-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 25 - 2 - الثلاثاء 16/1/2024

 

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

16/1/2024



استيقظت سارة مساءًا على طرق الباب

نظرت في ساعتها فوجدتها قد تعدت الحادية عشر

كيف استطاعت النوم كل هذه المدة.

 اعتدلت في فراشها وسمحت للطارق بالدخول فإذا بسمر تدلف الغرفة وهي تقول بحبور

_ كل ده نوم؟ 

ابتسمت سارة بتصنع وهي تحتضن سمر التي مالت عليها تقبلها وردت بثبات

_ كنت تعبانه من الطيارة والليلة اللي فاتت كان عندنا فرح ومنمتش كويس

نظرت للفراش بجوارها فلم تجد ابنتها 

_ اومال فين سيلا

جلست سمر أمامها 

_ سيلا مع حلم برة صحيت من ساعتين فاخدتها وسيبتك تنامي.

لاحظت سمر بأنها مازالت متحفظة في حديثها فأرادت أن تتحدث معها وتنهي ذلك الخلاف بينهم ربما تكفر عن إهمالها لها فتمتمت بروية

_ ممكن نتكلم مع بعض شوية؟

علمت سارة ما تنوي التحدث لكنها غير مستعدة لذلك الآن كما أن ما حدث ولى وانتهى ولا تريد التطرق به فتمتمت بثبات

_ لو هتكلميني عن الماضي فهو شئ منتهي بالنسبة لي، أنا اتولدت يوم ما سافرت لأهلي ووعيت عليها يوم ما رجعت لجاسر، قبل كدة انا مش عايزة كلام فيه لإني بجاهد عشان أنساه.

تطلعت إليها وتابعت

_ صدقيني انا مش زعلانه منك لإن برود القلب ده حاجة خارجة عن إرادة الإنسان ملوش أي تحكم فيه

وأكبر دليل على كدة إني عمري ما طالبتك بحاجة.


اخفضت سمر عينيها بحزن عميق وتمتمت بألم

_ بس ده مش برود ياسارة بالعكس ده كان احتياج، جدتك ماتت وانا عمري تلات سنين، جدك وقتها اخدني وعشنا عند والدته، مش هقولك كانت حنينه بالعكس كانت شديدة أوي بطبعها وجدك طول الوقت ستيبني لها وعايش حياته بره ويرجع اخر الليل وانا نايمة مكنتش بعرف اشوفه عشان احكيله والصبح جدتي بتبقا معانا وأخاف اشكيله قدامها.

صمتت قليلًا تستجمع ذكرياتها الأليمة ثم تابعت بألم

_ مكنتش أعرف يعني ايه أم ولا ايه بيكون دورها لإني كنت منعزلة عن الجميع

حتى المدرسة كان ديمًا عندي رهبة من التعامل مع زمايلي 

لما كنت بخرج من المدرسة واشوف البنات زمايلي وامهاتهم جايين ياخدوهم كنت بتألم أكتر وكان دور الأم بالنسبة لي انها تودي ولادها وتجيبهم من المدرسة 

لحد جدتي ما ماتت وعشنا انا وجدك لوحدنا، هو كمل حياته عادي وانا كملت في وحدتي، بس في الوقت اللي كان بيقعده معايا كان بيعوضني كتير

لحد ما كبرت ودخلت الجامعة كنت على نفس انطوائيتي وده لفت نظر ابوكي ليا

بدأ يدخلي من كل الطرق لحد ما كسب قلبي ولقتني بتجاوب معاه 

وقتها حسيت إن جاه الوقت اللي اخد فيه ومديش كنت بعوض معاه حرمان السنين اللي عشتها، وكل ما احس بحبه كل ما جبروتي يزيد اخدته من أهله وبعدته عنهم كنت عايزة احس إني بامتلاكي له وانه ليا انا لوحدي

