-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 5 جـ2

     قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل الخامس

الجزء الثاني


وصلت الشركة برفقته ترجلت من السيارة ثم طلبت منه أن يتبعها

 أومأ برأسه ثم أدخل السيارة المرآب وولج للداخل قاصدا مكتبها

 وبعد وقت قصير وقف أمام مكتبها طرق الباب وولج بعد أن سمع صوتها يسمح له بالدخول أغلق الباب خلفه ثم اتجه إلى المكتب وجلس على الكرسي المقابل لها

 أمسكت بالقلم وراحت تتلاعب به وابتسامة عذبة تزين شفـ تيها 

تنحنح بخشونة وسألها بهدوء: عيزاني في إيه؟

 

أجابته ببساطة: عيزاك ترجع شغلك يا بش مهندس.


أراح ظهره على الكرسي: طيب ما أنا في شغلي أهو.

 

نهضت من مكانها والتفت حول المكتب ثم جلست على الكرسي المقابل للكرسي الذي يجلس عليه وقالت بهدوء: تؤ أنا اقصد شغلك الأولاني يا يوسف.

 

شعر بالسعادة لأنه سيعود لمكانه الطبيعي لكنه أقسم بداخله أن يلقنها درسا قاسيا كي لا تتلاعب به مرة أخرى

 رمقها بحدة: هو حضرتك مفكراني ايه عشان كل شوية تقوليلي روح هنا يا يوسف وتعالى هنا يا يوسف لا يا لارا هانم انا مش موافق على المهزلة دي أنا مستقيل.

 نهض من مكانه ليغادر 

بينما هي شعرت بدلو ماء بارد يقذف فوق رأسها في ليلة شتاء باردة ماذا قال هل سيغادر هل سيتركني ويذهب لالالالا لن اسمح له بهذا 

وقفت أمامه بسرعة وقالت برجاء: ما تمشيش يا يوسف عشان خاطري.


تسارعت دقات قلبه ماذا هل تلك الشقراء تطلب مني البقاء

 هو لم يتخيل هذا في أقصى أحلامه ابتسم ابتسامة صغيرة وتحرك باتجاه الباب 

اوقفه صوتها الناعم: يوسف 


التفت لها ومنحها ابتسامة عذبة: انا في مكتبي يا لارا هانم بعد إذنك.


 قال جملته تلك ودلف للخارج مغلقا الباب من خلفه

ابتسمت بعذوبة فهي شعرت بالاختناق لفكرة رحيله حقا هي لا تعرف لماذا.

 ربما لأنها تعودت على وجوده بجانبها ومشاكساتها له أو بسبب الراحة والأمان الذي يغدقها به دون قصد

 تنهدت براحة ثم جلست فوق مكتبها تتابع عملها 

بينما هو اتجه إلى مكتبه وبداخله سعادة لا توصف

❈-❈-❈  


ولج للمنزل ودفعها بقسوة فوق الأرض 

تكورت على نفسها ودموعها تتسابق على وجنتيها 

صرخ بها: بتعيطي ليه ها اخخخخخخرسييييييي يا حقـ يرة هو انتي لسة شفتي حاجة ده انا هربيكي من أول وجديد.

 

خرجت والدتهما من المطبخ على صوت صراخه شهقت بقوة عندما أبصرت فرحة تفترش الأرض ودموعها تغطي وجهها دنت منها متسائلة: في إيه يا علي ملها أختك؟

 

أجابها بغضب : ال….   لقتها قعدة مع حسام ابن متولي في الجنينة وماسك اديها.

 

ضربت فوق صـ درها بقوة: يا مصيبتي انتي يا فرحة تعملي كدة ده انتي قطة مغمضة يا بت!


دنى منها ثم جذبها من يدها بقوة لتقف أمامه وقال بغضب: وديني لهوريكي

 أردف وهو يهزها من كتفيها بقوة: بتقابليه من أمتى اننننننطقيييييي  وأياكي تكذبي؟

 

أخفضت رأسها للأرض بحرج وأجابت ببكاء: من حوالي سنة.


 شعرت بوجهها يلتف للجانب الآخر اثر صفعته صرخ بها: يا بت ال…. بتستغفلينا بقالك سنة ريحة وجية معاه.


