-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 8 - 1 - الأحد 28/1/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثامن

1

تم النشر الأحد

28/1/2024

أبتسمتُ بغرور، حينما سألني 

ألم تعرفين ماذا فعلتِ بي؟!

منْ أنتِ، وماذا أقول عنكِ؟!

وقفت بشموخ واجابته: 

إذا سألوك عني، قل لهم هي الفتاة الوحيدة التي أدمنتني وأنا كسرتها، فعدت لها راكعا مذلولا 

رفعت يدي إليها 

-هل تقبلين اعتذاري مهلكتي 

❈-❈-❈


قبل شهرا

جلس بجوار عمه حتى انتظم تنفسه، احتضن كفيه ثم قبله 

-حبيبي ياعمو آسف، والله ماكنتش أقصد أبدا 

ربت صهيب على كفه 

-اسمعني ياجاسر، انا كنت متأكد من حبك لجنى بس محبتش افرضها عليك يابني، وقولت خليه يعيش حياته ..ابتلع غصته عندما تذكر وجع ابنته فاسترسل

-جنى عندي أغلى من نور عيوني، مش هخبي عليك لما حسيت بعد جوازك انك بقيت تقرب منها أنا كنت بضايق وبحاول أبعدها عنك، وخاصة لما عرفت أن حياتك مع مراتك مش طبيعية

سحب نفسا وزفره بهدوء ثم استأنف

-جواد لما لعب ببنتي انا اضايقت لدرجة فضلت مقاطعه شهور، ولما طلبت منك تخطبها كنت اتمنى، بس انت وقتها عملت ايه، زعقت وثورت وقولت انا بحب واحدة وجنى اختي، برغم نظراتك ليها كانت نظرات عاشق، وحاولت اقربكم وافهمك أن دي اللي بتحبها، لكن حضرتك طلعتني غبي، والباقي انت اكيد فاكره

احتل الألم ملامح جاسر، وتكونت العبرات بجفنيها، فسحب بصره بعيدا عن عمه هامسا

-وأنا محبتش افرض نفسي عليها، محبتش اعرفك اني بحبها عشان متجبرهاش عليا..اتجه ببصره لعمه وهتف

-هي جت وقالت لي بحب جواد، كنت هترضالي اتجوز واحدة وقلبها مع واحد تاني، لا ومش أي واحد دا يعتبر اخويا

ارتسم الألم والحزن بآن واحد واستأنف 

-اول حاجة كانت هتتقال من عمتي، جواد وصهيب بيموتوا ولادي، حتى بعد معرفتهم بحب جنى لجواد..شعر بقبضة تعتصر فؤاده وهو يتذكر ثم نظر لعمه

-قولي كنت اعمل ايه وانا شايفها فرحانة بحب جواد، كان لازم ابعد عشان مكسرش حد ياعمو، في الوقت دا طلعتلي فيروز، منكرش مجذبتنيش، لا بالعكس انجذبتلها جدا، لدرجة حسيت أنها دوايا اللي كنت بدور عليه

نهض واتجه إلى النافذة حتى يسحب بعض الهواء إلى رئتيه 

-تعرف ياعمو اصعب احساس على الراجل ايه، لما تكون حاجة حياته كلها فيها وتكون ملك لغيره وميقدرش يمانع 

استدار واتكأ بجسده على الجدار وعقد ذراعه 

-فيروز قربت منها والصراحة البنت كانت جميلة وماصدقت اني أنقذها من الوحل اللي هي فيه، يعني انا كنت منقذ ليها وهي انقذتني من وجع قلبي

تحرك متجها إليه وجلس وانحنى بجسده يضع يديه على صدره

-اه دا بدأ يتأقلم على حب فيروز، انبهار ياعمو  ، شوفت المسكن، اهو فيروز كانت مسكن لدرجة مكنتش بحس بالوجع، عدت شهور واتأقلمت على حياتي، ورضيت بالأمر الواقع لحد ماجه كابوس حياتي وان جنى محبتش جواد ومجرد علاقتهم كانت عابرة 

