-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 37 - 1 - الأربعاء 10/11/2024


قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل السابع والثلاثون

1

تم النشر يوم الأربعاء

10/1/2024



كان يستمع لها وعقله يسأل، ما الذي يحدث بالتحديد؟ هل من الممكن أن يفقدها بعد أن بدأ يشعر أن هناك شيء يخفق في قلبه من أجلها؟ كلمات «دانه» كانت تجعل رأسه يلتفت لينظر إلى داليد التي تضغط على شفتيها بخجل، تفرك يديها دون هوادة وكأنها تشعر انها تحت المجهر، وهو يشرحها بنظراته الحادة القوية المحملة بالرفض من يخبرها أحد آخر شيء، لا يجب أن تقبله إلا منه هو.

 لا يجب ان تستمع إلى اعتراف بالمشاعر من أحد غيره، لكن باي حق يرفض أن يراها غيره جميلة، هل تحدث.. هل اعترف بما يكنه لها؟ والأم هل ما يكنه قويا إلى هذا الحد؟ أم هو مجرد مشاعر امتلاك! ازدرد لعابه فتحركت تفاحة أدم، وهو ينظر لها باستفسار كأنه ينتظر أن تتكلم، لكن كان ردها مزيد من التوتر والاضطراب، والخوف خوفا من نظراته الحادة المحملة بالغيرة، وسعادة تطوف بداخل قلبها، وهي ترى التملك في عينيه. 


هل يعني ذلك انه يبادلها المشاعر؟ أم هي تتخيل! 


رحيم: قال لكِِ ايه؟ 


داليدا: هو مين؟ 


_ اللي بنتكلم عليه 


_ هو كان فاكرني.. 


_ايوه فاهم كان فاكرك دانه، قال لك ايه؟


_ ولا حاجه يا رحيم 


_ ولا حاجه ومتوترة كده ليه؟ هو انا هضربك 

_ انا ما اقصدش


_ بس انا اقصد قال ليكي ايه يا داليدا


_ قال لي وحشتيني واني بقالي فترة ما جيتش الشغل وكده، هو ما قالش حاجة غلط 


نظر لها بصدمه وهمس بصوت كالفحيح


_ كل ده وما قالش حاجة غلط، ازاي سمحت لنفسك انك تسمعيه 


_ انت بتقول أيه؟ أنا ملحقتش قبل ما أرد او أتكلم كانت دانة واقفة بالعربية بتاعتها قدامنا وهو حس بصدمة، وقتها أتأكد أنه غلطان 


هنا أدركت دانه بالذي يحدث، يبدو أن رحيم بدا يشعر بشيء بداخله، الغيرة تتحرك داخل جدران قلبه، فالتفت له تقول:


_ المشكلة مش هنا، دي مش اول مرة حد يعجب بيها، او انه يقول لها كلام حلو


 لم يلتفت لها وهو يقول بصوت حاد: 


_ نعــــم


 ابتسمت لاختها وهي تكمل كلامها، بينما داليدا تهز رأسها بنفي، وكأن عيب أن يعجب بها أحد، أو يسمعها كلاما عذب يدغدغ اوتار انوثتها، أزدردت لعابها وهي لا تقوى على الهمس، من فرط ما تشعر به، ليس خوفا بل عشقا يفيض وهي ترى التملك الممزوج بالحب في عينيه، نظرة الغيرة تلوح على وجهه،  تشبه حد السيف. 


ترتفع وتيرة أنفاسه كأنه يركض في سباق طويل بينه وبين ذاته، ليعترف في النهاية بكل شيء دون أن يهمس بحرف، أدركت دانه أنه يفقد السيطرة، فابتسمت لاختها وهي تقول: 


_ بس أكيد انت عارف أن داليدا مبتهتمش بحد، مش بـتلتفت لكلام حد يمكن لانه مش أي حد بيشغل عقلها. 


ربما كلمات بسيطة استطاعت أن تربت على قلبه، فهي لم تلتفت ولم تهتم لم تعطِ مجالا لأحد أن يغزو عقلها وقلبها او يداعب أوتار مشاعرها، هو فقط من يستطيع أن يفعل ذلك دون محاولة منه.


 وكأن ما يفكر فيه سؤال مسطور على وجهه مما جعلها تهز راسها موافقة، على أي شيء حتى تتبدد تلك النظرات الحادة من عينيه، لم يدرِ ما الذي يحدث له، وهو يمد يده ليضم أصابعها لأول مرة، ورغم الخجل الذي تشعر به لم تدرِ ماذا عليها أن تفعل،  سوى أنها تحاول أن تسحب يدها من بين يديه،  لكن ماذا بعد؟ 


هل تركض إلى الداخل أم تبقى حيث هي، حيث تستمع إلى تلك النغمة المختلفة، ذلك العزف المنفرد وقلبها ينتفض بين ضلوعها، وما أن ادركت أنها لم تعد تستطيع ان تبقى على حالها، جذبت اصابعها من يده، وهي تتلون بحمرة الخجل، بينما دانه ادركت ان اختها تكاد تذوب، ربما لم تلاحظ انه يحتضن كفها في يده، لهذا سألت:


_ ماردتش علي يا رحيم


_ سؤالك مش محتاج رد إللي بيحب إنسان مش بيتوه عنه، هاتي اسمه


داليدا: ليه 


التفت إلى داليدا باستفسار، فهي من سألت وكانه لا يصدق انها تهتم بـ الذي سيفعله في شخص كهذا..


_ انت مهتمة ليه؟


_ أنا مش مهتمة انا بسأل انت لما هتاخد اسمه هتعمل ايه؟ 

اعفاها من الرد قدوم آدم واخوانها الصغار مما جعله ينتبه لهم، وادم يسأل:

_ مالكم ساكتين كده ليه؟ 


نظر له رحيم بحدة، لكنه لم يرد مما جعل آدم يرفع يده استسلاما، وهو يتحرك مع احمد ومحمد ابناء خالته، الى الداخل مرة أخرى،  تناولوا بعض الحلوى ورجعوا ليلعبوا مرة أخرى.


بينما سهام وسهر لازالوا يتكلمون مع أخواتهم، واسماء تشعر بالسعادة.


بينما أدهم يرتشف القهوة مع احمد داخل المكتب، لكنه كان شارد في خوفه..


أحمد: روق واللي انت عاوزه هيكون 

ادهم: بجد يا وحش..

أحمد: عيب عليك انا هشوف ليك الموضوع ده، ولو الموضوع زي ما انت بتقول هخليه يفكر الف مرة قبل ما يرفع عينه فيها 

أدهم: تسلم يا صاحبي.

_ بس ده مرهون على أني اتأكد من اللي انت بتقوله، يعني لو الموضوع مجرد تسلية،  او البيه بيلعب بيها بمشاعرها هخليه ينسى اسمه مش ينسى اسمها بس لو الراجل عايز يتوب، أو مشاعره صادقة.


_ ثاني بيقول لي عايز يتوب 


_ سبحان الله الواحد فينا يكيل بمكيالين


_ ما تعصبنيش يا وحش

_ بص يا ادهم انت مش صاحبي انت اخويا، واللي يمسك يمسني وبنتك بنتي، بس ان أجي على أنسان وحطم مستقبله من غير سبب يبقي ايه؟

_ انا ما قولتش  تحطم مستقبله. 

_ عارف بس ده اقل حاجة أعملها،  لو طلع بيلعب بـ دانه.. 


 بينما في الخارج كان الصمت ثقيل، محمل بكثير من الافكار، دانه ادركت انا رحيم ينظر الى هاتفه باهتمام، فسألته: 

_ بتعمل ايه؟ 


لم تتلقى ردا وهو يكمل ما يفعله ثم وجه لها الهاتف، لتنظر الى صورة ذاخر نظرت له بصدمة، ولكن كل ما كتب على صورة في المجلات كان مدح في ذلك العبقري العالمي. 


هزت راسها بموافقه

لم لم يتكلم وأكمل ما كان يفعله أخذ يفعل كل ما علمته إياها والدته، ليرقص على الجليد بنغمة مختلفة بينما عينه يظهر فيها الغضب كلما إنسايت المعلومات أمامه، فذلك الرجل الوقور عالميا، المعروف بابداعه وتصاميمه التي تصل إلى حد الفتنة، له حياة مزدوجة علاقاته على المستوى الشخصي، تقول انه شيئا آخر غير ذلك الراقي الذي تظهره الميديا العالمية، اخترق جهازه الخاص جحظت عينيه من ما يراه أشياء كثيرة، لن تخطر في بال تلك البريئة، أن تحدث اشياء تؤكد ان كلام والدها حقيقيا، وأنه لا يتجنى عليه برفضه له، او بخوفه عليها..


 هناك أشياء كثيرة تظهر خلف السطح، مما جعل رحيم يترك الهاتف ينظر الى داليدا بصدمة، ثم بصوت يحمل البرود وكأنه محمل بطبقات من الجليد، همس: 


_ ممكن تسيبينا لوحدنا شوية


_ انا


_ ايوه يا داليدا انت، ممكن تسيبيني أنا ودانه لوحدنا شوي، ولا الموضوع يهمك انت كمان، لو شاغل بالك وتفكيرك ممكن تفضلي


_ هو مين ده؟ 


_ خلصنا يا داليدا متعصبنيش اكتر ما انا متعصب، اتفضلي استنينا مع ماما وخالتو


رغم الغضب الممزوج بالرفض على وجه داليدا، إلا انها هزت راسها بموافقة، وهي تنهض لتتحرك، بينما رحيم ينظر في اثرها الى أن اختفت، وجد نفسه يضع الهاتف امام عيني دانه، في طلب صامت منه ان تقرا ما كتب امامها، بعض الملفات الخاصة المحملة بصور خليعة ممزوجة بمشاهد قد تخدش تفكيرها البريء، وعينها التي لم ترى تلك الاشياء من قبل.. 


ذاخر بكل ما يحويه من تناقضات ما بين النبوغ في علمه، والإنحلال في أخلاقه والمجون في تصرفاته كل شيء كان امامها رؤى العين، وان ترى بعينك اسوء بكثير من ان تستمع، انفاسها التي تخرج بحدة وكانها اوتار مشدودة عن آخرها، تظهر زفيرا بنغمة ممزوجة بالحزن، وهي لا تعرف كيف ترد على رحيم؟ او على ماذا ترد بالتحديد؟ 


على ما تراه أمامها! أم على ما كانت تعرفه، ومع ذلك لم تهتم، ها هي ترى أمام عينيها الكثيرات يمرون في حياته، صور لا تستطيع أن تتخيلها في خيالها البريء، اشياء لم تخطر على عقلها من قبل، مجون وخمور وانحلال وفسق، قربت منه الهاتف دون ان تقول شيء، لكنه بدد الصمت وهو يقول:


 الصفحة التالية⏪