رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 7 - 2 - الثلاثاء 30/1/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السابع
2
تم النشر يوم الثلاثاء
30/1/2024
❈-❈-❈
منذ الأمس وهي تتجاهل، تمارس حياتها الطبيعية معه، دون أن تتطرق ولو بإشارة حتى نحو هذا الموضوع الهام ، ذاك الذي يمني نفسه بتحققه، باشتياق لسماع البشرة له، وهو ايضا يتعامل بطبيعية معها ، وينتظر ان تاتي المبادرة منها ، وقد فاض به الاَن، ولم يعد به قدرة على الانتظار أكثر من ذلك .
وقف يراقبها من خلف نافذة غرفة مكتبه، وقد كانت في هذا الوقت تداعب صغيرها بجوار جدته التي اتخذت مقعدها في الجهة المشمسة اسفل المظلة، في الحديقة، كالعادة تعمل على رعاية المرأة والحديث معها بمودة ومرح، انها دائما ما تثير بقلبه الغبطة والسرور بافعالها، لا ينقصه معها سوى شيء واحد فقط، ان تستجيب لنداء قلبه الملتاع بعشقها.
انتفض متحفزًا فور ان ابصرها تتحرك باتجاه مدخل المنزل، ف اتجه بخطواته هو ايضا، ليتلقاها في المدخل،
- ناادية، تعالي عايزك.
تلقت ندائه بإسمها ، لتتبعه على الفور نحو غرفة المكتب، وفور ان دلفت خلفه سألته باستفسار وقد وجدته جلس خلف مكتبه، كي يخفي توتره:
- ايوة يا غازي عايز حاجة؟
اشار لها لتجلس امامه، ف انصاعت مذعنة لطلبه، وسكينة تعلو ملامحها في النظر نحوه باستفهام يقتله:
- اديني جعدت،
عض على نواجزة بضغط كبير يحاول السيطرة والرد باتزان يدعيه:
- يعني انا كنت جايبك عشان أسألك عن صحتك بعد دوخة امبارح والبرشام اللي جيبته بالليل....... عاملة ايه دلوك؟
ردت بابتسامة مشاكسة:
- ما جولتلك زينة والحمد لله ، انت سألتني يجي مية مرة من امبارح يا غازي .
- عايز اطمن على صحتك، هو حرام السؤال؟
صدرت منه بنزق اختلط بيأسه، فكانت اجابتها بتسامح كالعادة:
- لا يا سيدي مش حرام ولا حاجة، على العموم تشكر ع الاهتمام .
ردد خلقها باستنكار:
- ايه تشكر دي؟ انتي مرتي يا نادية والكلام دا شيء عادي ما بينا، احنا مش اغراب.
قالها بانفعال اثار اندهاشها لتعلق ملطفة:
- طب براحة طيب، ليه العصبية من الأساس؟
زفر يشيح بوجهه ضاربَا بكف يده على سطح المكتب بعدم احتمال، هذه المرأة سوف تصيبه بجلطة من فرط برودها، حتى لم تعد به قدرة على التمالك او الانتظار:
- نادية انتي عملتي الاختبار؟
- اختبار ايه ؟
برقت عينيه وازداد الحنق في مخاطبتها:
- اختبار الحمل، الانبوبة البيضة اللي جيبتهالك في كيس الدوا امبارح...... اوعي تجولي مخدتيش بالك، دي حاجة باينة زي عين الشمس عاد، دا غير انك مخلفة جبل كدة وعارفة، ولا هو جديد عليكي؟
كان مسترسرلًا بعصبيته لتقابله باتساع ابتسامتها، تلوح امامه بيدها كي يتريث:
- براحة يا غازي .
- لا اله الا الله، وانا عملت ايه دلوك؟
كبتت بصعوبة ضحكتها :
- يا بوي معملتش حاجة، انا بس عايزة افهمك ان الامر بسيط مش مستاهل الجلج دا كله، انت لو كنت كلمتني من الاول انا كنت هفهمك ان مفيش داعي منه اساسا، ما هو مش عشان دوخت يعني، ولا عندي شوية هبوط أو حتى الحاجة اللي انت عارفاها مغيباني كام يوم، دا معناه اني كدة اشك واجري على طول على الاختبار، انت جولت بنفسك اني مجربة جبل كدة، يعني عارفة نفسي........
سألها بتوجس:
- يعني ايه؟
- يعني انا طول فترة جوازي اللي فات وهو سبع سنين، محبلتش غير تقريبا تلت مرات ، الأولى كانت بجوز التوأم ودول ماتوا لما نزلوا جبل اوانهم، والتاني سجط مني في الشهر الخامس والتالت كان معتز.......
اصل انا حملي عزيز .
شحب وجهه حتى ظهرت امامها تفاحة ادم التي كانت تتحرك امامها في زعر يكتسحه:
- يعني انتي عارفة نفسك مش حامل؟
- انا مجولتش كدة يا غازي.
