-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 31 - 2 - السبت 20/1/2024

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر يوم السبت

20/1/2024

❈-❈-❈


عادوا من حفل العيد ميلاد وذهب كلًا منهما إلى غرفته لتبديل ملابسهم، وأثناء ذلك وقعت عيني "زينة" على لوحة التقويم المعلقة على الحائط لتتذكر إنه مر أربعون يومًا على طلاقهم، كم مروا عليها وكأنهم أربعون عامًا، ولكنها لن تستسلم فى نهاية الطلاق كان رغبتها هي، إذا عليها أن تتحمل عواقب عنادها.


أنتهت من تبديل ملابسها وتوجهت نحو غرفة "مالك"، طرقت الباب بهدوء مُنتظرة أن يسمح لها بالدخول، بينما سريعا ما أخفى هو صورتهما التي كان يتأملها وضحكة كلاهما النابعة من القلب قبل فعلته الخسيسة تلك، ليسمح لها فى النهاية بالدخول هاتفًا:


- أتفضلي.


دلفت بهدوء إلى الداخل ولاحظت إنه أنتهى من تبديل ملابسه لتُردف بهدوء:


- أحضر العشاء؟


رفع كتفيه بتلقائية كتعبيرًا منه عن موافقتها عما تريد مُرددًا:


- زي ما تحبي.


قابلته بأبتسامة صادقة وأضافت بحماس كبير:


- طب إيه رائيك تقوم تساعدني.


عندما رأى إبتسماتها ونظرة الحماس فى زرقاوتيها، لم يستطيع المقاومة أو الرفض، ليومأ لها بالموافقة ونهض مُتوجها معها نحو المطبخ، بينما كانت "زينة" سعيدة جدًا بموافقته وكأنها حصلت علي شيئًا تمنه لكثير من الوقت، لتخف فى منصف حجرة إعداد الطعام وهتفت بمزيد من الحماس:


- ها بقى تحب تتعشى إيه؟


لا يريد أن يأكل الأن أو يشرب، كل ما يريده هو البقاء فى التحديق بها ورئية تلك الضحكة الجميلة تُزين وجهها هكذا، لتلتمع عينيه حبًا وإشتياقًا لها، ولكنه حاول إخفاء الأمر وعقب بهدوء:


- أي حاجة عادي.


صاحت بمزيد من الحماس وهي بداخلها تشعر بكثير من السعادة لتواجده معها الأن ولأنه يحاول إزاحة ذلك الحاجز بينهم:


- لا أنا النهاردة عندي بور عالي وعايزه أعمل حاجة كبيرة.


صمتت قليلًا تُفكر ترى ما هي الأكلة التي سيحبها الأن وتجعله سعيد، للتذكر بعض منشورات مواقع التواصل الإجتماعي عن حب الجميع "للمحشي" وإنه الأكلة المفضلة للجميع، حتى إنها تتذكر إنها أكلته عدة مرات من قبل فى إحدى المطاعم مع أصدقائها، بالتأكيد سيعجبه، لتصيح بلهفة مبالغة وإندفاع:


- أعملك محشي.


حسنًا لقد نجحت فى جذب إنتباه عن صفاء زرقاويتها والتركيز مع ما تقول، لينظر لها بتفاجئ وعدم تصديق مُرددًا بتعجب:


- بتعرفي!


عليها أن تعترف هي لم يسبق لها أن طبخته من قبل، ولا تعرف حتى طريقة صنعة، ولكنه بالنهاية أكلة مثل أي أكلة، ستبحث فى هذا الأمر وستُعدها بسهولة، لتجيبة بعدم إدراك عما أقحمت نفيها به وأجابت بثقة:


- لا، بس ممكن أجيب الطريقة من على النت عادي.


هنا لم يستطيع أن يتحكم فى ضحكاته التي صدحت منه بشدة، بينما هي أبتسمت رغمًا عنعا تأثرًا بضحكته التي أشتاقت لها كثيرًا ولم تعطي بالًا لكونه يضحك سخرية بحديثها إلا عندما هتف بصعوبة بين ضحكاته:


- أومال إيه الثقة دي كلها وأعملك محشي؟


رفعت كتفيها بتلقائية وأجابت بعدم معرفة:


- عادي يعني هو مش أكله زي أي أكله.


قابلها هو بعد أن هدأت ضحكاته مُحاولًا توضيح الأمر لها مُردفًا بتفسير:


- لا مش زي أي أكله خالص، ده بيحتاج سلق وتسبيك وحشو وده لوحده حوار وتسوية، هتعملي كل ده لأول مرة فى حياتك والساعة أتناشر بالليل؟


لاتزال لا تعلم أبعاد ما تُجادل فيه وأضافت بمزيد من الثقة بالنفس:


- أه عادي ويخلص فى ساعة زمن.