لوح بكفيه وأشار على قلبه 

-طب ليه، ليه تعمل كدا

أشار صهيب بعينيه 

-دا تسالوهلها لما تفوق، انا مش هتكلم كتير ياجاسر، وأقول مين منكم غلطان، دلوقتي انا مش موافق لراجل غريب لبنتي بعد اللي حصلها، معرفش ممكن بعد كدا يقولها ايه، مفيش قدامي غير قرايبها، دول اللي اقدر احميها بيهم 

ترقرقت عبراته وهو يبتعد بنظره عن جاسر واستأنف بقلب اب مكلوم 

-يوم ماكلمتني انا قولت لأبوك مستحيل اخلي بنتي زوجة تانية، وبعد اللي حصل لجنى مش قدامي غيرك انت وأخواتك وابن حازم، ماهو ياحبيبي مهما تقسو عمركم ماهتقسو زي الغرب 

اكمل متحاملا على نفسه 

-ياسين اصغر من جنى ودا استبعده، أوس حبه لمراته مستحيل اوجع بنت ريان، البنت بريئة وملهاش ذنب 

مفيش غيرك انت وجواد، وطبعا جواد جنى مستحيل توافق عليه، وانا مستحيل أجبرها على حياة توجعها اكتر ماهي موجوعة، 

باغته بنظرة مطولة حتى انسابت عبراته واستأنف 

-هتقدر تحمي بنت عمك ياحضرة الظابط وتحميها بقلبك...هتقدر توقف قدام مراتك لو جت  على بنت عمك 

أنهى كلماته وظلت نظراته تبحر فوقه، منتظر رده 

جلس جاسر بجوار عمه وتنهيدة مرتعشة من عمق آلامه 

-انا مش هتكلم عن كلام حضرتك اللي قولته دلوقتي ، لسبب واحد بس مكنتش هوافق لا جواد ولا غيره، دي حاجة الحاجة التانية اني طلقت فيروز، يعني لا فيروز ولا غيرها هتقدر توجع جنى

اومأ صهيب برأسه ثم تحدث

-مراتك مالهاش ذنب ياجاسر، اللي حصل لجنى هي مالهاش ذنب فيه ياحبيبي بلاش تاخد ذنب بسببها ..منكرش البنت اتغيرت، بس لو قعدت مع نفسك هتلاقي انت السبب، أي ست لما تحس ان جوزها بيهتم بواحدة غيرها بتتجنن، تخيل بقى حضرتك روحت قولتلها انك بتحب جنى، مستني منها ايه ياحبيبي تطبطب عليك، بلاش تظلم يابني عشان متلاقيش اللي يظلمك، مسألتش نفسك ليه البنت اتغيرت 

فتح فمه للحديث، أشار له صهيب بعدم مقاطعته 

-هترجع مراتك وتخيرها لو هتقبل الوضع ولا لا، وكمان جنى لما تخف هتسألها هتقبل الوضع ولا لا، وقتها هي الوحيدة اللي هتاخد قرار تكمل معاك ولا لا ياجاسر

❈-❈-❈

صمت ران بينهما لبعض الوقت قطعه صهيب 

-الليلة هتجيب المأذون بس اخر الليل بعد مالكل يروح، مش عايز حد يعرف بالأتفاق اللي بينا، لحد ماجنى ترجع جنى ..وقتها الاختيار ليها ياجاسر


زفرة بهدوء من جوفه المتألم وأشار بسبباته 

-هتكتب على جنى اه، بس هتفضل بنت عمك لحد ماهي اللي تختار حياتها، فهمت قصدي ياحضرة الظابط 

ابتسامة شقت ثغره اخيرا، شعر حينها أنه وصل لأرض خصبة بعد سنين عجاف..كان يراقبه بأنظاره الصقرية، فقطع ابتسامته 

-هو انت مبتفهمش يلا، بقولك هتفضل بنت عمك، يعني من الاخر الورقة دي منعا للحرام مش اكتر، وإياك يابن جواد تلعب بديلك 

قهقه اخيرا وصوت ضحكات قلبه قبل فمه، فهز رأسه لعمه

-ماوعدكش ياصهيوبة، بس ابعد عز المتخلف عني 

ربت على كتفه وتنهد بهدوء 

-اعذره ياحبيبي، جنى بنته قبل ماتكون اخته، المهم سيبك من عز وروح راضي مراتك الظلم وحش يابني 

