-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 26 - 1 - الإثنين 8/1/2024

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر يوم الإثنين

 8/1/2024



اللمسات هل لها لغة? حين لمست بأصابعك أناملي كيف تدفق كل هذا الإحساس إلى وريدي? كيف اخترقت الشرايين؟  بكل تلك السهولة وتسىربت في خلايا وحنايا ذاتي 

فاستمعت بوضوح إلى كلمة أحبك بكل ما بها من لوعة تردد صداها في جوارحي وانتفض قلبي بين ضلوعه وأنا أ نظر لك فلقد كانت عيناك تصدق وتأمم على اعترافك لي


كلماتك كأن بها ترجمة أخرى فلقد استمعت إلى كلمة اشتاق لك حين نطقت بكلمة كيف حالك؟ واستمعت إلى كلمة أنت بخير بحروف لا زال حبك في فؤادي متقد 

وكلمة العتاب في الحمد لله حين تساءلت عن أحوالك وأني دونك لا شيء، فهل تخبرني أن كل شيء بخير أو هي رسالة لي أن كوني إلى جواري حتى يعتدل ميزان الكون 



صافح سليم يد نهال في حين اتخذت هي مقعد إلى جوار والدها الذي قال وهو يستكمل حديثه مع سليم:

_كويس أن وقع الاختيار على شركتك علشان السفر دي حاجة حلوة اوي هتاخد خبرة وشهر وخطوتك هيكون لها تقل وهتكون بعد كدا في مشاريع تانية في بلاد تانية مدام الخطوة الأولى ابتدت يبقى باقي الخطوات سهلة


نظرت  نهال الى سليم نظرة متسائلة:

_سفر!؟ 


سليم وهو ينظر لها في حزن مدفون داخل عينيه:

_هسافر الجزاير وقع على الشركة الاختيار علشان تنفذ مشاريع تعاون بين البلدين ودا في حد ذاته فرصة مش هتتكرر مرتين

شعور نهال بالصدمة من كلمات سليم كاد أن تنطق بكلمات هل من أجل هذا جئت؟ ولكنها لم تستطع أن تتحدث حين قال والدها وهو ينظر إلى سليم في هدوء:

_بالتوفيق 

قالت نهال وهي تشعر بالدهشة فآخر ما توقعته نهال هو سفر سليم المفاجئ:

_فترة السفر كبيرة؟ 

قال سليم وهو ينظر لها في حنان فشل أن يداريه عن والدها:

_ سنة كاملة 

رن هاتف مراد في تلك اللحظة مما جعله ينظر إلى الهاتف في إهتمام ثم قال وهو ينهض من مكانه:

_المكالمة دي ضروري ارد عليها 


ما كاد مراد يخرج من الغرفة حتى قال سليم في سرعة:

_أنا مش مسافر أنا هربان في الحقيقة

تمتمت نهال في حيرة:

_هربان! هربان من اي؟ 

نظر لها سليم في عتاب ثم قال:

_من النار اللي جوايا ليل نهار مش قادر ابطل تفكير هترجع لي تاني؟  ولا خلاص كدا انتهت حياتنا مع بعض؟ مش قادر اتعايش مع فكرة بعدك ومش قادر استحمل عقاب، بعدك عني خلاني مش فاهم 

انت محتاجة فعلاً فرصة تراجعي فيها نفسك! ولا دي أيام تنسيني فيها 

قالت نهال وهي تنظر إلى الخارج تسترق النظر الى والدها الذي خرج إلى الحديقة:

_كل انسان محتاج ياخد فرصته علشان يوزن الأمور 

سليم وهو ينظر لها في استجداء:

_ أول مرة احس بالضياع والتشت  كام

 يوم  عشتهم معاك حسيت أن الحياة لها طعم تاني، حسيت أني محتاج لك بكل كياني، 

مش قادر اتخطى فكرة أن أرجع ل قبل كدا ولا قادر أصبر على اللي بعد كدا، مش عارف اعيش لوحدي، لما بروح البيت 

بعد الشغل بشوف كل ركن في البيت مضلم 

بارد صاقع ناقصه أنت 

أنا عايش في عذاب 

عايش في جحيم 

، قولي انك لاقيت راحة في بعدي، لو هو دا احساسك هيبقى أنا ماليش وجود في حياتك ومالوش لازمة اللي بعمله 

قولي لي كمان سافر ومترجعش تاني، قولي انك مش عايزاني أو قولي انك هترجعي لي تاني وريحيني كفاية العذاب اللي أنا فيه

انا عارف أني غلطت بس مش عقاب الغلط حرماني منك، مش كفاية عقاب يا نهال مش كفاية كدا؟ ولا أنت شايفة أن فراقك عني افضل حل ليك؟ 

