-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 27 - 1 - الأربعاء 24/1/2024

  

    قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السابع والعشرون 

1

تم النشر يوم الاربعاء

24/1/2024




ـ تمارا تبقي اختي؟؟ 


توقف " بيجاد " عن التنفس وهو ينظر لـ " شريف " بشك، اقترب منها وكاد أن يتحدث ولكن قطعه " شريف " بسخرية  :  


ـ ايه يا بيجاد ما ترد عليها تمارا فعلا اختها؟؟. 


نظر له بحده جعله يتوقف عن السخرية، فـ " بيجاد " ليس قليل ابدا، فهو إذا وضع شخص برأسه سوف يجعله يرى الجحيم بحد ذاته، فـ الكل يخاف منه ومن عداوته، لذلك توقف عن السخرية وصمت حتي لا يموت من يـ ـد هذا الشخص القاسي  . 


اقترب من " شريف " الذي عاد خطوة إلى الخلف كان يظن انه سوف يضربه ضرب قاسي ولكن تفاجئ حين هتف " بيجاد " بحده  :  


ـ بره، بره يا شريف  . 


ختم جملته واسرع علي الفور يخرج، فهذا ليس الوقت المناسب لتجادل مع " بيجاد "، فهو في هذا الوقت غاضب ولا يريد أغضبه أكثر من ذلك حتى لا يتأذى  . 


رأي "  شريف " يغادر المكتب أمام مقلتيه التي تخرج الغضب ليس إلا وبعد ما خرج نظر الي " سلا " وجدها ضائعه، تائهه لا تعرف أين يمكنها أن تذهب الأن! 


كيف تمارا شقيقتها..! 


ولما والدها يخفي الأمر عنها  ..! 


نعم فهي تشك منذ البداية أن في شئ بين والدها  و " تمارا " ولكن لم تتخيل ابدا أن هذا الرابط بين أب وإبنته. 


يا إلهي كيف يمكنها التصرف الأن، فهي تشعر بنغزه في قلبها تؤلمها وبقوة، فهي كانت تتمني طول حياتها بـ شقيقة تذهب معها أينما كانت، وتشاركه بكل شئ، كانت تبحث عن الامان وكانت امنيه حياتها شقيقه  . 


ويوم ما الله سمع امنيتها وجدتها قد فارقت الحياه..! 


اجتمعت غيوم بداخل عينيها، فـ شقيقتها قد ابتعدت عنها وعن شقيقها حتى انحرمت باقصي حقوقها  . 


كيف حدث ذلك؟ 


ولما والدها يخفي الأمر عنهم ولا يريد التحدث. 


عليها أن تواجه والدها اولاً وتعرف ما الذي جعله يخفي الأمر وهذا الأمر صحيحاً أما لا. 



كانت سوف تغادر من أمام " بيجاد " ولكن توقفت حين " بيجاد " امسك يـ ـدها وهو يهتف بهدوء  :  


ـ رايحه فين يا سلا؟ 


نظرت له بحده وهتفت بعصبيه وقد طفح الكيل من الأفكار التي تروضها وبقوة  : 


ـ رايحه اعرف من بابا الكلام ده صح ولا لا  . 


ـ الكلام صح. 


توقفت عن الغضب وتوقفت انـ ـفاسها السريعة التي تدل على أنها غاضبة وبشدة ونظرت له بصدمة، كيف قال هذه الكلمه بكل تلك البساطة فهو كان يعرف بالأمر..! 


كان مازال يمسك يـ ـدها بحنان ولكن تركت يـ ـده بقوة وبحده وهي تهتف بصدمة  :  


ـ هو ايه اللي صح يا بيجاد؟ . 


نظر بداخل عينيها وجدها مليئة بالهزائم، وجد دموع مليئة بالخذلان عالقة على وجنتها، رفع يـ ـدها وهو يزيل تلك الدموع ومازال ينظر بداخل عينيها  :  


ـ تمارا فعلا اختك من الأب  . 


خفق قلبها بشدة حين هتف " بيجاد " هذه الجملة، ابتعدت عنه خطوه حتي تبعد يـ ـده على وجنتيها وهي تهتف بحيره  :  


ـ ازاى اختي يعني؟  ، اكيد في حاجه غلط، ولو هي اختي ليه بابا فعلا خبي حاجه زي كده، ليه يا بيجاد، اكيد في سوء تفاهم   . 