 إنهال عليها بالصفـ عات

 دنت منهما وأبعدته عنها بصعوبة  وصرخت به: كفايا يا علي يابني بلاش فضايح البت هتموت في ايدك.


 قالت جملتها تلك وجذبت ابنتها إلى غرفتها تحميها من بطش أخيها  الغاضب أجلستها على الفـ راش وجلست بجانبها ثم جذبتها إلى صـ درها تحتضنها بقوة

 تشبست فرحة بها وتعالت شهقاتها

 أخذت تمسد فوق ظهرها كي تهدء 

وبعد وقت قصير أبعدتها عن حضنها وقالت بعتاب: كدة برضو يا فرحة يا بنتي تخوني ثقتنا فيكي.

 

أجابتها بحزن: انا أسفة يا ماما والله مكنت اقصد

 تابعت بخجل: احنا بنحب بعض بس هو ظروفه متسمحش ما حضرتك عرفاهم.

 

قاطعتها بحدة: واللي بيحب يا بت يعرض حبيبه لكلام الناس حسام ده لو كان بيحبك صحيح كان دخل البيت من بابه وكنا هنقدر ظروفه لكن هو اختار الطريق الأسهل يا حبيبتي.


 ربطت فوق كتفها: قومي قومي اغسلي وشك وانسي الموضوع ده وربنا يرزقك بابن الحلال انتي وأختك.

 

اومأت بخفة ونهضت تنفذ كلام أمها وبداخلها حزن شديد فهي الآن خسرت حبيبها وثقة أهلها واحترامهم لها.

❈-❈-❈


خرجت من غرفة طفلها بعد أن جلبت له بعض ألعابه واتجهت لغرفة الجلوس التقطت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وجلست على إحدى الأرائك الموجودة في الغرفة أخذت تقلب في القنوات حتى توقفت  على قناة شهيرة تعرض برنامج اجتماعي تركت جهاز التحكم فوق المنضدة بعد أن رفعت الصوت استلقت على ظهرها براحة

 لكنها اعتدلت سريعا عندما وصلها صوت المذيعة وهي تقول: 

قضية اليوم التي سنتناولها هي قضية الاغتـ صاب الزوجي ومعانا الدكتورة ندى أنور ستوافينا بكل ما نحتاج معرفتها عن تلك الجريمة لكن بعد الفاصل.

 

تجمعت الدموع في عينيها وهي تتذكر ما يحدث بينها وبين زوجها 

دقائق وانتهى الفاصل اعتدلت وراحت تتابع باهتمام

 

تنحنحت المذيعة وقالت: دكتورة ندى برحب بيكي نورتينا 

ابتسمت بعذوبة:  اشكرك يا نور وسعيدة بوجودي معاكي النهرده 

قالت بجدية: عرفينا الأول يعني ايه اغتصاب زوجي؟ 

أجابتها بهدوء: الاغتـ صاب الزوجي هو اجبار الزوجة على العلاقة بدون رغبتها وتعنيفها للإخضاع لما يطلبه الزوج. 

سألتها بلباقة: عيزين نعرف ايه سبب الاغتـ صاب الزوجي؟ 

أجابتها بعملية:  أسباب كتير جدا من أهمها التربية الجـ نسية الخاطئة بمعنى ان الأب والأم مبيقعدوش يتكلموا مع أولادهم في أي حاجة تخص المواضيع دي فكل واحد بيتعامل مع زوجته وكأنها آلة يفرغ فيها شهـ واته فقط بدون النظر لمشقاطعتهااعرها وأحاسيسها 

 المذيعة: أسفة على المقاطعة يا دكتورة بس بعض الأهالي بيشعروا بالخجل من المواضيع اللي بتخص الحاجات دي 

قاطعتها: ليه بيخجلوا دا حتى لا حياء في العلم مهو احنا بنقول يتكلموا معاهم في نطاق الأدب وميخرجوش عن المألوف.

هزت المذيعة راسها بتفهم 

بينما هي أردفت بجدية: تاني حاجة وهي البعد عن الدين بمعنى إن الشباب اليومين دول بعاد كل البعد عن الدين لأن في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وفي كل الأديان بيقدسو المرأة وبيحترموها ده حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال رفقا بالقوارير 

والمقصود بالقوارير هنا النساء طبعا ده غير تكريم ربنا ليها بسورة كاملة تحمل اسمها وهي سورة النساء

حتى في الانجيل وردت بعض الآيات التي ترفض العنف ضد المرأة.  