الوحيد اللي فضلت على حبي له هو جدك لإن معنديش غيره، كافحنا وعملنا شركة وكبرناها

فجأة اكتشفت اني عندي مشاكل في الرحم خفت ليكون ده سبب انه يروح لغيره

عملت كل حاجة وروحت عند أكبر الدكاترة والآخر عملت اطفال انابيب عشان اخلف بأي شكل

بس للاسف مكنتش اعرف يعني ايه أمومة عشان اقوم بيها، زي ما بيقولوا فاقد الشيء لا يعطيه

كنت بحبكم اوي بس مش عارفة اوصله ليكم ازاي 

كنت بخاف عليكم بجنون لإنكم لو روحته مني يبقى كل حاجة انتهت

لما لقيتكم بتدوره على اهلكم خفت أكتر ليخدوكم مني فكان لازم ادمر صورتهم في عينيكم

ولقيت ابوكم واحدة واحدة بدأ يحن لأهله وقتها قررت إني اخد كل حاجة يملكها لإني حقيقي تعبت فيها انا وجدك اكتر منه هو بس مكنش قصدي خيانة كل اللي فكرت فيه إني املك كل حاجة عشان ميبعدش عني

بس اتفاجأت إن الأمور اتعكست وهو اللي كتب كل حاجة باسمه حتى بيت جدك 

وقتها جدك متحملش الصدمة ومات فيها 

يعني كل حاجة بالنسبة لي انتهت

الوحيد اللي كان بيحبني بدون مقابل او مصالح مات وولادي اللي كنت بتدارى فيهم سابوني فجاة لقتني وحيدة من تاني لا املك أي شئ وكل حاجة اتمسكت بها راحت مني، فوقت بس متأخر أوي كنت انتي اتجوزتي ابن عمك ومصطفى اختار شريكة حياته وسافر بيها 

والأصعب من كل ده خسارة أبوكي والبنك اللي حجز على كل حاجة 

ولما عمك انقذه جاني وطلب مني إني ارجع واقف معاه عشان الشركة ترجع زي الأول مكنش قدامي حل تاني رجعت وقلت يمكن اتغير بس لقيته زي ما هو بجبروته بقسوته بحبه لذاته 

واللي زي ابوكي ده خاين لأهله مستحيل الانسان يحس بالامان معاه

انسحبت بهدوء ورجعت شقة جدك القديمة لحد اخوكي ما رجع وأصر إني اعيش معاه

امسكت يد سارة وتابعت

_ سارة انا مليش غيركم بلاش تبعدوا عني في آخر ايامي وفي اكتر وقت محتجالكم فيه

زي ما قولتي نطوي صفحات الماضي ونبدأ صفحة جديدة.

لامست سارة الندم في حديثها وأنها بالفعل قد تغيرت كثيرًا ولا تنكر كم هي بحاجة إليها مهما تظاهرت بالقوة رفعت سارة يد والدتها لتقربها من فمها وتقبلها بحب ثم تمتمت بابتسامة

_ لو كنتي فاكرة إن حد ممكن يعوض حنانك مهما كان اهتمامه وحبه تبقي غلطانة، طول عمري وانا حاسة باحتياج كبير ليكي حتى وانا بولد رغم اهتمام الكل بيا ووقوفه معايا بس كنت محتجالك انتي أكتر

وماما وسيلة كانت حاسة بدة فزودت اهتمامها بيا أكتر يمكن تعوضني عنك بس لأ وجودك في الوقت ده كان هيفرق كتير.

اخفضت سمر عينيها بحرج وتمتمت باسف

_ ربنا يعلم في الوقت ده انا كنت حاسة بأيه واول ما عرفت سافرت على طول بس كنتي خلاص ولدتي مكنش ينفع اروح معاكي البيت لاني مكنتش هقدر أواجه جدك وجدتك سيبتك بس كان على عيني وقلبي حقيقي وجعني أوي

_ بس هما كانوا عايزينك تبقي معايا عشان متأكدين أني محتجالك.

