-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 6 - 2 - الجمعة 25/1/2024

  قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

2

تم النشر يوم الجمعة

25/1/2024

- ليكون الزعل ده عشان شوفتي بت متولي؟

خرج السؤال منه بتردد يشمله ارتياب ظهر مع نبرته، حتى تطلعت اليه بعدم فهم، تنوي ان تسأله عن صاحبة الأسم، ثم ما لبثت ان تستدرك على الفور لتسأله، بأعين توسعت بإجفال:


- تجصد مين؟ على هدير بت اجلال......

- مرة عمر .

قالها يقاطعها بشكه، ليردف بحدة:.

- انتي عارفاني واضح يا روح، وانا مش هخاف ولا اتراجع غير لما اسمع منك توضيح.


- توضيح عن ايه؟

- توضيح عن حالك اللي اتجلب، انا محتاج تفسير؟.


لقد ملأ الشك قلبه، وهو يظنها تغيرت لرؤية من تزوجها الاخر، فما باله لو علم بالحقيقة، بأن سبب التغير، هو نقاشها مع ذاك الأحمق، إذن ماذا تخبره؟ ليتها ما ذهبت الى الطبيبة من الأساس؟ 


- سكتي ليه يا روح؟ هو انتي جاصدة تأكدي الفكرة اللي في دماغي يعني ولا ايه بس؟

صدر قوله بضجر حقيقي ، وقد تبدلت ملامحه لأخرى 

غاضبة لم تعتاد عليها منذ زواجها به، وهي مطالبة الاَن ان تغلق هذا الباب المؤذي لها وله.، ولانها لا تعرف كيف،  لم تجد امامها سوى التصرف بعفوية ، بأن نهصت فجأة لتباغته بقبلة على وجنته تجفله بها ، فتربكه عما كان يهاجمها به، ولاحت على وجها تلك الابتسامة الصافية تجيبه:


- انا مش هاحلف ولا ابرر ،  اللي اجدر بس اقولهولك عن ثقة، يعلم الله يا عارف ، ان انا ما في اي مخلوق دلوك يشغلني غيرك ، انت والنونو اللي جاي في السكة  


❈-❈-❈


- ايه دا؟ يا ساتر يا رب، كل دا دخان. 

عقبت هدير متسائلة فور ان ولجت داخل غرفة نومها وقد تفاجأت به، جالسًا بنصف نومه على الفراش يدخن بشراهة ،


حينما لم تجد إجابة بهذه النظرة الشاردة التي كان يرمقها بها، ذهبت للنافذة تفتحها بشكل جزئي ، لتهوية الغرفة، 

فخرج صوته في الرد اخيرا:

- أمك مشت؟

جلست على طرف الفراش تجيبه وهي تخلع عنها حجابها؛

- جعدت معايا شوية بعد ما وصلتني وبعدها مشت ، بس انت جيت من امتى؟ انا كنت فاكراك طلعت ع الشغل لما سيبتنا في العيادة لوحدينا .


عوج فمه بضيق وقد انتبه على تلميحها الخفي في عدم اهتمامه، فقال بتجاهل لما ذكرته:


- الدكتورة جالتك ايه ع التحاليل؟

ردت بنبرة خلطت ما بين الثقة بالنفس وما بين حنقها:

- جالتلي زينة واني لسة صغيرة ودا شيء طبيعي، خصوصا اني متجوزة جريب ومفيش داعي للإستعجال 


رمقها بغيظ يطفئ السيجارة في المطفأ التي تناولها من فوق الكمود ليرد بحدة:

- جيبي من الاخر.... يعني هنجعد كدة مستنين الفرج، ولا ادتك حاجة تعجل؟


أجفلت لعدائيته، فصدر ردها بنزق:

- كتبت على فتامينات وحاجات بسيطة،  عشان بس تساعد مساعدة ، لكن برضوا دي حاجة في ايد ربنا ، نفس اللي جالتوا امي بالظبط.


ردد خلفها بانفعال ، واستنكار لا يخفيه:


- امك امك ، خبر ايه؟ هي امك دي ام العريف اللي محصلتش؟ دي اخرها واحدة جاهلة،  تألف من مخها ويا تصيب ويا تخيب....


توقف يطالع غضبها المكتوم وعلامات الاستهجان التي تعلوا ملامحها، ليردف مقتربًا بجذعه منها:


- مش عاجبك الكلام يا هدير؟ ما تاكليني أحسن يعنيكي دي؟ ساكتة ليه؟ ما تردي 


بصيحته الاَخيرة لم تستطع منع نفسها :

- معلش يعني،  اصل انت كل شوية تجولي امك جاهلة ودجة جديمة، طب هي كام سنة؟ دي اصغر منك بسنتين...... اه


خرج تأوهها الأخير بألم، بعدما باغتها على حين غرة  بأن حطت قبضته التي عقدت شعرها من الخلف،  ليضغط بقسوة مرددًا بأعين تلونت بالدماء:


- جصدك ان العيب فيا وان انا اللي كبير عليكي؟ هو دا جصدك يا بت إجلال. 


صرخت تدافع بخوف:

- لا والله ما كدة، انا جصدي ان امي خلفتني على اربعة تاشر سنة، يعني فاهمة زيك وزي عمتي جميلة، انا مجصديش اللي في دماغك والله......


