رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 32 - 1 - الخميس 25/1/2024
قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظلمات حصونه
الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثاني والثلاثون
1
تم النشر يوم الخميس
25/1/2024
بعد يومين..
- وحشتيني أوي أوي يا ماجدة.
صاحت بها "لبنى" موجهة حديثها نحو "ماجدة" التي كانت تراها من خلال شاشة الحاسوب الإلكترونية، لتقابلها الأخرى بود ومحبة متبادلان مُردفة بإشتياق حقيقي:
- وأنتي كمان والله يا لبنى وهاشم والأولاد وحشوني أوي، ما تيجوا تقعدوا معانا شوية.
تدخل "هاشم" فى الحديث وهو يجلس بجانب "لبنى" مُعقبًا بثقة وكلمات ذات مغذى:
- لا أنتوا اللي هتيجوا قريب يا حبيبتي.
لم تفهم "ماجدة" ما يقصده ولكنها فسرتها إنه يريدهم أن يأتوا هم، لتردف موضحة له عدم إستطاعتها فى المجئ الأن معقبة بتفسير:
- ياريت والله يا هاشم بس جامعة أسما لسه مش هتدي أجازه دلوقتي وأنت عارفة معتش فى العمر قد اللي راح وعايزة أفضل جمبها وأعوضها عن السنين اللي فاتت.
تفهم "هاشم" ما تقول وأبتسم لها بمودة وحب مُردفًا بتمني:
- ربنا يطول فى عمرك ليها يا حبيبتي وتشوفيها أسعد واحده فى الدنيا وتخاويها كمان.
ضحكت "ماجدة" من مزحة أخيها، فأمر الأنجاب الأن صعب للغاية، حتى ولو كانت لاتزال تحيض، وأيضًا لأن عمليتها كانت خطرية ولن تتحمل وجود طفل معها فى هذا الوقت، لتجيبه بإحباط:
- أخاويها إيه بس يا هاشم خلاص بقى، معدش ينفع.
هنا قرر "هاشم" أن يفصح عن الأمر وهتف بفخر:
- ليه ما أحنا نفعنا أهو.
ضيقت "ماجدة" ما بين حاجبيها ورددت بعدم إستعاب:
- نفعتوه إزاي؟
نظر "هاشم" نحو "لبنى" التي أحمر وجهها خجلًا وأضاف بفخر وسعادة:
- لبنى حامل يا ماجدة.
إنفرج فم "ماجدة" بصدمة ممزوجة بالسعادة وصاحت مُعلنة عنها:
- بتهزر يا هاشم!! ده أحلى خبر سمعته فى حياتي.
لم تستطيع "لبنى" أن تحتمل كل هذا الحرج ونهضت هاربة من ذلك الموقف، ليضحك "هاشم" بصوته كله موجهًا حديثه نحو شقيقته قائلًا:
- أهي أتكسفت وجريت أهي.
ضحكت "ماجدة" هي الأخر وأضافت مُحاولة عدم إحراجها مُردفة بتبرير:
- وتتكسف من إيه عادي، هنا معظهم بيحملوا فى السن ده عادي، قولها بس تخلي بالها من نفسها كويس.
أبتسم لها بود وضاف بإنصياغ:
- حاضر يا حبيبتي.
هنئته بسعادة نابعة من قلبها مُردفة بتمني:
- ألف ألف مبروك يا حبيبي يتربي فى عزك يارب ويعوضكوا عن كل حاجة وحشة حصلتلكوا.
أمن على حديثها وهو يلتفت ليبحث عن "لبنى" فى الغرفة مُرددًا برجاء:
- يارب يا ماجدة.
لاحظت "ماجدة" فهلته لذا قررت أن تتركهم الأن وتعود الأتصال بهم فى وقتًا لاحق، فهتفت بهدوء:
- طب أسيبكوا أنا بقى وأبقى أكلمكوا تاني لما عامر يجي عشان يباركلكوا.
وافقها "هاشم" الرأي وصاح مُدعًا:
- مع السلامة يا حبيبتي.
أنهى الاتصال مع شقيقته وذهب بسرعة نحو "لبنى" التي كانت تجلس بالشرفة ولايزال وجهها يكسوه حُمرة الخجل، ليُردف "هاشم" بمشاكسة وهو يجلس بجانبها:
- مقالوش يعني إن القمر هيحصله كسوف النهاردة.
أبتسمت رغم إنزعاجها الشديد وتأثرت بكلماته المُتغزلة، ولكنها أضارت وجهها بعيدًا عنه وعادت لانزعاجها مرة أخرى وزجرته بإستياء:
- بس بقى يا هاشم عشان أنت بتتعمد تكسفني على طول.
امتدت أنامله لجذب وجهها ناحيته مرة أخرى وعقب هذه المرة بنبرة جدية:
- الموضوع ميكسفش يا لبنى، الموضوع يتفرح بيه ويتشارك مع كل حبايبنا.
