-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 7 - 1 - الثلاثاء 30/1/2024

 

 قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

1

تم النشر يوم الثلاثاء

30/1/2024


وصل في ميعاده الصباحي اليومي، ليباشر عمله في متابعة المزرعة الكبيرة لتربية الدواجن، بعد ان أسسها ووظف بها عدد من أفراد البلدة ليس بالهين، في خطوة اولى ، يتبعها العديد من الاستثمارات، قد وعد وأعلن عنها سابقًا، لمساعدة العاطلين والمحتاجين، كما يدعي. 


دلف بهيبة اكتسبها حديثًا، تتبعه ابصار المعجيين والمنبهرين، في روتين أصبح ينعشه لبعض الوقت قبل ان ينغمس في عمله.


وقعت عينيه على تلك المرأة التي قَبل بتوظيفها على مضض ولغرض ما في نفسه ، تتمايل بخطواتها امام رئيس العمال بعدما وبخها كما يبدوا من هيئته المتجهمة، لتتركه ذاهبة بعدم اكتراث، حتى زادت من غضب الاَخير، ليغمغم من خلفها بازدارء، وكلمات بدت واضحة:

- مرة معوجة وبترسم الدور علينا، انا عارف ايه اللي حدفك علينا؟ ضربة دم تاخدك


- عبد الصبور. 

هتف عليه كي يُنبئه بمجيئة، مما جعل الرجل ينتفض بإذعان كي يلحق به حتى اذا دلف الى المكتب من خلفه، تمتم له بالتحية مرددًا بلهجة لم يجيد تحسينها:


- حمد الله ع السلامة يا عمر بيه

طالع الاَخير ووجه المتغير، وهذه الوجوم الذي اكتسى تعابيره ليعلق:

- مالك مجلوب ليه وبترد من غير نفس؟ ليكون مش طايجني كمان؟


- العفو يا بيه.

تمتم الرجل على الفور بأسف، ثم ما لبث ان يردف معبرًا عما يجيش بصدره بعدم احتمال :

- معلش سامحني، بس انا متغاظ من اللي اسمها نفيسة دي، مرة مشجلبة، لا تعرف خشا ولا حيا ولا حتى حرام ولا حلال، انا عارف ايه اللي حدفها علينا؟ عليا النعمة بخاف ع البنتة اللي شغالة معانا منها ، دي فالحة بس تتمايص وتلهي البنتة في سيرة فلانة ولا علاتة، ولا بتعرف تسد في شغل ولا تجعد محترمة وفي حالها، جاعدة بس لفجع مرارتي.


تبسم عمر بخفة لقول الرجل، ويرد مخففًا:

- معلش يا عبد الصبور، هي مرة معوجة انا عارف، بس دي وجعت في عرضي ان اشغلها عشان مش لاقية توكل نفسها، كنت عايزني اردها خايبة الرجا يعني؟ مش طبعي يا واد الناس.


جادله الرجل:

- يعني نسيبها كدة وسط البنات كيف البطاطسية المعفنة وسط الجفص الزين تجوم تخصره كله؟


رغم حدة الرجل والتشبيه المبالغ فيه، إلا أنه كان يتحدث بعقلانية اجبرت عمر على مهادنته:

- لا يا سيدي واحنا مش هنسيبها تخسر البنات ، إنت شد عليها من بينهم ان شالله حتى تخصملها، وخلينا ندوس عل نفسينا شوية، ولو متعدلتش الباب مفتوح، عشان تغور وتريحنا منها..


صمت عبد الصبور ليومئ له على مضض، يدعي الاقتناع ، حتى صرفه، ليخرج ويتركه ، يفكر في القادم على ضوء ما يلمسه من مستجدات 


❈-❈-❈


على جهاز الحاسوب الصغير، كان يستمع لها ويدون به ما تمليه عليه من رؤى ورغبات تريدها في مشروعها الجديد، وعلى ضوء ذلك يفعل هو دراسة الجدوى الخاصة به، ويحدد حجم الدعم المادي المطلوب له، وهي تتحدث بشغف يزيده هياما بها:


- عايزاه كبير يا عارف ، قسم للخياطة والمكن والأدوات الازمة تبجى كاملة من كله، قسم للإشغال اليدوية وطبعا بأجهزته والمواد الخام، قسم للأكل البيتي زي الفطير المشلتت وصواني الأكل، والفراخ والمحشي والحلويات......


- حيلك حيلك .

قاطعها فجأة ليردف بابتسامة غزت ملامحه:

- انتي مجنونة يا روح؟ مالنا احنا بقسم الأكل والطبيخ؟ طب الاعمال اليدوية والخياطة فهمنا عشان تساعدي البنات، إنما الأكل بجى ليه؟


- عشان العشية والغداوي يا عارف .

