-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 3 - 1 - الأحد 14/1/2024

  قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث

1

تم النشر يوم الأحد

14/1/2024



تقلبت في فراشها بعدما اخترق ضوء الصباح اجفانها، لتستيقظ بعد فترة من الصراع داخلها، شيء يأمرها بالنهوض، لترى ما ينتظرها من مسؤليات، واخر يحثها على المتابعة في النوم، بكسل لذيذ يكتنفها، وما بين ذاك وذاك تشعر وكأن.....


فتحت عيناها على وسعها، تتاكد من ظنها، وفد وجدته به امامها كما توقعت، مستندا على مرفقه، يطالعها بتمعن وكأنه يراقبها.....


- صباح الفل. 

ابتلعلت ريقها بتوتر ترد له صباحه:

- صباح النور، هو انت هنا من امتى؟ 


تبسم بتسلية يجيبها:

- والله ما حسبتش بالظبط، انا كل اللي فاكره ، هو اني صحيت الصبح بدري، لجيت غزالي شغالة تسرح وتتجلب ع السرير وكأنه ملكها وحدها ومحدش معاها فيه، لدرجة انها كذا مرة تدفسني برجلها، باينك كنتي بتتعركي مع حد في الحلم باين، 


شهقت بعدم تصديق مستنكرة:

- انا دفستك برجلي يا غازي؟ دا انا عمري ما عملتها ؟


اشار على صدره بمظلومية:

- يعني انا بكدب يا نادية؟


اخجلها بسؤاله، حتى اسبلت اهدابها عنه تتمتم باستحياء:

- انا مجولتش كدة، بس كمان مستغربة، اصل اللي انت بتجوله دا جديد ، واول مرة حد يجولهولي.


حينما طال الصمت، رفعت ابصارها اليه، ف اصطدمت عيناها بخاصتيه، وهذه النظرة الدافئة التي كانت تطل منه نحوها ، ليعلق بوله:


- انتي جايبة النعومة دي منين؟ كيف كدة عاملة زي البسكويتة ولا اكنك عيلة عشر سنين؟


رددت خلفه بعدم فهم:

- عشر سنين ! كيف يعني؟ 

اومأ لها يزبد من قربه منها يشرح بمشاكسة تقارب الوقاحه:

- يعني طرية جوي، انا بمسك يدك بخاف لتتكسر مني، حتى في كلامك بتتحدتي ببراءة واحدة مدخلتش دنيا من اساسه، 


لفحت انفاسه الحارة يستطرد:

- انتي كنتي خايبة عني فين بس؟

قالها ثم دنى يقطف ثمار الورد من الوجنتين، ورحيق العسل من الشفاه، في عادة صباحية اصبح لا يستطيع الاستغناء عنها حتى قطع لحظته، طرقات صغيرة صاخبة:


- يا بايا، يا بابا، افتحي يا ماما،


❈-❈-❈


حول المزرعة التي تأسست حديثًا، تسكعت بخطواتها وكوم التمر بكفها تأكل منه، وتتأمل بتركيز لحركة البشر من رجال والبشر التي تعمل بها، وتجار بجوار سيارتهم التي تحمل اقفاص الدجاج الابيض في نشاط مستمر بعدم توقف


تحسب اعداد السيارات وأعداد الأقفاص الممتلئة لتمصمص بشفتيها مغمغمة:

- وه يا عمر با واد بهانة، دي باضتلك في الجفص بابنها وزهزت معاك وانا لسة نايمة على وداني، احفف في حريم معفنة، ويطلع عيني معاهم في الحساب على تفاتيف بعد ما غازي الدهشان جطع رجلي من نجعهم، وكله بسبب جوز النصايب، خلفة سعيد المشجلبة. 


فاقت من شرودها على رؤيتها له، وقد توقف بسيارته، ليترجل منها نحو مدخل المزرعة،  انتفضت ترمي ما تبقى من تمر كان بيدها، لتعدو بخطواتها المسرعة 

حتى تلحق به، علها تجد منه الفرصة، أو يطولها جانب ولو ضئيل من هذا الترف.


- عمر بيه عمر بيه 

هتفت منادية توقفه قبل ان يصل للباب الحديدي في المدخل الخاص به، بعيدًا عن صخب العمل، ليلتف لها بنزع عن عينيه النظارة السوداء يطالعها باستفهام سائلًا، ف اقتربت هي على الفور مخاطبة له بلهفة:


- انا نفيسة يا عمر بيه، نفيسة الحفافة، أكيد تسمع عني؟


عبست ملامحه بازداء واضح بعدما اعلمته بهوينها وسمعتها السيئة التي تصل عنان السماء في وسط الرجال قبل النساء، ف التف يرد بامتتعاض:

- اسمع عنك..... بتندهيني ليه بجى؟


تغاضت عن جموده الغير مشجع بالمرة واقتربت تدعى المسكنة في صوتها:

- انا واجعة في عرضك يا عمر بيه،  الدنيا ضاجت بيا،  ونفسي في حاجة اكل منها لجمة عيشي بالحلال. 


تحولت ملامحه للقتامة، ليصدمها بسخريته:

- وجيالي بجى عشان اشغلك في ايه؟ انا لسة مفتحتش قسم في المزرعة للحفافة الحريم، لما يحصل هبجى ابعتلك. 


اجفلها برده الازع، ثم استدار عنها بعجرفة أذهلتها، ولكن سرعان ما استعادت وعيها لتوقفه للمرة الثانية:


غازي الدهشان انتجم فيا بسبب اخته روح وسعادتك 


علمت بإصابتها للهدف وقد تصلب ظهره امامه، قبل ان يلتف بتحفز جعلها تلحق مرددة بلهفة، تختلق حديثا يتماشى مع غرضها:


- ايوة يا بيه، انا اتنصبلي فخ ووجعت فيه عشان غلبانة، لبسوني تهمة بريئة منها، لغرض واحد، وهو انهم 

يخربوا جوازة سعادتك من روح هانم، من جبل حتى ما تدخل بيتهم .


ضاقت حدقتيه يطالعها بخطر، وكلماتها تدوي كمطارق برأسه، ليتراجع بخطواته نحوها سائلا بحدة:

- ايه بتجولي يا بت؟ انتي واعية للكلام اللي هتخربطي بيه ده؟

انتفضت نفيسة لتقترب نحوه بلهفة وكأنها قد وجدت الفرصة:

- بجولك يا عمر بيه ع السبب الحجيجي اللي خلى غازي الدهشان يضيج عليا في لجمة عيشي، منها لله اللي كانت السبب في ظلمي وظلمك انت كمان معايا؟!


تجمد محله بملامح ازدادت تجهمًا، حتى اصاب الزعر قلبها من هيئته، ثم فاجئها بقطع المسافة الصغيرة المتبقية من باب مكتبه، ليفتحه بسرعة البرق، ثم يشير بطول ذراعه نحو الداخل يأمرها:


- انتي هتدخلي معايا دلوك، وهتحكي بالتفصيل عن كل اللي حصل، ولو عرفت انك بتكدبي، هطير رجبتك  


حاولت ابتلاع ريقها وقد جف حلقها على الفور،  تأثرًا من تهديده، ثم ما لبثت ان تتماسك سريعًا لتفرد ظهرها مزعنة لأمره، تذكر نفسها انها نفيسة.... التي لا يغلبها شيء .


❈-❈-❈


انهى صلاته ليخرج اليها مرتديَا كامل حلته ، وقد وجدها جالسة على أحد الارائك متربعة القدمين، بيجامة حريرية لامعة، بحمالتين فوق الأكتاف، تكشف حتى أعلى نهديها، واللون الفيروزي انعكس على بشرتها المرمرية بروعة تكاد أن توقف القلب من فرط سعادته،


حلم عمره الذي تحقق بعد عذاب، غافلة عن كل ما يدور من حفلات صاخبة بداخله، تشاهد التلفاز، واضعة طبقًا من الفاكهة المفضلة بحجرها تتناول منه دون انتباه في غمره تركيزها بأحد البرامج، وداخل احشائها تحمل طفلها منه 


- يا عيني ع التفاح اللي بياكل تفاح .

هتفت بها ممازحًا، يلفت انتباهها اليه، لتهديه ابتسامة اشرقت بقلبه؛ والذي رد بسرعة الخفقان لها  


فاقترب يسقط بثقله بجوارها حتى اهتزت بجلستها والطبق، لتوبخه ضاحكة:


- براحة يا عم ، هتطيريني ببطبج الفاكهة والعيل اللي في يطني.


دمدم ضاحكًا معها:

- يا ستي سلامتك انتي والعيل والطبج، يا ام يامن انتي يا غالية. 


التفت اليه بابتسامة متسعة، لتقارعه بمشاكسة:

- وانت عرفت منين ان اللي جاي واد؟ عشان تلحج تسميه كمان؟ دا يا حبيبي لسة ملحجش يتكون اساسا .


مال بنصف نومه، يلتقط قطعة من طبقها، ليلوكها بفمه، ثم يرد عليها بتأكيد:

ء مش محتاج معرفة ولا تفكر،  انا عارف من الاول يا حبيبتي،  ان اول خلفتي منك صبيان خليكي متأكدة منها دي.


- يا سلااام وكمان متأكد.

- جوي، زي ما انا شايفك جدامي دلوك .


قالها بنبرة واثقة، لتزيد من دهشتها تردد بيأس ،محتفظة بروحها المرحة؛

- لا انت مش معجول بجد يعني.، المصيبة ان اللي يشوفك بالبس الكاجول والمودرن، ما يظنش ابدا ان الكلام ده يطلع منك. 


تبسم يتمتم بتصميم:

- يا ستي خليهم مخدوعين على كيفهم، انا واحد مقتنع بكلام امي، هي جالتلي هتبكر بالواد يا عارف عشان انا حلمت بكدة وانا صدجت، يبجى خلصت. 


قال الأخيرة بأسلوب فكاهي جعلها تقهقه ضاحكة حتى تحولت فجأة للجدية تخطابه:

- طب انا كان نفسي في طلب وبجالي مدة عايزة افاتحك فيه، بس مش عارفة دلوك بعد خبر الحمل هتجبل ولا لأ.


اعتدل بجلسته يعقد حاجبيه بحيرة سائلًا:

- ارفض ليه؟ هو الطلب لدرجادي صعب؟


نفت على الفور:

- لا والله هو في الأصل ما صعب خالص.... بس كمان برضك حسب دماغك!

لاح التوجس على ملامحه ممزوجًا بشعفه في المعرفة، لتردف له بأمنيتها على تردد:


- انا عايزة اعمل مشروع لنفسي، حاجة تنفع البنات والستات في بلدنا

الصفحة التالية