همست نهال في صوت منخفض:

_أنا شايفة أن لسه التسرع في القرارات عندك موجود

أخذ سليم زفير حاد ثم قال:

_وأنا شايف أن اي قرار لو خدناه سوا مش مهم اي حاجة مدام هنكون مع بعض 

أشارت نهال الى سليم بيدها قائلة:

_سليم أنت عبرت عن مشاعرك ليا بصورة سريعة وجريئة لما كنا هناك في بيتك 

قال سليم وهو ينظر لها في تعجب:

_عايزة تقولي اني حاصرتك بمشاعري؟ 

تمتمت نهال في هدوء:

_عايزة أقول إن شفت منك الحب في لحظة والغيرة في لحظة والغدر في لحظة وفي وقت قليل اوي كل دا شفته و واجهته معاك ودا عمل لي ضغط على عقلي كبير مقدرتش أستوعبه ودا يخوف يخوف بجد 

نظر لها سليم في حزن ثم قال بعد لحظات:

_وأنا أوعدك أنك مش ه تشوفي غير الأمان في اللي جاي من عمرنا كله، مش هيكون سليم عصبي بالطريقة دي بس قبل ما تفكري في رد الفعل فكري في اللي دفعني ل كدا، فكري فيا أنا غيرتي عليك جننتني 

واللي حصل دا كان موقف وأنا مستعد اعمل اي حاجة ترجع الثقة بينا تاني، اي اللي يرجع اللي بينا ل اللحظة اللي 

نظر لها نظرة اشتياق جعل الدم يرتفع في جسد_ها كله، فاشاحت بوجهها تجاه الباب وهي تقول:

_لسه في أيام جاية كتير 

سليم وهو يقف في مواجهتها:

_هسافر بعد اسبوعين، عايزك معايا بلاش أتغرب زيادة عن كدا، غربة هنا دوقتها بكل مرارتها وأنت بعيد  وغربة هناك، كفاية كدا، ذنب واحد عملته في ثورة غضب أتعاقب عليه باقي العمر 

دلفت إيڤا في تلك اللحظة إلى الغرفة ثم قالت في صوت يضج بالفرحة:

_العشا جاهز يا ولاد 

ثم بحثت بعينيها في الغرفة وقالت:

_مراد بيه فين!؟ 

أشارت نهال الى الخارج ثم قالت:

_في مكالمة مهمة بيرد عليها 

همست إيڤا وهي تنظر لكل منهم في حنان:

_فرصة كويسة تتعاتبوا 

نهال وهي تنظر إلى إيڤا في لهجة تحذير:

_على فكرة سليم مسافر 

نظرت إيڤا إلى سليم في دهشة ثم قالت:

_مسافر! بجد وعلى فين؟ وليه؟

نظر سليم إلى نهال ثم إلى إيڤا و تابع:

_لازم اسافر مافيش حل بديل عن السفر علشان الشركة اللي تعبت وأسستها أنا وحاتم، أنا سبتها ل حاتم فترة  وكان أمين عليها وجه الوقت اللي اتحمل مسئولية تكملة مشوار الشركة، ظروف حاتم هتمنعه من السفر ومافيش بديل لينا احنا الاتنين  

نظرت إيڤا إلى نهال ثم إلى سليم  وقالت:

_طيب هترجع من السفر امتا؟ 

نظر سليم إلى نهال في عمق ثم قال:

_لو سافرت لوحدي يمكن مرجعش تاني 

ثم أخرج من جيب البنطال أحد المفاتيح وقال:

_خدى المفتاح دا يا إيڤا خلي بالك من الزرع وأنا برا أنا مش عايز اي حاجة تموت في البيت دا، خصوصاً أن اللي زرعت 

ثم نظر إلى نهال وقال:

_فكرة أن تدي  حد طعم الحياة   وبعدين تحرمه منها  تاني دا شيء صعب صعب أوي كمان، الاصعب بجد أن الحرمان يبقى من نفس الشخص اللي دقت معاه طعم الشبع 

قالت نهال وهي تنظر له في عمق:

_زي لحظة الأمان والغدر 

سليم وهو ينظر لها في استجداء:

_لو اديتني فرصة تانية هتشوفي الفرق والخوف اللي جواك هينتهى، بس اديني الفرصة وهتعرفي 

أن في أمور بتكون خارجة عن إرادتنا  بنعملها في لحظة غضب بس بتكون أمور مش بتكرر  لانها بتكون درس 


جاءت خطوات مراد في الحديقة وهو يقول في صوت مرتفع:

_هنستني كتير علشان العشا يا إيڤا

هزت ايڤا رأسها في حسرة وقالت في ضيق:

_والله هو جاهز من زمان بس انتم اللي ملكمش نفس


الصفحة التالية