قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 27 - 1 - الخميس 18/1/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
18/1/2024
وهيصالحني ازاي بعد ما عبيت دماغه من ناحيتي برافو عليك يا سيادة المقدم كنت فاكرة إن الرجالة ملهاش في شغل العقارب دا بس افتكرت إن تربية دعاء ملكة العقارب نفسها
معلش عذراك ما أنت تربية واحدة ست
لم يمهلها " بهجت" أي فرصة لتكملت ثرثرتها تلك جذبخا من معصمها بعيدًا عن بن خالته و قال من بين أسنانه بغيظٍ مكتوم:
- كفاية قلة أدب و اللي بتتكلمي عنها كدا دي تبقى خالتي قبل ما تكون مرات باباكي و ابنها دا لو فقد اعصابه أكتر من كدا هيخلي شكلك وحش اوي قدامي
ضحكت بسخرية و هي تقول:
- يا ابني هو مخلي شكلك وحش اصلا من زمان مش زمان اوي بصراحة من وقت ما ضحك عليك و قال إن اختك اتخطبت و هي في الاساس
توقفت من تلقاء نفسها، لعنت نفسها مرة و لسانها الذي انفلت الف مرة حاول أن يضغط عليها بكل الطرق و هو يقول من بين أسنانه
- اتكلمي يا تميمة و قولي تعرفي إيه أنا معرفوش؟!
رفعت ذقنها لأعلى قليلًا ثم قالت بكذب:
- معرفش !
-بقلك انطقي
- و أنا قلت لك معرفش معرفش
تركها بعد ما تتدخل " جاسر" بينهما قائلًا بجدية مصطنعة
-شوية عيال بيتخانقوا ياربي تعال معايا يا عم المحامي ثواني عاوزك
اغتاظت " تميمة " من كلماته تلك استقامت بجسـ ـدها ثم قالت بنبرة متغطرسة
- أنا مش عيلة أنا عندي تسعاتشر سنة
تابعت بغرورٍ
- و لو أنت شايف ابن خالتك عيل فـ دي حاجة ترجع انما أنا كبيرة بما في الكفاية
كاد أن يهشم رأسها لنصفين لكن لحق به "جاسر" دفعه للخارج و هو يقول:
- اهدأ يا ابني في إيه مش كدا
-انا ماشي يا جاسر سلام
- يا ابني أنت يا ابني خد بس هقلك !!
سارت " دعاء" تجاه " جاسر" بخطواتها الثابتة و الواثقة، على محياها إبتسامة بشوشة
اشارت بيـ ـده ذاك المسكين الذي تحمل شقيقتها فوق طاقة تحمله و قالت :
-كالعادة ساب المكان و مشي مش كدا؟!
- حاولت معاه و مرضاش يقعد
-متتعبش نفسك بكرا ولا بعده هيجي و بابا هيقعد بينهم يسمع كلمتين من دا على دي و بعدها يتصالحوا عادي جدًا !
ابتسم " جاسر" وقال بتفهم
- هما كدا على طول يعني ؟!
ضحكت بخفة ثم قالت:
- مش على طول اوي يعني تقريبا تلاتين مرة في الدقيقة و بابا آخر ما بيغلب بيقولهم
او لعوا ببعض أنا مش خسر صاحب عمري عشان اتنين كلاب زيكم
ضحك الاثنان على كلمات والدها التي كررتها بطريقتها الساخرة في محاولة لا بأس منها في تقليد والدها، حرك رأسه و قال بتساؤل:
- اللي يشوفك و يشوفها يقول إنك أنتِ الأكبر هو مين فيكم الأكبر؟!
- تميمة وساجد توأم ساجد أكبر منها بخمس دقايق بس، بس مختلف في كل حاجة حرفيا اما انا ياسيدي أصغر منهم تسع شهور بس
رد بإبتسامة خفيفة :
-بس بسم الله ماشاء الله عقلك يوزن بلد و تصرفاتك اهدأ منها بكتير
ردت بإبتسامة بشوشة و قالت:
-تميمة أختي مافيش اطيب منها صدقني بس هي بس عصبية حبتين و كمان الحادثة اللي اتعرضت لها هي و ماما الله يرحمها خلتها بقت شخص تاني خالص رغم إنها كانت لسه صغيرة مكملتش الخمستاشر سنة إلا إنها كبرت من وا اوي وبقى عندها تسعين سنة
نظرت لأختها ثم عادت ببصرها له و بنبرة يغلفها الحزن
- لو كنت جيت من خمس سنين بس كنت هتشوفها واحدة تانية خالص غير اللي قصادك هتشوف واحد بتحب الحياة كلها طاقة و حيوية بتعمل كل حاجة بتطلبها منها من غير أدنى نقاش
ختمت حديثها بنبرة مختنقة إثر البكاء
- أما اللي قدامك دي واحدة كلنا مستغربين وجودها و بنحاول نتأقلم عليها بس فشلنا حتى تميمة نفسها مش عارفة تبقى الشخصية دي عشان كدا عصبية طول الوقت، موت ماما وجعنا كلنا بس الوجع الأكبر كان من نصيب تميمة صدقني يا سيادة المقدم أختي احسن ممكن تقابله في حياتك بس الظروف اللي جمعتنا كلنا و احنا مش احنا .
ترددت الإبتسامة على ثغره و لم يعقب على حديثها بكلمة واحدة، بل زادت من فضوله تجاهها مر اليوم و انتهَ حفل الزفاف الصغير
و أتى موعد رحيل المدعوين، و على رأسهم ولدها مع أبيها، ضمته لحضـ ـنها بقوةً و لأول مرة تفارقه كانت دموعها تتسابق على وجنتها و كأنها تتسابق، ضربته بخفة على كتفه ثم قالت من بين دموعها:
- ارتاحت دلوقت و أنت هتبعد عني
رغم الالم الذي يشعر و على الرغم من أنه يريد أن يخبرها بأن الأمر بالنسبة له يفوق طاقة تحمله إلا إنه قرر أن يتظاهر بالعكس و قال بإبتسامة بشوشة
- متقلقيش هنط لك كل يوم و هخلي عم فضل يطردنا أنا و أنتِ من هنا
رد "فضل" وقال بنبرة متعجبة
- أنا مش عارف لازمتها إيه المرواح و المجي ما يا ابني أمك قعدة في بيت لوحدها تعال أنت و جدك و اقعدوا معاها
- معلش يا عمي خلينا على راحتنا كدا أحسن
❈-❈-❈
بعد مرور ساعة تقريبا
كان " فضل" واقفًا أمام منزله الجديد و المجاور لمنزل أبنائه بعد أن أصدرت "تميمة"
حكمًا بأن يسكن خارج منزل والدتها ففي كل ركن ذكرى خاصة بأمها و لا تريد محوها بوجود تلك الدخلية عليهم، ودع أبنائه و قبل أن يعبر مع عروسه البوابة الخارجية استوقفته "تميمة" قائلة بتساؤل:
- هتفضل تحبني مش كدا ؟!
رد "فضل" بنبرة حانية
- طبعًا يا روحي هو أنا عندي كام تميمة ؟!
تابع بكلماته التي تعشقها منه حين يملس على خصلات شعرها و هو يقول:
- أنتِ بنتي و أمي و أختي و بير أسراري و دنيتي الحلوة
ردت بتساؤل و هي تنظر لعيناه
- هتنسى ماما ؟!
احتضن وجهها بين كفيه و قال :
- أنسى لميس يعني أنساكم و أنا لو مين ما كان يكون ميخلنيش انسى ولادي أبدًا دا انتوا هدية ربنا ليا
ابتسمت ملء شدقيها ما إن سمعت ما يُرضيها
عناقته بقوةً و هي تنظر لـ دعاء نظرات انتصار
خرجت من حضنه ثم بنبرة بنبرة ماكرة
- ينفع توصلني لحد سريري و تغطيني زي ما بتعمل معايا على طول يا بابا ؟!
ابتسم لها ثم قال بترحاب
- طبعًا طبعًا يا روحي تعالي يا دعاء نوصلهم لاوضهم و بـ...
توصل مين يا بوب بعد أذنك بس كدا عشان الموضوع دا مهمتي أنا و بعدين تيمو عاوزة تهرب من تحدي النهاردا منعطلكش احنا ادخل و اقفل الباب و أنا هاخدها و نكمل لعبتنا باي بقى يا فضل
اردف "ساجد" عبارته وهو يجذب يـ ـد أخته من والده و الذي امتن له على هذا التدخل العظيم غادر برفقة شقيقاته بينما نظر أبيه لعروسه و قال:
- اول مرة احب تدخل ساجد بيني و بين تميمة
سار جنبا إلى جنب معانقا أنامله بأناملها يستمع لحديثها حين قالت بتفهم
- على فكرة تميمة غيرانة مني و دا أنا متفهماه جدًا و بصراحة علاقتك بيها حلوة اوي وبولادك موما بس اللي فهمته إن تميمة حالة خاصة
وصلا أخيرًا لغرفة نومهما ولجت أولًا ثم ولج بعدها و هو يؤكد على حديثها:
- فعلا أنا و تيمو حالة خاصة مش علاقة أب وبنته لا خالص علاقة أصدقاء اخوات حاجة كدا ملهاش وصف .
كانت تنزع عنها وشاحها الأبيض وهي تنظر لصورته المنعكسة في المرآة ثم حدثته بإبتسامة الواسعة
- أنا كمان بعمل كدا مع جسور و رقية بس رقية بالأكتر
عقد ما بين حاجبيه متسائلًا بفضول:
- اللي أعرف إن المفروض يبقى جاسر أكتر مش رقية و لا إيه ؟!
وقفت عن المقعد الموضوع أمام المرآة و قالت بحزنٍ دفين
- جاسر في حضني على شبع مني حنية و اهتمام انما رقية مع انها كانت في حضن امها بس ما شبعتش حنية ولا عرفتها امها مكنتش فاضية لها من الأساس
اتجهت حيث خزانة ملابسها و هي تقول بدهشة
- تخيل إن نبيلة اللي حاربت الدنيا عشان بنتها تفضل معاها كانت بتخارب ليه ؟!
فك أزرار قميصه و هو يتسأل بفضول
- ليه ؟!
عاد و بيـ ـدها منامة بيتية مريحة له وضعتها بين يـ ـدها ثم قالت بإبتسامة جانبية:
- كل بتعمله دلوقتي عند في عبد الكريم عاوزة تكسـ ـر نفسه بالفلوس و تقوله شوف أنا كنت فين و بقيت فين ؟!
- يا شيخة نبيلة تفكيرها يوصل لكدا مستحيل
- و الله زي ما بقولك كدا يا فضل البنت يا قلبي كانت بتيجي لي تشكي همها و تحكي لي في كل مرة تعمل حاجة متعجبش أمها بتسمع كلام قد كدا تزهق تروح لأبوها تسمع كلام قد مرتين مرة من خيرية ومرة من عبد الكريم تزهق تقومي جايلي و تفضل تعيط لما تشبع .
- شافت كتير يعني ؟!
- اوي اوي يا فضل يعني اللي كان مهون عليها العيشة مع أمها معاملة شهاب الكويسة و بهجت كمان هو صحيح مكنش قريب منها اوي بس كفاية انه كان حنين عليها
اقترب "فضل" منها محاصرًا جسـ ـدها بين ذراعيها ثم قال بنبرة ماكرة
- احنا هنفضل طول الليل نتكلم في رقية و أمها و لا إيه ؟!
حاولت أن تفلت من محاصرته لها لكنها فشلت
في ذلك نجح في إقناعها أن تجرب أن تسمعه بدلًا من أن يظل هو يصغى لها فـ كلماته تختلت كل الاختلاف عن كلماتها .