أغمض عينيه وهو يهتف بنبرة هادئة فهو كان لا يريد أن تجئ هذه اللحظه هكذا، كان يريد والدها أن يبلغها بالأمر حتى يكون الأمر سهلاً عليها ولكن جاء الوقت بما تشتهي السفن وعلي يـ ـد " شريف "  :  


ـ ابوكي عمل كده عشان مصلحتكم هو كان هيبلغك قريب بس  … 


صمت ولا يعرف التحدث ابداً كانه طفل صغير يتعلم الحديث من الجديد، شعر أن كل الحروف والكلمات هربت منه  . 


اقتربت منه بعصبيه وهي تهتف بغضب وتدفعه الي الامام  :  


ـ بس ايه يا بيجاد، بس ايه، بابا مقاليش ليه ان عندي اخت، انت كنت عارف وساكت وحتى مجتش تقولي!  . 


امسك يـ ـدها التي كانت تدفعه به بيـ ـد وهو ينظر لها هو الآخر بهدوء ويهتف بنبرة صادقة  جاءت من قلبه  :  


ـ مكنش ينفع اقولك يا سلا  ، مكنش ينفع عايزني اقولك ايه، عايزني اقولك أن تمارا بتكون اختك، انا كنت هقولك، ولله كنت هقولك، بس انا وعد ابوكي أن مقولكيش ولا افتح الموضوع ده معاكي، وعدني هو اللي يفتحه معاكي ومع مازن، عشان كده سكت، وانت عارفني اني لما بوعد بنفذه وانا اديته كلمتي أني مش هقولك،واستنيته يقولك انتِ ومازن   . 


ابتعدت عنه وهي تنظر له بصدمة، لا تصدق حد الان ان " تمارا علام " تكون شقيقته من نفس الأب، ما الذي يحدث بحق الجحيم  . 


كيف والدها خفي الأمر عنها وعن شقيقها كيف!  ، كيف فعل هذا بها وشقيقها حتى بشقيقتها " تمارا "  ! 


ـ يعني انت كمان كنت عارف ومقولتليش؟ 



اقترب منها وهو يهتف بهدوء ولكن مقلتيه كانت تخرج الخوف، خوفاً عليها أن تتأذى بتلك الحقيقة  :  


ـ سلا انا فهمتك وقولتلك ايه اللي خلاني  مقولكيش، انا وعد ابوكي افهمي  . 


هتفت بعصبيه وعينيها تخرج منها الحده فقط  :  


ـ وعد ايه اللي يخليك متقوليش ان عندي اخت، وعد ايه تبعد اختي عني وانت بابا، انهي وعد بتتكلم عليه؟  ، انا مش مسامحك يا بيجاد مش مسامحك   . 


ختمت جملتها وركضت وتركته ينظر الي اثرها بصدمة وبعد اقل من الثانية ركض خلفها، خرج من الشركه وجدها تقود السيارة، ناده بأسمها كثيرا ولكن لم تسمع ولم تدري بما يحدث حولها  . 


نظر إلي الحرس الذي كان بداخل سيارتهم ونظر الي سيارة " سلا " وبالفعل فهموا نظرته واتبعوه سيارتها مثل ما قال رئيسهم  . 



أما هو 


ركب سيارته وهو يهتف بوعيد  :  


ـ ورحمه امى مش هسيبك يا شريف المره دي، المره دي هقتلك بأيدي  . 


ختم جملته وغادر على الفور يستعد للانتقام من " شريف " 




 ❈-❈-❈


دخلت " صباح " غرفة إبنتها وهي تفكر سر هذه النظرات التي كانت بين " مالك " و " فريدة " و" بيجاد " فـ بالتأكيد شئ حدث ما لـ ثلاثتهم  ، فكل واحد يتصرف بغرابة مع الآخر، هي متأكدة أن في شيء حدث لم تعرفه ولكنها سوف تعرفه بكل تأكيد  


وجدت " جميله " والدتها تنظر بشرود وتفكر في شئ لم تعرفه، جلست نصف جلسه علي الفراش وهي تهتف بحيره  :  


ـ مالك يا ماما؟، بتفكري في ايه  ؟  . 


افاقت من شرودها علي صوت إبنتها وهي تهتف بحيره  :  


ـ في حاجه حصلت بين بيجاد وفريدة ومالك وانا معرفهاش بس هعرفها بس ايه هي الحاجه دي  . 


صوبت نظرتها نحو والدتها بدقه وهي لم تفهم شئ عن الذي قالته ابدا  .


ـ أنا مش فاهمه اي حاجه يا ماما ، قصدك ايه اللي بينهم مش فاهمه ؟ .


بينما أكملت بحيره أكثر وهي تنظر له بغير فهم :


ـ وايه اللي يخليكي تقولي كده  .


وقفت وهي تذهب إياها وإيابا وهي تهتف بحده  : 


ـ انتي مشوفتيش بيجاد كان متجاهل فريده ازاي ، و مالك كان بيبص على فريده كأن في حاجه بينهم هما التلاته مفيش حد يعرفها غيرهم ، بس هعرفها ، هعرفها قريب  ، وقريب اوي  .


توترت ملامح "جميلة " حين نظرت إلي والدتها فـ إذا وضعت والدتها شئ برأسها سوف تنفذه بأي شكل أو طريقة من الطرق  .

❈-❈-❈



وقف سيارته أمام المشفى وهي نظرت بحيرة له والي المشفى وهتفت بحيره وهي تنظر له  : 


ـ ايه اللي جابنا المستشفى  .


نظر لها بسخرية وهو يهتف بحده متجاهلا حديثها الذي كان منذ قليل  : 


ـ انزلي من العربيه  .


نظرت له هي الأخرى بحده وهتفت بعناد واضح على نبرتها  : 


ـ مش هنزل من العربية غير لما تقولي هندخل المستشفى ليه  .


نظر لها بحده وهو يهتف بعصبيه مكبوته يحاول ويحاول أن يصمتها حتى لا تخرج عليها  : 


ـ أنتِ لسه بتسالي ؟؟ ،فريده انا على اخري منك ، متنسيش نفسك يا فريده ومتنسيش أن مالك تحت ايدي وممكن افرمه في أي وقت ، في بلاش تعصبيني أكتر من كده ، وبالنسبه انك هربتي من البيت وعرضتي ابني للخطر ، حبيب القلب اتضرب النهارده لحد ما كل حته في جسـ ـمه بتتكسر وده عقاباً ليكي ، فـ بلاش تعانديني أكتر عشان كل ده حبيب القلب بيتعاقب عليه  .


خرجت من السياره بعصبيه ودفعت مرآب السيارة بحده مما أصدر صوت عالي ومزعجاً أيضا  .


خرج من السيارة هو الآخر وهو يمسك يـ ـدها كانت ستدفع يـ ـده بعيداً عن يـ ـدها ولكن هو هتف بقسوه بصوت منخفض  : 


ـ متخافيش انا مش ماسك ايـ ـدك عشان بحبك ولا الكلام اللي مصوره عقلك  ، أنا ماسك ايـ ـدك عشان متهربيش تاني  .


هتفت هي بحده وهي تتجاهل أن تنظر له  : 


ـ و أنا مش ههرب  .


نظر لها نظرة لم تفهمها جيداً ولكن نبرته كانت مليئة بالسخرية  : 


ـ مش واثق فيكي  .


شعرت بالضيق يستولي على صـ ـدرها وهي تشعر بالذنب أنها وصلت علاقتهم الي هذا الحد ، فهي كانت لا تريد ذلك أن يحدث ولكن الأمر ليس بـيـ ـدها فهي تُحب " ياسر " كل هذه الأمور حدثت معاها نتيجه تلك الزيجة التي لم توافق عليها أبداً ، والأن تحمل في احشائها طفل لم تريده ، ولكنها مضطرة  ، كل ذلك ومضطره وهي قد أتعبت ، فهي لا تريد أن تفعل شئ مضطرة به ، تريد أن تفعل شيء بإرادته هي ولو لمرة واحدة ولكن هذا كثيرا عليها أيضا  .


دخلوا الى المشفى ، و  بعد مرور من الوقت دخلوا إلى الطبيبة النساء  ، دخلت إليها وكشفت عليها وبعد مدة خرجت لـ " مالك " الذي كان ينتظرها  .


جلسوا أمامها على المكتب وهي تنظر لـ " مالك " وتهتف برسميه  : 


ـ مفيش اي حاجه خطيره علي المدام ، بالعكس مدام فريدة وابنها كويسين جدا ، وكل شهر أنا هتابع مع مدام فريدة ، عشان نتطمن عليها وعلى البيبي  .


واقف " مالك " هو  وفريدة " وصافحها وبعد ذلك خرجوا وتركوها  


خرجوا من المستشفى وركبوا سيارتهم  ظلوا صامتين وكل واحد منهم يفكر هل هذا الذي فعلته صحيح أما لا ..!



الصفحة التالية