-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 24 - 3 قبل الأخير الإثنين 8/1/2024


  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الرابع والعشرون

3

تم النشر يوم الإثنين


8/1/2024



في الصباح.. 

استيقظ جواد مبكرًا يعد ذاته للذهاب إلى عمله وعقله شارد يفكر فيما حدث لزوجته يخشى أن يكون والده السبب في هذا الشئ، حاول أن ينفض تلك الفكرة سريعًا من عقله شاعرًا بمدى استحالتها، فهذا الشئ لم يتوقعه من والده لكن مَن لديه تلك الجراءة الكبيرة ليفعل ذلك ومَن معه مفتاح الباب الخلفي سوى والده، هو قد سألها وعلم بعض التفاصيل، كان يحاول ألا يفكر فيما ظنّ به ملتقطًا أنفاسه بصعداء وتوجه نحوها مبتسمًا عندما رآها لازالت نائمة بوجه هادئ عاشق له. 

اقترب منها بهدوء تام طابعًا قبلة رقيقة فوق جبهتها فابتسمت شاعرة به وفتحت عينيها بهدوء متمتمة بحزن عندما رأته معد ذاته للذهاب 

:- أ.. أنت هتمشي وتسيبني. 

اومأ رأسه أمامًا وأجابها بهدوء وهو يجلس بجانبها بحنان يملي عليها بغض تعليمات الطبيب 

:- ايوة عشان عندي شغل مهم عاوز اتابع قضية عصام واكمل التحقيق اشوفهم وصلوا لأيه ماما هتطلعلك أكل كلي كويس عشان تبقي مامي شاطرة ودي الأدوية بتاعتك تاخديها على طول ومتتحركيش كتير خليكي في الاوضة هنا. 

سندت رأسها فوق صدره بحنان وتمسكت به بحب متمتمة بهدوء 

:- طب اقعد افطر معايا وبعدين امشي مش مهم الشغل المهم أنا. 

ضحك على حديثها واضعًا يده بحنان فوق خصرها يقربها منه أكثر ملتقطًا شفتيها بحنان وشغف شديد وأردف بهدوء 

:- اكيد طبعا انتي أهم من أي حاجة بس دة شغل مهم جامد لازم اروح فهنزل دلوقتي عشان اتأخرت. 

ابتسمت في وجهه بهدوء وابتعدت عنه شاعرة بارتياح وسعادة تجعل قلبها يرفرف عاليًا لوجوده معها وودعته بابتسامة سعيدة داعية له بحنان متمنية من ربها أن يحفظه لها.

كان يسير نحو الخارج بملامح جامدة وخطوات واسعة سريعة لكن استوقفه فاروق مردفًا باسمه بهدوء وجدية 

:- جواد استنى عاوزك، لو فاضي عاوز اتكلم معاك. 

قطب جبينه بدهشة متعجبًا حديثه الهادئ لأول مرة والتفت نحوه مغمغمًا بجدية هو الآخر

:- إيه عاوز تتكلم في ايه أنا فاضي. 

وقف أمامه ملتقطًا أنفاسه بصعداء محاولًا أن يظهر بصورة طبيعية ويتحدث معه لأول مرة منذُ فترة طويلة يفعلها هو في الحقيقة لم يتذكر متى كانت آخر مناقشة هادئة بينهما لكنه تحدث بهدوء لم يخلي من توتره فيما سيردفه

:- اه عاوز اتكلم معاك، يعني أنا كنت بتصرف معاك بصورة غلط الفترة اللي فاتت وظلمتك كتير فعاوز اقولك متزعلش أنا فوقت وعرفت أن انا غلطان وطريقتي كانت غلط معاك أنت وأختك. 

رمقه بذهول متعجب من طريقة والده شاعرًا أن مَن أمامه ليس هو بسبب تغيره الشديد في التحدث لكنه حاول أن يتجاوز صدمته وأجابه بجدية يلومه عما فعله به

:- وأنا مش هزعل على ايه بالظبط على طريقتك معايا وتقليلك مني دايما ومن شغلي اللي بالنسبالك ملوش أهمية، ولا عشان روحت بعدت عني البنت الوحيدة اللي حبيتها وجوزتها لابن عمي وبتتعامل كأنك مكنتش تعرف، روحت وجعت قلبي وقهرته لسنين وكمان عاوز تجوزني واحدة مبحبهاش كنت بترضي الكل على حسابي أنا. 

