-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 23 - 1 - الجمعة 12/1/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

12/1/2024



توقف أمام الموقود تُعد وجبة الإفطار  وهي تلوي ثغرها   استدارت بجسـ ـدها كله حاملة بين يـ ـدها وجبته ثم قالت بكذب:

- تفتكر يا جسور أنا انسى بردو حاجة زي كدا !  أنا من أول ما فتحت عيني و جريت للجزار  و قلت له عاوزة أحلى حتة لحمة عندك عشان جسور حبيب ماما  


جلست على الأرض. مقابلته و تابعت بإحباط مصطنع قائلة:

- قالي مجتيش من امبارح ليه دا اللحمة كلها اتباعت و مافيش أي حاجة 


رد " جاسر" بإحباط و قال:

- يا خسارة يعني الأسبوع دا كمان مافيش لحمة ! 


ردت بعتذار يملؤه الندم 

- حقك عليا يا جسور إن شاء الله الجمعة الجاية تأكلها يا حبيبي  


تابعت بإبتسامة خفيفة قائلة:

- يلا يا حبيبي افطر عشان ننزل نسلم الحاجات لصاحبتهم 

- و أنتِ يا ماما مش هتفطري ؟! 


ردت بكذب و قالت:

- لا يا حبيبي أنا فطرت من بدري هقوم اعمل كوبية شاي على ما تخلص أكلك كله أوعى تسيب منه حاجة

- حاضر .


قرع ناقوس باب الشقة اثناء وجودها داخل المطبخ هتفت لابنها بأن يفتح للطارق،  نفذ أمرها  وجد والده يقف أمامه مباشرةً سأله بنبرة متعجبة لوجوده 

- بابا ! 


ابتسم له" وجدي" و قال:

-  ازيك يا جسور عامل إيه ؟! 

- الحمد لله حضرتك عامل إيه ؟! 

- بخير يا حبيبي 


خرجت " دعاء" ما أن وصل لمسامعها صوت طليقها   تحدثت بنبرة جادة قائلة:

- وجدي ! بتعمل إيه هنا ؟! 

- طب قولي ازيك و لا دخليني الاول حتى !

- واقولك ازيك ليه  ولا تدخل عندي بأي صفة  انا واحدة مطلقة و كلام الناس مابيحرمش يا وجدي  قول عاوز إيه وخلصني 


وضع الأكياس البلاستيكية أرضا ثم قال:

- خُدي دول شوية لحمة و خضار وفاكهة عشان جسور يأكل و يتغذى 


رمقة "دعاء"  الأشياء الموضوعة أرضًا ثم عادت ببصرها له و قالت:

- ادخل في الموضوع على طول يا وجدي و قول عاوز إيه ؟! 

- دعاء أنا عاوز ارجع لك و نربي جسور سوا


ردت " دعاء" بإبتسامة ساخرة و قالت:

- عاوزني بعد سبع سنين مفكرتش تسأل فيهم عن ابنك و لا حتى بمكالمة تليفون واحدة اصدق الشويتين دول ؟! اخلص يا وجدي وقول عاوز ايه ؟! 

- ما قلت لك عاوز ارجع لك !

- و أنا مش موافقة ارجع لك و لو كنت آخر راجل في الدنيا و اتفضل امشي من هنا 


اغتاظ "وجدي" من فشل خططته بعودتها لها للاستيلاء على ربحها التي تكتسبه من الحياكة 

لملم الاكياس من جديد ثم قال:

- صحيح مش وش نعمة خليكي بقى كدا يتقطم ضهرك على المكنة عشان تربي الواد و ياريتك هتعرفي تربي و بكرا تقولي وجدي قال 


ردت "دعاء" بنبرة تملؤها الشموخ قائلة:

- ربيت ابني سبع سنين و مخبطتش على بابك يوم و ربنا يديني العمر و اخلي ابني احسن مني و منك روح يا وجدي لمراتك وعيالك و طلع ابني من حساباتك زي ما أنت عامل من سبع سنين .


❈-❈-❈

اليوم طويل، شاق، و على ما يبدو أنه لن يمر هكذا رغم كل هذا تحملت لأجل ولدها وصلت أخيرًا لمنزل العميلة التي تتعامل معها دائمًا 

في كل مناسبة لها لم تشعرها يومًا أنها أقل منها على العكس تماما تتعامل معها و كأنها شقيقتها بل أكثر من ذلك،  ولجت حديقة الفيلا  وبيـ ـدها ولدها و اليـ ـدالأخرى الستائر 

التي فصلتها لها،  وجدت "لميس و نبيلة" داخل الحديقة تعاملت بهدوء و حكمة ابتسمت 

للجميع ثم قالت بهدوء 

- أنا عملت الستاير زي ما طلبتي يا لُبنى 


هرعت " رقية" تجاه بن خالتها و قالت بسعادة

-  جسور تعال العب معانا 


كانت " دعاء" تتحدث مع "لُبنى" حول هذا و ذاك حتى تحدثت " لميس" قائلة بنبرة ساخرة وهي ترمقها بنظراتها المغتاظة

- معقول يا لُبنى متعرفيش إن دعاء تبقى أخت نبيلة ؟! 


ردت" لُبنى " بإبتسامة واسعة قائلة بشاشة

-  طبعًا عارفة و دعاء صاحبتي بقالنا شهور نعرف بعض 


لم تستطع " لميس" اخفاء غيظها  فـ قالت بذات النبرة

- و  عرفتي إن دي هي اللي فضل  اخوكي كان  عاوز يتجـ ـوزها و كلكم وقفتوا ضده ؟! 


لجمت الصدمة لسان الجميع و على رأسهم

" دعاء"  نظرت " نبيلة" لها ثم قالت بجدية

-  اظن يا لميس إنه مش مكانه الكلام في حاجة زي كدا و بعدين دعاء أختي ملهاش علاقة بمشاكلك مع جو زك 


ردت " لميس" بنبرة مغتاظة قائلة:

- أنا مافيش أي مشاكل بيني و بين جوزي الحمد لله  يا حبيبتي أنا بس كنت بعرفها إن الصدفة جمعتها مع مين  مش أكتر 


تابعت بنبرة ساخرة

- و الله اعلم صدفة و لا مُدبرة 


لم تتحمل " دعاء" تلك الإهانة. حملت حقيبتها الجلدية التي لاتتناسب مع مكانًا كهذا 

و خرجت من الحديقة متجهة حيث الباب الرئيسي  بحثت عن ولدها في كل مكان وجدته يلعب مع الأطفال برفقة العم" فضل" الذي كان يرتب لهم المكان جيدًا، مالت بجذعها العلوي و قبضت على رسغ ولدها قائلة بمرارة في حلقها:

- يلا يا جاسر 


جرته خلفها كالبهائم  حاول " فضل" أن يستوقفها لكنه فشل،   نادها ولم ترد بينما هي كانت تسير وهي تكفكف دموعها المنسابة على وجنتها بغزارة عاد لجلسة النساء و تسأل بغضبٍ مكتوم

- هو إيه اللي حصل ؟! 


ردت " لميس" بهدوء 

- ابدا و الله يا حبيبي دا زعلت مني عشان بقولها إنها اخت نبيلة و إن لُبنى تبقى اختك 


رد من بين اسنانه و قال:

- مش هتتغييري ابدًا يا لميس 



الصفحة التالية