-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 25 - 1 الأخير الأحد 28/1/2024

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الخامس والعشرون

الأخير

1

تم النشر يوم الأحد


28/1/2024

❈-❈-❈


" عادت الروح إليهم من جديد بعد لهيب قوي أصابهم معلنة انتهاء حالة الحزن على الجميع"


كانت جليلة تقف في المستشفى تبكي بحزن شاعرة بنصل حاد غُرز في قلبها، على الرغم مما علمته عنه وما فعله بها إلّا أنه يظل زوجها وحبيبها وأب ابنائها، هو مَن جعلها تتعلم الحب كيف يكون؟! عاشت جميع مراحل حياتها على يده، لن تستطع أن تكرهه بعد كل ما فعله معها، هي الآن تتذكر حنانه عليها وحبه الكبير لها التي عاشت به دومًا تمرر له العديد. 


لم تستطع أن تظل ثابتة هي تشعر بلهيب قوي في روحها، قلبها يؤلمها لأجله تريد الذهاب إليه للتأكد من سلامته، تريده يكون بخير، انهارت باكية بضعف وجسد مرتعش داعية ربها أن يحفظه لها كادت أن تسقط أرضًا بانهيار تام إلا أنها وجدت من يقف بجانبها ويسندها بقوة لم يكن سوى جواد الذي يسندها دومًا دون أن تطلب منه. 


احتضنها بحنان قوى محاولًا أن يجعلها تهدأ قليلًا مغمغمًا بهدوء وتعقل 


:- متقلقيش يا أمي هو بقى كويس والله دة قرب يفوق خلاص الدكاترة طمنوني، أهدى يا حبيبتي عشان متتعبيش. 


حاولت أن تلتقط أنفاسها بصعداء من بين دموعها وتحدثت بضعف وهي تحتضنه بقوة 


:- عاوزة أشوفه يا جواد عشان خاطري مش هعرف أهدا من غير ما أشوفه.


كان يعلم صحة حديثها خاصة بعدما رأى حزنها الشديد عليه فأومأ لها برأسه أمامًا مبتسمًا بهدوء وأجابها بثقة 


:- حاضر يا حبيبتي هدخلك ليه هو خلاص والله قرب يفوق الدكتور طمني بس بردو هدخلك عشان تطمني بنفسك.. 


بالفعل نفذ لها ما تريده ودخلت الغرفة المتواجد بها، بكت بضراوة عندما رأت حالته الضعيفة، هي بعمرها لم تتخيل أن تراه بتلك الهيئة، اقتربت منه بحزن جالسة بجانبه ممسكة بيده بقوة وأردفت بنبرة ضعيفة بحزن متلعثمة دمر قلبها الممتلئ بحبه 


:- فـ... فاروق اوعى تسيبني لحظة واحدة دة أنا بتقوى بيك، أنت عندي بالدنيا كلها حتى بعد كل اللي حصل أنت زي ما أنت عندي عشرة السنين مش بتروح كده. 


واصلت بكاءها بضعف تام متمنية من ربها أن يحفظه لها تريد أن تراه دومًا أمامها بصحة جيدة تتذكر تمسكه الكبير بها عنوة عن جميع الصعاب التي مرّ بها، ووقوفه معها دومًا وخوفه ولهفته عليها إذا حدث لها شئ سئ، اشتياقه الكبير لها إذا ابتعدت عنه ليوم واحد.. 

هي عاشت معها عمر كامل لم يمحيه الدهر وأخطاؤه الكبيرة في حقها والتي لم تغتفر.. 


في المنزل الخاص بعائلة الهواري... 


أغلقت رنيم مع جواد بعدما كانت تحاول أن تقويه وتدعمه ولو ببعض كلمات بسيطة تؤثر به، تريد أن تثبت له أنها بجانبه وستظل معه في جميع أوقاته الحزينة قبل الفرحة متناسية تمامًا ما فعله فاروق بها هي الآن تتذكر شئ واحد فقط وهو أنه والد زوجها ويجب أن تدعي له بالشفاء لأجل زوجها وسعادته.. 

