-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 28 - 1 - السبت 27/1/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر يوم السبت

27/1/2024

❈-❈-❈


آآه براحة يا طنط هتبقي أنتِ و ابنك ايدكم تقيلة ؟! 

- معلش يا حبيبي حقك عليا و الله جاسر طيب بس هو اللي خلقه ضيق حبتين 

- طب نوسعه 

-هو ايه دا ؟! 

- خلق ابنك يا طنط 


و كمان ليك نفس تهزر بعد الخريطة اللي عملها في وشك دي ؟! دا أنا لو منك كنت سحت بكرامته الأرض هو و اللي يتشدد له 


أردفت " تميمة" عبارتها. بإنفعال شديد بينما ردت. ز و جة أبيها قائلة:

- ما براحة يا حبيبتي على نفسك ابني مش قصده حاجة هو بس لما بيتعصب ما بيشوفش قدامه انما و هو رايق يا روحي عليه برنس كدا في نفسه الله اكبر الله اكبر من عيني و من عين أي حد 


سَخِرت تميمة من دعاء و قالت:

- القرد في عين أمه غزال !


تنفست " دعاء" بغضبٍ مكتوم وهي تنظر لتلك الوقحة التي تسب حبيبها و فلذة كبدها 

نظرت لز وجها بنفس نظراتها الغاضبة التي لم تتغير و قالت:

- ما تشوف بنتك يا فضل ! 


رد " فضل"بسرعة و قال:

- بنتي مش قصدها يا حبيبتي دي قصدها تمدح فيه


لكزته بخفة في كتفه بمرفقها ثم قالت بنبرة مغتاظة :

- لما ابني قرد ابقى أنا إيه نسناسة ؟! 


نظر لإبنته بوعيد ثم عاد ببصره لز وجته و قال:

-مش قصدها يا روحي طبعًا و بعدين هو في في جمالك و لا حلاوتك ؟! 

- و ابني لا  ؟! 

- قبلك طبعًا ازاي معقول الكلام دا 


  نظر " ساجد" لابيه ثم عاد ببصره لز وجة أبيه غمز لها بطرف عينه و هو يقول بإعجاب شديد 

- يا مسيطر أنت يا مسيطر 


ضربه " فضل" على مؤخرة رأسه بغيظٍ ثو قال:

- بطل لماضة يا واد و قوم متعملش فيها تعبان دا يادوب بوكسين 


بعد مرور ساعتين 


كانت " رقية " جالسة أمام المرآة تمشط لها خالتها خصلات شعرها الطويل نسبيًا، بينما كانت هي في حالة يرثى لها،  مر أمام عيناها شريط ذكرياتها مع صوت خالتها و هي تُغني لها  تساقطت الدموع من عيناها  دون إرادة منها رغم التماسك الذي حاولت بشتى الطرق أن تكون عليه إلا أنها  لم تستطع التظاهر بالجمود أكثر من ذلك .


تركت " دعاء" المشط جنبًا ثم جلست مقابلتها محتضنة يــ ـدها بين راحتيها،  جففت لها دموعها و هي تقول بنبرة حانية 

- لا يا قلبي لا إلا دموعك دي غالية اوي عليا  يا رقية !


ارتمت بين احضانها لتجهش في البكاء،  ربتات  خفيفة و متتالية على كتفها حتى هدأت تماما 

نظرت لها خالتها و قالت بنبرة هادئة:

- عارفة إنه مش وقته خالص بس لو جينا للحق كل اللي مصدومين دول عندهم حق يتصدموا 


هدرت "رقية" بصوتها قائلة بنبرة متحشرجة

- و أنا حقي فين ؟!  أنا فين من كل دا ؟!  محدش فكر فيا ليه ؟!  ليه اخويا اللي أصغر مني يمد ايـ ـده عليا ليه أمي تحلف ماتحضر لي فرح لمجرد إن العريس من طرف ابويا  و ليه أبويا يحلف عليا مايعرف أمي  إني اتجوزت لمجرد إنه خايف إنها تشمت في بسببي 

- بسببك ؟! إيه الكلام الكبير دا بس  يا رقية ؟! 


ردت رقية بنبرة مختنقة إثر البكاء

- للأسف يا خالتو اللي عايشاه لحد دلوقت مكبرني ميت سنة 


تنهدت خالتها بعمق وهي تقول بهدوء

- رقية أنتِ متعوديتش مني على الكدب و لا النفاق و واخدين على  الصراحة في كل حاجة حتى لو كنتي غلطانة بردو،  لازم اقول إنك غلطانة 

- يعني أنا غلطانة يا خالتو ؟! 

- هكدب عليكي واقول لا ؟! ايوة غلطانة  و جامد كمان ! 


تابعت بتساؤل قائلة:

- قولي لي كدا مين عاقل يسيب بيته و اهله و ناسه و يروح لشاب في الصعيد ويقوله الحقني ؟! 

