-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 4 - 1 - الأربعاء 17/1/2024

  قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع

1

تم النشر يوم الأربعاء

17/1/2024



هل هذا هو قلبه؟! 

هذا الذي يضخ الدماء الاَن بخفقان متسارع ولا يتوقف ابدا عن التوتر في انتظار من يطمئنه عليها، 

هل هذا هو قلبه؟!

من شعر بتوقفه فور رؤيتها ملقاة على الأرض بلا حول لها ولا قوة،، والدماء تسيل منها، كبركة صغيرة تتوسع حولها، تنذر بخروج الروح الى بارئها، ليحملها على الفور دون انتظار، ثم يركض بها نحو مقر الوحدة الصحية في وقت متأخر يقترب من الفجر.


هل هذا بالفعل قلبه؟

هذا الذي ظن انه مات منذ سنوات لا يذكر عددها، حتى أصبح لا يشعر ولا يتنفس هواء طبيعا كباقي البشر، 


هذا الذي خدعه بزيف كرهه لها، بعدما فاض به من عنادها وتجاهلها له.


من به القدرة لفهمه الاَن؟ لا أحد يستطيع فهمه، لا أحد يستطيع فهم العلاقة المعقدة بينها وبينه، 

علاقة رجل من فرط حبه كان جفاءه.... كان ظلمه... كانت غيرته!...... نعم، هي الغيرة العمياء، من

جعلت احمقًا مثله يضغط بكل قوته، حتى لا يعترف بضعفه، يتخلى عن كبرياءه، ويعترف بعشقه لها، غيرة أحرقت قلبه حتى أصبح يحقد على من تسبب في بعده عنها ، من استولى على اهتمامها، من استغنت به عنه وعن الجميع، حاز على حبها الاعظم، ليزيحه من الصورة، ويحل هو بديلا له، كان ابنه من دمه ولكن بالنسبة اليه، كان غريمه!  ابدًا لم يكرهه،، ولكن كان يحقد عليه، لاستئثاره بحب الجميع، وأولهم هي .


- الست سليمة عاملة ايه يا فايز؟

صدر السؤال من مسافة قريبة جعلته يستفيق من شروده لينهض عن مقعده في الانتظار، يستقبل غازي الدهشان، والذي أتى مهرولًا فور سماعه بما حدث، 


- ايه اللي حصل؟ وايه اللي جرا ؟ انا مش فاهم حاجة.

قالها غازي في تعبير واضح عن غضب امتزج بارتياعه على المرأة التي يحمل لها مشاعر معزة بغير حدود ، وكان رد فايزة بزفرة معبأة بإجهاده:


- جوا مع الدكاترة، محدش طلع لسة طمني عليها 

حدق ببه غازي مستغربًا حالته، ليسأله بتشكك:.


- وانت كيف جيبتها؟ مين اللي بلغك باللي حصل عشان تروح تنجلها ع المستشفى في الوجت المتأخر ده؟


تحمحم فايز يجلي حلقه بارتباك ليجيب بنصف الحقيقة، بأنه كان يسير عائدًا من سهرته مع أحد الأصدقاء قريبًا حينما سمع بصوت الطلقة النارية من منزلهم، ليركض على الفور يستطلع الأمر ويرى ما بها، قبل ان يأتي بها إلى هنا،


اما عن الحقيقة كاملة فهو حينما سمع بصوت الطلقة النارية كان داخل المنزل بالفعل، بعدما ترك شربات ودلف بمفتاحه برغبة مجنونة قاصدًا رؤية سليمة في هذا الوقت،  أو حتى مراقبتها وهي نائمة، كما حدث  سابقًا قبل ذلك ليته قدم دقيقتين،  ربما لحق بمن فعل بها ذلك، لكن من يعلم، قد يكشف هوية الفاعل غدا 


❈-❈-❈


- اه يا راسي.

غمغمت تأن بوجع الأخيرة، وهي تخرج من غرفتها بعدما استيقظت اخيرًا من غفوتها، وقد باتت ليلتها في البكاء بعد تركه لها بقسوة ليست غريبة عنه، وجدت اكبر ابناءها جالسًا بوسط الصالة ممسكًًا بالمتحكم بالقنوات،  يقلب بها، يرتدي زي الخروج.


- واد يا مالك هو ابوك صحي ولا لسة؟

سألته بعدم تركيز،  لتفاجأ برده الساخر:


- صحي ولا لسة؟ هو بات في البيت اصلا ياما؟

عبست تستفسر منه بحنق:

- ليه يعني؟ دا عمره ما عملها اصلا، وانت التاني...... لابس ومتأنتك، طالع ولا راجع؟


ارتباك طفيف لاح في لهجته قبل ان يحتد بقوله:

- اانا كنت رايح مشوار، بس رجعت في كلامي ، المهم بجى خلينا في جوزك ، اللي سيرته ماليا البلد النهاردة. 


جزعت ضاربة على صدرها تردد بتساؤلها:

- جوزي انا سيرته ماليا البلد؟ ليه يا واد؟ عمل ايه الحزين ده؟ انا عارفاه، طول ما بيشرب،  عمره ما هيجيبها لبر ابدا؟


تبسم ساخرًا يكيدها بقوله:

- ومين جال انه عمل حاجة عفشة، دا بالعكس بجى، الكل بيحكي ويتحاكى عن بطولته! الراجل اللي لحج مرته جبل ما تموت وفر بيها على الوحدة ينقذها،  


اسبهلت امامه بعدم فهم، ف استطرد موضحًا:

- ايوة يا ست الكل،  ما انتي عشان صاحية متأخر متعرفيش ان الست سليمة، اتعرضلها حرامي هجام وطعنها في صدرها بعد ما وجفتله، ابويا السبع بجى هو اللي دخل عليهم في وش الفجر، وراح شايلها على ايديه الاتنين عشان الدكاترة يلحجوها 


بأعين برزت بجحوظ، ترفض الاستيعاب هتفت مرددة من خلفه :

- شالها بيديه الاتنين يا واد، انت واعي للكلام ده؟


أومأ يزيد عليها:

- وفضل يجري بيها طول المسافة من بيت جدي لحد مكان الوحدة ، حتى ما استناش يطلب النجدة من حد.


الى هنا ولم تتحمل ، صرخت داعيه بقهر، وحقد يفتك بها، متذكرة انه لم يفعلها ابدا معها:

- روح يا فايز، الهي تتشل ولا تلاجي اللي يشيلك، كيف ما انت جاهرني كدة وكاسر بخاطري. 


❈-❈-❈


تانقت كالعادة وبالغت في تزين وجهها، بالإضافة لهذه الاكسسورات التي تظهر حجم البذخ الذي تتنعم به كالساعة الفاخرة، والأساور الثقيلة والسلسال الذي يغطي الصدر الأمامي من العباءة الباهظة الثمن هي الأخرى.


انتبهت عليها رئيسة من داخل مطبخها،  فخرجت اليها على الفور منادية، كي توقفها:

- رايحة فين يا فتنة النهادرة كمان؟ اوعي تجولي هتشتري لبس ولا دهب، عشان الحجة دي باظت ومسخت. 


تبسمت لها معقبة ببساطة:

- خلاص يا ما بلاها منها الحجة دي، انا طالعة اشم هوا، او اجضي وجت حلو في المول التجاري. 


أثارت غضب رئيسة والتي عبرت باستياء توبخها :

- وجت حلو ايه؟ هي البعيدة ما بتشمش ولا عندها دم تحس بامها اللي بيطلع عينها مع البنات، انا معدتش عندي صحة معاهم يا حزينة، خلي عندك دم وشيلي مسؤليتهم، ولا انتي ما صدقتي.


ردت تذهلها :

- بلاها  عنك خالص ياما، وديهم عند ابوهم، خلي المحروسة مرت ابوهم تجوم بواجبها معاهم، ولا هي صدجت نفسها وافتكرت انها حلت محلي وهاتبجى هانم بجد. 


لم تتفاجئ رئيسة، فعقل ابنتها الأحمق، ونفسها السوداء  ترفض رافضًا قاطعًا،  مبدأ ان تحل محلها امرأة أخرى، بل وتفضيلها عنها ، 


تمالكت بصعوبة عن الغضب، فعقبت تنهيها بنصح عله يأتي بفائدة معها، او حتى تأخذ حذرنا.

- عيب عليكي يا فتنة، الكلام بيوصل، راعي انها بت عمك حتى.


- عمام الدبب،  خليها تسمع هي وجوزها ولا هيهمني، ع الأجل كل واحد يعرف مجامه، اخرها خدامة لعيالي....


اردفت بالاخيرة بعجرفة كادت ان تجلط الأم ، قبل ان ترحمها بالأستأذان:


- مش هتأخر ان شاء الله، مشواري خفيف .

قالتها وتحركت للذهاب،  لتتمتم رئيسة وهي تتابع اثرها، 

- على كيفك يا بت بطني، مش ابوكي فارطلك الحبل ع الغارب، اعملي اللي يلد عليكي. 


تجاهلت فتنة التهكم المقصود من والدتها، وتابعت طريقها نحو المغادرة،  حتى تفاجأت بمن يدفع الباب، بملامحه العابسة، يسحب حقائب سفره من خلفه، فسبقتها رئيسة بالتهليل في استقباله:


- ناجي يا ولدي، حمد الله ع السلامة يا نور عيني .

القت بنفسها عليه تقبله وتضمه باشتياق، لتعقب فتنة بتهكم:

- خفي شوية عليه ياما، ولدك شكله راجع مفرهد وتعبان ، الله يكون في عونك يا واد ابوي،  شكل الوفد السياحي اللي طلعت معاه الرحلة، باينهم كانوا جامدين وتعبينك جوي.


قالتها بمغزى فهمه ناجي ليحدجها بنظرة نارية معقبًا بخنق شديد:

- اهو نبرك الدكر ده هو اللي هيجيب أجلي، غوري يا شيخة جيبتلي الفجر بكلامك ده



الصفحة التالية