تابعت بجدية: نيجي بقى لأهم وأخطر سبب ألا وهو اقبال بعض الشباب على مشاهدة الأفلام الأبا حية ودي بقى كارثة في حد ذاتها لأن العلاقة بين الزوجين بتقوم على المودة والرحمة

 والحجات اللي بتتناولها الأفلام دي بعيدة كل البعد عن الرحمة 

أيدت حديثها: والله عندك حق خصوصا ان الأفلام دي انتشرت بشكل كبير جدا ودي أثرت بالسلب على شبابنا وبناتنا دكتورة هنتابع كلامنا معاكي بس بعد الفاصل الأعلاني…


ابتلعت غصتها واحتضنت جسـ دها بشكل لا إرادي وكأنها بفعلتها تلك تحمي نفسها 

تعالت شهقاتها وهي تتذكر عشق زوجها لها وكيف تغير بعد زواجهما ظلت هكذا تبكي لوقت ليس بالقليل حتى سمعت صوت المذيعة تقول: ورجعنلكم تاني ومعانا الدكتورة ندى أنور 


 مسحت دموعها واعطت تركيزها لما يقال


تابعت أسئلتها: دكتورة طبعا بيبقى فيه آثار سلبية على المرأة بسبب الموضوع ده؟

أومأت بقوة: طبعا يا نور الست بتكون في حالة نفسية سيئة ده غير إنها بتكون عصبية طول الوقت ومع تكرار الموضوع الست بتكره نفسها وجـ سمها 

سألتها بحزن: طيب ايه الحل للخلاص من الموضوع ده؟ 

أجابتها بانفعال: للأسف مفيش حل لأن في أغلبية مجتمعنا العربي بيتعاملوا مع الست على إنها حق مكتسب للرجل يعمل فيها ما بداله وملهاش الحق تشتكي

 

فتح باب المنزل وجد الهدوء يغلف المكن عقد حاجبيه عندما سمع صوت يأتي من غرفة المعيشة اتجه إلى هناك دون أن يتفوه ببنت شفا

 اتسعت عينيه بدهشة عندما سمع كلام تلك المذيعة


يعني ايه يا دكتورة الاغتـ صاب الزوجي ملهوش عقوبات؟ 

هزت رأسها بالنفي وأجابت: للأسف عندنا احنا لا لكن في الدول الأوروبية في عقاب بيوصل للسجن والغرامة

 

أجفلت على صوته الغاضب: ايه الزفت الي بتتفرجي عليه ده يا هانم!


انتفضت من مكانها: ده برنامج عادي يا محمود مالك بتزعق كدة ليه؟

 

دنى منها بسرعة وجذبها من يدها بقوة حتى ارتطمت بصـ دره

 شعرت بالاشمئزاز عندما لفحت أنفاسه بشرة وجهها رفعت يدها لتبعده لكنها فشلت 

تسارعت دقات قلبها عندما أبصرت نظراته التي تكرهها صرخت به: ابعد عني يا محمود انا مش عيزاك.


سحق أسنانه بقوة وحملها وسط اعتراضها متجها بها إلى غرفتهما.

 

كان يلعب بحماس في غرفته لكنه شعر بالفزع عندما استمع لصرخات أمه ركد للخارج يتتبع الصوت حتى وقف أمام الغرفة يدق على بابها بقوة ودموعه تنساب على وجنتيه بغزارة: ماما افتحي الباب.


 أجفل على صوت والده الغاضب: اخخخخخرسييييييي.


 ومن بعدها لم يسمع صوت شعر بالغضب والحقد تجاه والده فهو ظن أنه يضربها 

استدار عائدا إلى غرفته ودموعه تنهمر دون توقف.

❈-❈-❈


في فيلا صبري قطعت غرفتها ذهابا وايابا وهي تلـ عن نفسها على ضعفها واستسلامها المخزي له سحقت أسنانها بغل وهي تتذكر للمرة التي لا تعرف عددها ما حدث بينهما 

ألقت بجـ سدها فوق الأريكة لكنها سرعان ما نهضت وهي عازمة على شيء سيوقفه عند حده أو بالأحرى سيخلصها من تلك العائلة للأبد

 اتجهت إلى المنضدة الصغيرة والتقطت هاتفها ثم بحثت به عن رقمه ضغطت زر الاتصال ووضعته على أذنها 

بعد وقت قصير أتاها صوته المتعب من الطرف الآخر: فريدة انتي اللي بتتصلي بيا بنفسك دا أكيد حلم أو هلوسة من العلقة اللي ادهالي أخو جوزك الهمجي والله مهسيبه.


