-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 31 - 1 - السبت 20/1/2024

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم السبت

20/1/2024

❈-❈-❈


كانا يستقلان السيارة ويسيرون فى طريق تشعر إنه مألوفًا لها، ولكن ظُلمة الطريق أمامهم لا تساعدها على معرفة إلى أين هم مُتجهان، وصمته هذا يُشعرها بالريبة، وما زاد قلفها هو إصراره على عدم مجيء السائق معهم، لقد أخبرها إنه يريدها أن تستعد للخروج معه ولم يخبرها بتفاصيل.


لتعزم على أن تكسر هذا الصمت الغيريب وتستفسر عن مكان وجهتهم، لتنظر له باهتمام وهتفت بإستفسار:


- جواد هو أحنا رايحين فين؟


قابله بنظرة جانبية وعلى ثغرة إبتسامة خافته ولكنها صادقة مُردفًا بحماس:


- محضرلك مفاجأة.


ضيقت ما بين حاجبيها باستكار وأضافت مُستفسرة:


- مفاجأة إيه!


رفع حاجبه بتلقائية مُمهدًا لعدم إخبارها مكان وجهتهم مُردفًا بتبرير:


- وهتبقى مفاجأة إزاي لو أنا قولتلك!


أدركت إنه لن يخبرها ويُريح فضولها، لذلك ألتزمت الصمت لبضع دقائق وأخرجت هاتفها مُحاولة الإتصال بوالدتها والإطمئنان على صغيرها مثلما تفعل دائمًا، ولكنها لم تجد رد، وقبل أن تُحاول للمرة الثانية وجدته يهتف بتنبيه:


- وصلنا.


رفعت بصرها لمعرفة أين هم، وبمجرد معرفتها أُصيبت برجفة بسيطة سرت فى سائر جسدها وصاحت مُتسائلة؟


- هو أنت جايبنا هنا ليه؟


أبتسم لها بخفة وأجاب بهدوء:


- المفاجأة هنا.


للحظة أصيبت بالتردد وتذكرت أول مرة جائت فيها إلى هذا المنزل وكادت أن ترفض الفكرة برمتها قائلة:


- بس أنا مش...


أمسك إحدى يديها برقة وأضاف بنبرة يملئها الإلحاح:


- عشان خطري أنزلي.


لا تعلم كيف أستسلمت له بهذه السرعة! هل هذا نابع من ثقتها التي نجح فى أكتسبها؟ أم إنها حبه له الذي جعلها تسير خلف رغباته دون تكير! أيًا كان السبب ها هي ترجلت من السيارة وتحركت خلفة نحو أول منزل جمعهم معًا منذ لقائهم في ذلك اليوم.


فتح الباب ودلف فعلت هي المثل خلفة، ولكن الكمان كان مُظلم للغاية، فأمتدت يد "جواد" لتشغيل مفتاح الكهرباء، وبمجرد إنتشار الضوء فى ردهة البيت صاح الجميع مُعايدًا إياها بمحبة كبيرة:


- عيد ميلاد سعيد يا ديدا.


صُدمت "ديانة" مما رأته أمام عينيها، الزينة تملاء المكان وكُرات الهواء ذو اللوني الأبيض والفضي تعكس بهجة كبيرة، وحروف إسمها باللغة الإنجليزية تُحلق أمامها، والكثير من الكعك والعصائر بكل أطعمتها المفضلة، ولكن أكثر ما أسعدها هو وجود جميع أحبائها أمامها.


والدتها وطفلها وعمها ووالدايها الذين أعتنوا بها منذ طفولتها، وأشقائها وأزواجهم، حقا لا تستطيع منع عينيها من أن تدمع الأن سعادة بمحبة كل هؤلاء لها، ولكن الفضل الأكبر له هو.


ألتفت لتنظر له بسعادة كبيرة وعينيها يفيض منها الإمتنان له ولأجمل حفل عيد ميلاد حصلت عليه منذ والدتها، ليقترب منها وهو يُردف بمشاعر صادقة:


- أول بيت جمعنا كان البيت ده، هنا عشنا مع بعض ذكريات صعبة جدًا علينا إحنا الأتنين، بس النهاردة قررت أسيبلنا هنا ذكرى جديدة تكون سعيدة، تخلينا نبدأ من أول وجديد.


أمسك بيديها الأثنان وضمهم إلى قلبه بعشق أمام أعين الجميع الذين يطالعوهم بسعادة من أجلهم وأضاف بندم:


- أنا كنت إنسان بشع أوي قبل ما أبقى معاكي، كنت شخص مريض وضعيف بيداري ضعفة بقسوته على كل اللي حوليه، وأنتي أكتر واحدة وجعتها وجيت عليها فى حياتي.


تأثرت ملامحها بنبرة الحزن والندم الطاغية على حديثه وتمنت لو تستطيع محو تلك الذكريات من عقل كلاهما، بينما أكمل هو منشلًا كلاهما من ذلك الحزن مُعقبًا بامتنان:


- وبسببك أنتي أتغيرت وفوقت وأتعالجت وبقيت أحسن من الأول كتير، بفضلك أنتي بقيت إنسان سوي وأب لطفل عمري ما كنت أحلم بيه، وبقيت زوج لأجمل بنوته فى الدنيا.


رغمًا عنها فرت دمعة من ألماستيها الزرقاوتان ولكنها لم تكن دمعة حزن، بل كانت بسبب سعادتها وإنبهارها بكل ما يفعله لها، بينما أكمل هو حديثه وهي فقط تستمع له:


- عشان كده جبتك هنا من مكان ما بدأت قصتنا، جبتك عشان نبدأ من جديد وبقولك قدام الكل.


أخرج علبة مخملية صغيرة من جيب سترته وفتحها ليظهر خاتم ألماس لامع لم ترى فى جماله من قبل، وأمسك بيدها مرة أخرى وألبسها الخاتم بها وقربها إلى شفتيه وطبع عليها قبلة رقيقة مُردد بعشق بالغ:


- بحبك يا ديانة.


لم تستطيع التحكم فى إندفاعها وألقت بنفسها داخل صدرة مُحتضنة إياه بلهفة وحب، ليُصفق الجميع مُبدين إعجابهم بذلك العشق المتبادل بعد كثيرًا من الشقاء.


ومن بين هؤلاء الحضور كان "مالك" ينظر نحو "زينة" ويتمنى لو يركع أمام الجميع هو الأخر صارخًا بندم وأسف عما تسبب فيه من جرح وحسرة لدى أنقى وأفضل فتاة رأها بحيانه، ليأتي هو بكل خسة وحكارة ويدنس ذلك النقاء.


تقابلت أعينه هو و"زينة" التي كانت تتمني هي الأخرى أن تلقي بنفسها داخل صدرة وتُعلن كم كانت غبية عندما طلبت منه أن ينفصلا، يمكنها أن تدفع الباقي من عمرها فقط لشعور بضمته لها مرة أخرى، بينما بمجرد أن ألتقت أعينهم وضع "مالك" عينيه بالأرض خذيًا من نفسه.


لفت إنتباه الجميع صوت "إياد" الذي صاخ ساخرًا على تلك الرومنسية هاتفًا بمرح:


- أستاذ رشدي أباظة ومدام شادية خلصوا، أنزل بكلمة النهاية يا أبني.


ضحك الجميع على مشاكسة "إياد" لهم وأقترب الجميع من "ديانة" لمُعايدتها وإعطاء الهداية لها وتبادل الود الصادق فيما بينهم، وبدئوا فى الإحتفال بها وإطفاء الشموع مع التمني لها بعام جديد سعيد مليء بالفرحة والسرور.


أنتهى الأحتفال وأستعد الجميع للمغادرة وترك "جواد" و"ديانة" معًا لإكمال السهرة معًا كزوجين جديدان، وبالفعل خرجت "ديانة" لتودع الجميع أمام باب المنزل بعد أن أخبرها "جواد" إنهم سيلحقون بهم ولكن هناك أمرًا ما لم تراه بعد وهذا الأمر خاص بهم هما فقط.


تحركت السيارات وغادرت المنزل، وبمجرد تحركم أحتضنها "جواد" من الخلف ووضع فمه بجانب أذنها وهمس بعشق:


- كل سنة وأنتي معايا.


التفتت له وبادلته العناق بمحبة متبادلة وهتفت بتمني:


- وأنت معايا.