_ انتي مش هتعرفيني جمال ومراته بس صدقيني على قد ما نفسي اتعرف عليهم على قد ما انا محرجة ابص في عينيهم

_ انتي بتقولي كدة لأنك مش عارفة هما ايه، دول حاجة كدة كلها خير متعرفش يعني ايه كره او شر 

صدقيني لو روحتي عندهم وعيشتي معاهم مستحيل تفكري في يوم تبعدي عنهم.

_ اكيد في يوم هتلاقيني بخبط على بابهم  وبعتذر عن اي حاجة حصلت مني بس المهم إني الاقي ولادي.

بادرة سارة تلك المرة واحتضنتها باحتياج وقررت طوي الماضي بصفحاته السوداء وبدا حياة جديدة معًا

فتح الباب ودلفت حلم وهي تحمل الطفلين بإرهاق قائلة بعتاب

_ اه قاعدين هنا وسيبيني الولاد طلعوا عيني

نهضت سارة لتتقدم منها وتأخذ مالك وتتمتم بوله

_ ياروحي على قلب عمته اللي كانت هتموت وتشوفه

بكت سيلا لتركها وحمل آخر غيرها فيضحك الجميع عليها فتاخذها سارة على الذراع الآخر وهي تلاطفها

_ قلب مامي اللي بيغير ياناس 

قطبت حلم جبينها وغمغمت بدهشة

_ ايه ده بنتك غيورة أوي

_ منهم لله حازم ومعتز عودوها على الأنانية 

ظلت تلاطف الاثنين بسعادة فسألت سمر عن مصطفى

_ والله ياطنط لسة نايم هو كمان كل ما اصحي يقولي سيبيني شوية

اخذت سمر الاولاد من يد سارة وقالت 

_ كفاية عليكي كدة وهاتي الولاد اشبع منهم قبل ما تمشي 

اخذتهم وخرجت بهم من الغرفة ثم نظرت حلم لسارة وتحدثت بود

_ وحشتيني اوي ياسارة

ردت سارة بحب

_ وانتي اكتر ياحلم بقالنا فترة متكلمناش 

اخذت حلم يدها وجلسا على الفراش لتسألها بحنين

_ طمنيني البلد اخبارها ايه؟

شعرت سارة بحنين حلم لبلدها فردت بمزاح

_ البلد بالنسبة ليا بيت جدو عاصم وبيت ليلى او المستشفى أحياناً وبقولك إنهم كويسين وزي الفل كمان بيسلموا عليكي

ضحكت حلم على طريقتها في الحديث وقالت بدهشة

_ للدرجة دي

_ وأكتر بس بصراحة انا مكتفية بيهم وبعدين هي دي طبيعتي عدم الاختلاط قبل ما اتجوز كنت من جامعتي للبيت مكنش ليا اصحاب غير واحدة بس والآخر اتصدمت فيها صدمة عمري من وقتها بطلت اعرف حد 

_ أنا كمان زيك كنت من الجامعة للمدينة لإني كنت بدرس في جامعة القاهرة، جدي الله يرحمه بقا كان رافض اكمل تعليمي.

تبدلت ملامحها بحنين وهي تتابع

_ لولا مهران اللي ضغط على جدي إني أكمل، بس كنت ديمًا مهددة إني اسيبها وعشان كدة كنت منعزلة عن الجميع أخاف حد يعرضني لمشكلة وجدي ومهران يعرفوا ويجبروني اسيبها

_ للدرجة دي كانوا قاسيين

هزت راسها بنفي وقالت بشوق

_ جدي اه كان بطابعه قاسي حتى على مهران، إنما مهران كان بيدعي القسوة بس كنت عارفة كويس أوي قد ايه هو انسان قلبه ابيض ونضيف، بس مشكلته أنه فاكر إن الطيبة والحب ضعف ومينفعش يظهرهم 

واحنا أطفال مكنتش اعرف غيره فكنت ديمًا معاه وهو كان معوضني عن كل حاجة 

بطيبته بحنيته، لما كنا نلعب مع بعض كان ديمًا يخسر عشان مزعلش وكنت مكتفية به لحد ما جدي بعدنا عن بعض وبدأ يعلمه القسوة

حسيت بفراغ كبير وبدأت اعوضه في المذاكرة حتى في الأجازة كنت بذاكر للسنة اللي بعدها 

ومهران اتبدل بقا واحد تاني بخاف منه وببعد عنه 

مع إني عارفة كويس قد ايه هو انسان كويس.