هي تحب جواد بصدق لذا تحب سعادته وتريد أن تحققها له، فهي عانت من لهيب الهوى وقسوته الشديدة لذا تعلم جيدًا كيف يكون للحب الحقيقي وماذا يجب أن تفعل واضعة سعادة جواد في مقدمة أفكارها قبل تفكيرها بذاتها وحياتها التي عانت بها كثيرًا بسبب فاروق الذي تسبب في إبتعادها عن حبها والقاها في الجحيم دون رحمة.. 


حاولت أن تتوقف عن تفكيرها وعادت مرة أخرى بجانب سما الباكية بضعف وحزن طالعتها متسائلة بلهفة وقلق 


:- ايه يا... ر.... رنيم جواد قالك ايه طمنيني بابا بقى عامل ايه دلوقتي. 


احتضنتها بحنان كما كانت وحاولت تهدئتها وطمأنتها بهدوء تام


:- متقلقيش يا حبيبتي هو بقى كويس والله جواد طمني عليه وكمان طنط جليلة جوة معاه اهدى بس ومتعيطيش. 


ابتسمت من بين دموعها وتمتمت بضعف من بين شهقاتها وموعها


:- شكرا يا رنيم بجد مش عارفة اقولك ايه. 


ربتت رنيم فوق ظهرها بحنان وطبعت قبلة رقيقة فوق جبهتها متمتمة بهدوء ومشاعر صادقة


:- متقوليش كدة احنا أخوات يا سما اهدي بس ومتعيطيش والله هو بقى كويس. 


ابتسمت سما بحزن لكن قبل أن تتحدث وجدت رنين هاتفها يصدح في الغرفة تفاجأت عندما رأت اسم خالد ينير شاشة هاتفها ابتلعت ريقها بصدمة شاعرة باشتياق شديد إليه، تطلعت نحو رنيم بخجل فابتسمت رنيم بعدما فهمت ما تريده وربتت فوق كتفها بحنان ثم خرجت من الغرفة تاركة إياه بمفردها لتستطع التحدث معه تريد... 


أجابت عليه مسرعة شاعرة بضربات قلبها تتسارع بقوة ولهفة كبيرة إليه استمعت إلى صوته العاشق الذي طرب أذنيها وهو يطمئن عليها بقلق 


:- الو يا سما أنتي كويسة يا حبيبتي؟ أنا عرفت باللي حصل وقولت اتطمن عليكي. 


اجهشت في بكاء مرير ولم تستطع منع ذاتها من الانفجار بعدما استمعت إلى صوته وشعرت بالأمان حولها من وجوده، شعر بالقلق يزداد بعد استماعه لبكاءها الشديد فغمغم بقلق ولهفة شديدة عليها 


:- سما اهدى يا حبيبتي اهدي عشان خاطري والله هيبقى كويس متزعليش اجيلك طيب تحت البيت. 


أسرعت نافية حديثه خوفًا من أن يصيبه شئ سئ بسببها وحاولت أن تهدأ حتى لا تقلقه عليها مجيبة بتوتر وحزن كبير شاعرة باحتياجها الشديد إليه في ذلك الوقت لكنه لم يتأخر عليها بالرغم من ابتعادهما 


:- ا... أنا كويسة يا خالد متقلقش عليا أنا بس خايفة على بابا بيقولوا الحادثة جامدة فخايفة عليه. 


ظل يحاول أن يهدئها ويخبرها أنه سيظل معها دون أن تطلب حاول يخبرها أن والدها سيكون بخير حتى لا تقلق هكذا، حاولت أن تقنع ذاتها بحديثه شاعرة بسعادة لوجوده بجانبها دون أن تطلب ذلك هو يشعر بحزنها دون حديث، كان يتمنى أن يكون بجانبها ومعها في ذلك الوقت...



الصفحة التالية