-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 1 - 3 - الأحد 7/1/2024

  قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الأول

3

تم النشر يوم الأحد

7/1/2024

ردت بصوت لاهث، وكأنها كانت تركض مع الأطفال:

- يا اهلا يا ابنوب، عامل ايه انت وايه اخبار الاسرة الكريمة، معلش يا جماعة انا بنهت عشان مسرعة ورا البنتة اللي طاروا من الفرحة، وجت ما شافوا عمهم زي ما بيجولوا، لا مؤاخذة يا فندم اصل متعرفهاش. 


توجهت بالاخيرة نحوه، لبتكفل ابنوب بالتعريف بينهم:

- ما هو الاستاذ يوسف مش غريب برضوا يا هانم، دا شريك والدهم، وتلاقي عشان كدة واخدين عليه، دي فتنة هانم والدة البنات يا يوسف بيه:


- يا اهلا وسهلا يا هانم، تشرفنا. 

تمتم بها باقتضاب يخفض عينيه نحو الصغيرات فور ان علم بهوينها ، ليستفزها في الرد: 


- تشرفنا يا يوسف بيه، أكيد انت جاي عشان كتب كتاب صاحبك، ربنا يهنيه بعروسته.


ارتفعت رأسه اليها ليقابل بخاصتيه بنظرة خاطفة تحمل داخلها استهجان لطريقتها المكشوفة، ولكنه اخفى سريهًا حنقه ليخرج قوله بزوق:


- ان شاء الله، بس الحقيقة لشغل هنا في الجنينة، يخص الشراكة اللي ما بينا ، 


نوقف موجها حديثه للصغيرات:

- تحبوا ندخل جوا نتفرج مع ابانوب على باقي الجنينة يا بنات؟


تلقف الصغيرات الدعوة يهللن بمرح، ومن دون انتظار، تقدمت الكبرى والوسطى ليسحبنها من كفه امامها ، ليتمنم لها باعتذار، 


- معلش يا هانم عن اذنك، البنات وشقاوتهم بقى، براحة يا بت انتوا وهي احترموني شوية .


راقبته محلها وهو يهرب من أمامها، وقبلها قصده المتعمد لعدم النظر اليها، ليستنفر هذا الجزء المتعالي بها بعدم تقديره لها، كزت على أسنانها بغيظ لتغمغم :


- غبي والله انتي اللي غبي 

التفت نحو احد الرجال لتأمره بنزق واقدمها تتحرك نحو الذهاب:

- اسمع يا واد،، تبجى تسحب البنات وتروحهم ع البيت ، بعد ما يخلصوا لفتهم في الجنينة، وابجى ابلغ امي اني نازلة البندر مع السواج، ما تنساش 


❈-❈-❈


بداخل السيارة التي ابتاعها حديثها، وقد كان يقودها للخروج من البلدة بغرض إيصال المدعو صلاح بعد قضاءه الليلة الفائتة في منزله، وكان الحديث الدائر بينهم:


- هتيجي تعيدها تاني، الزيارة دي مش محسوبة يا ابو الصلح .


ضحك الأخير مرددًا:

- مش محسوبة ازاي يا عم؟ يوم بحاله بليلته اللي نمتها في بيتكم، وتقولي مش محسوبة، كدة متبقاش زيارة كدة تبقى إقامة دايمة.


- يا سيدي وما تبجى اقامة ، هو احنا نكره، دا انت تتشال ع الراس يا باشا ، 


قالها عمر بترحاب اثار الغبطة بقلب الاَخر، ليردف ضاحكًا:

- لا في الحالة دي يبقى تجوزني من عندكم بقى، عشان يبقالي عين حتى لما ادخل عندكم .


اطلق عمر ضحكة مدوية قبل ان يعلق على قوله:

- لا في دي اعذرني يا عم، انا خواتي كلهم متجوزين،، ادورلك بجى على بنات اخواتي، بس دول كمان صغيرين، اكبرهم واحد وعشرين ومخلصتش كليه، يعني هتبحى اكبر منيها بعدد كبير من السنوات 


هم صلاح ان يذكره بزوجته الاتي لم تكمل عامها الثامن عشر ، وهو تقريبا يماثله في العمر ولكنه كالعادة، لا يفضل الاصطدام ابدا مع احد قد تأتي من وراءه مصلحة، فقال مجاريًا:


- خلاص يبقى تدورلي بقى ع اللي يناسبني، يمكن ربنا يهديني واعملها بجد المرة دي، ما انت عارف انا راجل هوائي ومش اي حد يعمر معايا 


- من عيوني يا ابو الصلح، نبحث في الأمر، رغم عدم اطمئنانا لكلامك وانت بدأها بهوائي دي.

