-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 36 - 1 الأحد 25/2/2024

 

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل السادس والثلاثون

1

تم النشر يوم الأحد

25/2/2024

قاد سيارته ضاغطا على مقود السيارة بعنف وهو يشعر بألم يغزو كل ذرة من كيانه وجسده على حد سواء، ولم يجد نفسه متجها صوب منزله ولكنه توقف أمام بوابة منزل والديه وترجل قاصدا الدخول فاستقبلته أمه التي لمعت عينيها من منظره المبعثر وشكله الحزين فسألت بوجل:

-مالك يا مازن؟ في ايه؟


ابتلع ريقه وقضم شفتيه حتى اختفت بداخل فمه فرددت سؤالها باهتمام أكثر:

-مالك يا بني وفين مراتك وابنك؟


امتعض وجهه ودلف مقتربا منها يتحدث وهو مطبقا لشفتيه يصر على أسنانه ليخنق بكائه قدر المستطاع:

-مخنوق وتعبان أوي يا ماما.


ارتمى بحضنها فربتت عليه تؤازره وهي تتسائل:

-اهدى بس وقولي ايه اللي حصل؟


أجابها من بين غصته العالقة بحلقه:

-چنى عايزه تطلق.


تعجبت وحدقت أمامها بذهول وصاحت به:

-عملت ايه؟ عملتها ايه بس قولي؟


لم يرد فكررت سؤالها بحدة:

-يا بني چنى مستحيل تطلب الطلاق إلا لو عملت حاجه كبيرة أوي فقولي عملت ايه؟


ارتبك وارتشعت شفتيه وهو يجيبها:

-سمعتني وأنا بعترف لفارس اني لسه بحب نرمين.


اتسعت حدقيتها ببريق الدهشة وفتحت فمها بشكل منذهل وعجزت عن الكلام او التعقيب عليه، ولكنها سريعا ما استجمعت نفسها وهتفت:

-تعالى طيب جوه بدل الوقفه دي.


دلفا للداخل فسألها وهو ينظر حوله:

-هو بابا مش هنا؟


نفت تخبره:

-لسه في المستشفى، المهم دلوقتي احكيلي اللي حصل عشان أعرف أتصرف.


لم يقص عليها الكثير ولكنه ردد بالمختصر:

-كنت بتناقش مع فارس واعترفتله إن لسه جوايا مشاعر ناحية نرمين وسمعتني، ودلوقتي طالبه الطلاق  وفارس عايز يجبرني انفذ لها رغبتها و...


قاطعته توبخه بشدة:

-في حد يعمل عملتلك دي؟ رايح تعترف لأخوها انك بتحب واحده على أخته حتى لو اللي بتفضفض معاه ده يبقى فارس توأم روحك فهو مستحيل يقف معاك ضد أخواته، أنت معقول بالسذاجه دي انك تفكر إن فارس مهما كانت مكانتك عنده هيعليك على أخواته يا مازن.


زفرت مستسلمة:

-حط نفسك مكانه بالرغم من علاقتكم بس لو بيري في كفه وفارس في كفه هتختار كفة مين يا مازن؟

أطرق رأسه ودمعت عينيه رغما عنه فمسحت بكفها بحنين على كتفه:

-اهدى طيب وكل حاجه ولها حل، بس أنا مش فاهمه ليه تفتح موضوع نرمين تاني والمفروض انك نسيتها؟


لم يعقب عليها وتركها تكمل:

-وچنى طبعا حاسه من الأول إنك بتحبها والمشاكل بينكم على الموضوع ده مبتخلصش، ودلوقتي سمعت بودانها وخلاص اتأكدت كل شكوكها.


زفر بضيق صائحا:

-يا ماما أنا جاي ابات عندك عشان مش عايز ابقى لوحدي مش عشان تفضلي تقطميني كده.


قوست فمها ممتعضة:

-انا مش بقطمك يا بني، أنا بفكر معاك بصوت عالي.


هز ساقه بلازمة عصبية وسرعة وهو شابكا أصابع يديه بعضها ببعض، وظل على هذه الحالة فتحدثت دينا بحزن:

-اللي رايده ربنا يكون بقى، هي طول ما نرمين بتشاغلك وعامله نفسها انك مش على بالها هتفضل انت كده بس لو بعدت عنك وعن چنى حياتكم هتستقر.


رمقها بنظرة متعجبة وتكلم موضحا:

-نرمين عمرها ما حاولت تقرب مني من ساعة ما سيبنا بعض، انتي ليه بتقولي عنها كده؟


ردت بسخرية:

-عشان كنت بشوف نظراتها ليك، نظرات كلها ندم أنها سابتك وأنت في أمس الحاجه ليها وهي طلعت واطيه وبعد كل ده لما اتطلقت تلاقيها قالت تجرب ترجعك حتى لو على حساب بيتك ومراتك.


