رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 25 - 1 - الأحد 7/1/2024
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر يوم الأحد
7/1/2024
❈-❈-❈
الليل طويل وشاق على من يجلس بين محرابه يتفكر في أمور قلبه
مؤلم لمن يجاهد حتى يفلت من أشباح الهجر والفراق التي تتربص به
كل من في الكون قد
غفا وفقط نبضاتك هي من تعلن لك أن الأمر قد فاق التحمل فلا أحد إلى جوارك يخفف عنك حرمانك ولا يد حانية تربت على أوجاعك
جدران صقيع تحيط
بعظامك والسكون الأخرس ينال من هدوئك
وأنت أنت هناك وحدك
ولا شيء سوى عذاب ذكريات كل ما تخشاه أن تكون هي فقط من أمتلكتها من قصة أحزانك، وديعة جمر
تكمل بها الحياة
(في مكتب سليم وحاتم)
حاتم:
_طيب أحنا في أزمة فعلاً با سليم
سليم وهو ينظر له في عمق وقد فهم ما يرمى له ولكنه قال في هدوء:
_أزمة ليه؟ أنا شايف أن احنا محظوظين يا حاتم ولا أي؟ يعني ترسى علينا احنا من بين كل شركات مصر الهندسية والثقة فينا تتحط علشان نكون أحنا موضع ثقة علشان تنفذ مشروع اسكان في دولة عربية وتسمي دا أزمة؟ دا أنت متشاؤم اوي وكمان سوادوي
حاتم وهو ينظر له بحذر:
_بصراحة كدا يا سليم أنا مش هقدر اسافر ميادة حامل وفي الشهر الأول وممنوعة من الحركة نهائي واهلها في الامارات زي ما أنت عارف، والطفل دا احنا منتظرينه من سنين بعد لف على دكاترة مصر كلهم، مش هعرف اسيبها وامشي
ومش مقدر اعمل كدا، مش هعرف اركز في شغلي ولا هعرف أوزن الأمور كويس انت فاهم الوضع اللي أنا فيه أنت أقرب حد ليا في الدنيا
سليم وهو يهز رأسه علامة الموافقة:
_فاهم وعارف يا حاتم، علشان كدا بقولك خليك أنت هنا وباشر المكتب
انا اللي هسافر
ظهرت بوادر الارتياح على وجه حاتم ثم ابتسم وقال في لهجة تحمل صيغة الدهشة:
_بجد يا سليم!؟ بجد!؟
نهض سليم من مكانه ثم وقف أمام إحدى التصميمات الهندسية وقال:
_ أنا محتاج أسافر ، زي ما قلت لك يا حاتم الفرصة اللي جت للمكتب فرصة حظ، وأنا سبت لك المكتب فترة كنت انت فيها ونعم الشخص الأمين جه الوقت اللي لازم أنا اتحمل مسئوليه المكتب
حاتم وهو ينظر له في عمق:
_ متأكد انك عايز تسافر!؟
لم يجب سليم فقط نظر له وابتسم مما دفع حاتم أن يكمل:
أنا عارف أنك هتثبت مكانتنا هناك
دهشة حاتم من موافقة صديق عمره على فكرة السفر تلاشت بعد أن أخبره سليم أنه في حاجة إلى السفر، واكتفى حاتم بتلك الكلمات، أما سليم فقد شعر برغبة عارمة في الانغماس في العمل فكرة أن يقتل الوقت في بناء نفسه
والعودة إلى إثبات الذات في أي مكان يتواجد به
ما يحتويه القلب لن تقضي عليه المسافات
واي مكان لا تتواجد به نهال هو غربه وليس وطن وجود الأحبة دفء وبعادهم ضياع وما يعانيه هو في بعادها عنه هو غربة خاصة وهو غير قادر على تحمل المزيد من الأوقات وهو في حيرة من أمره هل سوف يعود كل شيء كما كان؟ أو عليه أن يتحمل فكرة أن يكمل وحده الحياة، أن تستمر الأيام باردة خاوية باهتة الالوان ويكمل حياته دون نهال؟
في تمام الساعة الثالثة عصراً كان سليم قد عاد أخيراً إلى منزله، لا شيء سوى الصمت والفراغ، خلد إلى النوم بعد أن اجهده قلة الحصول عليه، واستيقظ بعد اربع ساعات في تمام الساعة السابعة مساء، جلس قليل في المرسم الخاص به وقد فقد رغبته الكاملة في رسم اي شيء منذ أن رسم وجه نهال، اكتفى بمشاهدة اللوحات القديمة وتذكر بعض الأوقات التي ضمتهم سوياً رغم قلتها ولكن مجرد ذكرها يدفيء