علق بها عمر ضاحكًا، ليكمل بالمزاح مع الاخر، والذي غفل عنه فجأة حينما هدأت سرعة السيارة اثناء المرور من مخرج القرية مع مرور واحدة بالجوار، فارهة، وداخلها سيدة في الخلف شقراء بحجاب يظهر نصف شعرها من الأمام، ترتدي عباءة سوداء باهظة الثمن ذكرته بنساء البلدة التي كان يعمل بها، ليعلق هامسًا، بأشارة نحوها:


- ايه يا عم عمر، هو انتوا عندكم نسوان خلايجة هنا ولا ايه؟

نطلع الأخير نحو ما يشير اليه، ف التقت عينيه بها، وقد انتبهت هي ايضًا لهما، لترمقه بنظرة متعالية، تحمل تهكمًا، واستخفاف شعر به على الفور، وكأنها تستنكر قيادته لسيارة فارهة كالتي تستقلها .


- مغرورة 

تمتم بها داخله، قبل ان يعود إلى الاَخر:

- لا يا سيدي مش خليجية ولا تعرفهم حتى، دي المشجلبة بت سعيد الدهشان ، يعني من أعيان النجع هنا ، بس زي ما انت شايف كدة، مضروبة دم على عينها ، مش شايفة ولا مالي عينها حد ، مع انها مطلجة، ولو واحدة غيرها ما تطلع من البيت اساسا. 


كانت السيارة قد مرت حينما أنهى كلماته ليرد صلاح ضاحكًا:

- يعني كمان مطلقة وشايفة نفسها ، لا دي باينها متعجرفة بجد من هيئتها، بس الشهادة لله، جامدة وصاروخ، انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال عندكم هنا واصل لكدة.


تبسم عمر هازءًا على قوله:

- يا سيدي تغور الحلاوة اللي تيجي من خلجة عكرة زي خلجتها ، مع ان برضوا في حكاية الجمال دي انتي مكدبتش، العيلة دي بالذات وكأن ربنا اختصهم بكل حاجة حلوة ، مع كل الفلوس والاملاك اللي عندهم، برضك فيهم.... احلى ما جابت البلد من بنات ورجالة......


تقطعت كلماته الأخيرة ، بشروده فيمن اسرت قلبه وغدرت به، فور ان وصل اليها بعد خوض رحلة عذاب وغربة اجترع المرار من أجلها بها


قطع عليه صلاح، وقد راقه الوصف:

- اختصهم بالجمال والمال ، طب والله حلوة الحكاية دي، واضح كدة ان بلدكم دي فيها اثارة بجد. 


تحولت ملامح عمر للجدية يحذره:

- صلاح، هنا غير اي حتة ، بلاش دماغك تروح لحتة توديك في داهية، خليك في حالك يا حبيبي وافتكر ان هنا غيرر 


قهقه الاخير معقبًا، وكفه تحسس على عنقه بارتباك:

- لا وعلى أيه يا عم، هو العمر بعزقة اصلا، حبيبي يا عمر 


❈-❈-❈


أتت اليها في البقعة المشمسة بمدخل المنزل لتجلس على الأرض بجوارها، وتضغ صنية الشاي المختلط بالحليب ، لتعطيها واحدة بين كفيها برفق دائمًا ما تلتمسه منها:


- اشربي يا مرة عمي، خليه يدفيكي.


تبسمت لها سكينة بامتنان قائلة:

- تسلمي ويسلم مجايبك يا نور عيني، خليكي جمبي بجى نتحدت شوية ونتونس.


- انا جاعدة يا مرة عمي مش هجوم، امال جايبة كوبايتين ليه؟

قالتها سليمة وهي تتناول كوبها وترتشف منه، مما شجع الأخرى لسؤالها:

- اتصلتي واطمنتي عليهم؟! دا انا سمعاكي بتضحكي مع غازي الدهشان نفسه كمان، معقولة جدرتي عليها دي يا سليمة؟!


سمعت منها لتطفو ابتسامة متفهمة على ملامحها، قبل ان تجيبها:

- ويعني هي كانت هتجعد العمر كله من غير جواز؟ الواحد لازم يبجى حجاني يا اما، والبت صغيرة جوي على انها تتكسر على ولدها وتجعد عمرها كله عليه. 


زمت سكينة فمها بحرج، وقد اصابتها الكلمات في مقتل ، تستدرك ان هذا بالفعل ما حدث معها رغم وجود الزوج حي يرزق ، فقالت معبرة عما تشعر به:



الصفحة التالية