-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 23 - 2 الجمعة 2/1/2024

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر يوم الثلاثاء


2/1/2024

فاق من شروده في تلك الليلة التي كانت بداية اللعنة في تغيير حياته، يندم على فعلته بضراوة هو حقًا لا يريدها لا يريد سوى زوجته جليلة التي يحبها بصدق لكنها الآن ابتعدت عنه بسبب تلك الغلطة التي تطارده لعنتها إلى الآن.. 


لكنه لم يصمت ويدعها وتذهب من المنزل سيفعل لها ما تريد دون تردد الذي كان يخاف منه قد حدث فلِما سيصمت من الآن، سيجعل مديحة تترك المنزل وينفذ طلبات زوجته من الآن حتى تبقى معه، سيحاول معها لتغفر له عن خطأه لكن كيف ستفعلها هو قد تسبب في خطأ كبير لا أحد يفعله؟! يريد أن بثبت لها أنه يحبها هو حقًا يحبها لم يحب سواها لكنها كيف ستصدقه بعد كل الذي علمته.. 


هي رأت وجهه المظلم الذي لم تتخيله، رأت قسوة داخل قلبه لا تعلم من أين آتى بها، هو أخفى عنها تلك السنوات حقيقة مظلمة قلبت حياتها بأكملها جعلت تراه بصورة أخرى يستحقها.. 


توجه نحو غرفة مديحة بخطوات واسعة غاضبة ولج الغرفة بوجه مكهفر فرمقته بتعجب وتمتمت بعدم رضا ودهشة


:- في ايه يا فاروق مالك داخل كدة ليه؟ هو حصل حاجة تاني. 


كان يرمقها بغضب شديد هي المتسببة في كل ما حدث لكنه لم يستطع أن يقول ذلك لأنه اشترك معها في الخطأ، كانت نظراته حادة ملتهبة بنيران متوهجة يملأها الغضب وغمغم بلهجة مشددة حادة 


:- مفيش حاجة بس أنا شايف أن كفاية قعاد هنا في البيت لحد كده دة بيت جليلة. 


طالعته بذهول متعجبة حديثه وتحوله معها المباغت الذي لم تتوقعه لا تعلم لماذا جليلة لم تذهب إلى الآن هي توقعت ذهابها توقعت أن ترحل من المنزل وتترك لها فاروق تعتني به هي وتستطع تحقيق أطماعها الماكرة من خلاله، لكنها لا تعلم لماذا لم يحدث ما توقعته هو الآن يطلب منها الرحيل هي مَن ترحل ليس جليلة، أجابته بضيق حاد تبادله نظراته بخبث شيطاني يشبهها 


:- هو ايه اللي امشي دي في ايه يا فاروق من بعد ما عصام ابننا مات وأنا اتفقت أن اقعد هنا وخلاص ولا عاوزني اقعد أنا وأروى لوحدينا. 


صاح بها بحدة شاعرًا بلا مبالاه من حديثها الذي أصبح لم يعنيه من بعد معرفة زوجته بالحقيقة وغمغم بعصبية غاضبة مشددًا فوق حديثه 


:- لا بقولك ايه الشغل دة كان زمان أنتي مع وجود عصام بردو كنتي لوحدك هو الواد دة كان بيرجع البيت اصلا أنتي هتضحكي عليا دة مكنش بيرجع غير عشان رنيم لما يجيله مزاجه يموت فيها شوية يعني أنتي اصلا قاعدة انتي وأروى لوحدك. 


وقفت تحت تأثير الصدمة من حديثه معها بعد تحوله المباغت محاولة استخدام طريقتها وتمتمت بنبرة تهديد واضحة مبتسمة بمكر


:- كويس أنك عارف عصام كان عاوز ايه من رنيم حبيبة ابنك عشان لما جواد يعرف بقى يعرف وقتها أن ابوه السبب وهو اللي حرمانه من حبيبته كل ده وعذابه. 


طالعها بضيق وقد ازداد غضبه مقتربًا منها شاعرًا بالدماء تغلي داخله قبض فوق ذراعها بقوة حديدية وثار عليها بحنق  


:- بقولك ايه اتعدلي وفوقي لنفسك مش فاروق الهواري اللي هتقفي تهديديه لأ غلطانة أنا أهدد الكل وبعدين ما يعرف جواد هو أنا هخاف. 


التقط أنفاسه باحتدام منفعلًا بها واستكمل حديثه بحدة مشددة


:- اللي قولته يحصل تمشي من هنا أنتِ وأروى ترجعي بيتك وحقكم هيوصل كل شهر غير كدة ملكيش حاجة عندي. 


دفعها بقوة إلى الخلف مما جعلها تسقط فوق الفراش الذي خلفها لكنها لم تصمت نهضت مرة أخرى تقف قبالته وصاحت بضيق شاعرة بهدم كل ما كانت تسعى إليه 


:- لأ يا فاروق اللي ليا عندك مش حق كل شهر اللي بينا كتير وكتير اوي دة احنا كان بينا عيل ولا هو عشان راح بس اتفاقنا زي ما هو مراحش أروى لازم تاخد حقها وتجوزها ابنك وأنا هفضل هنا جنب بنتي دة اتفاقنا وأنا مش هسمح إنك ترجع فيه. 


رمقها ببرود دون اهتمام لحديثها لأول مرة يقف دون أن يخشى تهديداتها بعد معرفة جليلة بالحقيقة كاملة وأجابها بلا مبالاه مبتسمًا 


:- اللي بينا كان غلطة مجرد غلطة كان سببها العيل اللي بتقوليه وأهو راح فعلا يبقى خلاص مفيش بينا حاجة غير حقك أنتي وأروى وخلاص اتفاقنا خلص بمعرفة جليلة للي حصل زمان وأروى بكرة تتجوز مش هتقف دي لسة صغيرة الكلام خلص على كدة. 