إنفجر من الضحك مرة أخرى، فهو بالنهاية كان طالبًا بكلية السياحة والفنادق ويعرف صنع الكثير من الأطعمة، ويدرك جيدًا إنها لا تعرف عن ماذا تتحدث، ليُجيبها بمشاكسة:


- أنتي لو بدأتي فى عمايل المحشي دلوقتي لأول مرة فى حياتك مش هتخلصي غير على أول يوم رمضان إن شاء الله.


بعد أن ضحك للمرة الثانية تأكدت إنه يسخر منها، بل ويُحاول التقايل منها أيضًا لتشعر بالإنزعاج وصاحت بإنفعال:


- على فكرة أنت رخم وأنا مش هتكلم معاك فى حاجة تاني.


أدارت وجهها بعيدًا عنه وتذمرت كالأطفال وكم كان منظرها جميلًا جدًا بالنسبة له، ولكنه لا يستطيع أن يراها مُنزعجة، وضع يده على كتفها مُحاولًا الإعتذار منها قائلًا:


- طب متزعليش، أنا أسف.


أستمرت فى تذمر وكأن راقت لها طريقة الأطفال التي تتعامل بها تلك، وأبتعدت عن يده مُضيفة بمزيد من الإنزعاج:


- لا أنت رخم وبتضحك عليا.


قابله بنبرة مارحة تلقائية نابعة من شخصيته الفكاهية، ونسي تمامًا ما يحدث بينهم منذ عدة أشهر:


- ما أنتي اللي عاملة نفسك أميرة فى المطبخ وبتفتحي صدرك بعشم أوي.


أنتهى من حديثه وعاد للضحك للمرة الثالثة مُتخيلًا منظرها عندما ترى ما ورطت نفسها فيه، بينما هي إلتفتت له مرة أخرى بمزيد من الإنزعاج والغضب زاجرة إياه بإندفاع:


- تاني!! طب روح بقى.


دفعته بكل ما أوتيت من قوة ولكنها بعد ذلك بأقل من ثانية واحدة تذكرا أن قدمه لاتزال متأثرة بالحادث ولم يستطيع الحفاظ على توازن جسده، وبالفعل ذلك ما حدث وأوشك "مالك" على السقوط للخلف، لتحاول هي إنقاذه وجذبه نحوها، ولكنها لم تنجح وبالفعل سقط هو على الأريكة الجلدية خلفه، وسقطط هي الأخرى فوقه ولكن ليس بطريقة مبالغة.


نظر كلاهما إلى الأخر وأندفعت أصوات الضحك والقهقهة فى جميع أركان الغرفة على مشاكستهم لبعضهم البعض، وبعد قليل هدأت ضحكاتهم وكان الصمت هو سيد المكان مُصاحبة تلك النظرات التي يتدفق منها العشق والإشتياق لم هو حقًا لها.


أنفاسها أصبحت ثقيلة وهي تراه يتنقل ببنيتيه على ثائر وجهها ويتوقف أمام شفتيها، بالإضافة إلى أنفاسه الحاقة التي تُأجج النيران داخلها، ودون سابق إنذرار وجدت شفتيها مُحاصرة بين شفتيه مُقبلًا إياهم بنهمًا وعشق، ورغمًا عنها تبادلت معه هي الأخرة بإشتياقًا شديد.


مر وقت ليس بقليل وهما يتبادلًا القُبل معًا، والتي تحولت من الرقة والنعومة إلى الرغبة والشعف، وبدأ كلًا منهما فى تحريك يده على جسد الأخر إعلانًا منه عند إحتياج المزيد، لتبدأ يد "مالك" فى التسلل إلى داخل ملابسها ومحاولت تحريها منها، ليصدح فى رأسه صوت صراخها قائلة:


" - لا يا مالك لا، أبوس إيدك يا مالك، أبوس رجلك متعملش كده.


- مالك.. لا يا مالك، تعالى معايا عند الدكتوةر طيب، أسالها بنفسك بس بلاش كده يا مالك، مالك لا آآآه.."


صرخ بألم شديد وهو يبعدها عنده بإندفاع وأمسك برأسه مُتألمًا بشدة:


- آآآه..


لتقترب منه "زينة" مرة أخرى بصدمة وصاحت بكثير من القلق:


- مالك، أنت كويس.


نظر لها بألم نفسي يفوق ألم رأسه ألف مرة، فصوت صراخها مزق قلبه حقًا وذكرة فداحة ما فعل، ولكن ليته يتذكر كب ما حدث، لينظر لها بأعين دامعة ندمًا مُجيبًا بقهر:


- لا..


أحتضنته بقوة وربطت عليه مُحاولة التخفيف عنه مُردفة بتأكيد:


- كل حاجة هتبقى كويسة، أنا هفضل جمبك طول الوقت.


أومأ لها بالموافقة وأغمض عينيه مُستسلمًا لعناقها الذي أشتاق له للغاية، ولكن هذا أكثر ما يمكن أن يطمع به الأن.



الصفحة التالية