رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 23 - 3 - الخميس 11/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثالث والعشرون
3
تم النشر بتاريخ الخميس
11/1/2024
تبكي لضعفها وقلة حيلتها أمام جبهة أخرى فتحت لها وكلما شعرت بالألم كلما أخفت وجهها اكثر داخل صدره
بكاءها جعله يشعر بتدفق الدم داخل أوردته
حاول الثبات لكن عبثًا لم يطاوعه قلبه ولا ذراعاه الذين أحاطها بعشقِ متملكًا وكأنه يخشى من ضياعها
اغمضت عينيها وازدادت تشبثًا به وكأنها تريد الاختباء داخل ضلوعه وذراعيه لم تبخل عليها بذلك
فيتشبث هو أيضًا بدوره وكأنه يناجيها الا تتركه وتظل بين ذراعيه ولن يخذلها يومًا فقط تبقى بين ذراعيه
أمسك رأسها يرفعها إليه كي ينظر داخل شموسها وقد آلمته تلك الدموع التي غزت عينيها فيمسحها بإبهامه وهو يتمتم بوله
_ الدموع دي ملهاش وجود في حياتنا بعد الليلادي
رفعت بصرها إليه تستفهم معنى كلمته فيومئ لها مؤكدًا بما ظنته
فالعشق لاح واضحًا في عينيه ولن يخفيه بعد الآن هو الآن أكثر احتياجًا لها
ذلك الوحيد الذي عانى ويلات من عذاب الوحدة أتته هي كي تنير حياته بحب لم يشعر به من قبل
وأخذت عيناه تحكي لها ما لم تستطيع الشفاه التفوه به
شعور الأمان الذي كانت تشعر به معه أصبح الآن يغلفه العشق من كل جانب فتلتف حولهما سرب من الفراشات في هالة تخطف الخيال
عينيه التي تتجول بكل أريحية على ملامحها وتنشر الدفئ في قلبٍ أرهقته الدنيا بقسوتها لأنف حاد لكن يحكي قوة وصلابة لم يهزه شيء
وشفتيها التي تهتز برهبة لموقف لم تختبره يومًا
تلك المشاعر التي فرضها عليها جعلها تنتظر القادم بتردد.
عينيه ترجوها ألا تبعده ومشاعرها تطالبها بالغوص في أكثر عمق مشاعره
انامله التي تتحسس شفتيها لا ترأف بقلبه ولا بعقله الذي استسلم أمام كل تلك المشاعر التي يعيشها كلاهما
كفى لم يعد يستطيع التحمل فمال عليها بروية يلثم شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وقضت على ما تبقى بداخلها من اعتراض
مد يده ليغلق الباب وأغلق معه أحقاد ماضي وحاضر وربما مستقبل..
❈-❈-❈
في الصباح
وعلى مائدة الإفطار
تجمعت العائلة بسعادة بالغة بمناسبة أخرجتهم من حالة الحزن التي غلفتهم تلك الفترة
نظرت ليلى إلى معتز وقالت بسعادة
_ إن شاء الله المناسبة الجاية هتكون لمعتز
أمن الجميع خلفها لكن معتز تحدث برفص
_ لاا انا ليا مواصفات ومميزات خاصة ولحد دلوقت ملقتهاش.
تحدث مصطفى بمزاح
_ قلتها قبلك وفي اليوم اللي قلتها فيه لقيتها فيه برضه
ربت على كتفه وأردف
_ ابشر هتقابلها قريب
سألته سارة بحنين
_ مصطفى انت هتفضل باعد ابنك عننا كدة انا عايزة أشوفه هو وحلم
رفض جاسر تأييدها
_ لأ طبعًا مينفعش احنا منضمنش الخبر يصل لمهران وخصوصاً إنه فاكرها ماتت أي ظهور ليها هيعمل شك، خلينا نصبر شوية.
_ انا كمان رأيي من رأي جاسر خلينا نصبر شوية ولو انتي عايزة تشوفيهم يبقى روحي قضي معاهم يومين
نظرت إلى جاسر الذي لم يمانع وأيد رأيه فترتسم ابتسامة تملؤها السعادة بتلك الخطوة التي خطاها جاسر تجاه علاقتهم.
نهض أمجد قائلاً
_ طيب نستأذن أحنا بقى عشان ميعاد الطيارة
نهض مصطفى بدوره
_ اه فعلًا الكلام اخدنا يادوب اغير هدومي
كذلك سارة التي نهضت لتأخذ ابنتها من وسيلة
_ معلش هأخركم شوية لحد ما اغير لسيلا
منعتها وسيلة من أخذها وقالت برزانة
_ سيبيها انا هغير لها وحضري انتي حاجاتك.
اومأت سارة وذهبت إلى الغرفة بسعادة كبيرة ليس لذهابها بل لأنه ترك لها بعض من حريتها
انتهت اخيرًا من تجهيز حقيبتها وهمت بحملها لولا دخوله وعينيه تنظر إليها بامتعاض مرح
_ فرحانة أوي انك هتسافري وتسيبيني؟
تقدمت منه لتلف ذراعيها حول عنقه وتمتمت بدلال
_ بصراحة آه عشان اشوقك ليا شوية.
رفع حاجبيه مندهشًا
_ ليه مش مكفكيش الشهر اللي عذبتيني فيه ده؟
اومأت له وهي تتمتم بدلال
_ شهر ايه دا كلهم خمنتاشر يوم بس.
_ ياسلام؟
أكدت له
_ اه وبعدين متقلقش كلهم يومين بالظبط وهرجع.
ابتسم بحب وهو يعدل وضع حجابها وتمتم بوله
_ بحبك
هم بتقبيلها لولا صوت مصطفى الذي قال بغيظ
_ خلص ياعم مش وقته.
ضحكت سارة وابتعدت عنه لتحمل حقيبتها وهمت بالخروج لكن ما أن وصلت إلى الباب حتى عادت إليه تلقى نفسها في احضانه
احاطها بقلبه قبل ذراعيه واراد في تلك اللحظة أن يمنعها من الذهاب
كيف سيتحمل بعدها يومين كاملين.
نزعت نفسها عنه بصعوبة وتمتمت باستياء
_ تعالى معانا.
ملس بابهامه على وجنتها وغمغم برزانة
_ للأسف مش هينفع لأننا الأول كنا بنقعد في الشقة إنما دلوقت مصطفى ومراته عايشين فيها
_ ننزل في فندق
_ برضه مينفعش لان كدة مصطفى هيتحرج اوي وانا مش عايز أوصله الاحساس ده
أومأت له بتفاهم ثم حملت حقيبتها وذهبت معهم.
❈-❈-❈
استيقظت صباحًا لتجد رأسها مستكين بكل هدوء على صدره الذي احتواها بحب لم تشعر به من قبل
لم تصدق ما حدث حتى الآن وكيف أنها استسلمت له بتلك السهولة وكان سحرًا أسرًا ألقي عليهم لينهل كلاهما من نهر العشق بعد جفاء وعذاب
وكلما تشربوا منه كلما شعر أكثر بالظمأ فيعودوا إلى نهر الحب الخالد ليرتوا أكثر منه
تذكرت حنانه همساته احتوائه لها حين ترددها
كل شئ حدث بينهم أكد لها بأنه ليس ذلك الشخص الذي سمعت عنه الأقاويل
بل شخص آخر به من الحنان ما اروى به عطشها له
لم يجبرها على شيء بل ترك لها الإختيار
وجعلها العشق تستسلم بكل رحابة فتنعم بحضنه الذي لم يبخل عليها بفيض من المشاعر التي تعيشها لأول مرة.
ستعمل بكل الطرق على تحرره من سطوة الماضي الأليم وترسم أمامه مستقبل ملئ بالورد وتبعده عن طريق المخاطر الذي فرض عليه.
اغمضت عينيها فور إن رمش بعينيه دلالة على استيقاظه.
كان يخشى من فتحها كي لا يفوق من ذلك الحلم الذي بات ليلته يغوص في بحوره
هل حقًا حقيقة ام خيال
لم يؤكد له ثقل رأسها على صدره ولا ذراعه الذي يحتويها
بل انفاسها الغير منتظمة التي لا ترأف بعنقه فتقذف حمم بركانية لا تعرف الرحمة.
نظر إليها يتأكد أكثر فيبتسم بتروي وهو يراها تتظاهر بالنوم
ابعد خصلاتها التي سقطت على وجهها وهم بايقاظها لولا صوت هاتفه الذي جعله ينظر إليه باستياء فيجده ذلك الرقم المجهول الذي لا يجيب صاحبه
أجاب عليه لربما يفلح تلك المرة ويرد عليه
_ مين؟
❈-❈-❈
في الطائرة
نظر مصطفى بحب إلى سيلا التي بدأت تغمض عينيها بنعاس وتحدث بحبور
_ تعرفي إن ماما هتفرح بيها أوي لأن ديمًا تقولي نفسي اشوفها
تبدلت ملامح سارة للحزن وغمغمت بهدوء
_ لو كان نفسها تشوفها بصحيح مكنش في حاجة هتمنعها إنها تزورنا.
لامس مصطفى الاشتياق الذي تخفيه تجاه والدتهم وقال بمحايدة
_ شوفي ياسارة انا عارف إنها قصرت معاكي ومقامتش بدوره كأم معانا بس هي حقيقي ندمانة وبعدنا عنها خلاها تحس بالخسارة اديها فرصة وقربي منها وهتلاقي فعلاً انها اتغيرت
هزت راسها بنفي وقالت بحزن
_ للأسف ماما مكنش لها دور في حياتي غير الاسم بس
يوم ما ولدت سيلا كانت اكتر حد محتجاله في الوقت ده، ولما جاتني المستشفى فرحت وقلت إنها هتفضل معايا بس اتفاجئت بيهم بيستأذنوا بحجت إنها مش هتقدر تروح معايا وإنها مطمنة عليا مع ماما وسيلة
اتقهرت بجد ووقتها عرفت إن مليش غير العيلة دي اللي لقيت فيها الأب والأم وكل عيلتي.
شعر مصطفى حقًا بما تعانيه لكن لن ييأس وسيظل يقرب بينهما حتى تهدأ الأمور بينهم
اقتباس من القادم.
انتفضت حلم بخوف وسقط الهاتف من يدها عندما دلف مصطفى الغرفة مما أثار دهشته ونظر إلى الهاتف بشك.
وخاصةً عندما تمتمت بوجل
_ مصطفى انتي جيت أمتى؟
لم يجيب بل نظر إلى الهاتف الملقي على الأرض وقبل أن تميل عليه كانت يده تسبقها …
يتبع..