- الشاب دا يوسف يا خالتو يوسف اللي اعتبرك أمي التانية و اعترف لك بحبه ليا من قبل أي حاجة و كنتي أنتِ أول واحدة عرفتي دا ! 


ردت " دعاء" قائلة:

- و دا كبره في نظري جدًا بس خلينا نفرض إنه طلع شاب وحش 


ردت رقية بضيق قائلة:

- منفرضش


قاطعتها دعاء بحدة قائلة:

- لا نفرض و نص كمان يعني إيه تروحي برجلك لواحد غريب 


فرغ فاها لتتحدث لكنها قاطعتها بحدة و صرامة

- إياكي تقاطعيني و أنا بتكلم  و تقولي بيحبني و زفت على دماغك، عشان دا لو واحد غير يوسف  كان استغلك اسوء  استغلال الحركة اللي عملتيها دي يا رقية كان ممكن تتطير رقبتك فيها بس للأسف  ابوكي معملش كدا مش خوف عليكي قد ماهو خوف إن نبيلة تشمت في وتربيته ليكي و هو دا بردو نفس السبب اللي خلاه يخفي خبر جوازك من يوسف  و اتحجج أن دا هيكون أفضل عقاب ليكم انتوا الاتنين ! 


تابعت بعتاب قائلة:

-بقى  رقية بنتي أنا اللي ربيتها و بحلف بأخلاقها تروح تقابل خطيبها في شقة لوحدهم ؟! 


لم تتحمل " رقية"  اكثر من ذلك وقفت عن مقعدها و قالت بنبرة مختنقة:

- بس بقى كفاية كدا !و بعدين هو إنا قابلت حد غريب دا جوزي على سُنة الله و رسوله و لولا  ابويا كان زمان الدنيا كلها عارفة دا 

- و طول ما الدنيا كلها مش عارفة دا و طول ما أهلك  قالوا دي خطوبة تبقى خطوبة غير كدا يبقى تستاهلي قطم رقبتك و محتاجة تتربي من جديد .


نظرت لها رقية بحزنٍ يفوق حزنها على حالها حركت رأسها و قالت بنبرة تغلفها الخذلان 

- متشكرة يا خالتو 


تنفست دعاء بعمق و هي ترخي جفنيها بهدوء  وقفت عن المقعد، ثم اتجهت حيث ابنة أختها احتوت ذراعيها بين راحتيها و قالت بنبرة حانية هادئة 

- يا رقية يا حبيبتي أنا عارفة إنك مضغوطة و زعلانة من اللي حصل بس أمك ليا تزعل و أخوكي كمان 

- يقوم يضربني ؟! 

- ما هو دا اللي احنا بنحاول نفهمه مين قاله إنك مش متجوزة و إن كل دا تمثيل


ردت " رقية" بنبرة مغتاظة قائلة:

- هي في غيرها العقربة أمه 

- قصدك إن خيرية. هي اللي عرفته ؟! 

- ايوة طبعًا ماهي مش عاوزاني لابنها 

- طب و هي جابت رقم بهجت منين؟! 

- لا دي سهلة ومش هتغلب فيها 


ختمت حديثها قائلة بنبرة مغتاظة

- روحي يا خيرية منك لله أشوف فيكي يوم يارب .


فرغ فاه دعاء لترد لكن قاطعها دخول ز وجها بعد أن أذنت له، ولج و إبتسامته تزين ثغره 

وقف بجوارها ثم قال:

- عريسك تحت منتظرك يا جميل 


ردت  رقية بإبتسامة واسعة و لهفة شديدة ارتسمت على وجهها فور سماعها لإسم ز وجها 

- يوسف جه ؟! إمتى و ازاي  دا عنده شغل كتير اوي !! 


تابعت بلهفة  وهي تركض تجاه باب الغرفة

- أنا هنزل حالا 


هتنزلي بالبيچامة يا روكا بردو ؟! دا كدا هايطفش منك !! 


اردفت  دعاء عبارتها و هي توزع نراتها بينها ابنة أختها و" فضل" الذي كان يمازحها بكلمات و هو يقول بحزنٍ مصطنع:

-  و أنا اللي كنت بكون نفسي عشانك جه في الآخر و أخدك مني ماشي ماشي 


عادت لتعانقه مع خالتها،   لم تشعر بهذا الحنانمع والديها هذا الحُب  تريده منهما و ليس من الغرباء،  ربت "فضل"على ظهرها بحنو و حب ثم نظر لها وقال:

- يلا يا حبيبتي غيري هدومك و أنا هنزل تحت اقعد مع عريسك لحد ما تخلصي .


تبسمت خالتها قائلة :

-  و أنا كمان هنزل أشوفه و حبيبتي تظبط نفسها و تنزل أحسن الواد يغير رأيه و يقول خدوها مش عاوزها .



الصفحة التالية