيه سيجعلها تعلم أنه على استعداد أن يفعل أي شئ لأجلهم، كانت طريقته الماضية خاطئة مع الجميع لكن عليه أن يضبطها الآن ويفكر بهم تلك المرة بدلًا عن ذاته الذي دومًا يسعى لتحقيق ما تريده..
سار نحو الخارج يتركهها كما تطلب منه وعقله يفكر في أول خطوة يجب أن يتخذها لتساعده على تنفيذ قراره والتمسك به، يفكر فيما اخطأ به ويجب عليه إصلاحه كاملًا...