ابتسم بتهكم واجابه:

-وحياتك ياعمو انت مخدوع فيها، اصلك متعرفش اللي اعرفه

تنهيدة عميقة أخرجها صهيب فأجابه 

-البنت مظلومة ياجاسر، بلاش تشيل ذنبها، قرب منها واعرف ايه اللي غيرها، انت قلبك عميك عنها عشان مرتبط بغيرها، شايفها شيطان علشان مبتحبهاش

انحنى جاسر ينظر لمقلية عمه واردف:

-عايز توصل لأيه ياصهيب، هات من الاخر، مبحبش اللعب، فيروز مرحلة وانتهت، ومستحيل ارجعها تاني، انا ممكن اساعدها تبعد عن الوحل اللي حضرتك بتقوله بس بعيد عني، تراجع بجسده ومازال هناك حرب النظرات فاستأنف 

-عارف أنها مظلومة في بعض الحاجات، بس دي اهانت اخواتي قدامي ورغم عملتلها حساب الا أنها اتماديت واتكلمت مع بابا بأسلوب مش كويس، تقدر تقولي دا ليه، رغم كلهم كانوا بيعاملوها باحترام 

أشار بسبباته وأكمل 

-قبل كل حاجة، انا مظلمتهاش ياعمو، بالعكس انا جيت على اخواتي وابويا عشانها، حتى جنى نفسها عديت اهنتها ليها علشان قولت مراتي، تقدر تقول ايه اللي يوصل الست أنها تسقط جنينها من غير ماتعرف جوزها أنها حامل

كان يتحدث بأنفاس مرتفعة مع مشاعر غاضبة التي أشعلت نيران صدره كلما تذكر بما فعلته، ثم استأنف قائلا:

-انا هفضل معاها ومش هسبها ياعمو، مش علشان حضرتك قولت كدا، لا ، علشان هي خسرت كل حاجة ،وعلشان امها العقرب دي عارف أنها السبب في كل اللي حصل، بس من غير مايربطني بيها حاجة 

سحب نفسا ودفعه مرة واحدة وأحس بضربة غليظة كلما تذكر ما فعلته وصمته على أفعالها أكمل حديثه:

-عمري مافكرت أظلمها والله ياعمو، دا انا ظلمت نفسي ومظلمتهاش، المهم سيبك من فيروز، أنا عارف هعمل ايه، قولي  ازاي هكتب كتابي على جنى وهي مش حاسة بحاجة، ازاي هتعمل كدا 

ربت على كتفه وتحدث 

-هات المأذون وتعالى زي ماقولتلك، وبلاش تحتك بعز نهائي، وإياك يعرف حاجة، عز ابوها قبل مايكون اخوها، وانت دلوقتي المسؤل الاول قدامه على اللي حصل لجنى 

انحنى يطبع قبلة على جبين عمه ثم تحرك متجها للخارج، ولكنه توقف عندما استمع إلى حديث صهيب 

-جاسر، زي ماهتاخد جنى هترجعها، اظن كلامي واضح 

ابتسم لعمه واومأ برأسه 

-أنا تربية جواد الألفي ياعمو، قبل ماأكون عاشق لبنتك 

ضحك صهيب بصوت 

-عاشق مرة واحدة يابن جواد، مش هنتعاتب تاني، المهم راحة بنتي ياجاسر، وانا عايز أبعدها عن الكل لحد ما ترجع جنى، هتاخدها لدكتور هقولك عليه بعد ما تكتب عليها، لو ليا عمر وقابلتك بعد العملية عايز اشوف ضحكة جنى زي الأول، أما لو ربنا اخد امانته، يبقى هسألك عليها يابن اخويا يوم الدين، تراجع بخطواته لعمه، ثم ضمه 

-بعد الشر عليك ياحبيبي، إن شاء هتخف وهتشيل ولادنا كمان 

رفع صهيب حاجبه بسخرية مردفا:

-انت اتجوزتها وخلفتوا كمان، طب اضحك عليا واتكسف مني ياخويا 

قهقه جاسر حتى ظهرت مياه عيناه متحدثا 

-ماانا وعدتك اهو لحد ماتخف، بعدها ماتسألنيش عن حاجة 

لكمه بخفة هاتفا:

