-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 31 - 1 - الخميس 18/1/2024

 

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الخميس

 18/1/2024

❈-❈-❈



اقترحت ايڤا على  نهال و سليم أن ينالوا قسط من النوم، لأن الإجهاد وفرط التفكير يظهر على وجه نهال، ولم تعترض نهال شعرت بحاجة إلى الانغماس في ماء دافئ 

وما زاد من رغبتها في هذا الأمر أن سليم في المنزل، لا خوف قائم عليه، لهذا صعدت الى غرفتها و تكاثرت أفكارها مع الماء واختلطت به فأصبح سياط تضرب جسمها في قوة مما دفعها إلى البكاء جعل كل ذرة من كيانها تشعر بالألم ، مشطت شعرها ولفت ذاتها بروب قصير ووضعت ذاتها بين الشراشف وهي تريد أن توقف تلك الهزة و الارتجاف الذي سيطر عليها ولا تعلم هي كيف غفت ولا كم من الوقت مضى وهي تغط في نوم مليء ب سحابات سوداء 

تشعر كيانها كله بالمرض 

ولم تنتبه إلى إيڤا التي 

اقتحمت غرفتها مرات خمس بين الساعات لتشاهد ها وهي نائمة وتبلغ  سليم بهذا الأمر 

حتى ينام الشاب أيضاً

وقالت وهي تضع يد على كتفه:

_أنت محتاج تكون بكرة فايق للكلام اللي هتسمعه من المحقق وكمان فايق لكلام اللي هتقوله 

ولم يعترض سليم كثيراً

فقط ألقى التحية على 

مراد في التاسعة مساءً

وهو يرغب في أن ينال الجميع النوم الهادئ

لأن تفكير الجميع في المنزل متوتر ويملئه القلق والخوف لهذا 

أراد لهم هم أيضاً

ما يريدونه له قليل من النوم، رفض أن يتناول العشاء رغم  الحاح  ايڤا 

ودلف إلى الغرفة المجهزة له وأجرى واحد فقط من  الاتصالات مع حاتم وأخبره  كما أكد عليه مراد أن السفر قد فرض ذاته بعد وفاة أحد من أقارب الأم ولم يستمر في المحادثة طويلاً

فرد جسده على الفراش 

في الغرفة المهيأه له 

التي حرصت ايڤا على وضع الروائح العطرية في زواياه وتغيير ستائرها و القاء شرشف جديد على السرير، ومع السكون وعدم الحركة 

فرض النوم سيطرته على جسد سليم ف غفا ساعة واحدة فقط من الزمن، وأستيقظ على دقات الساعة الضخمة في الصالة في منتصف الليل،شعر ب الممل والضجر وربما تغيير المكان هو ما يزعج ذاته 

 

مما دفعه أن يخرج إلى الحديقة ويجلس في الهواء  الرطب بين الزهور 



أستيقظت نهال فجأة 

كانت تظن أن النوم قد غلبها و سليم قد رحل مع الآخرين إلى النيابة لهذا 

قامت بالنداء على ايڤا مرة واحدة ثم هبت من الفراش ونظرت إلى النافذة و تنفست الصعداء وهي تنظر إلى النافذة وتراقب الليل المعتم الفجر لم يبدأ بعد الفجر لم يهتك ستر الليل 

النور لم يبزغ إذن لا زالت 

اللحظة الراهنة تفرض قسوتها على الجميع 

خرجت إلى الشرفة وشاهدت سليم وهو يجلس في إحدى الزوايا 

كان ظهرة مواليا لها 

دلفت مرة ثانية إلى غرفتها وارتدت بيجامة سوداء ثم هبطت إلى أسفل لامس العشب الندي قدمها الحافية وانتبهت نهال في تلك اللحظة أن قدمها عارية 

فتوقفت لحظة في حين شعر سليم بوجودها في المكان فادار وجه نحوها 

وتبادل كل منهم نظرة ود 

وشوق ولهفة أقترب منها في هدوء ثم وقفت في مواجهتها تماماً دون أن يتحدث، الهواء يهز اوراق الشجر والنجوم مثل لؤلؤ متناثر في صفحة السماء السوداء والقمر يضحك صاخباً ويتواري خلف السحب من هول ما كشف عن ليل العشاق 

فرد سليم ذراعه ولم تفكر نهال طويلاً لفت ذاعيها حول عنقه وأحاط يده ب خصرها وجذبها إلى صدره في حنان ثم همس في اذنها:

_وحشتيني 

كانت نهال تستمع إلى صوت نبض قلبها يكاد يضج يخترق سكون الليل وسليم يمرغرغ رأسه في عنقها في رفق وكأنه يريد أن يدفن ذاته بداخلها ونهال قد تشبثت 

به كل خوفها أن يسلبها أحد سليم كل ما تخاف منه أن يمسه سؤء وهي يعي جيداً  مخاوفها وأفكارها أين تذهب؟ وفي أي شتات تحط؟ 

لهذا أبعدها عنه في هدوء وهو يشعر بأنفاسها 

الحائرة على وجهه وقال:

_قلت لك متخافيش 

نهال وقد نظرت له في خجل:

_ازاي مخافش عليك؟ يعني أخاف على مين 

سليم وهو يجذب يدها في هدوء ويجلسها على مقعد إلى جواره:

_خلاص كلها ساعات وكل اللي بيخوفك يخلص 

همسات في رفق:

_يا ريت  

تمتم في صوت منخفض به لهجة تأكيد :

_يعني هنقول ساعتين تحقيق ولا أربعة وبعد كدا نروح بيتنا 

لم تجب نهال في حين قال هو في لهجة عتاب:

_هنروح بيتنا ونرجع ل حياتنا تاني كفاية عذاب لحد كدا 

هزت رأسها في علامة الموافقة وقالت:

_خلاص يا سليم أوعدك أول ما التحقيق بكرة يخلص  نروح سوا 

تنهد في ارتياح وقال:

_ وأنا هاستنى ل بكرة يا نهال علشانك وعلشان ميبقاش أي حاجة بتعمليها تحت ضغط خوف أو فرض 

نهال وهي تنظر له في ود:

_عمري الحب ما كان فرض يا سليم الحب احتواء

أعقب سليم:

_انا بس مش عايزك تعملي اي حاجة وفي جواك ذرة ضغط 

نهال وهي تخفض عينيها خجل:

_هو خوفي عليك ضغط على مشاعري علشان أستجيب؟!  لا يا سليم المشاعر دي مش وليدة لحظة تأنيب ضمير 

سليم:

_كدا يبقى الوقت فعلاً اللي فات خلى كل حاجة صافية بينا وهو دا الوقت الصح اللي هنرجع فيه ل حياتنا أنا قد ما تعبت الأيام اللي فاتت قد ما ارتحت دلوقت خلاص مش هيكون في أي أثر لأي حاجة في الأيام الجاية من الموقف اللي حصل وكان هيفرقنا 

تنهدت نهال وقالت:

_اللي بيحب بيدي فرصة تانية وأنا قلبي وعقلي استقروا خلاص 

سليم وهو يلمس بيده عنقها:


_وأنا اوعدك اني احافظ على الفرصة دي 

ثم قال وهو يكمل النظر لها:

نفسي بكرة يجي ويخلص بسرعة  علشان نكمل حياتنا في بيتنا

ولكن نهال لم تجب فقط اومأت برأسها علامة التأكيد أيضاً على الأمنية التي يريدها سليم وقلبها يرتجف في خوف لماذا لا يأتي الصباح سريعاً؟ لماذا لا تترفق بها الهواجس؟ كل ما تشعر به هو الألم والخوف والفزع على سليم 

نظرت إلى وجه ودق قلبها في عنف وهي ترجو الله أن يحفظ لها الإنسان الذي أحبته الشخص الذي اختار قلبها وعقلها أن تمضي معه الحياة وما تبقي من العمر 

الذي تعلم معه القلب أبجديات الهوى رغم فترة قصيرة عاشتها معه ولكن الهوى بكل ما يحمله من عجائب وغرائب قرر أن يضم سليم ونهال في قاموس العاشقين وقرر أيضاً أن يثبت أن قاعدة الغرام خاضعة إلى التبدل  في سرعة من خانة الهوى المزيف إلى خانة الهوى الحقيقي بثبات 


حين يكون الهوى لمن يستحق ومن يصمد في 

معارك الغرام، غرام النضج يعلمنا في مرونة 

أن هناك فرق بين الحب الصبياني والتعود وزهوة الاشياء البراقة الخداعة 

حين يذيبها في سهولة 

حتى تختفي من أمامنا 

وتبقى فقط الأشياء الحقيقة نلمسها بكل جوارحنا حتى ندرك

أن ما تم وقدر كان من أجمل المنح التي وهبنا لها الله 


أتى الصباح أخيراً وأصرت نهال على مرافقة سليم رغم اعتراضه وكذلك ايڤا ومع كثرت الصياح والضجيج 

وافق مراد وسليم على الأمر ولكن مع شرط سليم أن يكون هو فقط مع المحامي في لحظة الدخول في سيارة المحامي ويأتي الجميع بعد هذا

الصفحة التالية