ختمت ببكاء ودموع تهطل بكثرة، جعلت قبضته ترتخي،  رويدا رويدا حتى تدارك لارتياعها منه، وحاول تمالك غضبه قليلا ليضمها اليه، شعر بانتفاضتها، فرق قلبه ليهدهدها:


- خلاص خلاص، خفي وبطلي بكا، هو انا عملت ايه لدا كله بس؟ دي مكانتش ربطة شعر دي اللي جرصت عليها.


خرج ردها وهي ترفع رأسها عن حضنه:

- انت مبتشوفش نفسك يا عمر ساعة ما تزعجلي، انا بخاف منك، ودلوك كان اكتر من كل مرة.


زفر يكظم ضجره وحنقه المتعاظم، ليتعامل معها ببعض اللطف واللين، فهذه الأمور تزيد من الضغط عليه، ليعقب ساخرا:


- ليه؟ ببجى عفريت يعني؟ ع العموم ماشي يا ست هدير،  مجبولة منك عشان خاطرك، وعشان تعرفي اني يهمني رضاكي بس..


لمس في الأخيرة على طرف ذقنها، يطالبها بنعومة متابعًا:

- انا راجل عصبي وانتي لازم تجدريها دي، اغضب بسرعة لكن بتأثر بزعلك ومجدرش اشوفك خايفة مني. 


اثرت بها كلمات، تستسلم لملاطفته في صلحها، ثم تقريبه اليه وضمها،  حتى اذا شعرت بتحول اللمسات لأخرى تعلم اَخرها، أوقفته من البداية تطالبه:

- انا عايزة اروح اجعد يومين في بيت ابويا 

قطب بإندهاش يسألها:

- ما انتي كنتي جاعدة مع امك من شوية، هي شغلانة.


ردت برجاء تستعطفه

- ما انا وحشني الجعدة مع اخواتي والبيت نفسه،  حتى اصحابي البنتة هناك...


- خلاص خلاص، موافق باه 

هتف مقاطعًا استرسالها لينهي الكلام، ويضيع معها في عالمه، يسرق لحظات من الزمن يخدر بها أوجاعه ويريح عقله من تفكير متواصل لا يهدأ.


❈-❈-❈


داخل غرفة معتز كان يدعي اللعب مع الصغير  ومجموعة الالعاب التي ملئت الأرض بفوضوية، وعيناه تتبعها أينما ذهبت، بهذه العصبية المحببة، نتيجة لغضبها من افعالهما في مشاكستهما لها، حيث كانت ترتب في الغرفة ومن حين الى اخر تختطف النظرات الحانقة اليهما وفمها لا يتوقف عن الغمغمة بالكلام الغير مفهوم، حتى في غضبها تجعله يهيم بها،


- ياللا يا معتز شد حيلك وخلص العمارة ، مش عايزين نزعل ماما. 


- والله. 

صدرت منها تسبقها شهقة ساخرة، حتى جعلته يبتسم بملئ فمه، مما زاد على سخطها ، حتى أصبحت تطوي ملابس صغيرها وتضعها في الخزانة بعنف، وهي مواصلة غمغمة الكلمات الغير مفهومة، ليردد هو للطفل:


- يا بني ماما شكلها زغلانة ، واحنا عايزين نخلص لعب ونرتب الأوضة،  بلاش كلكعة يا معتز. 

للمرة التي لا تذكر عددها، ينجح في لفت انتابهاها نحوهما ، لبيادلها النظر بعبثية، تجعلها تستغرب بالفعل هذه الافعال الصبيانية منه،  عكس المعروف عن شخصيته الجادة والهيبة الطاغية .


كانت مندمجة في الشرود به حتى غفلت عن احدى قطع المكعبات الصغيرة وهي تنهض بدون تركيز لتدعس عليها بقدمها على الجزء المكشوف من الأرض الرخامية وكانت النتيجة انه انزلق بها ، فاختل توزانها وكادت ان تقع، لولا ان تلقفته ذراعيها بسرعة لم تتخيلها..


انتظر قليلًا وراسها على صدره، حتى هدأت أنفاسها قبل ان يسألها:

- انتي كويسة دلوك؟


- تمام الحمد لله

تمتمت بها وهي تحاول نزع نفسها عن حضنه بحرج، ولكنها اهتزت في وقفتها،  لتعود مرة أخرى فيضمها اليه بقلق متزايد، ليسير بها حتى اجلسها بجواره على التخت وذراعيه ما زالت متمسكة بها، يسالها


- ايه الحكاية امال؟ هو انتي تعبانة من الاول ولا ايه؟


فركت بإصباعيها قليلًا على جبهتها تجيبه:


- لااا هي بس.....

- بس ايه؟

صدر منه بحدة اجفلتها قبل ان تنتبه على صغيرها الذي ضمها من قدميها يسألها ببرائه:

- انتي تعبانة يا ماما ؟


تبسمت لحركته العفوية، تقربه اليها قائلة بابتهاج:

- لا يا حبيب ماما انت يا حنين،  دي شوية دوخة صغيرة .


- هو في دوخة صغيرة ولا دوخة كبيرة خبر ايه يا نادية؟

تمتم بها بحنق انتقل اليها،  لترفع رأسها عنه ، وهي تقف وتحاول التوازن:

- يا غازي ما انا بجولك اها مفيش حاجة، هما شوية ضعف ولا دوخة بسيطة، اروح اشوف ابه اللي ورايا بجى 


تحركت من أمامه .تذهب الى ما كانت تفعله، لتبدوا طبيعية، ولكنه لم يطمئن ابدا لحالتها

الصفحة التالية