-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 3 - 2 - الأحد 14/1/2024

   قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث

2

تم النشر يوم الأحد

14/1/2024



بصفحة ارتسم عليها الغضب، حتى بدت للناظر خير تعبير عن الخطر القادم،  كان يتابع استرسالها في سرد القصة بما لا يدينها .


- زي ما بجولك كدة يا بيه، انا كنت ماشية بالصدفة لما شوفتها بتصوروكم، وهي بجى مصدجت شافتني في وشها عشان تلاجي اللي يسد عنيها وتشركني غصب عني معاها في خطتها، وتعكر بجى على الست روح وتشفي غليلها منها .


استطردت بدموع التمسايح:

- انا اترجيتها وبوست على يدها انها تسيبني في حالي، وانا مش هتكلم ولا اجيب سيرة، بس المفترية هددتني انها تلبسني تهمة ولا فضيحة، وضغطت عليا لحد ما خدت التلفون من يدي وبعتت على ارقام الناس اللي تعرفها من عيلتهم، من عمامها وعيال عمها واخوها.... الصور اللي لجطتها من تلفونها ونجلتها لتلفوني.


زفر من نيران حريقه من الداخل ليخرج صوته:

- فين الصور دي؟ طلعيها .


توقفت على الفور لتضيف وهي تبريء ساحتها:

- قسما بالله ما اعرف اثرها دلوك يا بيه ، حتى خد تلفوني وشوف بنفسك. 


دفعت بهانفها القديم على سطح المكتب واستطردت موضحة:


- غازي الدهشان خدوا ومسح كل الداتا اللي عليه، بعد ما وصل ليا هو كمان بجبروته، وخلاني اشهد بالكلام ده جدام عيلته كلها عشان يبرئ اخته، وهددني انه هيجطع لساني لو جيبت سيرة جدام حد، حن عليك ما تجولوا اني بلغتك باللي حصل، كفاية عليا جطع عيشي انا مش ناجصة كمان أذية .


لم يعير رجاءها اهتماما، بل تابع سائلا لاكتشاف حقيقة ما حدث:


- وايه اللي لف الموضوع لحد ما وصلها لجوازها من عارف .


- الله أعلم يا بيه، انا بعد شهادتي، معرفش باللي حصل بعد كدة في المجلس،  بس الست روح كان حالها يصعب ع الكافر، وفتنة دي جادرة، انا معرفش هي دافعت عن نفسها بإيه؟ بس هي اطلجت في نفس اليوم ، وغازي الدهشان جفل ع الموضوع بالضبة والمفتاح،  انا بلعت الظلم وجهرتي مع نفسي،  والست روح بعدها بأسبوع اتخطبت لواد عمها، ازاي معرفش؟


توقفت تطالع هذا الجمود الذي اصابه، واظلام وجهه، وقد كان يبدو كالبركان الخامل، يغلي بالحمم من داخله، حتى اذا اتي وقت انفجاره، احرق الاخصر واليابس .


- هتشغلني عندك يا بيه؟

سألته تقطع عنه شروده، لتتلقى اجابته على الفور:

- هشغلك يا نفيسة 


هللت بمرح تتمتم له بالإدعية، وهو مستمر على تصلبه حتى  اردفت تذكره:


- حن عليك انا واجعة في عرضك ما تجيب بسيرة عن الموضوع ده، لتضر نفسك انت كمان، ما انت عارف دول ناس جبارين.


❈-❈-❈


- مشروع ، يعني عايزة تشتغلي يا روح؟ دا برضوا كلام ؟

قالها ونهض من جوارها بعبوس جعلها تردف بنبره يتخللها الحزن:


- بجولك امنيتي يا عارف، يعني نفسي انفع بنات البلد بيها، دا غير انه هيكون حاحة تحسسني بكياني، بدل ما انا عايشة كدة كل حيااتي في الكتب 


رمقها من محله وقد كان واقفًا امامها بنظرة حانية، بعدما اطرقت برأسها تضع همها في التلاعب في الطبق دون مواصله الجدال معه، كالعادة، تعتز بنفسها عن الإلحاح حتى في شيء هام كهذا ، ظل يتأملها حتى انتبهت لترفع رأسها اليه، فتجد ابتسامة بعرض وجهه يفاجئها بقوله:


- تدفعي كام؟

- في ايه؟

- تدفعي كام عشان اوافج؟


بعدم فهم كان يكتنفها، تحولت ملامحها بعد ذلك لغيظ شديد لتزفر بغيظ متخصرة:


- حد جالك جبل كدة ان انت مستفر يا عارف؟

ضحك بتسلية يجيبها:

- كتييير، 

قالها ليطوف عليها بنظرة وقحة ثم تابع غامزًا:

- المهم بجى، ايه المقابل عشان اوافج واساعدك في التأسيس كمان .


شهقت بفرحة لبداية تقبله ، ثم ما لبثت ان تعود لعدم الفهم سائلة:.

