-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 28 - 2 - السبت 27/1/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر يوم السبت

27/1/2024


كان جاليًا يهز ساقيه بسرعة شديدة و هذا يدل على شدة توتره وغضبه،   علم بكل شئ و قرر أن يتمم زيجته منعًا لمزيد من التطاول على حبيبته ،  جلس مقابلته "فضل"  و قال بتساؤل:

- أيوة يا يوسف بس رقية لسه بتدرس و أنت عارف إن دراستها و حياتها كلها هنا مش في الصعيد 

- هبجى أچيبها على الامتحانات يا عمي ولا انجل الورج  الصعيد عادي مش هتفرج كاتير 


ردت دعاء بتساؤل:

- طب و هي موافقة ؟! و لا أنت لسه هتعرض عليها الأمر ؟! 


رد " يوسف" بغضبٍ مكتوم و قال:

- أني وهي كنا محددين ديه من لاول  بس اللي حُصُل لغطبلنا كل حاچة 



رد " فضل" بعقلانية و قال:

- أنا شايف إنك تروح لأهلها و تتكلم معاهم في الموضوع دا احنا حتى لو وافقنا فـ موافقتنا مش هتودي ولاهتجيب  عشان كدا من رأيي تروح لأبوها و أمها 

- أبوها موافج يا عمي 

- طب خلاص يعني فاضل أمها 


ردت" دعاء" بنبرة جادة

-نبيلة أختي مستحيل توافق  أصلا على الجوازة مش إن بنتها تروح الصعيد دا إن رقية تروح الصعيد مشكلة تانية اصلا لوحدها 

-أني مليش صالح بكل الحديت الماصخ ديه أني مرتي لما جعدت في وسطيكم اضربت و محدش منيكم حاش عنيها إنتوا تحمدوا ربنا إن مرضيش أچيب مصارين اللي بهچت ديه 


ردت " دعاء"  بنبرة  مرتفعة نسبيًا و هي تقول بتحذير واضح وصريح

- لا اهدأ على نفسك كدا يا حبيبي ابن أختي محدش يقدر يقرب له طول ما أنا عايشة و بعدين عا‘زه يعمل إيه لما واحدة بنت حلال راحت قالت إنها بتقابلك في شقة و ماشية معاك في الحرام عاوزه يصقف لها و يقولها برافو يا حبيبتي عيش براحتك لا إن كنت أنت صعيدي و دمك حامي احنا كمان صعايدة ودمنا حامي اوي اوي كمان قيس الكلام دا على  اختك كدا و شوف بتتكلم ازاي  اتعدل كدا أنا كنت بحبك يا يوسف متزعلنيش منك بقى .


تجاهل " يوسف " عبارتها الطويلة  لكنه لم يمر عليه  أن إحداهن قامت بالفتنة بين

ز وجته و أخيها، سألها بفضول

- مين اللي راح جال لـ بهچت الحديت ديه ؟! 


ردت دعاء بنبرة ماكرة

- الله أعلم بقى شوف أنت  مين الي راح ووقع بينهم وشوف مين له مصلحة رقية متكملش معاك ومش على هواه الجوازة 

- جصدك إيه جصدك أمي ؟! 

- أنا مالي أنت اللي قلت طلع ذكي و بتفهمها و هي طايرة اهو يلا هي بنت حلال و تستاهل 


حرك فضل رأسه و هو يحاول إخفاء ابتسامته 

همس بالقرب من أذنيها ثم قال:

- مافيش فايدة فيكي عمرك ما هتتغيري يا دودو 


نظرت له ثم قالت بخفوت  و الإبتسامة تزين ثغرها

- قلب دودو يااه 


تابعت و هي تقف عن الأريكة ضغاطة على رسغه برفق ما إن أتت ابنة أختها ابتسمت لهما   ثم قالت:

- معلش أصل عاوزة فضل في كلمة سر  هرجع لكم تاني  ماشي .


مازحها فضل وقال:

- بس أنا مش عاوزة كلمة سر أنا عاوز اسمع كلامهم 

- تعال بقى يا فضل عيب كدا 


وقف فضل عن الأريكة. ثم أشار  بسبباته تجاه رقية وقال لز و جها بمرح:

- أنت خدت عروستي مني قلت لها استني هكون نفسي قالت ماشي و بعدها جيت أنت خدتها مني بس أنا مش هسكت و هاخد خالتها وهمشي قبل ما اضرب منها هي كمان .


ما أن غادرا المكان طالعته بأعين مليئة بالحزن  و الدموع اقترب منها ليجفف دموعها قبل أن تنساب على وجنتيها و قال بتحذير 

-لا يا حبيبتي. اوعاكي تبكي أبدًا  أنيلساتني عايش ماموتش 


و كأنها هذا ما ينقصها  لتبكي داخل أحضان ظل يربت على ظهرها بحنانٍ  بالغ عاتبها بكلمات وهو يشدد على ضمته لها  ثم قال:

-  أنتِ السبب في كل اللي احنا في ديه يا رقية 


ردت بتساؤل من بين دموعها 

- أنا يا يوسف السبب ؟!

- ايوه أنتِ السبب، لولا إصرارك إنك تكملي علامك اهني و ماشية على هوا أبوكي ومطلعة عيني أنتِ وهو مكنش بجى ديه حالنا دلوجه يا وچعة جلبي أنتِ 


تمتم بنبرة مقلدة لنبرته قائلة:

- يا وچعة جلبي أنتِ ! 

-اتمسخري عليّ و أني هطلع كل ديه بس نعاودوا دارنا 


رفعت رأسها عن صـ ـدره ثم قالت بضيق من حالها

- بس أنا مش هرجع الشقة دي أنا خلاص اتشائمت منها يا يوسف و مش عاوزها 

- و مين چاب سيرة الشُجة اللي اهني 

- أنت مش بتقول بيتنا 

- ايوة يا حبيبتي بس أني جاصدي دارنا اللي في الصعيد مش اهنى واصل .

- ايوة بس ماما و بابا و


رد مقاطعًا بنبرة حانية 

- ارمي حمولك على الله ثم على العبد لله و أنتِ هتشوفي اللي عمرك ما شوفتي واصل و أول حاچة هي إنك هتطلعي تغيري خلجات ديه و تتدلي عشان هنروح لأمك و نتحدتت وياها بس لاول نروح لأبوكي و نحدد معاد الدُخلة و الفرح 


ردت " رقية "بضيق و قالت:

- هنعمل فرح تاني يا يوسف قصدي تالت ؟!


رد " يوسف " و قال بهدوء و حكمة

- يا حبيبتي أهلي في الصعيد خابرين إنك مرتي على سُنة الله و رسوله و الدُخلة لسه ماتمتش عشان ضحكنا عليهم وجلنا إن والدتك تعبانة و مش هتجدري تفوتيها وحديها و تسافري بعيد  و أجلنا الدُخلة سنة في سنة انما اهني محدش يعرف واصل إني چوزك و لما عرفوا جلنا إنها حيالله شبكة و كتب كتاب بحكم دي عاداتنا في الصعيد مكنش ينفع واصل نجول  يا نتجوز يلاندخل الناس هتتكم عليكي عِفش 


نظرت"رقية" بأعين يملؤها الحزن الدفين ثم قالت:

- هما لسه متكلموش يا يوسف الناس كلها بتجيب في سيرتي و اللي بيخاف يتكلم في وشي بيتكلموا في ضهري 


داعب " يوسف" خديها بأنامله و هو يقول بنبرته الحانية قائلًا:

-  وحياة العيون الحلوة ديه و الضحكة اللي بتشرح لي جلبي ديه ماحد يجدر يهوب ناحيتك واصل طول ما أني عايش، اصبري على حبيبك يومين، بس يومين  بالعدد و أني هجطع لك لسان أي حد يتحدت  عليك يا چميل يا طِعم أنت ! 

- اتلم  يا يوسف لحسن حد يشوفنا  الحكاية مش ناقصة 

-  أني هتلم يومان بالعدد. و بعد كِده محدش هيعرف يلمني واصل .


