رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 31 - 2 الأحد 28/1/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الواحد والثلاثون
2
تم النشر يوم الأحد
28/1/2024
وقفت أمامه تمسح وجهها بعد أن وبخت نفسها لتركها العنان لعبراتها ورؤيته لها بهذا الضعف فتكلمت تخبره بغصة مؤلمة:
-أنا مش عايزه حاجه.
سألها وهو يحبس عبراته بداخل مقلتيه:
-طيب أنا وافقت على طلبك ومش هزعجك تاني.
بكت رغما عنها ووقفت قبالته تخبره:
-يا يزن افهمني لو سمحت.
ندائها له بذلك الشكل جعله ينظر لها بحب وأومأ لها مستمعا بإنصات:
-أنا أول مره في حياتي أحب أو ارتبط بحد كان مازن، وعارفه إن اختياري كان غلط بس محدش بيقدر يتحكم في ده.
أشارت لذلك القابع بيسار صدرها فتألم من ذكرها لحبها، ولكنه استمع لها تكمل:
-ولما قررت الانفصال عنه كان قراري لوحدي من غير لا ضغوط ولا كان لحظة ضعف، قرار أخدته وانا قوية وقادرة أبلغ الكل بيه ومتأثرتش بأي حد حاول يرجعني عنه.
صمتت تبتلع ريقها وأكملت:
-بس كل اللي حواليا فضلوا يضغوا عليا عشان أوافق على مالك وهم فاكرين بكده بيساعدوني اتخطى الإنفصال، وهنا أنا غلطت غلط كبير أوي لما رضخت للضغوط دي.
رفعت وجهها تنظر له نظرات حزينة:
-اتجوزته وأنا مش متأكده من مشاعري ناحيته، هو كان كويس معايا فترة الخطوبة وأنا حسبتها غلط وفكرت اننا قربنا لبعض كفايه بس هو كان مجرد لازقة للجرح بتاع انفصالي عن مازن.
ظل صامتا يستمع لها وهي تضيف:
-وبغض النظر عن اللي حصل من اخوه أو منه فحتى لو محصلش أي مشاكل فجوازتي منه مكانتش هتكمل ﻷني مكنتش سعيده معاه ولا عمرى كنت هبقى سعيده معاه.
عقب عليها متسائلا:
-عشان مشاعرك مع مازن؟
نفت فورا وأكدت:
-مازن قصته انتهت من الوقت اللي انفصلت عنه فيه، أنا مكنتش سعيده عشان استعجلت ولازقة الجرح فكت بسرعة بس بعد فوات الأوان للأسف.
أكملت إطنابها بالحديث:
-وحاليا أنا بحاول اتخطى كل اللي حصلي، من ناحية مازن مش عشان لسه بحبه بس يمكن بفكر وأسأل نفسي سؤال محيرني وكان سبب في خناقة كبيره حصلت بيني وبين چنى لما سألته.
بفضول ركز بصره عليها وهي تتابع:
-ليه مازن خاني ومخنهاش؟ مش عشان أنا ندمانه اني سبته ولا غيرانه من استقرارهم زي ما هي فكرت، بس عشان لو السبب مشكله فيا وفي شخصيتي أعرفها، ويمكن اشتغل عليها.
عقب على حديثها وهو يشير لها بالجلوس وجلس هو الآخر بعد أن شعر بالتعب من كثرة الوقوف:
-مفيش غلط لا فيكي ولا في شيخصيتك يا نرمين، مازن لما خانك فده عشان هو شخصيته كده والأكيد أنه لما مخانش چنى فده عشان خايف من فارس مش أكتر.
أطرقت رأسها فتجرأ وسألها:
-لسه جواكي مشاعر لمازن حتى لو كانت مجرد ذكريات؟
رمقته بنظرة حادة ففسر تساؤله:
-مقصدتش أضايقك بس بسأل عشان حتى لو كنتي بطلتي تفكري فيه فأحيانا الذكريات بتخلي الواحد عنده حنين بس مش أكتر، أو ممكن يدخل في عقلك أسئلة كتير زي مثلا هل اتسرعتي لما سبتيه أو قرارك كان صح؟ وكل ده مش معناه انك لسه بتحبيه بس في بقايا جواكي زي ما أكيد في بقايا من أثر جوزاتك واللي حصل فيها.