قلبه ويجعل السعادة تتسرب إلى ذاته المظلمة
فتنير قبس من نور في حناياه وتروي ذاته الظمأه لها، هل من الممكن أن يكون جواب نهال هو الانفصال التام عنه؟
هل يمكن أن تعتاد نهال
الأيام في غيابه؟ هل حقا خطأ واحد يكفى أن نقطع به وصال المحبة؟
لماذا لا يمكننا في بعض الأوقات الغفران للأحبة؟
الملائكة لا تسير على الأرض والحب لا ينبت
على الأشجار الحب نبته
تنبت بين النبض، تتشعب بين الحنايا،
نسقيها الحب والاهتمام
فتزهر بين الوجدان، تتذوق جوارحنا معاها مذاق الهوى الذي يملأ
كياننا شغف ويجعلنا نرى الكون مضيء وتعطي النفس روح وسكينه، نظرتنا إلى الحياة وجمالها فقط هي من خلال الأحبة،
ويصبح الكون فارغ دونهم فارغ وموحش ومعتم وقاسي قاسي
وأقرب إلى العدم
منه إلى الحياة
دون وجود من نحب
في الجوار
قام سليم على اتصال هاتفي بمراد وطلب منه الاذن في زيارة مسائية، ثم حمل قفص العصافير الملونة الخاص ب نهال
واستقل سيارته في طريقة إلى فيلا مراد
مراد وهو يلقى أوامر إلى إيفا:
_في صيف هيجي البيت هنا بليل
إيفا وقد تعجبت من كلمات مراد فالمنزل نادر جدآ في استقبال الضيوف، وإذا حدث وتم استقبالهم ف مراد لا يعبأ كثير بأخبار ها عن هذا الشأن، هو فقط يكتفى باستقبال الشخص بضع دقائق في مكتبه وينتهى الأمر لهذا كان على إيڤا أن تسأله عن الفترة التي سوف يمكثها الضيف في المنزل :
_ضيف!؟ ضيف على العشا؟
ومع دهشتها من جوابه:
_ايوا من المستحب يكون في عشا
نظرت له إيڤا في حيرة ثم قالت:
_ضيف على العشا!؟ هو سليم جاي هنا الللية؟!
نظر لها مراد بطرف عينيه ثم قال في لهجة تحذير:
_تخمينك صح يا إيڤا بس مش عايز فوضي في الكلام
نظرت له إيڤا في عتاب حقيقي ثم تابعت:
_أنت عارفني كويس أوي يا مراد بيه، مافيش فوضى في كلامي الكلام اللي من القلب مش بيكون متزوق ولا مترتب وإذ كان على سليم رغم أن كنت مستتقله دمه اوي أول ما عرفته بس الشاب دا انا عارفة زي ما انت عارف أنه شاب كويس، وأمور الضيافة هتكون على أكمل وجه هنا زي ما كان بيستقبلنا كويس هناك
مراد وهو ينظر لها في هدوء:
_أنا بس مش عايزك تضغطي على نهال أو توجيهها ل حاجة هو دا كل اللي أنا عايزه
تنهدت ايڤا في هدوء ثم تابعت:
_ أنا بحكم العشرة والسنين اللي قضتها هنا مش يعتبر نهال غير بنتي ، أيوا بنتي اللي ربتها، واللي وجودي في البيت دا علشانها هي قبل ما يكون علشان حد تاني
صمتت إيفا ثواني ثم أكملت:
ولو قلت لك أن بسبب نهال تتكلم وتعبر عن اللي جواها علشان تعرف هي عايزة اي؟ نهال امها سابتها ليا من سنين من غير اخت من غير أخ ولا قريبة تكون جنبها نهال اكتفت بيا أنا في حياتها وأنا خلتها هي جزء كبير اوي من حياتي
خلتها أهم من عيالي كمان، علشان كدا عايزاها سعيدة وأنا عارفة أنها لو كتمت مشاعرها جواها هتحزن اكتر من كدة،
أوقات كتير بيبقي اللي تاعب نهال هو سكوتها
لأنها محتاجة حد
تتكلم معاه، علشان كدا بشجعها أنها تقول
علشان تفهم هي عايزة اي؟ لأن مش كل الأوقات احنا محتاجين اللي يحذرنا ولا احنا محتاجين الاعتذار قد ما احنا محتاجين شخص يسمع بس حد يسمع ويطمنا أنه فاهم اللي احنا حاسين بيه