أوقفها بحركة من يده عن استكمال ذمها:

-بس بس ، ايه الكلام ده؟ مفيش حاجه من اللي بتقوليها حقيقه خالص ونرمين عمرها ما اتعاملت معايا بالشكل ده ابدا، انتي بس اللي متحامله عليها زياده.


صرخت بغل:

-مش عشان سابتك وأنت تعبان و...


قاطعها يوضح:

-نرمين سابتني بعد ما خفيت و...


قاطعته هي:

-ﻷ، سابتك بعد ما طلعت من المستشفى مش بعد ما خفيت في فرق كبير أوي، وهي حتى لو زي ما قولت انك خونتها قبل ما تتعب واستنت لما تخف كان المفروض تجرب تكمل وتشوفك بعد اللي حصلك هتبطل عط ولا ﻷ لكنها مدتكش فرصه وهربت، الله أعلم بقى عشان المرض ربنا يحفظك منه ولا عشان محبتكش من الأساس بس المهم انها ندله وموقفتش جنبك.


رفض حديثها جملة وموضعا:

-يا ماما بلاش تظلميها، نرمين بنت كويسه بس مكناش ننفع لبعض، وأنا كان المفروض أحارب عشانها بس مكانش عندي طاقه وقتها.


أومأت تؤكد:

-ايوووه، ولا هي استنت عليك يبقى الأولى بيك متفكرش فيها وتفكر بس في اللي بتوت في التراب اللي بتمشي عليه وتتمنالك الرضا.


زفر بأنفاسه وهو يوضح:

-أنا بحب چنى يا أمي، ومستحيل أطلقها ولو بموتي بس مش عارف ازاي هقدر اخليها تسامحني على مشاعري اللي مش بايدي، هو مش الراجل يقدر يحب اكتر من واحدة؟ أومال ربنا حلل لنا التعدد ليه؟ مش عشان عارف إن الراجل ممكن يحب واحده واتنين و...


قاطعته تنظر له ببسمة سخرية:

-ﻷ بقى، اللي بيحب بجد بيحب واحده بس، زي فارس وابوك وأكبر مثال هو مدحت اللي محبش غير فريدة برغم كل الكوارث اللي حصلت لهم ولسه بيحبها وعمره ما فكر يتجوز غيرها، هو ده الحب اللي بجد يا حبيبي.


أراح رأسه على ظهر الأريكة فداعبت هي شعره بأمومه:

-أهدى وفكر أنت عايز ايه؟ ومتشغلش بالك بحد لا فارس هيقاطعك لو انفصلت عن چنى ولا ابنك هيبعد عنك لو خايف من ده، وفي نفس الوقت الست نرمين هانم مش هتلاقي أحسن منك خصوصا بعد ما بقت مطلقه.


رمقها بنظرة متضايقه من حديثها وهي تكمل:

-ولو علي موضعها مع يزن فمتخافش، ابوك قالي ان سحر رافضه نهائي الموضوع لدرجة انها كلمت ابوك وطلبت منه يبعدها عن ابنها وإلا هتاخدهم وترجع بيهم لندن فالطريق قدامك مفتوح.


ربتت على ظهره تؤكد:

-خد قرارك وشوف قلبك ميال لمين أكتر وأنا عمري ما هبقى ضدك ومتفكرش غير في نفسك وبس

❈-❈-❈


وقف أمامها مبتسما وهي بزيها الأبيض البراق وطرحتها الطويلة التي غطت طولها بالكامل وزينتها الرقيقة فاقترب منها واحتضنها وهو يهمس لها:

-أنا مش مصدق نفسي، معقول بقيتي ليا؟


ابتسمت بخجل فضحك على خجلها وحملها متوجا للفراش وهى تهمس بدلال:

-يزن، نزلني.


أنزلها بالقرب من الفراش وأراح جسدها عليه واعتلاها فنطقت بصعوبة:

-طيب نغير هدومنا الأول؟


رفض وهو يبتلع ريقه بإثارة:

-ﻷ، مش قادر أصبر خلاص.


انحنى يدفن رأسه بعنقها يلثمه بحب وشبق حتى شعر باستجابتها له فخلع بدلته وبدأ بمساعدتها لخلع فستانها الطويل ومارس بحميمية وحب متذوقا شهد حبها وهو يلعب على أوتار مشاعرها التي استجابت له؛ فتذوقت هي الأخرى مذاق الجنة على يديه.

الصفحة التالية