وقف فاروق يتطلع نحو ابنه بخجل غير مصدق أنه علم بفعلته والآن يلومه عليها، هو له الحق لفعل كل ما يريده هو بالفعل قد أخطأ في حقه كثيرًا دون أن يحسب يوم هكذا يوم يقف به أمامه يكون هو المخطئ في حق ابنه. 

لا يجد حديث يردفه ويدافع به عن ذاته هو بالفعل قد فعل كل ذلك به كان لم يفكر سوى بذاته يفكر في الأمر الذي سيجعله يرتاح دون النظر لابنه وهل ذلك سينفعه أم يؤذيه؟! 
وقف يتطلع نحوه بحزن معلنًا ندمه عن فعلته بحزن لكن لم يكتفِ جواد بذلك بل تطلع نحوه وسأله بنبرة حزينة 

:- عشان كدة كمان كنت عاوز تنزل ابني دة حفيدك عمل ايه عشان تعمل كدة أنت عاوز ايه بالظبط. 

أسرع فاروق ينفي ما يقوله وهو يطالعه بعدم تصديق وأردف يخبره بصدق 

:- لا والله يا جواد مش أنا اللي عملت كدة واللي عنل كدة مش هسيبه. 

قطب حبينه مندهشًا من حديثه الذي جعل تساؤلاته تزداد وظنونه عن الفاعل لكنه سألته بتهكم وعدم تصديق 

:- يعني أنت عاوز تفهمني أن في حد غيرك معاه مفاتيح الباب اللي ورا ولا حد يقدر يعمل كدة غيرك. 

كرر فاروق حديثه مرة أخرى بصدق مربتًا فوق كتفه بحنان وهدوء 

:- والله ما أنا اللي عملت كدة وأنا مش هسكت على اللي عملها أنت بنفسك قولت أن دة حفيدي يعني أنا عمري ما هقدر اضره صدقني. 

شعر بصدقه في الحديث فصمت بهدوء وهو يحاول جمع أفكاره ليعلم مَن الذي فعل ذلك بزوجته ويريد قتل ابنه لم ينكر أن عقله قد فكر في مديحة وأروى لكنه لا يعلم كيف حصلوا على مفتاح الباب الخلفي ومن أين قد آتت إليهم الشجاعة.. 

اقترب فاروق منه وباغته بعناقه الدافئ له للمرة الأولى لم ينكر جواد وجود مشاعر دافئة قد آتت إليه وشعر بها وهو داخل حضنه، تمتم بحنان هادئ

:- مش عاوزك تزعل مني أنا كنت بتصرف بطريقة غلط تضرنا كلنا بس خلاص فوقت وهصلح غلطي بس الأول عاوزك تسامحني 

ابتسم بهدوء وهو يشعر بالإرتياح من طريقة والده الغير معتادة والذي لا يعلم ما الذي جعله يفوق ويرى الأمر بتلك الطريقة، كيف رأى نفسه مخطئ وهو دومًا يكابر في الخطأ وينكره، دومًا يرى أنه مَن على حق ويجب للجميع أن يستمع إليه وينفذ ما يريده، لكنه الآن اتخذ خطوة جيدة يثنى عليها، سيفوق لحياته وأولاده ويحاول أن يصلح من اخطاءه، بالرغم من حزنه الذي لازال منه لانه قد تسبب في ابتعادها ووجعه الذي دام لليالي وسنوات متعددة، ليالي طويلة كان الليل المظلم يشهد على حزنه ووجع قلبه المغمور بحبها وفي النهاية قد علم أن والده هو المتسبب في ذلك الوجع، لكن ماذا يفعل فهذا والده وهذه حياته. 

في النهاية قد جمعه القدر بها ليقضي على لوعة قلبه الحزين العاشق لها، قد استجاب ربه لدعواته للجمع بها في حياته تلك الدعوة الدائمة الذي دومًا كان يرددها بصدق متمنى تحقيقها، لكنه الآن يعترف بخطأه ويطلب السماح منه فماذا عليه أن يفعل سوى أن يحاول يسامحه؟!.