-امشي يلا قبل مااغير رأيي، هو مفيش حد فيكم محترم خالص ..تحرك وهو يقهقه على عمه حتى أغلق الباب خلفه..توقف مستندا على باب الغرفة وقبضة قوية مؤلمة شقت فؤاده، الهذا الحد أذى عمه وابنته، كيف سيواجه والده وعز بعد ذلك، هل سيظل على وعده مع عمه أم أنه سيخون الوعد ويحادث والده

❈-❈-❈

خرج من المشفى وهو خائر القوى، لا يعلم ماذا عليه فعله، هو يعشقها ولكن لا يريد ذاك الحل، لا يريد خلل العائلة، ماذا سيفعل والده بعد فعلته

تنهيده حارقة خرجت من جوفه تلتهمه كالنيران التي تلتهم كل شيئا، ذهب ببصره لجلوس ربى بشرود، كانت جالسة بذهنا شاردا، تحرك متجها إليها ..جلس بجوارها ثم تحدث

-روبي قاعدة كدا ليه ياحبيبتي..استدارت بنظرها إليه 

-كنت بتحب جنى ورحت اتجوزت فيروز، طب ليه تعمل كدا..تكورت الدموع بعيناها، حتى فقدت الرؤية 

-ليه توجع قلبك وقلوبنا كلنا، فهمني لو سمحت، ازاي قدرت تعمل كدا

صمتت لبرهة تتأمل الامه فوق ملامحه، وجدته يتنهد متألمتا

آهة حارقة خرجت من جوف حسرته، اعتدل يجذب أخته لأحضانه ثم طبع قبلة على جبينها 

-فيه حاجات  مبنعرفش قيمتها غيرلما بنخسرها، انا وجنى حكاية غريبة أو بمعنى أدق، حبي ليها حب مدفون مكنتش هعترف بيه لولا اللي حصل..رفع نظره لأخته وأكمل مستأنفا

-حبي ليها حب لاذع ياروبي، يعني لا عارف اقرب ولا ابعد، ولا اتكلم ولا اسكت ..في الاول والاخر نصيبنا نبعد عن بعض ونصيبنا نقرب من بعض تاني 

نظرت إليه غير مستوعبة حديثه متسائلة: 

-جاسر انت كدا بتوجع الكل، ذنبها ايه جنى تخرب حياتها، وفيروز رغم اختلافي ليها بس مرضاش انك تخونها 

ضيق مابين حاجبه مستنكرا حديثها :

-اخونها!! ايه الكلام الكبير دا ياروبي ..استدارت بكامل جسدها ونظرت لمقلتيه 

-قولي ياجاسر لما الراجل يفكر في واحدة وهو متجوز دا تسميه ايه ياحضرة الظابط ..له معنى غير الخيانة، ازاي احترم جوزي وهوقلبه مع واحدة تانية، انا دلوقتي عذرت فيروز في كرهها لجنى، بس السؤال هنا جنى كانت عارفة بحبك دا ورغم كدا كانت بتتعامل معاك عادي 

نهضت من مكانها وهي غاضبة ..امسك كفيها 

-ربى استني، انت فاهمة غلط، عمري مابينت لفيروز حاجة، ولا اتكلمت عن جنى 

استدارت ترمقه بنظرات حزينة 

-يبقى عمايلك دلوقتي ماهو الا شعور بالذنب 

توقف بمحاذاتها وأجابها 

-مش ملاحظة انك بتظلمي اخوكي ...عقدت ذراعيها واجابته 

-ومش ملاحظ انك ظلمت واحدة مالهاش ذنب ياحضرة الظابط، انا كنت مش بطيق فيروز، بس حطيت نفسي مكانها، مستني ايه من ست وهي حاسة ان جوزها بيخونها، وقبل ما تتكلم النظرة خيانة ياجاسر مش قصدي حاجة تانية، والست مننا بتحس بجوزها، وانا بعد حادثة جنى ربطت بعض الأحداث واتاكدت انك وجنى اللي جنيتوا على فيروز، للاسف حاسة جنى مشتركة معاك يابن امي وأبوي..قالتها وتحركت من أمامه، قابلها عز على باب المشفى


الصفحة التالية