حاولت تبرير ذلك الحرج التي تشعر به كلما تحدث أحدًا أمامها عن أمر حملها قائلة:
- بس يا هاشم...
منعها من التبرير لإقتناعة الشديد بأن هذا الأمر لا يسبب أية إحراج، بل إنه يجلب السعادة فقط، اذا قرر أن ينتشلها من هذا الخجل وأردف بمشاكسة:
- هششش مش عايز أسمع جدال، وتعالي بقى كده أطمن على النونو بتاعي.
حملها وعاد بها إلى داخل الغرفة وبرفق وضعها على الفراش وأجلس بجانيها، ونظر إلى عينيها مُطولًا وأضاف بنبرة لاعوب مليئة بالجرأة قبل أن ينغمس معها فى تلق القبلات مُرددًا:
- بقولك إيه أنا بفكر نحاول نجبهم تؤائم.
❈-❈-❈
أستمعت لصوت طرقات خافتة على باب غرفتها، فصاحت سامحة لطارق بالدخول مُردفة بصوت مسموع:
- أدخل.
دلف والدها إلى الغرفة بهدوء، لتنهض هي من كرسي مكتبها التي كانت تجلس للمذاكرة عليه وأبتسمت له وهي تهتف بإحترام:
- أتفضل يا بابا.
أردف والدها بإبتسانة حنونة مُرددًا بثقة:
- أنا قولت إنك لسه صاحية.
أجابته وهي تغلق الكتاب التي كانت تُمسك به مُعقبة بتأكيد:
- لسه كنت مخلصة مذاكرة.
تنهد بثقل وهو يُردف بنبرة يملئها الحزن:
- خلاص الأمتحانات بدأت!
أومأت له بالموافقة مُردفة بتأكيد:
- أيوه.
أضاف وقد أزداد حزنه ليظهر على وجهه مُرددًا بيأس:
- يعني خلاص كلها شهر وهتسبينا.
تحرقت نحو والدها وصاحت مُعدلة على حديثه مُردفة بثقة:
- مين قال إني هسيبكوا دا أنا هبقى هنا كل يوم.
التمعت عين والدها بتأثر شديد من ترك جميع أولاده للمنزل وبقائه هو وزوجته بمفردهم مُردفًا بحزن شديد:
- طول عمري شايفكوا صغيرين ومتخيلتش إنكوا ممكن تفارقوا حضني، لكن من اليوم اللي ديانة دخلت عليا وقالتلي إن جيلها عريس، وأنا عارف إن اليوم ده جي جي وإنكوا هتتاخدوا من حضني واحد وراى واحد، الأول ديانة، وبعدها مالك، ودلوقتي أنتي.
هزت رأسها بالنفي رافضة ما يقوله والدها وبالفعل تأثرت هي الأخرى بحزنه والتمعت عينيها بالدموع وصاحت موضحة:
- عمري ما هبعد عن حضنك أبدًا، أنت نسيت ولا إيه! ده ملوكة دلوعة بابا، وهفضل كده لحد أخر يوم فى عمري.
أنهت جملتها وألقت بنفسها داخل عناق والدها، ليبادلها والدها العناق مُردفًا بتمني:
- ربنا يسعدك يا حبيبتي ويهنيكي أنتي وجوزك وتعيشي أنتي وأخواتك أحسن حياة فى الدنيا.
أكملت هي الأخرى من بعده برجاء شديد:
- ويطولنا فى عمرك وميحرمناش منك أبدًا.
❈-❈-❈
وصل كلاهما إلى المشفى وصعدا معًا إلى الغرفة التي تمكث بها "هناء" بعد أن أخبرهم الطبيب أن حالتها أزدادت سوءًا، وقف "جواد" أمام باب الغرفة ولم يستطيع الدخول وكاد أن يترجع عن الأمر برمته.
ولكن "ديانة" تدخلت فى الوقت المناسب ووضعت يدها على كتفه مُشجعة إياها على التقدم والتغلب على خوفه، وبالفعل فتح باب الغرفة، وبمجرد أن رأها بتلك الحالة التي يُرثى لها شعر بجسده بالكامل وكأنه أصبح قطعة من الثلج.
طارحة الفراش أصبحت نحيفة للغاية، لدرجة إنه يستطيع أن يرى عظامها، شحب لونها جدًا وبدت كالموتى، لا تتحرك قيد أُنملة، فقط رأسها ما تستطيع تحريكها وببطئ شديد، الكثير من الأجهزة والأنابيب الطبية موصولة بجسدها، أهذه حقًا "هناء"؟
بينما بمجرد أن رأته هي أبتسمت بثقل شديد وهذه من المرات القليلة له أن يراها فيها تبتسم دون تهكم، وهتفت موجهة حديثها نحوه مُردفة بنبرة مُرهقة ولكنها وثقة:
- كنت عارفة إنك هتيجي.