-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 31 - 3 - السبت 20/1/2024

  

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل الواحد والثلاثون

3

تم النشر يوم السبت

20/1/2024


بعد مرور أسبوع...


أنتهى الجميع من تناول العشاء وجلس كلًا من "جواد" و"ديانة" فى ردهة المنزل يلعبان مع طفلهما الذي بلغ من العمر ما يُقارب على سبعة أشهر، وكم هو طفلًا ذكى ولطيف يملك ضحكة رائعة تستطيع أن تأثر قلب جميع من حوله، وخصيصًا والدته.


تدخل "هاشم" و"لبنى" هما الأخران للعب معهم ورئية ضحكات ذلك الصغير، التي منحت الجميع بهجة وسرور، ليحسم "هاشم" أمره ونظر نحو "جواد" وهتف بجدية وهدوء:


- تعالى معايا المكتب يا جواد، عايز أتكلم معاك فى حاجة مهمة.


تعجب "جواد" قليلًا من طلب والده المفاجئ ولكنه أتبعه نحو حجرة المكتب لمعرفة حقيقة الأمر، بينما نظرت "ديانة" نحو والدتها التي نهضت هي الأخرى وجلست بجانب أبنتها لتخبرها بما بحدث.


جلس كلا من "جواد" و"هاشم" داخل المكتب، ليهتف "جواد" مُستفسرًا عن الأمر:


- خير يا بابا؟


لم يعلم "هاشم" كيف سيًلقي عليه الأمر! وكيف سيقابله؟ ولكن لم يعد هناك وقت وهو لا يريد أن يعيش بذنب عدم إخباره طوال العمر، ليحاول التمهيد لما هو مُقبل عليه مُردفًا بهدوء:


- فيه حاجة كنت عايز أقولك عليها يا جواد، بس حاول تحكم عقلك قبل ما ترد عليا.


تسلل القلق إلى قلبه وشعر أن هناك أمرًا خطير وراء تمهيد والده، ليعقب بعدم صبر:


- قول يا بابا فيه إيه قلقتني.


عزم "هاشم" أمره وبدأ فى قص الأمر عليه منذ البداية مُردفًا بوضوح:


- أنا من عشر أيام كنت عند هناء فى المستشفى والدكتور قالي إن حالتها أدهورت خالص وإنها ممكن تتوفى فى أي لحظة.


للحظة شعر "جواد" بالصدمة لما أستمع له، هو كان يعلم إنها بالنهاية ستموت، ولكن تلك السرعة جعلته يشعر بالتخبط، الرهبة من ذكر أسمها أمامه مرة أخرى، القلق مما يريده والده منه، الغضب منها والكراهية الشديدة تجاهها، الشفقة على ما أوصلت نفسها إليه بالنهاية.


ولكنه لم يُظهر أيًا من هذا وظل مُحافظًا على صمته والإستماع إلى باقي حديث والده، الذي أكمل بتأثر وحزن:


- بعدها أنا روحت زورتها ولقيت فعلا كلام الدكتور حيقيقي، لقيت هناء تقريبًا فقدت عقلها، بس طلب مني طلب قبل ما أمشي.


نظر له "جواد" بمزيد من القلق وكأنه تنبأ ما سيقوله والده، ولكنه لم يكن يريد أن يتسرع فى تخمينة، وأنتظر إلى أن أكمل والده بحذر:


- قالتلي عايزة أشوف جواد قبل ما أموت.


ضرب "جواد" المكتب أمامه ونهض بسرعة البرق وقد كسى وجهه اللون الأحمر من شدة الغضب مُصيحًا برفض قاطع:


- لا يا بابا، لا.


خرج من المكتب بسرعة وركض نحو الدرج صاعدًا إلى غرفته، لتطرق "ديانة" طفلها تحت رعاية والدتها وأسرعت فى اللحاق به.


❈-❈-❈


دلف إلى الغرفة بكثير من الهماجية والهرجلة لا يستطيع السيطرة على أعصابة، جلس على حافة الفراش وأمسك رأسه بكفيه مُستندًا بكوع يده على فخذيه، مُحاولًا إخماد تلك الذكريات التي عادت فى الإنتشار داخل راسه.


لتتبعه "ديانة" وجلست بجانبه على حافة الفراش ووضعت يدها على كتفه مُحاولة التخفيف مما يشعر به وهتفت مُطمئنة:


- جواد، أنت كويس؟


بسرعة البرق دفن رأسه داخل صدرها وكأنه طفل يخطبئ بحضن أمه، صاح مُفصحًا عما يشعر به بصدق:


- لا يا ديانة، لا مش كويس، أنا خايف.


مسحت على رأسه بهدوء وعطف وأردفت مُستفسرة:


- خايف من إيه!


أجابها مُفصحًا عن بعض من مخاوفه من رؤية "هناء" مرة أخرى مُردفًا بقلق:


- خايف أشوفها تاني وتأثر عليا وأرجع زي الأول ويضيع كل علاج الفترة اللي فاتت.


وضعت يدها على وجنته مُحاولة أن تُطمئنه مُرددة:


- عمرها ما هتعرف تأثر عليك تاني وعمرك ما هترجع زي الأول.


هتف مُصرًا على وجهة نظره تجاه تلك المرأة مُردفًا بحزم:


- أنتي متعرفهاش دي جبروت، فى عز تعبها بتبقى شديدة وقاسية، أنا عمري ما شوفتها ضعيفة أو مكسورة، أنا مش عايز أشوفها.


نظرت "ديانة" إلى داخل عينيه وأمسكت يده مُحاولة منحة القوة وأضافت بعقلية وتوضيح:


- هناء بتموت يا جواد، الست القاسية والجبروت اللي بتتكلم عنها دي إنهارت وأتكسرت فعلا، هناء عملت مصايب كتير فى حياتها وضمرتنا كلنا، بس مش إحنا اللي هنحاسب البشر، ربنا هو اللي بيحاسب وإحنا لازم نكون راحمين عشان نترحم، هناء دلوقتي أمنيتها الأخيرة إنها تشوفك، ولو ماتت قبل ما تشوفك أنت مش هتسامح نفسك أبدًا.


صمت ليفكر قليلًا فى حديثها ولاتزال ملامحة تُظهر عدم الراحة والقلق، بينما هتفت "ديانة" مرة أخرى مُحاولة إقناعه بالموافقة قائلة:.


- طلبات الشخص اللي خلاص هيموت واجبة التنفيذ مدام فى إيدينا نفذها، روحلها يا جواد وشوفها عايزه إيه؟


نظر لها مُطولا وقد أقطنع بحديثها وحزم أمره مُردفًا بحزم:


- هروح بس على شرط.


نظرت له وكأنها خمت ما سيقول، ليؤكد هو عما خمنته مُردفًا بنبرة غير قابلة للنقاش قائلا:


- تيجي معايا.




يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة