-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 8 - 1 - الأحد 25/2/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثامن

1

تم النشر الأحد

25/2/2024



إنتهي "عُمر" من إرتداء بذلتهِ السوداء بمُساعدة "وليد" المُلازم لهُ مُنذِ الصباح الباكر وهو بجانبه، ويقوم بالأشراف علي كل شيء بنفسهِ، فكان "وليد" بمسابة شقيق لهُ مُنذ أن جاء إلي هنا وتعرف عليهِ بعد أن كلفهُ الحاج "حلمي" بأن يُتابعه ويشرح لهُ أمور العمل، وهو أصبح مُقرب منهِ للدرجة كبيرة في فترة وجيزة، وجد فيهِ صفات الصديق الجيد، والأخ المُساند، فـ لم يُعاملهُ "وليد" علي أنهُ غريب لا يعرفهُ، بل كان متواضعًا لأبعد حد معهُ، وساعده في تعلم كل شيء دون ملل منهُ، كم تمني"عُمر"أن لو كان لهُ أخ يكون عونًا لهُ في حياته ويُسانده، لكنهُ كان وحيدًا...... 


حتي "حُسام" زوج شقيقتهِ، بالرغم من أنه كان صديقهُ الوحيد، وبرغم العِشرة التي بينهم إلا أنهُ لم يكن كـ "وليد" الذي أرتاح له جدًا وقَربه منه لدرجة كبيرة في فترة قصيرة جدًا، كان "حُسام" صديق "عُمر" الوحيد تعرف عليهِ حينما جاء للعمل في شركة والدهُ، أصبحوا صديقين، ثم تقدم "حُسام" لطلب الزواج من شقيتهِ، لم يكن يُمانع بالمرة فهو يراه شاب طموح مُجد لهُ مستقبل جيد، ذو أخلاق عالية، وأهم شيء أنه كان يُحب شقيقتهِ بصدق، لكن والدهُ بالطبع رفض قائلاً أنه لا يُناسبهم أجتماعيًا، فـ كان "حُسام" من طبقة متوسطة، أب يعمل محامي، وأم مدرسة في إحدي المدارس الحكومية، بالطبع لن يُناسبو "يوسف التركي" رجل الأعمال الكبير........ 


ولكن مع إصرار شقيتهِ عليه ورفضها الزواج من أي أحد آخر، وافق والدهُ علي مضض مُرغمًا، وتزوجها، وبعد زواجهم أصبحت العلاقة بينهم مُتوترة بسبب كُره والدهُ الشديد لـ "حُسام"، فبعد زواجه بشهر واحد فقط قام بطردهِ من الشركة برغم أنه جيد بعملهِ، لكنه أراد إزلاله لأنهُ أرغمه علي الزواج من إبنتهِ،تحولت العلاقة بينهم  إلي الأسوء، وأبتعد"حُسام"عنهُ مُتحاشيًا إياه خصوصًا بعد أن بحث عن عمل بمكان آخر وظل لعدة أشهر عاطل بدون عمل بفضل والدهُ الذي وصي عليهِ جيدًا، لم تستطيع أي شركة قبوله فور أن يعلموا أنه طُرد من شركة"التُركي" خوفًا من والدهُ ونفوذه... 


لم يستمر الحال كثيرًا حتي جائت شقيتهُ باكية تترجي والدها أن يُعيدهُ إلي العمل مرة آخري أو حتي يجعل أي شركة توافق علي قُبوله، وافق علي إرجاعه للعمل بعد أن تعمد أزلاله والتسلية به قليلاً، فعاد إلي الشركة وأصبحت العلاقة بينهم فاترة، وعاد وحيدًا ثانتًا، ولكن تغير كل شئ الآن وأصبح يمتلك صديق جيد وشقيق أيضًا....... 


ألتقطت"وليد"زُجاجة العطر، ونثر منها الكثير علي بذلة العريس هاتفًا بسعادة صادقة: 


_مبروك يا عريس..... الليلة ليلتك مين قدك يا عم!. 


قال آخر كلمتهِ غامزًا بعينهِ بشقاوة، فلتت منه ضحكة صغيرة قائلاً وهو يعدل من الكراڤت خاصتهُ: 


_عُقبالك أنتَ كمان لما تُدخل القفص.... 


_لا لا فال الله ولا فالك يا شيخ قفص أي! أنا حُر وهفضل كده علي طول،بقي بذمتك في حد عاقل في الدنيا يتنازل عن الحرية والسرمحة ويدخل قفصه برجليه؟. 


ثم تابع بخُبث ومُشاكسة: 


_طمني عليك أنتَ الدنيا تمام معاك مش محتاج حاجة كده ولا كده؟. 


لم يفهم ما يرمي إليهِ فهتف بعدم فهم: 


_قصدك أي؟. 


أقترب من أُذنيهِ وكأنه سيقول سر خطير، همس في أُذنيه بعدة كلمات بنبرة مُنخفضة للغاية وكأن هناك أحدٍ معهم سيستمع إلي حديثه، جحظت عيناي الاخر بصدمة ما أن أستمع إلي كلماته الوقحة 


أبتعد عنهُ هاتفًا في أستنكار ودهشة: 


_أي اللي بتقوله ده يخربيتك هتودينا في داهية.... 


_أسمع مني بس أنا عايز مصلحتك!.


ضرب كفًا بكفٍ بتعجب وعدم أستيعاب، ثم صاح بهِ: 


_مصلحتي أي بس ده أنتَ عايزة توديني في داهية... 


قوس "وليد" شفتيهِ بأنزعاج، يصيح بهِ بنبرة خبيثة: 


_أوديك في داهية لي بس، أنت راجل لسة أول مرة منعرفش هتصيب ولا هتخيب، يبقي نعمل حسابنا بقا بدل متتفضح قدام البت......ولاأنتَ بقا مش أول مرة وكُنت مقضيها....


ذاد إتساع عينهِ أكثر، ما أن فهم قصدهِ فقال سريعًا ينفي آخر جملة قالها:


_أنتَ لو قاصد تلبسني مُصيبة مش هتقول كده!..... أسكت خالص يا وليد مسمعش صوتك، علشان لو سمعته هتبقي آخر مرة تتكلم فيها... 


_يا واد يا شرس أنتَ، أنتَ الخسران علي فكرة خيرٌ تعمل شرًا تلقي. 


هتف مُتاثرًا يقول بدرامية: 


_عندك حق والله، بس معلش هي الدنيا كده، ولا تزعل نفسك، أعمل الخير وأرميه في البحر.... 


القي نظرة أخيرة علي مظهره، ثم ألتقط الهاتف مُستعدًا للمُغادرة،أصبحت الساعة تُشير إلي الثامنة مساءًا، وعليهِ أن يذهب بسرعة كي يأتي بالعروس من صالون التجميل، خرجوا سويًا بعد أن أحكمَ أغلاق الشقة، وهُم في طريقم إلي الأسفل، تحدث "وليد" قائلاً: 


_يا عُمر أسمع مني بس دي هي حباية واحدة هتظبط الليلة.... 


_أخرس خالص يا وليد...


القي كلماته بتحذير، ثم سبقهُ إلي السيارة، فهتف الاخر بأصرار يُناديهِ بأسمهِ بنبرة ذات مغذي: 


_يا عُمر.... 


_يا نهار أسود عليك، قولتلك أخرس..... 


صاح بها بصوتٍ عاليًا، بغيظ منهُ، بينما أرتفعت ضحكات"وليد"بعد أن نجح في أستثارة غضبهِ..


❈-❈-❈


في تمام الثامنة وخمسة وعشرون دقيقة، كان يقف "عُمر" بالسيارة أمام طالون التجميل النسائي المتواجدة فيهِ عروسهِ، صف السيارة وخلفهِ حوالي أربع سيارات أخري من الأقارب والذين أشعلوا الحماس والبهجة من خلال سيرهم خلف سيارة العريس، وقيامهم بما يُسمي بالزفة، أقترب من الداخل، ثم حمحم قبل الدخول، ما أن رآه العاملين بالصالون، أطلقوا الزغاريد كـ طريقة تلقائية للمُباركة، كانت هي واقفة علي بُعد مسافة صغيرة منه وبجانبها "سمر"، أقترب منها بهدوء،كانت تُعطيهِ ظهرها كما قالوا لها الفتايات العاملات هنا،أن تُعذبهُ قليلاً قبل أن يراها بالفُستان،إستمعت إلي كلماتهم،وبقيت لعدة ثواني لا تُريد الإلتفات إليه،لكنهُ بحركة سريعة كان أمامها مُباشرةً من الناحية الآخري،شهقت بخضة،من ثم أخفصت رأسها سريعًا بخجل،وقد أحمر وجهها......


علي إستحياء رفعت وجهها إليه،فتقابل مع عينيهِ الخضراء التي صوبها ناحيتها يتأمل هيئتها بذالك الفُستان الأبيض المُرصع بالفصوص اللامعة،كان فُستانًا رقيقًا ذو ذيل طويل،بأكمام طويلة ينسابُ علي جسدها ببراعة،طلتها كانت كـ الفراشة الرقيقة، وقد وضعت مكياجًا خفيفًا لا يُخفي ملامح وجهها الهادئة، أقترب منها يُقبل مُقدمة رأسها قائلاً بهدوء: 


_مبروك يا عروسة، شكلك زي القمر!. 


أرتفعت الهتافات الحماسية من خلفهِ، وبدأت الفتايات بإطلاق الزغاريد مرة أخري، تأبطت يديه ثم أخذها مُتقدمًا إلي السيارة بالخارج....... لم يمر سوى عدة دقائق قضوها في طريق الوصول إلي القاعة، وبعد أقل من خمسة دقائق كانوا قد وصلوا بالفعل إلي القاعة التي وجدوها تعج بالمعازيم، أرتفعت المُوسيقي العالية فور دوخولهم، والدها يقف في أستقبالها بأعين دامعة، ووالداتها كذالك. 




أخيرًا أنتهي اليوم علي خيرٍ بعدثلاثة ساعات قضوها في حفل الزفاف، وها هي الآن في السيارة المُخصصة للعروسين والتي ستنقلهم إلي عش الزوجية، السيارات كثيرة من خلفهم تُصدر أصوات البوق العالية والأغاني أيضًا يهللون بسعادة، نصف ساعة وكانت تقف السيارة أمام البناية، ترجلوا من السيارة، بينما تتأبط زراعه، وباليد الاخري تمسك فُستنها الثقيل والطويل، بينما"سمر"من خلفها تُساعدها علي السير بهِ، حتي صعدوا إلي الأعلى، وصعدت معهم "سُعاد"وشقيقة زوجها" نجلاء"، والذين أنهالوا عليها بسيل من النصائح، وبعد قليل تركوا العروسين ورحلوا، بعد أن أتت لهم"سُعاد"بطعام العرائس......... 


الصفحة التالية