فاجأتها سارة بسؤالها

_ كان بيحبك؟

هزت راسها بنفي

_ إطلاقًا، جدي هو اللي اصر إننا نتجوز بس انا كنت بالنسبة له بنت عمه اللي اتربا معها وحبها زي أخته بس لو مهران في الوقت ده لقى اللي يحبها كان هيعرف كويس انه عمره ما حبني، وعلى فكرة اللي زيه لما بيحب بيعشق بجنون، يعني لو كان حبني بصحيح مكنش هيكون بالقسوة دي معايا.

ربتت سارة على يدها وتحدثت بتأثر

_ الحمد لله إنك بعدتي عنهم وبقيتي وسطينا ولسة كمان لما تتعرفي على باقي العيلة 

_ باقي العيلة دي انا اعرفهم من قبلك ولا نسيتي إن انا وليلى أصدقاء دراسة.

_ اه صحيح، طيب انتم مش هتعشونا ولا ايه انا جعانة اوي

فتح مصطفى الباب وهو يتابع مزاحهم

_ الحقي بسرعة لإن سارة في الاكل مبترحمش حد

نهضت حلم لتقف جواره ويحيطها هو بذراعه

_ انا اصلًا عملتلها الاكل اللي بتحبه كله هي بس تطلب.


_ بس كدة انا اللي هطلع خسران في اليومين دول أنا بقول ارجعها لجوزها هو أولى

زمت سارة فمها بغيظ وغمغمت

_ تصدق انا غلطانة إني جيت معاك 

ترك حلم وتقدم منها ليقبل خدها بحب وتمتم بمزاح

_ الجميل زعل ولا أيه ده بالذات مقدرش على زعله، يخرب بيت اللي يزعلك.

نظرت له من جانب عينيها وسألته بشك

_ هتأكلني يعني من غير نق؟

اشار إلى عينيه 

_ شاوري انا كل الحكاية إني خايف تتخني وجاسر يبص برة.

تذكرت سارة مايا صديقة معتز وحازم وقوامها النحيف وضحكات زوجها معها فسألته بشك

_ يعني انا لو تخنت هيبص لغيري؟

_ بأكدلك ده.

نهضت من الفراش وهي تتجه للخارج وتقول بتأييد

_عندك حق هو اصلًا عينه بتزوغ اليومين دول كتير هما طبقين بس اللي هكولهم.

ضحك مصطفى وحلم نظرت إليه بغيظ وغمغمت بحدة

_ اعمل فيك أيه هتخليها تشك في جوزها.

خرجت حلم خلفها فينظر مصطفى في آثرها بنظرات عاتبة.

❈-❈-❈


وقف مع رجاله ينتظر وصول السيارات التي تحمل الأسلحة وقد تأخر خليل عن الميعاد جعل القلق يتسرب إليه

هم بالاتصال به لكنه توقف عندما لاحظ اقتراب السيارة حتى توقفت بجوار سيارته

ترجل خليل من السيارة وتقدم منه ليلقي عليه السلام

رد مهران بجدية 

_ وعليكم السلام اخرت ليه العربيات زمانة على وصول

اجاب خليل بوجه عابس

_ مشاغل، المهم انا جاهز بالمبلغ اللي اتفقنا عليه هشتري الشحنة اللي جاية باسمك زي ما اتفقنا غير الشحنة اللي جاية باسمي.

أومأ مهران بتأكيد

_ أكيد طبعًا مقدرش ارفضلك طلب انا عامة اكتفيت وعايز اكمل حياتي بعيد عن المجال ده.

_ اللي تشوفه.

وصلت السيارت المحملة بالأسلحة ووقفت أمامهم لتبدأ عملية التسليم 

لكن تسمر جميعهم عندما حاوطتهم الشرطة من كل جانب.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية