قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 23 - 2 - الجمعة 12/1/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الثالث والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
12/1/2024
بعد مرور يومين
كانت " دعاء" جالسة في منزلها تتابع ولدها وهو يستذكر دروسه، قرع ناقوس الباب وقفت عن الارض، فتحت وجدتها ماثلة أمامها ابتسمت لها و هي تقول بعتاب
- كدا تمشي من غير ما تبهدلي لميس دي مش دعاء اللي اتعودت عليها ولا اعرفها !
ردت " دعاء" قائلة بإبتسامة باهتة
- مرات اخوكي عاوزة دماغ و أنا مش فايقة لها صراحة ربنا
ولجت " لُبنى" ثم اتجهت حيث مكان
" جاسر" جلست جواره داعبت خصلات شعره ثم قالت بإبتسامة واسعة
- يلا هاتي الشاي و تعالي اقعدي عشان نشربه سوا
رد " جاسر" بعفوية
- الشاي خلص يا طنط
ابتسمت له ثم قالت بحنو وحب وهي تخرج النقود من حقيبتها
- خلاص هات لي و هات لك آيس كريم من تحت
نظر لها ثم عاد ببصره لوالدته التي حدثته بهدوء قائلة:
- أنا حسابي 150 كدا أنا ليا 140، خد الفلوس يا جاسر وانزل
ردت " لُبنى" قائلة بعتاب
- اخس عليكي يا دعاء كدا تعامليني زي الغريبة !
جلست جوارها و قالت:
- بالعكس انا قبلت منك الفلوس اللي حقي و تعبي لو هعاملك زي الغريبة مش هاخد منك الفلوس اصلًا .
تابعت بتساؤل قائلة:
- أنتِ ليه مقولتيش إنك أخت فضل!
- عشان ترفضي تعملي الستاير !
- أنا مبهزرش يا لُبنى
- و لا انا على فكرة و بعدين هايفرق معاكي إيه ! ما أنتِ مبهدلة الواد معاكي وقافلة اي باب يدخلك منه
- يارب مرات اخوكي تفهم دا وتقدره
- اعذريها يا دعاء لميس من يوم ما اتجوزت فضل وهي عايشة معاه و مش عايشة و اللي زاد عليها الموضوع إنه سمى بنته الصغيرة دعاء دا خلاها واحدة تانية
- و أنا ذنبي إيه ؟!!
- عارفة إنه مش ذنبك بس بردو هي كمان غصب عنها جوزها بيناديها باسمك اكتر ما بيتنفس و سمى بنتها على اسمك اكيد يعني الموضوع هيبقى عليها.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة اسابيع
من الخصام بين " نبيلة و دعاء" قرر
" شهاب" أن يُعيد العلاقات لمجارها الطبيعي
لكنه فشل فشل ذريع، فقرر أن يذهب لها بمفرده حاملًا بين يـ ـده ما يكفي لاكثر من عشرة أسر كاملة جميع ما يحمله بين يـ ـده يخص " جاسر" جلس جوار والد "نبيلة" و قال بهدوء
- يا دعاء دا أنا بقول عليكي العاقلة ام عاقل كبير كدا تسيبي نبيلة في محنتها !
- معلش يا شهاب أنا مليش دخل في أي حاجة تخص نبيلة و هي كمان ملهاش دخل في حياتي
- يا بنتي. دا اختك و ياما اتخانتقوا و رجعتوا تتكلموا تاني
- معلش يابابا الكلام كان زمان ايام ما كنا في نفس العيشة انما دلوقتي خلاص نبيلة بقت نبيلة هانم بتتكلم بالفلوس و فاكرة إن الكل زيها
رد " شهاب" بعتاب و قال:
- اخس عليكي يا أم جاسر كدا تقولي كدا على نبيلة ؟! دا حتى نبيلة بتحبك و عمرها ما عملت اللي بتقولي عليه دا ! .
فشل " شهاب" في محاولته فقرر أن يرحل الآن على وعد بلقاءٍ آخر، بينما جلس والدها جوار حفيده و قال:
- خلص مذاكرتك يلا يا جسور عان ننزل أنا و أنت نشتري شوية الطلبات اللي محتاجنيها
ردت " دعاء" بنبرة متعجبة قائلة:
- طلبات إيه دي يابابا ؟!
- أنا يا بنتي بعد أذنك هقعد معاكي هنا
ردت " دعاء" بإبتسامة واسعة وقالت:
- اخيرًا وافقت يا بابا ما أنا بقالي شهور بتحايل عليك
- معلش يا بنتي مكنش بنفع اجاي و أنا معاشي واقف كدا و أنتِ مش ناقصة حِمل
- اخس عليك يا بابا دا انا اشيلك فوق راسي و بعدين هي يعني لقمتك هي اللي هتتعبني !!
رد والدها و قال:
- يلا قولي لي البيت ناقصه إيه عان هنزل اجيب الحاجة
ردت " دعاء" قائلة:
-لا خلي فلوسك معاك انا الحمد لله معايا و الحمد لله، و بعدين قولي هتعمل إيه في الشقة ؟!
- هأجرها و إيجارها هنعيش بي بردو و اهو قرش من هنا على قرش من هناك و ربنا بيسترها.
❈-❈-❈
مش هتروحي تسلمي على باباكي و دعاء قبل ما نسافر يا نبيلة ؟!
اردف " شهاب" عبارته و هو يجلس جوارها بينما ردت هي بنبرة مقتضبة قائلة:
- لا مش هروح
- ليه بس كدا ؟!
- الهانم اتصلت بيها و مردتش عليا يبقي هي مش عاوزة تكلمني اصلًا براحتها بقى هعملها إيه ؟!
على الجانب الآخر و تحديدًا داخل منزل "دعاء" كانت جالسة خلف ماكينة الحياكة تُنهي آخر قطعة في يـ ـدها توقفت حين حدثها والدها و قال:
- و بعدين يا دعاء هتعملي إيه في تليفونك دا ؟!
- هعمل إيه يعني يا بابا محتاجة شاشة جديد ولما سألت عليها لاقيتها معدية ال600 جنيه طب و هو أنا معايا كام 600 جنيه عان احطهم في حتة تليفون !! ابني اولي بكل قرش وبعدين اللي محتاجني هيرن عليا كفاية اني بعرف افتح وارد على الناس خليني ماشية بي زي ما أنا لحد ما ربنا يفرجها .
- طيب أنا هنزل اصلي العشا مش عاوزة حاجة؟!
- سلامتك يا حبيبي .
بعد مرور ساعتين
كانت " نبيلة" جالسة داخل منزل شقيقتها التعامل لم يكن كالسابق لكنها مُجبرة أن تتحدث معها حتى يأتي والدها، حدثتها بنبرة مقتضبة قائلة:
- رنيت عليكي و مردتيش يعني ؟!
- تليفوني نص الشاشة بتاعته اتحرقت و مبعرفش مين رن عليا يادوب بفتح بالعافية
ردت " نبيلة" قائلة:
- عندي تليفون قديم م قديم اوي يعني بتاع السنة اللي فاتت لما ارجع من السفر هابقى اجيبه لك كنت هادي لـ منى الشغالة خدي أنتِ اولي .
توقفت" دعاء" عن حياكة الشرشف ثم نظرت لأختها و قالت بإبتسامتها الخفيفة
- لا يا نبيلة منى أولي مني اديته لها
تابعت بنبرة تحمل بعض السخرية
- و ربنا يجعل بيت المحسنين عمار دايما .
ابتسمت " نبيلة" و لم تعقب على حديثها
وقفت عن المقعد ثم بدأت جولتها داخل الشقة لم تأتي هنا منذ فترة ليست بالقصيرة
لقد تتدهور حال الشقة عن آخر مرة قامت بزيارتها عادت حيث مقعدها جلست عليه ثم قالت بخفوت
- متعبتيش من المسؤولية يا دعاء و نفشك ترتاحي ؟!
سحبت " دعاء" نفسًا عميقًا ثم قالت:
- و مين يقول للراحة لا يا نبيلة ؟!
- إيه رأيك لو اخلي شهاب يشوف لك عريس من صحابه
كادت أن تكمل حديثها لكنها قالت بجدية:
- وفري على نفسك و عليا الكلام يا نبيلة أنا يا اختي خلاص كرهت صنف الرجالة دا و بهدين أنا كدا ملكة زماني بروح و اجاي و اصرف و أكل و اشرب اللي على هوايا
ردت " نبيلة" ساخرة قائلة:
- يا بت عليا أنا الكلام دا، و بعدين أكل إيه اللي بتأكلي دا أنتِ اللحمة بقالها شهر مدخلتش بيتك !
لم تدري كيف تكلمت بتلك الطريقة الفظة، تنحنحت ثم قالت بعنذار
- متزعليش مني مش قصدي
ردت " دعاء" بإبتسامة مريرة قائلة:
-و ازعل ليه ما دي الحقيقة أنا فعلًا اللحمة مدخلتش بيتي من الشهر اللي فات بس اهي هي دي الدنيا يوم ليك و يوم عليك .
غيرت" نبيلة" مجرى الحديث و لم تعقب على حديث أختها، بينما كانت " دعاء" تلتزم الصمت متحججة بإنشغالها بالحياكة، انتهَ الوقت و غادرت أخيرًا، لم تسرد شقيقتها لأبيها ما حدث، بل وضعته داخل صــ ـدرها
و مررت اليوم.
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل
كانت ممددة داخل فراشها و عيناها معلقة في سقف الغرفة تستعيد ذكريات اليوم و كلمات شقيقتها حين قالت لها
- مش عارفة يا دعاء أنتِ مستحملة تعيشي في الشقة دي دي عاوزة شقة عشان تبقي شقة يا بنتي
تابعت بنبرة خافتة قائلة بإبتسامة
- عملتي لي إيه في قمصان النوم اللي طلبتهم منك عشاني و عشان لميس جبتيهم !!
ردت " دعاء" بجدية و هي تلج غرفة النوم و قالت:
- اه جبتهم بس أنا مش بيبع قمصان يا نبيلة دي صاحبتي و أنا قلت انفعها
- يا ختي مش فارقة أنتِ و صاحبتك واحد. هاتي اما اتفرج كدا
تابعت بمكر قائلة:
- شوفتي لميس قالت لي إيه بعد ما مشيتي
- قالت إيه ؟!
- بتقول إن عشان هي هتشتري اكيد مش هاتجيبي لها حاجة حلوة تتدلع بيها فضل
ضحكت " دعاء" ثم قالت بنبرة هادئة
- قولي لها دعاء بتقولك فضل مش محتاج يدلع فضل محتاج يتربى من أول و جديد
عادت من بئر ذكرياتها و هي تتمدد علي جانبها الأيسر، تفكر في حياتها و ما سيحدث غدًا هل ستطظل هكذا حتى نهاية العمر أم سترضخ لأول عرض يعرضه عليها " فضل" هل ستقبل أن تكون ز وجة ثانية و تقبل بنصف رجل كما تقول دائمًا أم الرجل الوحيدة الذي سوف تقبل بوجوده في حياتها هو ولدها فقط .