- ما انا مش فاهمة انت عايز ايه بالظبط؟


تبسم باتساع يجيبها بخبث:

- اجولك، وانت اللي هتحددي موافجتي ولا لاه؟


اومأت رأسها له بتوجس، حتى سمعت منه ما جعلها تنهض برفض منفعله:

-  نعم يا حبيبي،  دا بعينك يا عارف،  انا بت الدهشان اجل بمجامي والبس بدلة رجص؟ هي حصلت؟


❈-❈-❈


انهت تمشيط شعر الصغيرة، لتتأمل الضفيرتين بإعجاب تردد لها بتغزل:

- بسم الله ما شاء الله، شوفتي بجى لما بتسرحي وتلميه، بتبجي حلوة ازاي؟ 


تطلعت ايه لنفسها في المراَة لتوافقها الرأي بإعجاب :

- صح يا خالتي نادية، بس انا بسيبه عشان ستي ما بتعرفش تضفر زيك،  بتجرص على شعري وانا مبتحملش  


- يا حبيبتي ما هي دي عادة الناس الكبيرة، انا اني كمان كانت أمي بتجرط على شعري عشان ما يتفلتش وينعكش على رأيها، بس كنت بتحمل وعشان كدة شعري طول ، حتى شوفي .


قالت الأخيرة تشير لها على خصلة كبيرة امسكت بها تطلعت بها الصغيرة بانبهار:

- انا كمان عايزة شعري يبجى زيك، بس هو ليه مش ناعم ومفرود زيه؟


ضحكت تجيبها بحنان:

- عشان شعرك مختلف عن طبيعة شعري، انتي طالعة زي عمتك وارثة منها كل حاجة حتى الشعر. 


- وحلوة زيها؟

- وهتبجي احلى منها كمان.

قالتها بإطراء جعل الصغيرة تهلل فرحًا قبل ان تأتي الوسطى شروق تاركة اللعب مع شقيفتها ومعتز، لتطلب بعبوس طفولي:


- انا كمان عايزة اسرح شعري والف ضفرتين. 

همت نادية ان ترحب بها، ولكن ايه سبقتها باعتراض:

- كل ما اعمل حاجة لازم تجلديني، ياباي ع الغيرة، مش هي دي نادية اللي بتجولي لماما انك بتكرهيها؟


- وافرضي يعني يكرهها، ما هي ماما دايما بتجولي خليها تعملك اللي انتي عايزاه، وان بابا جابها خدامة لينا .


- بت يا شروق تعالي هنا.


دوت صيحته الغاضبة من خلفهم، مناديًا باسمها بنبرة خطرة جعلت الأخرى تفيق من صدمتها ، لتنهض على الفور تضم الطفلة اليها بحمائية تدافع:


- ملكش دعوة بيها هي أكيد متجصدتش  

اقترب يدعوها ببأس:

- سبيها نا مش هضربها، انا بس هفهما غلطها.


رفضت مواجهة له بعدم اكتراث:

- وانا جولت له، لو عايز صح، يبجى في وجت تاني مش دلوك .


- يا نادية سبيها الله يرضى عنك.

هدر بصوته الجهوري اثار الرعب بقلب الاطقال حتى انتبه ليتراجع عن حدته يأمرها بلطف ولكنها اصرت على موقفها"


- يا نادية بجولك سبيها.

- وانا جولت في وجت تاني مش دلوك، البت صغيرة ومحدش ياخد على كلامها. 


اضطر في الاخير امام تحديها له، لان ينصاع يترك المنزل بأكمله، يحفر الأرض بغضبه،  يلعن حظه المشؤوم بأن تزوج امرأة لا تعرف اخلاقا ولا دين ، تبث سمومها في عقول الاطفال غير عابئة بما تفعله بهم هذه الأفكار،  ليته ما انجب منها ولا تزوجها من الاساس


❈-❈-❈


رمقته من محلها  باستغراب، بعدما تفاجأت به جالسًا في وسط الصالة فور خروجها من غرفة النوم دون ان تشعر به، ولا بدخوله الصاخب كالعادة في النداء عليها او اصدار اي صوت يعلمها بوجوده، 


لتجده الاَن جالسًا بهذه الهيئة الواجمة بسكون غريب عنه، ينظر نحو نقطة ما في الفراغ، بشرود جعله لم يشعر بها وحتى تقترب منه حتى جلست مقابله تحدثه:


- حمد الله ع السلامة، امال  انت جيت امتى، انا محسيتش بيك خالص.

التف اليها بنظرة غامضة وملامح مغلقة زدات من توجسها ليخرج صوته اخيرًا:


- الدكتورة جالتلك ايه؟

اجفلها بعدم اكتراثه بالرد على اسئلتها، ثم الدخول مباشرة في هذا الأمر الذي،اصبح يعطيه اهمية مبالغ فيها هذه الأيام على غير العادة،  ليثير توترها في الرد عليه:


- ما انا رنيت عليك بعد ما طلعنا على طول من عندها بس انت مرديتش، وبعدها بعت رسالة ابلغك ان........


- مكنتش فاضي، خلصي جولي جالتلك ايه؟

قاطعها بحدة اربكتها لتردف على الفور موضحة:

- ما انا جيالك في الكلام اها ، الدكتورة جالتلي اني زينة ولسة بدري ع الاستعجال، بس امي لما شددت عليها، كشفت عليا وطلبت مني تحاليل وانا طلعت من عندها عملتها على طول، وعشان كنت باعتة رسالة ابلغك.



الصفحة التالية