 قضمت شـ فتيها بتوتر ومن ثم أردفت بتردد: انت عامل ايه دلوقتي؟

 

ابتسم باتساع: بقيت كويس لما سمعت صوتك يا فريدة.

 

تنحنحت بحرج: ألف سلامة عليك المهم انا اتصلت عشان أطمن عليك وعشان كمان أقول لك اني موافقة أديك فرصة.


صرخ بسعادة: انتي بتتكلمي بجد يا فريدة وافقتي نتجوز؟

 

قاطعته بجدية: وافقت نتخطب فترة نتعرف فيها على بعض ولو اتفقنا نتجوز.


قاطعها بلهفة: هنتفق يا فريدتي واوعدك هخليكي تحبيني زي ما بحبك واكتر.


صمتت وهي تفكر بشيء ما 

قاطع شرودها صوته القلق: فريدة انتي رحتي فين؟

 

أجابته بتوتر: معاك بس خايفة عيلة صبري تاخد تالين مني انا استحملت كل اللي حصلي عشانها.


قاطعها بثقة: ما تقلقيش هنلاقلها حل دي بس انتي وافقي.

 

قالت باندفاع: وأنا موافقة.

❈-❈-❈ 


حل المساء على الجميع 

في فيلا عواد عاد منهكا من العمل لقد كان لديه أكثر من اجتماع يخص العمل 

بحث بعينيه عن ابنته ومربيتها لكنه لم يجد أحدا صعد الدرج بتثاقل متجها إلى غرفتها وعندما اقترب من الباب استمع إلى صوت ضحكاتهما تملأ الأرجاء ابتسم براحة ثم طرق على الباب لكن لم يأتيه رد أدار مقبض الباب وولج 

تسمر في مكانه عندما أبصرها أمامه بدون حجاب وترتدي منامة بيتية مريحة وشعرها الحريري الذي يشبه سواد الليل منسدل بعشوائية على وجهها وكتفيها 

راح يتأملها بإعجاب استفاق من شروده بها على صوتها الغاضب وهي تلتقط حجابها من على الأرض وتضعه بعشوائية على رأسها:  انت ازاي تدخل علينا كدة مش تخبط!

 

رفع أحد حاجبيه وأجاب وهو يفتح ذراعيه لابنته التي لبت دعوته بصـ در رحب وركدت بين أحضـ انه:  والله دي أوضة عشق مش أوضتك وبعدين انا خبط بس انتو اللي كان صوت ضحككم عالي مش ذنبي انكم ما سمعتونيش.

 

تضايقت من بروده وقالت باستفزاز: طيب المرة الجية ما تبقاش تدخل من غير اذن عشان انا محجبة تمام.


 تابعت وهي تتجه للخارج: خليك بقا مع بنتك لحد ما اروح أصلي واجيبلها العشا واجي ماشي.

 

اتسعت عينيه بدهشة فتلك الصغيرة تتعامل وكأنه هو الذي يعمل لديها وليس العكس 

ابتسم بخفة ثم راح يداعب شعر ابنته التي ما زالت بين أحضـ انه وقال بحنان: حبيبة بابي عملت ايه انهرده؟


ابتعدت عنه بسرعة وراحت تقص عليه ما فعلته هي وشمس بحماس شديد.

❈-❈-❈


بينما في فيلا صبري

 استلقى على فراشه بتعب من كثرة التفكير فهو يحبها لا بل يعشقها منذ زمن وهي لا تشعر به كان يظن انه عندما يرتبط بأخرى ستنسيه إياها لكن هيهات فكلما جلس معها يقارن بينها وبين فريدة رغما عنه  أيقن أن حب تلك المرأة موشوم بداخل قلبه لا يمحيه إلا الموت 

تذكر منذ عدة ساعات عندما تركها وذهب هاتف مرام ليصتحبها لتناول الغداء كي يخرج من تلك الحالة التي اعترته بقربها منه فرحبت على الفور 