فى لحظة كان حاملًا إياها وعاد بها إلى المنزل مرة أخرى وأغلق الباب وأخذ يتحرك بها دون التفوه بكلمة، لتهتف هي مُستفسرة:


- أنت رايح فين؟


صعد بها الدرج المليئ بالزينة وكرات الهواء تُحلق حولهم، والأرض يكسوها الورد الأحمر راسمة طريق نحو إحدى غرف النوم الخاصة بالمنزل، والتي كانت غرفتهم فى بداية زواجهم، ليتمتم مُجيبًا عليها بهدوء:


- المفاجأة لسه مخلصتش.


دلف بها الغرفة والتي كانت مُزينة وكأنها غرفة جناح بأحد الفنادق الفاخرة ومخصصة لأحدى العروسين حديثي الزواج، الورد الأحمر والشمور المُضيئة والبعض مُعطرة بعطر يرغمها على الإسترخاء.


أنزلها على الأرض، لتتفحص هي المكان حولها وألتفتت إلية بصدمة مُعقبة بتعجب:


- أنت عملت كل ده أمتى؟


أجابه سؤالها مُردفًا بتفسير:


- بقالي أسبوع بحضر للمفاجأة دي.


ألتمعت عينيها متأثرة بكل ما فعله من أجلها، وهي لم تتخيل يومًا إنها ستعيش مثل هذه اللحظات السعيدة وعقبت باستنكار:


- كل ده علشاني!


أحاط وجهها بين كفيه بهدوء ورقة مبالغ بها وكأنها قطعة من البسكوت الهاش الذي يخشى كسرها وأضاف بمشاعر صادقة:


- أنا أعمل أي حاجة فى الدنيا كلها عشانك، أنتي أغلى عندي من حياتي يا ديانة.


رغمًا عنها تهاوت إحدى دموع سعادتها الكبيرة وصاحت مُعلنة عن صعدتها:


- أنا حاسة إني بحلم حلم جميل أوي.


هز رأسه بالنفي يليها التأكيد عن إنه واقع وليس حُلمًا قائلا:


- لا ده مش حلم، ده حقيقة ومن هنا ورايح هخلي حياتنا كلها جميلة.


أرتمت فى صدره مُعانقة إياه بكثير من الأمتنان والعشق والإحتياج الشديد لشعورها وكأنها تختبئ بين ضلوعة وأفصحت عن مشاعرها تجاه:


- أنا بحبك يا جواد، وعمري ما حبيت حد كده.


بعد أن انتهى العناق حملها "جواد" وذهب بها نحو الفراش واضعًا إياها بين الورود برفق وأبتعد عنها مُعتدلًا فى جلسته، لتمد هي يدها مشرية له مُعلنة عن رغبتها فى إقترابه منها والشعور بأنهم جسدًا واحد.


ابتسم بزهوًا عن رغبتها فى إقترابه منها، وبدأ فى خلغ سترته وأنخفض إليها مرة أخرى، ولكن تلك المرة كان يوزع تلثمياته على ثائر جسدها، ليشتعل الشغف فيما بينهم ويصرخ جسد كلاهما عن حاجته إلى الأخرى.


الكثير من القُبل المتبادلة بين كلاهما، أحدهم رقيقة وناعمة وأخرى مليئة بالشغف والرغفة، ليبدأ كلاهما فى تحرير جسد الأخر من تلك الملابس التي تُعيق تلامس أجسادهم وشهورهم بذلك الدفئ بينهم.


ليحظا كلاهما بأجمل وقتًا وأحلى ذكرة يمكن أن يتركها لها في يوم ملادها، لقد عمل على فعل كل شيء يمكن أن يُشعرها باللذة والمتعة وكأنه خصص ذلك اللقاء الجسدي لها هي وحدها، حتى إنها حصلت على نشوتها لعدة مرات وبكل مرة كان يعود ليُشعل جسدها مرة أخرى إلى أن شعر بهلاكها، وهنا سمح لنفسه بإنهاء تلك الليلة.


إرتمى بجسده بجانبها وكلاهما يُحاول تنظيم أنفاسه بعد ذلك اللقاء الطويل والمرهق والممتع حد الجنون، ليتنهد بصعوبة مُضيفًا بحزم:


- أظن جيه الوقت اللي نفكر نرجع نعيش فيه هنا من تاني.



الصفحة التالية