❈-❈-❈


في مساء نفس اليوم 


كان " يوسف" جالسًا داخل بهو فيلا" شهاب " 

 و لكن للوهلة الأولى تظن أنه داخل قسم الشرطة يتم التحقيق معه من قِبل نبيلة و ولدها  تقبل طريقة " بهجت" لكنه لم يتحمل فظاظة والدته التي حدثته بغطرسة جعلته  لا يعرف حينها هل يقوم و يفصل رأسها عن جسـ ـدها أم يجلس محله و يمرر الأمر لأجل حبيبته رد على جميع تساؤلاتهم  بإجابات منطقية لا تجعل لأحد ينتاب في الأمر لن يُنكر أنه  لجأ للكذب أحيانًا حتى يتقدم لمراحل أخرى من الاسئلة،  لم يُعجبها " نبيلة" هذا الثبات الذي يتظاهر به بل تود أن تقـ ـتله ليهدأ 

قلبها لكنها قررت أن تضع شروطها و عليه أن يختارإما أن يوافق أو يوافق لا مفر من الموافقة أم الرفض أو الاعتراض لا مجال لهما 

و لا تعترف بهما  في قاموسها .


وضعت ساق فوق الأخرى و هي تقول بنبرة آمرة 

- بنتي مش هتـ ـتـجـ ـوز  قبل ما تخلص دراستها يعني بعد سنتين كمان من دلوقت 



ابتسم لها شبح إبتسامة و هو يقول 

- بت جصدي مرتي  في كلية طب و ديه تاني سنة ليها و 


 انتابتها حالة من الدهشة  و الذهول الشديدان 

ماسمعته للتو من المؤكد أن اكذوبة من آكاذيبه  فهو بن خيرية تلك الأفعى التي تتلون و بالطبع سوف يرث  صفاتها الماكرة،  تلعثمت  و هي تقول:

- أنت بتقول إيه ؟! بنتي أنا بتدرس طب ازاي بنتي بتدرس تجارة مجموعهامجبش غير تجارة 



ارخى " شهاب" جفنيه بهدوء بعدما بدأ 

" يوسف"  كل شئ  لقد دمر له ذاك الأخير  ما كان ينوي فعله لمساعدة تلك المسكينة،   تنهد و هو يستمع له مدعيًا عدم معرفته بالأمر حين قال :

- رقية كان نفسها تتدخل طب و أني حججتلها حلمها ديه 

- أنتتحقق لبنتي أنا حلمها ليه إن شاء اللهكنت الفانوس السحريو أنا معرفش ؟!



ضغط " يوسف" بكل ما اوتي من قوة على مفاتيح سيارته و هو يقول بثبات مفتعل 

- لا چوزها 

- متقولش جوزها دي أنا لسه مش عارفة اتقبلك  خطيبها حتى  و مش فاهمة عجبها فيك إيه بصراحة يعني ؟! 

- عچبها فيْ إن أني كنت الجلب اللي خاف عليها و حبها من يوم ما عيني وجعت عليها  


ردت " نبيلة" بعصبية قائلة:

- أنت ناوي تعصبني مش كدا ؟! 



تنهدت بعمق ثم قالت بنبرة آمرة و هي تُخرج دفتر الشيكات قائلة:

- بص مش هنوجع قلوب بعض كتير. أنت تقول عاوز كام و تطلق  



كادت أن تتدون الرقم لكنها توقفت وهي تنظر له ثم قالت بإقتراح:

- إيه رأيك اسيب خانة الرقم فاضية و تحط أنت الرقم اللي يعجبك ؟! 



لاحت إبتسامة جانبية على فاه "يوسف"  و هو يقول بهدوء 

- بجيتي تتكلمي بالفلوس يا خالة!  الله يرحم زمان معلاش اني مجدر عصبيتك ديه وإنك متعرفيش أني مين وواد مين في البلد ولا الفلوس ديه  عنيدنا بنعاملوها كيف ! 