وقفت تطالعه بخيبة أمل وعدم تصديق كاد أن يذهب بعد انتهاء حديثه الذي آتى إليه وإنهاء الأمر بأكمله لكنها منعته بضيق وتمتمت منفعلة بضراوة


:- لأ يا فاروق اللي بينا مخلصش على كدة ولا عمره هيخلص وأروى هتتجوز جواد أنت وعدتني بكدة نفذ كلامك بقى. 


وقف ببرود دون أن يبدي رد فعل رد عليها فقط دون اهتمام ساخرًا من حديثها 


:- بس خلاص جواد اتجوز ومراته حامل يعني مفيش طلاق فقولي لبنتك أن خلاص كدة تشوف مستقبلها احسن وجهزي نفسك عشان تمشي وترجعي بيتك. 


لم ينتظر حديثها وسار بشموخ نحو الخارج يلعنها سرًا ويلعن ذاته الذي كان يستمع إلى حديثها عنوة عنه بعض الأحيان لكنه الآن قد تخلص من كل ذلك جعلها تعلم بحقيقتها في تلك العائلة والتي ستُعامل على أساسها.. 


بينما مديحة وقفت تتطلع على أثره بغضب متوعدة له، عقلها يثور عليها الآن تفكر فيما ستفعله وعقلها يتردد به حديثه هو الآن متمسك بوجود رنيم بسبب حملها، ويتخلى عنها لأجل وجود جليلة، هي لن تسمح للأمور أن تُترك من قبضتها لن تخرج في النهاية خاسرة كل ذلك وتتحطم جميع مخططاتها وأحلامها بامتلاك جميع نفوذ تلك العائلة والتحكم بها، مقررة الإنتقام من حديثه ستجعله يندم على ما تفوهه لها الآن، عليها تحقيق ما تريده مسرعة.. 


بدأت تفكر في مخططاتها بعقل ماكر ذو تفكير شيطاني، مقررة فعل أي شئ لأجل تحقيق ما تريده لكن عليها أن تفعل ذلك مسرعة قبل انتهاء اليوم وتمسكه بفكرة ذهابها، ابتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة بعدما علمت ماذا ستفعل في سبيل تحقيق ما تريده؟!.. 


❈-❈-❈


كانت رنيم تجلس في غرفتها بقلق بعدما فشلت جميع محاولاتها للإتصال بجواد لأول مرة يغلق هاتفه دون أن يرد عليها، حاولت أن تطمئن ذاتها وتهدأ ثم خرجت لتسأل عنه والدته لعله يكون قد تحدث معها. 


توجهت إليها رأتها تجلس بوجه حزين شاردة تفكر فيما حدث دون أن تنتبه لوجود رنيم التي اقتربت منها متمتمة بهدوء لتطمئن عليها بعدما رأت حالتها 


:- طنط حضرتك كويسة في حاجة تعباكي؟


فاقت من شرودها منتبهة لها وابتسمت أمامها ابتسامة حزينة عنوة عنها، تعلم رنيم مغزي الأبتسامة جيدًا تلك البسمة التي تحملت بين طياتها حزن ووجع، قهر وضعف كانت دومًا تفعلها أجابتها جليلة بهدوء ونبرة حزينة 


:- لأ يا حبيبتي أنا كويسة متقلقيش تعالي أنتي اقعدي ارتاحي عشان الحمل وطمنيني عنك. 


احتضنتها رنيم بحنان شاعرة بحزنها الذي لم تعلم سببه لكنها تعلم أنها حزينة وعليها أن تقف بجانبها مثلما كانت تفعل معها فهي لم ترى الحنان ولا تشعر به سوى منها كانت دومًا تدافع عنها، ابتسمت جليلة لفعلتها وربتت فوق ظهرها بحنان متمتمة بهدوء مؤكدة حديثها 


:- والله يا حبيبتي كويسة متقلقيش عليا اقعدي بس انتي ارتاحي. 


جلست بجانبها كما طلبت منها وتمتمت تسألها بقلق لم تنجح أن تخفيه عنها 


:- طنط هو جواد مكلمكيش عمالة اتصل بيه مش بيرد وبيقفل عليا هو على طول بيرد. 


طمأنتها جليلة بحنان مبتسمة لاهتمامها وقلقها عليه 


:- لا يا حبيبتي متقلقيش هو جواد على طول كدة طول ما عنده شغل فتلاقي عنده شغل مهم شوية وهيكلمك لما يفضى المهم حبيب تيتة عامل ايه طمنيني عليه. 


مررت يدها فوق بطنها برقة وسعادة لم تتخيل أنها تشعر بذلك الشعور التي ظنت حرمانها منه للأبد، لكن الآن ابنها ينمو بداخلها  تشعر به أجابتها بابتهاج فرحة 


:- الحمدلله كويس متقلقيش عليه. 


ربتت فوق يدها بهدوء وتمتمت بتعقل وفرح


:- خلي بالك على نفسك متتخيليش أنا فرحتي بالحمل دة قد ايه من زمان وأنا نفسي اشوف عيال جواد. 


ابتسمت رنيم بسعادة وتمتمت بحنان 


:- ربنا يخليكي لينا يا طنط وتربيه زي ما ربيتي جواد خلتيه أحسن واحد في الدنيا. 


ابتسمت لها جليلة داعية ربها أن يحفظه لهم وتحمل ابن جواد بيديها كما كانت تتمنى ظلت تتحدث معها محاولة رنيم أن تقضي على حالة الحزن التي تشعر بها.. 



الصفحة التالية