طالعها باستفهام، فلم تتأخر عنه في الأجابة لتضيف شارحة: 


- ما انت عارف عوايد البلد في الجواز والخطوبة والبلاوي اللي بتصرف ع العشية بس، دا غير الجهاز والشوار، اشي اربيعين جوز حمام وكام كيلو لحمة دا غير صواني البسبوسة والكيك ومش عارف ايه، حاجات ما ليها اي ستين عازة، بس الاهالي مجبرة تجيبها عشان الأصول ، انا بجى حابة اساعد بأن اوفر الحاجات دي بالطلب، يعني الست بدل ما يطلع عنيها في 

التجميع والشرا، تاجي عندي واديها بأسعار مخفضة، بس بعدد ما يزيدش عن الحد المعجول، بحيث ان اخفف بمساعدتي، بس مشجعش على الإسراف والمظاهر المبالغ فيها.


بدهشة لا تخلو من إعجاب متزايد، عقب بمشاكسة:

- ما شاء الله يا ست روح، دا انت كدة عايزة ميزانية حكومية مش من جيب العبد الغلبان 


اطبقت على ذراعه بين يديها الاثنين، لتتملقه بدلال اصبحت تجيده:

- ومالوا يا حبيبي، ما انت برضوا سداد، وجيب السبع دايمًا عمران، دا غير ان انا كمان هشارك معاك بالفلوس، وع العموم برضوا انا جاصدة اخليه مشروع ربحي بس بفايدة ضعيفة.


- جصدك معدومة

- لا والله هيبجى في ربح ، لكن الاهم عندي هو اني اساعد الستات والبنات، يجيبوا جرش يعرفوا يصرفوا به على نفسهم، مش الواحدة يبجى تكالها غير ع الراجل، ان كان حد من أهلها، أو جوزها؛ لو كان عفش كمان؛ يضربها ويهينها ويشتمها، وهي ما تجدر تجول بم حتى عشان عارفة انها متحجاله. 


افتر فاهه بابتسامة مستترة يعبر عن سخط يدعيه، كي يخفي انبهاره برجاحة تفكيرها، وتميزها عن الجميع:

- كمان عايزة تجلبي الستات على اجوازاها ، طب ما تجولي كدة من الأول يا عسل ، ان دا غرضك من الاول عايزة الحريم تعمل انقلاب ع الرجالة، لا يا عم بلاها، انا مش عايز اتاخد في الرجلين معاكي.


تشبثت تزيد من ضغطها على ذراعه لتطالبه بإلحاح:

- لا انت شاطر ومش هترجع في كلامك، وغلاوتي عندك ما ترفض يا عارف صح، انت عمرك ما رفضت لي طلب اساسا.


أعجبه التصاقها به، والإصرار عليه لتنفيذ مطلبها وكأنها طفلة تدلل على والدها، ولكنه أبى أن يمرر الأمر دون أن يستغل لهفتها:

- ماشي يا ست البرنسيسة، هساعدك تحججي حلمك، بس انا هيبجالي شرط ، لازم استفيد في مقابل ذلك، وتنفذي شرطي للموافجة 


نزعت نفسها عنه فجأة باحتجاج:

- شرط ايه تاني كمان؟ انا نفذت يا حبيبي ولا انت ناس الرجص وبدلة الرجص ؟


غمز بطرف عينيه يخجلها برده:

- لا طبعا منستش، وانا اجدر انسى البدلة والا الحشو اللي جوا البدلة....... بس دي متتحسبش يا حلوة، انا عديتها بس عشان الحمل، ولا انتي افتكرتي ميلة الشمال واليمين دي تتحسب رجصة. 


شهقت مجفلة لانقلابه الوقح، لتلكزه بقبضتها على ساعده:

- دا انت مش بس مستغل، دا انت بجح وجليل أدب كمان.


عقب ببساطة:

- عادي مش فارق معايا رأيك فيا، المهم عندي المقابل، جبال التعب والصرف والمشاكل لو حصلت ما انا لازم استفيد 


- زفرت بغيظ واستسلام امام اصراره؛

- جيب من الاَخر، عايز ايه تاني يا عارف؟


تبسم بخبث يمسك على طرف ذقنه بسبابته والإبهام، ثم أجابها بتفكير:

- بصراحة مكنتش عامل حسابي، ومتهيألي عايز فرصة على ما اجيب في دماغي اللي يستاهل التضحية اللي هجوم بيها.


رددت خلفه بحنق:

- تضحية ! ماشي يا عم المضحي، مشيلي طلبي وادخل في الإجراءات بجى، على ما تفكر وتخطط مع نفسك.  


اومأ يلاعب حاحبيه بسعادة فاقت الأنتشاء:

- عيوني، عيوني يا روح عارف.

الصفحة التالية