-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 29 - 1 - الإثنين 15/1/2024

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر يوم الإثنين 

 15/1/2024



منزل مراد صباحاً في الردهة جلست إيڤا ونهال متجاورين وفي مواجهتهم  مواجهتهم جلس مراد يقرأ الصحف في شيء من الشرود، رن جرس الهاتف مما دفعه أن يلتقط السماعة في سرعة وكأنه ينتظر خبر ما، استمع الى صوت من يتحدث ثم  ظهر على وجه مراد القلق والتوتر وهو يتحدث في الهاتف، قبل أن  يغلق السماعة وهو ينهض واقفاً 

 بعض 

اغلق مراد سماعه هاتفه،

وهو يقول:

_لازم اصحى المحامي 

نظرت نهال الى ايڤا في قلق في حين قالت الأخيرة:

_خير 

ولكن مراد لم يجب ضغط على الاتصال في سرعة مرات ومرات إلى أن جاءه صوت المحامي فقال في لهجة آمرة:

_تطلع حالاً على مركز الشرطة علشان تحضر مع سليم التحقيق 

وقفت كل من نهال وإيفا على اقدامهم وقد جعل عنصر المفاجأة الدهشة والصدمة ترجف قلوبهم وهتفت نهال في جزع:

_في اي يا بابا؟ تحقيق أي اللي مع سليم؟

إيڤا وهي تضع يد على قلبها:

_ما نشوف شر ابداً ماله سليم؟ 

حاول مراد أن يتجنب الاجابات ولكن إصرار كل من المرأتين جعل الأمر لا يبدو منتهى قال في عجالة:

_تحقيق شغال علشان فريد و طالبين سليم 

تمتمت إيڤا في صوت متساءل:

_فريد تاني! هو ورانا ورانا! كل مصيبة هو وراها 

أشار مراد بيده في لهجة قاطعة:

_خلاص انتهى الله يرحمه 

شهقت إيڤا في فزع ثم قالت في عدم تصديق:

_مات؟!

نظر مراد إلى نهال التي يمتلك كل جوارحها القلق على سليم وتابع:

_ايوا أ نق_تل وطالبين سليم علشان التحقيق 

هتفت إيفا في سرعة:

_و سليم ماله!؟ حتى في موته مش عاتق حد مجرجر  الكل في الضرر

 


شعرت نهال بالقلق يتسرب في جوارحها خوفها على سليم قد تملك  كل ذرة داخلها، تلاعبت بها الظنون هل سيدفع سليم ثمن هذا؟ هل سوف يزج به في جر يمة شخص شاهده مرة واحدة فقط؟ لماذا سليم؟ تناست كليا فريد تناست ما ربطها به، لوعة قلبها و انتفاضه  فقط على زوجها، هذا الشخص الذي تحمل مسئولية حفظ ماء وجهها أمام الجميع وربط مصيره بها

  لماذا قدر لهذا كله أن يحدث؟  لقد كان سليم يمتلك حياة هادئة وءامنة أيضاً، حتى إذا كانت حياة حزينة ولكنها حياة ثابته مستقرة لا يشوبها اتهامات أو أوضاع خطر، حياة مهندس يكللها النجاح، إلى أن اقتحمت هي حياته، وهل يسمي هذا غير اقتحام؟ حياتها كانت بائسة بها من شبح الفضيحة ما يجعلها تحمل هم والدها  ورأسه المنكسة وألسنة الناس، أجل هم من اقتحموا حياته هم من أراد لهم أن يكون لهم طوق نجاه،  فتبدل الاستقرار شتات، وتبدلت الأوضاع  ربما كانت هي سبب الخطأ من البداية، فهي من تمسكت بوجود فريد رغم تحذيرات الأب، هي حلقة الوصل في تلك المتاهة،  حتى هذا اليوم الذي حاول فريد تخريب حياتها بعد أن لفظها، ما كان من سليم الا الاعتراف بالخطأ الغيرة لم تتمالك ذاتها فأنفجرت باكية  وهي تردد:

_انا هاروح التحقيقات، هيتهمو سليم بايه؟ فريد جه البيت سكران من غير استئذان::::

قال الأب في لهجة صارمة وهو يقطع كلماتها:

_نهال اصبري، دا مجرد استدعاء علشان التحقيق  مش اتهام  

 نهال وهي تبكي:

_لا يا بابا مدام جابوا اسم سليم يبقى ربطوا بينه وب فريد في حاجة، اي علاقة فريد ب سليم؟ أنا أنا اللي كنت خطيبة التاني، والاستدعاء كدا واضح اوي 

هتف مراد في حدة:

_أنا مش هسيب سليم، لاني أنا اللي دخلته في الدايرة دي 

إيڤا في سخط:

_منك لله يا بعيد كنت غورت في داهية وارتحنا جت تاني علشان تختمها هنا  ب مصائب وقرف 

خطت نهال إلى جوار والدها ثم قالت في استجداء:

_علشان خاطري يا بابا خدني معاك أنا مش هستحمل اقعد هنا وسليم واقع عليه ضرر 

ثم أمسكت بذراعه وقالت:

_أنا عمري ما طلبت منك حاجة بحلفك برحمة أمي تاخدني معاك 

مع دموع نهال وتوسلاتها قال الأب في نفاذ صبر:

_ممكن موقفك دا يخلي الدنيا تتقلب احنا حاليا في مرحلة عادية استدعاء 

قالت إيڤا في صوت منخفض:

_نيجي و نقعد في العربية برا هكون معاها أنا برا


نظر لها مراد في حدة وقال في لهجة تحذير:

_أنا مش عايز دوشة وكلام كتير أنا عايز الحق أكون مع المحامي هناك قبل ما سليم يو صل كمان 

قالت نهال في صوت متقطع من البكاء:

_انت طلبت المحامي يبقى في خطر اكيد الوضع مش طبيعي 

قال مراد في لهجة هادئة:

_انا شايف أن المحامي يكون موجود علشان يكون ملم بكل حاجة ووجه نظره اي؟ ممكن فعلاً يبصوا  ل سليم أنه متهم دا شيء وارد علشان الوضع نفسه مش علشان اي حاجة تانية 

إيفا وهي تضع يد على خدها:

_دا مفروض يدو الق-اتل مكافأة ريح الناس من شر شيطان ف الأرض 

ثم أكملت في صوت خافت وهي تتذكر ضرب النساء ل فريد:

_يكونش النسوان ضربوه تاني روحه طلعت؟  

ثم هزت راسها وهي تطرد الفكرة من دماغها:

_لا مش معقول كانوا قالوا لي انهم رجعو له تاني اللي كرهينه  كتير 

والغلبان رجله هتيجي ولا اي؟ 

قالت نهال وهي تسير خلف والدها:

_هاجي يا بابا لازم اشوف سليم لازم اطمن عليه 

هزت ايڤا رأسها علامة للتأكيد وقالت:

_يعني الشاب يقف جنبنا واحنا نسيبه ميصحش بردوا

فتح مراد باب المنزل وحاول أن يشير لهم بالدخول ولكن إيفا خرجت هي ونهال واكملت غلق الباب وهي تقول:

_هنقعد في العربية بس علشان نطمن قعدة ب قعده

تحركت السيارة مراد يسير في سرعة ونهال لم تتوقف عن البكاء ايڤا تربت على كتفها في حنان ولسانها ينطق بالدعاء ل سليم:

_يا رب ينجيك يا بني  

ثم قالت فجأة:

_البعيد م_ات ازاي؟ وامتا؟ 

هتف مراد في حيرة وهو غير منتبه كلياً لها:

_مين؟! اها قصدك فريد مقت-ول من  امبارح والتحقيق شغال، والنهاردة  طلبوا سليم في اهتمام من المحقق 

 

تابعت ايڤا وهي تتذكر وجه مراد ال غير مبالي:

_هو انت كنت عارف؟ 

ألقى مراد نظرة على ايڤا عبر المرآة وتابع:

_ايوا عارف الخبر وصل لي 

تمتمت إيڤا وهي تنظر له في محاولة إقناع ذاتها بالأمر:

_ايوا  أخبار السوق والدنيا بتكون معاك لحظة ب لحظة 

ثم نظرت إلى نهال وقالت:

"كفاية يا بنتي ما هو مافيش حاجة حصلت ل دا كله دا اللي اتكل وغار فريد، وسليم بس هيقول كلمتين ويرجع ل بيته، دا المحقق  لو يعرف البني ءادم دا كان قال بركة يا جامع و  كان قفل التحقيق والكلام دا كله

وقال يا لا مع السلامة 

خراب البيوت بتاع الخمرا كمان عاملين له صوان ومكلمة  دا مش لازم يكون  له قيمة من الأساس  ضر الناس وهو عايش وضر ناس تانية  لما راح  علشان راح اي تحقيق وكلام وقلنا وقال يروحو ةيدفنوه و يريحونا

كان أذى وله رجلين وطايح في بنات الناس 

وقت ما الأذى مات بيدورا  مات ازاي و ليه؟  

المهم أنه مات وانتهى

 

أوقف  مراد السيارة أمام المركز وقال في لهجة آمرة:

_محدش يتحرك منكم 

قالت إيفا وهي تضع يد على كتف نهال:

_اصبري يا حبيبتي كلها دقايق بس وتشوفي سليم ونطمن كلنا 

عين نهال كانت تراقب الأب الذي ينطلق في سرعة إلى الداخل وخفق قلبها في رعب وهي تفكر أن  سليم  ربما يلقى في السجن هذا اليوم



الصفحة التالية