- وووه
صدرت منه بنفاذ صبر ، فجاء ردها بتلاعب
- يا بوي انا بجولك على ظروف حملي في جوزاي اللي فات، ودا اللي كنت بانية تفكيري عليه.......
اجفلها بضربة قوية بكفه يده على سطح المكتب، لينهض عن محله سريعًا فتجده امامها ، يأمرها بحزم:
- جومي يا نادية اعمليه، بلا بانية على جوازك اللي فات بلا زفت.
- نهضت تقابله واقفة:
- مينفعش يتعمل دلوك، دا ليه وجت معين يتعمل فيه، بس انت ليه مستعجل جوي كدة، هي طارت؟ ولا احنا ممعناش لا سمح الله.
افتر فاههه فجأة للحديث ثم اغلقه، بماذا يخبرها؟ وهي تتحدث معه بهذا البرود، غير مقدرة للهفته من الانجاب منها، يريد تقوية الرابط بينها بينه، يريد منها اطفال لا حصر لهم، لكن ماذا بيده؟ إن صدق حديثها واتضحت وجهة نظرها ، او حتى لا يوجد انجاب بينهما من الأساس؟ أرادة الله فوق كل شيء ، وهو لن يكون طامعًا، لتكفيه هي وطفلها، وحبات قلبه صغيراته الاميرات الثلاثة،
سحب شهيقًا كبيرا ثم اخرجه بزفير، كي يهدئ من هدير الصخب بداخله، ثم يجلس قائلًا لها:
- ماشي يا نادية زي ما تحبي، وكيف ما يريد ربنا، انا راضي، حتى لو مفيش خالص.
اطرق رأسه عنها بإحباط يفتك به، وصمت فمه عن اي حديث، ثم ما لبث ان يرفعها فور سماعه قولها:
- انا عملته يا غازي
برقت عيناه في النظر إليها، وازداد خفقان قلبه بسرعة فائقة، بقلق بالغ، حتى تحركت شفتاها:
- النتيجة طلعت ايجابية......
زاد اتساع عينيه وتجمد محله بلحظة فارقة من الزمن، كأنه انفصل عن الوعي امامها، لتعيد الكرة مرة ثانية، وقد ذهب ظنها انه لم يسمعها جيدًا:
-، يا غازي بجولك طلعت حا........
لم تكد تكملها حتى وجدت نفسها، تختطف من محلها وتعتصر بين ذراعيه، ليصيح بفرح شابه العتاب
- حرام عليكي ، حرام عليكي يا شيخة وكل دا سيباني اهاتي ، بتمرجحيني ما بين ايديكي يا ناادية.
تأوهت بألم حقيقي تذكره بوضعها، وقد أفقده الفرح رشده:
- براحة يا غازي على ضهري، انا كدة هسجط على يدك.
تركها على الفور بمسافة امنة بعض الشيء ولكنه اكمل التعبير عما يغمره بالداخل، بتكويب وجهها بين يديه وامطارها بالقبلات الحارة على وجنتيها والشفاه التي تفوهت بأغلى الكلمات على قلبه، حتى أوقفته مرة أخرى:
- خلاص كفاية طيب، لحد يدخل علينا الأوضة من العيال، كفاية يا غازي.
تركها اخيرا ومازال وجهها بين كفيه، يتطلع اليها بوله، لا يصدق كم الفرح الذي يشعر به الاَن ، بأنفاش لاهثة،، وكأنه لم يعرف الانجاب قبل ذلك، لتعقب هي باندهاش له:
- انت لدرجادي فرحان يا غازي؟ هو دا اول عيل ليك
- اول عيل منك انتي؟
قالها وبريق عينيه يأسرها، يتابع:
- العيل دا غير اي عيل، حتى لو كل عيل ليه غلاوته ، ان كان معتز ولا البنات ، انا كنت مشتاج جوي اخلف منك، جوي يا نادية.
بح صوته في الأخيرة، حتى اهتزت له جداران قلبها العاصي ، لتربت بكفيها على ذراعيه بإشفاق ، غير قادرة على الكلام، ثم ضمت نفسها اليه تريح رأسها على الصدر الرحب، فيشدد هو من عناقها بلطف ، وبصيص من ألأمل يلوح امام ابصاره بقرب الوصول، حتى عاد لوعيه اخيرًا على مخاطبتها له:
- ممكن يا غازي تصبر شوية على اعلان الخبر،
اخرجها من حضنه سائلًا:
- ليه يا نادية الصبر؟ دا انا عايز انشرها في الدنيا كلها، عايز اعلنها في ميكروفون.
اردفت ترد بصوت حرج:
- معلش يا غازي، عشان خاطري اصبر حبتين، ممكن؟
اومأ لها بتفهم يعيد ضمها اليه مرة أخرى:
- ماشي يا نادية، نصبر عشان خاطرك.