وقفت " نبيلة" عن مقعدها بهرجلة مشيرة تجاة باب الفيلا قائلة بعصبية :

- أنت قليل الأدب،  امشي اطلع برا و إياك تتدحل البيت تاني 


وقف " شهاب" و قال بعتذار 

- معلش يا يوسف نبيلة متقصدش هي بس مضايقة شوية من اللي حصل .



ردت " نبيلة" بعصبية قائلة:

- بالذوق بالعافية هتطلقها و بكرا تعرف مين هي نبيلة اللي تكلمها باالاسلوب دا، الظاهر إنك نسيت أصلك ! 

- أني فاكر أصلي كويس جوي اللي نسي و بيتحددت بالفلوس هو أنتِ مش أني 



حجظت عيناها من هول وقاحته،  بينما تابع هو بثباته الانفعالي الذي لم يتغير منذ بداية الجلسة وحتى الآن.

- أني شاري خاطر بتك اللي هي حبيبتي ومرتي لآخر لحظة و اللي أنتِ جاعدة تشتري و تبيعي فيها بالفلوس  بس أني مش هعمل كيف ما بتعملي لا أني هشتري خاطرها 


تابع حديثه و هو يشير بسبابته حيث " رقية"

الواقفة على سلالم الدرج و الحزن يعتري ملامحها  ثم قال:

- و حياة الواجفة اللي واجفها دي و منتظرة منك الرضا كيف اللي مستني حكم البراءة ما هعدي اللي حُصُل ديه على خير ابدًا 

- أنت بتهددني يا ولد ؟! 



رد " يوسف" بعصبية لأول مرة وقال بنبرة مرتفعة:

- سميها كيف ما تحبي أنيمعدش فارج معايّ  أني رايد مرتي و أني كاتب عليها على سُنةالله ورسوله مالك كِده النار عمتنهش في صدـ ـدرك 

من يوم ماعرفتي إنها مرتي  

- عشان أنت مش تليق ببنتي يا جر بوع أنت 



لا يا ماما يوسف مش جر بوع يوسف جوزي و مش هسمح لأي مين كان يكون يقلل منه أبدًا 

و من فضلك كفاية لحد كدا،  أنا متجوزة على سُنة الله ورسوله  و بابا كان شاهد و عارف و راضي كمان يعني معملتش حاجة عيب 

ولا حتى حرام أنا متجوزة بعلم أهلي 



اردفت " رقية" عبارتها وهي تهبط من على سلالم الدرج متجهة حيث والدتها، وقفت بجوار ز وجها و دعمته بكل ما اوتيت من قوة 

لكنها تلقت صفعة مدوية من والدتها بعد ما فرغت من حديثها،  أشارت " نبيلة" تجاه سلالم الدرج و قالت:

- امشي اطلعي على اوضتك واياكي اشوف وشك   و أنت اطلع برا ملكش عندي بنات 



رد " يوسف" بنبرة صارمة قائلًا:

- أني مش همشي من اهني غير و مرتي في يدي سوى برضاكي أو غصب عنيكي !


ضحكت بسخرية لتهديده. لكنها لم تتحدث أشارة منها فقط جعلت الحارسان يقفان خلف " يوسف"  سألته بهدوء قائلة:

- تحب تمشي على رجلك و لا اخلي الحرس تتطلعك برا  على ضهرك ؟! 



تبسم بسخرية قبل أن يباغت الحرس بحركاته الخفيفة  طرحهم أرضًا غير قادرين على الحركة  قيد أنملة حتى،  رفع كفيه و قال باسمًا بنبرته الساخرة وهو يوجه حديثه لابنها "بهجت "

- زمان يا واد يا بهجت الست والدتك كانت بتتفرچ على افلام الاكشن و كانت بتشوف البطل وهو بيُضرب الناس ببساطة كِده كانت تجولي بجى معجول في حد يقدر على اتنين كيف  ضرفة الباب جلت لها ايوة جالت لي مين جلت لها اني و بكرا تشوفني و أني بكسر هم جدامي


الصفحة التالية