أومأت تؤكد:
-وعشان كده شايفه إن أي ارتباط دلوقتي مش هيكون لازقة جرح زي اللي قبلها تتفك بسرعة، ده المرة دي لو حصل هتكون لازقة الجرح قوية جدا لدرجة أنها هتعمل جرح أكبر لما تتشال، والأكيد أنها هتتشال عشان الوقت لسه بدري أوي.
اذدرت ريقها وأفرجت عن ابتسامة مقتضبة تكمل:
-يعني بالبلدي كده أي ارتباط ليا في الوقت الحالي هيكون مسكن لجوازتي من مالك زي ما كانت جوازتي من مالك مسكن لانفصالي عن مازن، وزي ما التجربتين دول فشلو فلو حصل وارتبطنا فتجربتنا هتفشل وده أكيد.
زفر مطرقا رأسه يشعر بغصة مؤلمة تستقر بصدره:
-أنت انسان كويس أوي يا يزن وتستحق بنت كويسه تكون أنت كل حياتها مش مجرد ارتباط وخلاص.
❈-❈-❈
خرج من غرفته فتفاجئ بياسمين تدخل نفس الغرفة التي خصصتها دينا لهم فسألها فورا:
-هو فارس فين؟
أجابته وهي تهم بالدخول للجناح:
-تحت، أنا جيت آخد باقي هدومنا.
حرك رأسه له ونزل الدرج واقترب منه يحاول التحدث له، ولكن الآخر كان مشغولا بالتحدث عبر الهاتف النقال فانتظره حتى أغلق المكالمة وقبل أن يفتح معه أي حديث وجد فارس يتحرك من أمامه فأمسكه بقوة ساعدة مجبرا إياه على التوقف وهتف محتدا:
-عايز اتكلم معاك.
رمقه فارس بنظراته المحترقة وجعد جبينه مجيبا:
-مش وقته.
أصر صارا على أسنانه:
-امتى؟ أنا بقالي اسبوع كل ما أحاول اتكلم معاك ترفض، ولا بتيجي الشركه ولا بشوفك من ساعة ما نقلت للڤيلا الجديده.
رد عليه بهدوء يتنافى مع نظرات الحدة التي تخرج من مقلتيه:
-أنا مش فاضي، أخلص من القضيتين اللي مشغول بيهم وبعدها أشوف حكايتك.
تحرك من أمامه ولكن إصرار مازن خرج على هيئة سحبه له لداخل مكتب والده مغلقا الباب ووقف أمامه باصرار ضاغطا على أسنانه وبدأ حديثه فورا:
-أنت بقيت بتتعامل معايا بشكل أنا مش متعود عليه، وعايزك ترجع لفارس أخويا وصديق عمري وتسمعني يا أخي.
جلس فارس على المكتب ومد ساعديه أمامه مستندا عليه:
-اتفضل يا مازن، عندك ايه جديد عن اللي قولته الاسبوع اللي فات في الموضوع بتاعك؟ أنا سامعك.
جلس الآخر وبدأ بالتكلم فورا بدون مقدمات:
-قبل أي كلام أنا مش موافق على كلامك بخصوص انفصالي عن چنى، أنا مش هسيب مراتي وابني ﻷني بحبها ومقدرش أعيش من غيرها لا هي ولا مدحت.
ابتسم بزواية فمه معقبا:
-تمام، غيره؟
زفر مازن من طريقته الحادة والتي يعتقد البعض أن مازن هو الأكثر تمرسا وإعتيادا عليها، ولكن حقيقة الحال أنه يعاصر هذا الغضب ﻷول مرة منذ أن كان بالخامسة من عمره:
-موضوع نرمين أنت فهمته غلط، ومشاعري أنا مش قادر أفسرها، بس حتى لو لسه جوايا مشاعر ناحيتها ده مينفيش حبي لچنى.
ضحك فارس عاليا ورد مغلظا صوته:
-مشاعرك ناحية نرمين متتعارضتش مع حبك لچني ازاي يعني فهمني؟
أجابه موضحا:
-هو ربنا لما حلل لنا مثنى وثلاث ورباع ده كان عشان ايه؟ مش عشان الراجل يقدر يحب أكتر من واحده في نفس الوقت ولا....
قاطعه فارس بعد أن وقف غاضبا ودفع المقعد خلفه:
-متفسرش القرآن على كيفك وتطوعه عشان يرضى غرورك، هو إنت فاكر إن في حد يقدر يفهمك ويفهم اللي جواك زيي؟
اقترب منه ملتصقا به ناظرا له بتمعن:
-أنت لسه بتحب نرمين ومقدرتش تنساها ومعاك حق، نرمين احسن واحده في البنات وخسرتها لما محاربتش عشانها.
حاول التعليق على حديثه ولكن فارس لم يمهله الفرصة وأضاف:
-وجوازك من چنى كان مجرد حل لمشكلتها، حركة جدعنه منك ولما عاشرتها ده كان عشان أنت ضعيف ونصك اللي تحت هو اللي بيتحكم فيك.
صرخ به مضيفا:
-مقدرتش تمسك نفسك عن لمسها واستمرارك معاها لحد دلوقتي كان أمر واقع واتفرض عليك.
بنفس اللحظة كانت چنى تقف أمام باب غرفة المكتب واستمعت لحديث فارس وهو يكمل:
-وأنا قولتهالك قبل كده وهعيدها تاني زيادة تأكيد، أنا مش هسمح لك تدهس چنى تحت رجليك وتفضل عايش معاها عشان جوازه والسلام.
هرعت عائدة لغرفتها وارتمت على فراشها تبكي بحرقة لا تصدق ما التقطته مسامعها على العكس منه هو الذي رفض حديث فارس:
-كلامك مش صح يا فارس، أنا لو اللي بيتحكم فيا هي العلاقة كان زماني خونت چنى من زمان بس أنت اللي مش واخد بالك.
ابتسم بزاوية فمه وهو يكمل توضيحه:
-أنا فضلت متجوز چنى على الورق أكتر من شهرين، ومازن الفهد الضعيف اللي نصه اللي تحت بيتحكم فيه مكانش بيقدر يكمل يومين من غير علاقة مش اسبوعين والأكيد ولا شهرين.
زفر أنفاسه وتابع:
-وبعد ما حملت وتعبت وهي لسه في الشهر السادس وقفنا العلاقة لأن حملها كان حرج وقضت معظمه في المستشفى ولا نسيت؟
رفع حاجبه الأيسر واستقام بطوله الفارع:
-يعني من الشهر السادس لحد الولادة وبعدها النفاس وكنت فاكر إن خلاص 3 شهور وارجع لحضن مراتي، بس طلعت مش مراتي ولا على ذمتي وكان لازم استنى فترة عدة بعد قضية الخلع.
صر على أسنانه وهو يؤكد:
-يعني مازن الضعيف ده فضل فوق ال7 شهور ملمسش لا مراته ولا أي واحدة تانيه، ضعفت معاها بعد كده وحصل غلط مني قبل ما نرجع لبعض، بس قبلها فضلت كل الشهور دي قادر اتحكم في نفسي فبطل تتهمني بالضعف ﻷني أقوى منك يا فارس ولو لسه جوايا مشاعر لنرمين فهي ذكرى للحب الأول اللي مفيش حد مر بيه وقدر ينساه حتى لو مر عليه 100 سنه، أنت بس اللي حظك كان كويس واتجوزت حبك الأول عشان كده مش قادر تحكم.
ابتلع ريقه وتابع حديثه:
-حبي لچنى وتمسكي بيها ﻷني عمري ما كنت سعيد إلا معاها وبيها ولا حتى كنت بحس كده مع نرمين، بس مشاعر الحب الأول مش قادره تخرج من جوايا 100% ولما كانت متجوزه وبعيده مكانش فيه مشكله، لكن وجودها كده قدامي غصب عني بيخليني افكر وافتكر والأكتر بقى لو حصل بينها وبين يزن ارتباط هتفضل مش بس قدامي دي هتبقى جزء من العيلة والمفروض اتعامل معاها عادي من غير ما تفكيري يخوني غصب عني ويفكر فيها، ولو ده حصل وهي مع يزن هبقى بخون ابن عمي بتفكيري وهو ده سبب رفضي ارتباطهم.