عودة إلى وقت سابق

جلس في أحد المطاعم الفخمة ينتظرها لمحها تتهادى في فستان وردي أنيق يبرز منحنياتها بسخاء ظل يتأملها قليلا هي جميلة ورقيقة لكنها لا تشبه فريدته في شيء فهو يعشق التزامها وتمسكها بفرائد دينها على عكس أفراد عائلته فهو لم يتذكر مرة أن رأى والدته تصلي حتى في رمضان كانوا يصومون دون صلاة 

استفاق من شروده على صوتها الناعم: اتاخرت عليك يا دومي؟

 

هز رأسه بالنفي 

دنت منه ثم طبعت قبـ لة طويلة على إحدى وجنتيه  وعادت تستقل المقعد الذي يقابله 

سألها بلباقة: تحبي تاكلي ايه؟


أجابته بدلال: هاكل اللي هتاكل منه يا بيبي.


أشار للنادل الذي أتى على الفور وأعطاه أسماء أصناف بعض الطعام

 دون النادل ما قاله له وانصرف

وضعت يدها تحت ذقنها وراحت تتأمله بإعجاب سافر فلطالما أعجبها

لاحظ تحديقها به فتنحنح بخشونة وحاول أن يفتح معها بعض المواضيع لكنه لم يستطع فهو شعر بالملل من وجوده بجانبها 

وبعد وقت قصير جاء النادل بالطعام تناولاه في صمت ومن ثم اتجها للخارج 

تعلقت بذراعه: ها هتوديني فين بقى؟

 

زفر بحدة: هروحك.

 

رمقته بحزن: ليه يا دومي انت مش قلتلي هنقضي اليوم مع بعض!


أجاب وهو يفتح لها باب السيارة: معلش كان عندي معاد ونسيته خالص


أومأت بحزن وتابعا طريقهما في صمت.


عودة للوقت الحالي

زفر بحزن فهو يشعر بالذنب تجاه مرام يعلم مدى عشقها له لكن هو قلبه مع من حرمت الراحة  عليه وسرقت النوم من عينيه

ظل يفكر هكذا حتى الصباح.

❈-❈-❈


في منتصف النهار في شركة عواد

طرق باب مكتبها وولج وجدها منكبة على بعض الأوراق تراجعها باهتمام 

تنحنح بخشونة كي تنتبه لوجوده 

لكنه لا يعلم بأنها لاحظت وجوده منذ ولوجه مكتبها فهي تعرفه من رائحة عطره الذي رغم بساطته  تعشقه 

كبتت ابتسامتها عندما شعرت بتململه فوق المقعد يبدو أنه تضايق من تجاهلها له كاد أن ينهض لكنها أوقفته بصوتها الناعم: استنى يا يوسف.

 

رفع أحد حاجبيه بدهشة: يعني عرفة ان أنا موجود!

 

أومأت بخفة: أيوة طبعا.


سألها بحيرة: طيب ازاي وأنتي ما رفعتيش وشك من على الأوراق اللي قدامك!


وقبل أن تجيب انفتح باب المكتب بعنف وولجت هي بأناقتها التي تخطف القلوب اتسعت ابتسامتها عندما أبصرته أمامها ينظر إليها بتمعن

قاطع نظراتهما صوتها الغاضب: ايه يا أروى كام مرة اقولك تخبطي قبل ما تدخلي.


ابتسمت ببلاهة: sorry لارا حبيبتي.

 

زفرت بضيق وصمتت 

أجفلت على صوتها الناعم: ازيك يا جو يا رب تكون كويس


 قالت كلماتها تلك وهي تمد يدها له 

وقبل أن يرفع يده فوجئ بلارا تصافحها بدلا عنه وهي تقول باستفزاز: معلش يا أروى يا حبيبتي مبيسلمش على ستات.

 

أومات بتفهم: ايوة مهو ده اللي عجبني فيه.

 

سحقت أسنانها بغضب ثم أشارت له: اتفضل على مكتبك يا بش مهندس دلوقتي هخلص مع أروى وهبعتلك.


أومأ بالموافقة وخرج تحت نظرات أروى الهائمة ونظرات لارا الحارقة

استدارت لها وقالت بعصبية: اسمعيني يا أروى يوسف ده خط أحمر ابعدي عنه أحسنلك يوسف يخصنيي فهمتي أقولها لك من الآخر انا بحبه

يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة