رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 25 - 2 الأخير الأحد 28/1/2024
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الخامس والعشرون
الأخير
2
تم النشر يوم الأحد
28/1/2024
في الصباح...
استعاد فاروق وعيه وكان في حالة جيدة أفضل من ليلة أمس كانت جليلة تهتم بكل شئ لكن دون حديث تفعل ما يحتاجه بصمت تام دون أن تتحدث معه هي فقط اطمأنت على سلامة صحته..
مسك يدها بقوة معترض ذهابها حتى لا تسير من أمامه بعدما أعطته الدواء وغمغم بنبرة مجهدة ضعيفة لم تعتاد على استماعها منه من قبل
:- جـ... جليلة أنا بحبك والله حتى يمكن مش بقولها كتير بس عشان انتي عارفة أنا بحبك قد ايه، عاوزك تسامحيني يا جليلة أنا غلطت في حقك بس والله ما أعرف أنا عملت كدة ازاي.
حاولت أن تبتعد عنه متحاشية النظر أمام عينيه المتعلقة بها وأجابته بتوتر
:- بلاش نتكلم دلوقتي يا فاروق أنت تعبان نتكلم بعدين.
غمغم بأصرار شديد بعدما أشار لها بالجلوس بجانبه ليستطيع التحدث معها بهدوء وصدق
:- أنا كويس عاوز نتكلم.... عاوزك تسامحيني يا جليلة أنتي عارفة انتي ايه عندي اللي حصل دة كله غلطة صدقيني وندمت عليها وعمري ما هكررها.
لا تعلم لما قابلت حديثه بضحكة ساخرة مصطحبة بوجت قلب مقهور انهكه الهوى والخداع شاعرة أن حياتها معه بأكمله ليس سوى كدبة يخدعها به، تمتمت بتهكم ساخرًا ولم تستطع أن تظل صامتة بعدما اصرّ هو على التحدث
:- ويا ترى عاوزني أسامحك على انهي مرة فيهم؟ المرة بتاعت عصام ولا بتاعت أروى ما كلهم عيالك.!
تابعت حديثها بجنون ولم تستطع التحكم في ذاتها شاعرة أن هناك أمر مبهم لا تعلم ما هو وكيف ستعلمه؟!
:- بس ازاي.... ازاي كنت عاوز تجوزها لابنك أنت ايه بجد ازاي كدة أنا عايشة مع مين؟
استمع إلى حديثها بصدمة وعدم فهم معقدًا حاجبيه بدهشة وغمغم بعدم تصديق وجدية تامة
:- أروى مين اللي بنتي انتي بتقولي ايه، انا قولتلك مغلطتش غير مرة واحدة وغلاوتك عندي وأنا حتى مش فاكر حصلت ازاي بس أروى بنت أخويا عادي انتي حتى بتقولي كنت هجوزها لجواد فلو بنتي هعمل كدة ليه، انتي جايبة الكلام دة منين؟!
حاول أن يقنعها بصحة حديثه ليجعلها تصدقه وتثق به لكنها حركت رأسها نافية بصدمة وغمغمت بحدة مشددة متخلية عن هدوءها أمامه
:- أنت لسة بتضحك عليا، عاوز توصل لأيه بكلامك دة انا عرفت الحقيقة خلاص.
طالعها بعدم فهم متسائلًا بملامح يرتسم عليها الجدية وعينيه مثبتة عليها
:- وإيه هي الحقيقة دي قوليها؟
اجابته بقوة زائفة شاعرة بقلبها سيتوقف بداخلها وهي تخبره عما علمته من ابنها ذهنها مشتت بضراوة ولا تعلم كيف سينتهي بها الأمر
:- الحقيقة هقولهالك يا فاروق... عرفت أن حسن أخوك مبيخلفش معنى كدة أن الأتنين عيالك.
شعر هو بالصدمة ألجمت لسانه مانعة إياه من التحدث وعقله تشتت هو الآخر كيف حدث ذلك هو حقًا لم يفعلها سوى مرة واحدة إذًا أروى كيف جاءت؟! حاول السيطرة على ذاته قليلًا وسألها بضيق حاد وجدية
:- مين اللي قالك الكلام دة يا جليلة انتي متأكدة منه؟
شعرت بالتوتر عندما رأت حالته شاعرة بصدقه تلك المرة لكنها حاولت السيطرة على ذاتها ومنع قلبها من تصديقه واجابته بنبرة يملأها الوجع والحزن
:- جواد هو اللي عرف لقى ورق يثبت الكلام دة واتأكد منه كمان بس ميعرفش أنك ابوهم أنا مقولتش حاجة..
طالعته بنظرات حزينة معاتبة على وجعها المتسبب به الآن، لماذا فعل بها ذلك؟! وكيف خانها كيف لم يشعر بقلبها المحب له بصدق؟!..
كان فاروق يشعر بالغضب لا يعلم كيف فعلت ذلك تلك الماكرة؟ كيف خدعت شقيقه طوال حياته، تطلع نحو جليلة الحزينة التي تبكي بصمت وغمغم بصدق
:- جليلة أنا والله ما غلطت معاها غير واحدة والله ما بكدب انا بقولك الحقيقة انا مش فاكر حصلت ازاي المرة دي بس والله ما اتكررت تاني.
طالعته بصمت وهي لا تعلم كيف تصدقه وهل هو الآن يخبرها بالحقيقة أم يكذب عليها مرة أخرى؟! لكنها حاولت التفكير قليلًا كيف ستكون أروى ابنته وهو كان مصمم على زواجها من جواد بالطبع هناك أمر خاطئ لم تفهمه..
حاولت أن تسيطر على ذاتها ومشاعره لأجله لم تريد أن يحدث له شئ بسببها لذلك فضلت الصمت لكنه كان يفكر بعمق يود أن يعلم الحقيقة لكنه كيف سيصل إليها وهو في تلك الحالة الصحية السيئة..!
❈-❈-❈
كانت مديحة مبتسمة بشر شاعرة بالإنتصار، ستجعله يفكر قبل أن يتحدث معها مرة أخرى، هو يفضل جليلة عليها، إذًا ستجعله يعرف جيدًا مَن هي؟! وما نتيجة اللعب معها!..
هي ليست ذات شخصية ضعيفة سهلة لتتهاون معه عندما يريد أن يدمر ما تخطط إليه، هي قادرة على فعل أي شئ لأجل تحقيق ما فنت حياتها لأجله، لن تخرج من تلك العائلة هي وابنتها دون فائدة، ستتحول وتجعلهم يرون حقيقتها وأنيابها الحادة وماذا ستفعل بالجميع؟!